تزاوج فريد بين القيم التقليدية والمتقدمة في المجتمع الإماراتي

لندن ـ طالب قيادي أميركي بارز في مجال العمل الاجتماعي حكومة بلاده بدعم الامارات بسبب “التشابه الواضح في قيمها مع القيم الاميركية”، داعيا الى مساندتها لتكون نموذجا اجتماعيا رائدا في الشرق الاوسط والعالم.
وقال تريفر نيلسون، رئيس مجموعة الاعمال الخيرية العالمية، وهي منظمة خيرية مقرها الولايات المتحدة في مقال صحفي نشرته الاربعاء صحيفة “هفنغتون بوست” الأميركية ان القيم السائدة في الامارات تشبه الى حد كبير القيم التي يعتنقها المواطن الأميركي العادي.
ورأى أن هذا السبب لوحده يكفي لأن يفرض على الولايات المتحدة دعم الإمارات لإنجاح نموذج رائد في المنطقة والعالم.
وأشاد نيلسون بحالة السلم الذي تعيشه دولة الإمارات العربية المتحدة وبفرادة مشروعها الاجتماعي ونهجها السياسي، مبرزا اثر ذلك على علاقة هذه الدولة بشعبها الآمن وبمحيطها الإقليمي الغارق في الفوضى والحروب.
ونجحت الإمارات على مدى سنوات في أن تجعل من نفسها نموذجا رائدا لدولة التعايش والأمن والاستقرار مع وجود أكثر من 200 جنسية على أرضها.
كما نجحت في أن تثبت للعالم بالأدلة والأرقام وفي مختلف المناسبات أنها واحة للعيش الآمن والمستقر وملاذ يتطلع إليه جل الشباب في البلاد العربية.
ويقول مراقبون إن الفضل في ذلك يعود إلى السياسات التي ينتهجها قادة الإمارات في التعامل مع الإنسان الإماراتي ومع المحيط الإقليم والدولي، وإلى إيمان هذه الدولة “بأهمية الاستثمار في التنمية الشاملة كسبيل لتحقيق السلام”.
وقال نيلسون إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي دولة أكثر من مجرد 4 ملايين نسمة وتقع في منطقة صعبة جدا، مؤكدا ان فهم الاختلافات الصارخة بين البلد وجيرانه يساعد على إلقاء الضوء على مدى أهمية هذا البلد هو بمثابة نموذج للمنطقة.
ويأتي نجاح الإمارات في دفع وتعزيز جهود السلام العالمي انطلاقا من رغبتها في تصدير تجربتها التنموية إلى بقية دول العالم إيمانا بأهميتها في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والعيش الكريم.
وإضافة إلى دورها في مجال العمل الجماعي الدولي ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل ودعوتها إلى إخلاء منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط من هذه الأسلحة فإن دولة الإمارات حرصت على تقديم نموذج متميز في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية من دون إثارة أي مخاوف من خطر الانتشار النووي.
كما أنها دأبت على منهج الديبلوماسية الهادئة في دفاعها عن أي من حقوقها المشروعة المعتدى عليها وهو ما أثبتته طيلة عقود في تعاملها مع ملف جزرها الثلاث ابو موسى وطمب الكبرى وطنب الصغرى التي تحتلها ايران منذ سبعينات القرن العشرين.
واعطت الإمارات في هذا الملف الحساس درسا في الحكمة والهدوء والالتزام بقرارت الشرعية الدولية التي ترى انها الفيصل في إحقاق الحق في هذا الملف بينما تصر طهران على تعنتها وعدم القبول بمبدأ التحكيم الدولي الذي تدعو إليه الإمارات.
وأصبحت الإمارات مركز جذب للخبرات والمهارات والاستثمارات من أنحاء العالم، كما أصبحت وجهة مفضلة للأجانب يقصدونها للسياحة أو العمل، لسبب أساسي، وهو أنها توفر لهم مناخاً من الاستقرار والعيش الآمن يندر مثيله.
وأضاف نيلسون انه في الوقت الذي ينهمك فيه قادة دول في الشرق الأوسط بشن الحروب وقهر المرأة، وتكريس الكراهية “نجد الامارات تعيش في سلام مع جيرانها وتمارس المرأة فيها دورا قياديا”.
وينشر نيلسون إحصاءات تبين بوضوح أن وضع المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة هو الأفضل بين دول المنطقة.
وتمثل الفتيات نسبة 70 في المئة من الذين تخرجوا من الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة كما تشكل النساء 65 في المئة من مجموع العاملين في حكومة الإمارات.
وتعتبر هذه الأرقام الإيجابية جدا لمشاركة المرأة الإماراتية في الحياة الاجتماعية ترجمة حرفية لدستور الدولة الذي يعطي للمرأة جميع حقوقها باعتبارها الركن الأساسي واللبنة الأولى لأي مجتمع.
وينقل نيلسون بإعجاب إجابة أحد المسؤولين الإماراتيين عن سؤاله كيف كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قادرة على أن تكون تقدمية جدا في منطقة لا تعرف القيم التقدمية؟ فيقول: جوابه كان بسيطا وعميقا “منذ الأيام الأولى رحبنا بأي شخص يريد أن يقدم مساهمة في بلادنا.”
ميدل ايست أونلاين