الأردن.. الأمن يستعيد السيطرة على “معان”

سكاي نيوز عربية
استعادت قوات الأمن الأردنية السيطرة على منافذ مدينة معان في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بعد أن تمكنت من فض المتجمهرين بالقوة، حسبما أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية”.
وشهدت المدينة الواقعة جنوبي الأردن أعمال عنف بدأت في جامعة الحسين بن طلال، وتجاوزتها إلى خارج أسوار الجامعة ثم إلى مدينة الحسينية المجاورة، ليتحول ما بات يعرف في الأردن بالعنف الجامعي إلى “عنف عشائري” ينذر بتصعيد قد لا تستطيع أجهزة الأمن الأردنية احتواءه.
ووفق إحدى الروايات بدأت الأزمة في حفل مفتوح أقامته الجامعة، وخلال الحفل اتهم بعض الحضور طالبا بالتحرش بزميلته ليتحول الحفل إلى ساحة عراك وإطلاق نار راح ضحيتها ثلاثة من المشتبكين وباحث في الجامعة حاول لسوء حظه أن يهدئ الأمور.
واضطرت قوات الدرك إلى التدخل بقوة واعتقال عشرات المشتبه بهم، من داخل الجامعة وخارجها، ومصادرة كميات من الأسلحة، وأعلن رئيس الجامعة تعليق الدارسة الأربعاء.
عشائرية
وفر الطالب المتهم إلى قبيلة الحويطات في خطوة تقليدية لمن يخاف على نفسه تعرف في الأردن بـ(الدخالة) لكن هذا لم يمنع من الهجوم عليه ليفارق الحياة هو الآخر على يد خصومه.
وأثار الأمر حفيظة الحويطات الذين أغلقوا مدينة الحسينية بالإطارات المشتعلة وهددوا وتوعدوا، لتقف قوات الأمن عاجزة أمام إصرارهم على الأخذ بالثأر لتكبر القصة وتتسع دائرة العنف من محيط جامعة ضيق إلى فضاء محافظة تملك من أدوات الصراع الكثير.
قطع أبناء العشائر الطرق حول بلدتهم جنوب الأردن
وحسب مصادر أمنية فإن الأمن حاول التفاوض مع المحتجين من أبناء عشيرة الحويطات الذين هاجموا حافلة كانت تقل طلبة متوجهة إلى العاصمة عمان إضافة إلى مركبات وممتلكات عامة أخرى.
مخاوف
ويقول عميد كلية الأميرة رحمة في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي إن ما شهدته جامعة الحسين تجاوز الحدود المألوفة خاصة وأن المشاجرة امتدت خارج الجامعة ما قد يؤدي إلى توسع رقعتها خلال الأيام القادمة.
وأضاف الخزاعي أن الأهالي يواجهون الخطأ بالخطأ من خلال تدخلهم مباشرة بالمشكلة، والأصل أن يتم حثهم على العودة الى إدارة الجامعة لحل مثل هذه المشاكل.
ويبقى العنف الجامعي شرارة ما حدث، ويرى البعض أنه أضحى ظاهرة مستمرة فعلى امتداد الأعوام القليلة الماضية لم تخل جامعة أردنية من أعمال عنف يعزوها البعض لأسباب “تافهة” تتطور لتأخذ أبعادا عشائرية وإقليمية وسياسية.
ظاهرة
في جامعات الأردن السبع والعشرين يُسجل سنويا ما معدله أربعون مشاجرة، وما أن تهدأ الأمور في هذه الجامعة حتى تتحرك في تلك، ما حدا بوزير الداخلية حسين المجالي إلى التعهد بأن يقوم الأمن العام بحماية الجامعات إذا عجز الأمن الجامعي عن القيام بوظيفته.
ولا يكاد يمر شهر دون أن يشهد أحداث عنف دامية، تتطوّر إلى نزاعات عشائرية وتأخذ أبعاداً أمنية واجتماعية، وهو ما حدث قبل أقل من شهر في جامعة مؤتة في الكرك، عندما انتهت الانتخابات الطلابية بمقتل أحد الطلاب وإصابة العشرات وبتوتر عشائري ما تزال تداعياته قائمة إلى الآن.
وحاول كثيرون تفسير نمو ظاهرة العنف الجامعي في الأردن، فمنهم من عزاها إلى معايير القبول في الجامعات، وآخرون رأوا فيها انعكاسا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور الخزاعي إن عدد الطلبة المهددين بالفصل بسبب الإنذارات الأكاديمية زاد بنسبة ١٠ بالمائة، ولذلك يجب العمل على حل مشاكلهم حيث يلجأ الكثير منهم إلى افتعال مشاجرات أو المشاركة فيها لتغطية عجزهم الأكاديمي.
وشدد الخزاعي على ضرورة تفعيل قانون حيازة الأسلحة خاصة بعد انتشارها في صفوف الطلبة في الآونة الأخيرة.
وبين الرأي هذا وذاك، يتفق الجميع على أن غياب قيم المواطنة والانتماء وثقافة التسامح في نفوس الطلبة السبب الرئيس للعنف الذي لا يتوقف.