مالك مبنى في بنجلادش يتهم بالقتل بعد مقتل مئات العمال

داكا (رويترز) – قدمت زوجة عامل في صناعة الملابس في بنجلادش لقي حتفه في انهيار مبنى يضم عدة مصانع بلاغا ضد مالك المبنى تتهمه فيه بالقتل يوم الأحد مع ارتفاع عدد القتلى في أسوأ كارثة صناعية في البلاد إلى 622.
وأقيمت دعاوى قتل ايضا على مالك أحد مصانع الملابس في المبنى ومهندس في بلدية الضاحية التي يقع بها المبنى المنهار في العاصمة داكا.
وألقي القبض على مالك مبنى رانا بلازا والذي يدعى محمد سهيل رانا بعد ملاحقة دامت أربعة أيام لدى محاولته الفرار فيما يبدو عبر الحدود إلى الهند.
وهو بين تسعة أشخاص محتجزين فيما يتعلق بالكارثة التي وقعت يوم 24 ابريل نيسان وقالت الحكومة انها نتجت عن التشييد المعيب وغير القانوني للمبنى.
ورانا والآخرون المحتجزون لدى الشرطة عرضة للحكم عليهم بالإعدام في حالة ثبوت اتهامات القتل أو القتل الخطأ عليهم.
ولم يدل أي من المتهمين بأي تصريحات فيما يتعلق باتهامهم بالمسؤولية.
وتجمع مئات الأقارب مرة أخرى عند موقع الكارثة يوم الأحد وحمل بعضهم صورا لأفراد أسرهم. وانهارت فتاة بعد أن تعرفت على جثة والدتها عن طريق ثوبها وذلك بعد إخراجها من تحت الأنقاض.
واجمالا تم انتشال 53 جثة يوم الأحد ويقول عمال الانقاذ انه يمكنهم رؤية مزيد من الجثث تحت الانقاض. وملأت رائحة الجثث المتحللة اجواء المكان.
وتجد السلطات صعوبة متزايدة في التعرف على هوية الجثث المتحللة وتستعين في ذلك ببطاقات الهوية بل وحتى الهواتف المحمولة التي تم العثور عليها مع الجثث.
ومثل رانا أمام المحكمة يوم الاثنين الماضي في حضور حشد من المحتجين يطالبون بإعدامه. وهو زعيم محلي من جبهة الشبان في حزب رابطة عوامي الحاكم.
ونقل محام عن المرأة التي قدمت البلاغ ضد رانا قولها إن زوجها اضطر للذهاب لعمله في مصنع في المبنى رغم ظهور صدوع كبيرة في الجدران قبل يوم من انهياره.
وقال المحامي عبد الحق “إذا أدينوا بقتل الضحايا فسيحكم عليهم بأقصى عقوبة.. عقوبة الإعدام.”
وألقت الحكومة باللوم على ملاك وبناة المجمع المؤلف من ثمانية طوابق في استخدام مواد بناء رديئة بما في ذلك حديد التسليح والطوب والأسمنت مع عدم الحصول على التراخيص اللازمة.
وقال مكتب تنشيط الصادرات وهو إحدى إدارات وزارة التجارة في تقرير إن المبنى لم يكن قادرا نتيجة تدني معايير البناء على تحمل مولدات الكهرباء الموجودة بالداخل.
وذكر مسؤول رفيع على دراية بالتقرير لرويترز مشترطا عدم نشر اسمه إن المكتب أوصى بدفع تعويضات لأسر الضحايا والتفتيش على اجراءات السلامة في المصانع الأخرى.
وسلطت هذه الكارثة التي يعتقد أنها وقعت لدى تشغيل المولدات عند انقطاع الكهرباء الضوء على الشركات الغربية التي تستغل بنجلادش كمصدر للسلع الرخيصة.
ويعمل نحو أربعة ملايين شخص في صناعة الملابس ببنجلادش مما يجعلها ثاني اكبر مصدر للملابس في العالم بعد الصين. ويتقاضى بعضهم ما لا يزيد عن 38 دولارا في الشهر في ظروف وصفها البابا فرنسيس الأول بأنها “سخرة”.
وقال محمد عتيق الإسلام وهو رئيس رابطة صناع ومصدري الملابس في بنجلادش لرويترز إن البابا ليس على دراية بالصورة كاملة وإن مجموعته سوف ترسل خطابا إلى الفاتيكان تصف فيه الظروف داخل مصانع بنجلادش