اليوم عرف الجميع قيمة الوحدة

الجوس بالكلمات
اليوم عرف الجميع قيمة الوحدة
محمد كامل
هل يتذكر شريكا نيفاشا أيام كانا يكيدان لبعضهما ويتبادلان الانتقادات امام وسائل الاعلام وكل منهما يتهم الآخر بالتآمر وتبييت النوايا السيئة ؟ هل يتذكران خلافاتهما المستمرة التي كانت مادة دسمة ويومية يتم نشر غسيلها على صفحات الصحف ويتفنن الكل في التعبير عن وجهة نظره ؟ من الواضح ان الشريكين اليوم يبدوان أعقل من أي وقت مضى وأنهما قد أدركا قيمة الوحدة بصورة ظلت معمية عليهما طيلة سنوات تنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل ومن المهم جداً ان نحتفي برجوع الشريكين الى جادة الصواب فقد أبديا رغبة أكيدة في الحفاظ على وحدة السودان وقدم أحدهما قرباناً ثميناً من أجل ذلك وتم إغلاق صحيفة ( الإنتباهة ) ومن المتوقع على سبيل المجاراة او بحسب الإتفاق إن كان هنالك ثمة إتفاق ان يقدم الطرف الآخر قرباناً كبيراً تأكله النار لأن وحدة البلاد أمل بارق تحيط به مخاطر جمة ليس بالإمكان الإفلات منها إلا بتوحيد صفوف أبناء الوطن الواحد دون فرز او تمييز .
نحن نحتفي حقيقة ببلوغ الشريكين مرحلة إدراك قيمة الوحدة ونشجعهما على المضي قدماً في خدمة قضايا البلاد الاستراتيجية والتخلي عن الأفكار الحزبية قصيرة المدى ، ومن المهم الإشارة الى أن تحميل الصحف مسؤولية توتير الاجواء ليس لها مبرر لأن الصحافة لم تكن تختلق التصريحات الخاصة بالإنفصاليين في الشمال والجنوب وإنما كانت تنشر كافة التصريحات التي يطلقها قادة شركاء نيفاشا هنا وهناك وتتابع انفجار المشكلات والمعارك التي تدور رحاها بين الطرفين او بين طرف واطراف ذات صلة بالطرف الآخر من واقع ان الاحداث تجري بين يدي الساعة، ولا يمكن للصحف ان تتباطأ في إيراد الأخبار ولذلك يرى بعض المراقبين ان تقييد حرية الصحف ليس مبررا وليس من العدل وكان يمكن ان يتم وضع محاذير وعقوبات رادعة لمن يستهدف وحدة السودان. ودعونا نتفق اليوم او اذهبوا الى اتحاد الصحفيين واجمعوا رؤساء تحرير الصحف خاصة أولئك الذين وقعتم معهم ميثاث الشرف الصحفي، فهم يستحقون ان ترجعوا اليهم قبل أي اجراء استثنائي لأنهم وقعوا معكم اتفاق شرف.
ان وحدة السودان هي الحصن الحصين ضد بلوغ المخططات الاجنبية غاياتها المرسومة فالسودان غني بثرواته والمطامع فيه تكشفها الحشود والجيوش الاممية والقوات الدولية التي تتداعي اليه تحت ستار إقرار السلام والأمن في جنوب السودان وفي دارفور والمناطق الثلاث ،ورغم ان المؤسسات الدولية جلبت ممثليها الى الداخل بعد اتفاقات مع القيادة السياسية والعسكرية للبلاد الا ان الخطوة برمتها لا تعجب اهل السودان قاطبةً لانها تخفي وراءها غموضاً وشكوكاً وتوجسات والجميع يعلم انه ما دخلت قوات اممية في بلد وخرجت منه بسلام ولأجل هذا كتبنا ان ابناء السودان في الحكم والمعارضة قادرون على صناعة السلام والاستقرار. ويجب ان يعقدوا العزم على التوصل الى سلام بدلاً من حالة الشجار البائس والمكايدات العقيمة التي حتماً ستنتهي الى مثل ما انتهت اليه مكايدات الشريكين فتوصلا الى معرفة قيمة الوحدة وفعلا فعلتهما الاخيرة بعد ان اضاعا زمناً قيماً .
مرحباً بعودة الوعي الى الشريكين فيما يخص الحفاظ على وحدة السودان ونتمنى ان تكتمل مراحل العودة الى ( الحوش الكبير) حيث التداول السلمي للسلطة واشاعة الديمقراطية والإصلاح الإقتصادي ومكافحة الفساد ووضع الميزان ودعم الموقع الذي يقوم عليه الميزان لأن العدل أساس الحكم .
الصحافة