المخدرات والفرق بين الانقاذ والدولة

المخدرات والفرق بين الانقاذ والدولة
د.عبداللطيف محمد سعيد
[email protected]

جاء في الاخبار على لسان وكيل وزارة التربية والتعليم د. معتصم عبد الرحيم في منتدى (قضايا التعليم وآفاق المستقبل)، بالمركز القومي للإنتاج الإعلامي انه إتهم جهات لم يسمها بالترويج للمخدرات وسط طلاب المدارس والجامعات كجزء من مخطط للنيل من قوة السودان وإلحاق الأذى به وان الوزارة على علم بذلك.
الحمد لله ان الوزارة على علم بذلك ولكن ماذا بعد العلم؟ هل تملك الوزارة سبل واساليب ووسائل لمحاربة هذه الظاهرة؟ لقد احسن السيد وكيل وزارة التربية والتعليم د. معتصم عبد الرحيم عندما اعلن عن وجود تنسيق مع الأجهزة الأمنية والشرطية لمحاربة هذه المخططات دون إثارة الهلع وسط أولياء الأمور أو التنبيه الضار وسط التلاميذ لان التنبيه الى هذه الظاهرة يعد من باب لفت النظر اليها والترويج لها ومحاربتها بصمت احسن الف مرة من الصراخ والتصريحات.
ولكن قبل كل هذا ما نسبة الطلاب الذين يتعاطون المخدرات في الجامعات او المعاهد العليا او الثانويات؟ هل الرقم يدل على التنامي والانتشار ام انها فئات محددة لا تكاد تذكر؟ وما هي الجامعات او المؤسسات التعليمية التي توجد بها هذه الظاهرة الجديدة على المجتمع السوداني ومجتمع الطلاب تحديداً؟
كل هذه الاشياء يجب ان توضع في الاعتبار ونحن نبحث عن هذه الظاهرة وعن الجهات التي تروج لها وكيف انها توجد داخل هذه المؤسسات التعليمية؟ وهل يقوم بالترويج الطلاب انفسهم ام جهات اخرى من خارج المؤسسات التعليمية؟ وما الانواع التي تنتشر فالمخدرات انواع كثيرة. يجب ان لا نترك محاربة الظاهرة للدولة وحدها ممثلة في اجهزتها الشرطية والامنية بل على ادارة الجامعة التعاون مع اجهزة الدولة المختصة وكذلك للاتحادات الطالبية دور كبير اذ هي الأقرب الى الطلاب واخيراً يجب ان لا نهمل دور الاسرة في محاربة هذه الظاهرة.
ان دور الاسر كما ذكرت هو الاكبر ففي المنزل يمكن ملاحظة ما يطرأ على سلوك الطالب بمجرد ان يبدأ في تناول المخدرات كما ان هناك انواع من المخدرات يظهر اثرها على جسم المتعاطي فمثلا الذي يتناول المخدرات عن طريق التدخين يوجد اثار حريق على الاصبع(الوسطى) لانه لا يترك السجارة حتى اخر (نفس) غير عابئ بما تحدثه من حروق على اصبعه… والذي يأخذ المخدر عن طريق الحقن يوجد اثر الحقن على جسده وقد نلاحظ انه بدل نوع ملابسه ومال الى لبس قمصان باكمام طويلة حتى يخفي تلك المناطق… وهكذا.
انني مازلت اكرر ان دور الاسرة اكبر واهم وعليها مراقبة سلوك الابناء والاقتراب منهم وخاصة من هم في سن المراهقة ومعرفة اصدقائهم.
اما الدولة فعليها ان تدرك ان التأثير على المراهق يتم بمن هو في نفس عمره وليس بالقوانين والعقاب فالقسوة تولد الرفض عند المراهق وهذا تنبيه ايضا لولي الامر.
اننا مع الدولة في محاربة هذه الظاهرة مهما كانت درجتها ولا نخاف ان يصنفنا البعض من الذين لا يعرفون الفرق بين السلطة والدولة باننا مع الانقاذ لان الموضوع لا يهم الانقاذ بل السودان ونحن ننادي بحرية الرأي ولكن نؤمن بالمسؤولية الاجتماعية لأهل الرأي.
والله من وراء القصد

تعليق واحد

  1. هذا اذا لم تكن الانقاذ نفسها هي التي تروج المخدرات حتى تغيب عقول الشباب عن الفقر و الجهل و المرض و العطالة و الفساد و حتى تشغلهم عن الثورات الشبابية التي تطيح بالحكام الفاسدين… لا تستبعد ذلك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..