خطايا الإسلاميين في حكم السودان: تاهوا في السلطة ففقدوا إسلاميتهم

كتاب جديد يسلط الضوء على حالة الحيرة وأزمة الهوية العميقة لدى حكام السودان منذ انقلاب 1989.

كتاب "مراجعات الحركة الإسلامية السودانية: عشرون عاما في السلطة.. المسيرة، التجرية، المستقبل" لو تحول إلى فيلم لفاز بأحد جوائز أوسكار ككتاب صغير مميز عن الحركات الإسلامية في العالم العربي لعام 2010، فالكتاب كتبه إسلاميون سودانيون عن الإسلاميين في السودان ونشره إسلاميون، ومع ذلك يحتوي على نقد لاذع للإسلاميين. ولو كتبه علمانيون لاتهموا بالتربص بالحركات الإسلامية في السودان وعبر العالم العربي.

الكتاب يقول أن ثورة الإنقاذ الإسلامية في السودان (1989) هي الثورة الإسلامية الأولى في العالم الإسلامي السني، وأنها توفر لها من المقومات الشكلية الكثير، فقد جاءت إلى الحكم بانقلاب عسكري يقوده إسلاميون من خلف الستار على رأسهم شيخ كاريزمي (حسن الترابي) يحرك قيادات الجيش التي استولت على الحكم نيابة عن الشيخ كعرائس مسرح في سرية واقتدار، وذلك بعد أن قضى الترابي ورفاقه عقود في قيادة الحركة الإسلامية على المستوى الطلابي والشعبي وفي صفوف المعارضة.

وسرعان ما أنقلب السحر على الساحر لينقسم الإسلاميون السودانيون على أنفسهم ويزجوا بعضهم في السجون، وتبقى الحركة بعد أكثر من عشرين عاما في الحكم في حالة حيرة وأزمة هوية عميقة يتساءل أبناؤها حول ما إذا كانوا حركة إسلامية حقيقية تؤمن بقيم الإسلام وتسعى إلى تطبيقها بعيدا عن شغف الدنيا، أم أنهم كغيرهم تاهوا في السلطة فأفقدتهم إسلاميتهم فصاروا في مرتبه ربما أقل من الساسة العلمانيين.

هذه المقدمة الدراماتيكية هي أحد الخلاصات التي يمكن أن تخرج منها من قراءة الكتاب، والذي يتميز بسهولة أسلوبه وصغر حجمه، فهو عبارة عن عدد من المقالات القصيرة والمتوسطة الحجم التي نشرت على موقع إسلام أون لاين بالأساس في فترات متقاربة حول عام 2008، وتم جمعها في كتاب بمناسبة مرور 20 عاما على حكم الإسلاميين في السودان.

عيوب منهجية

ويعيب الكتاب (الذي أعده وليد الطيب وقدم له د. حسن مكي ونشرته مكتبة مدبولي في القاهرة) منهجه القائم على تجميع مقالات صحفية أو بحثية قصيرة ونشرها في كتاب واحد، وهو منهج يبدو منتشرا في بعض الكتب العربية بدون سبب علمي واضح، فمقال الصحافة يظل دائما مقالا مختصرا مقتضبا يثير من الأسئلة أكثر ما يقدم من الإجابات، بل أنه أحيانا يؤدي إلى خلط الأمور على القارئ لتركيزه على قضايا بعينها وتضخيمه لها كطبيعة أي مقال صحفي.

لذا نشعر في نهاية الكتاب أن منهجه القائم على المقالات الصحفية أضره وأنه تركنا في حيرة من أمرنا حول ما إذا كان ينبغي علينا تصديق كل ما جاء فيه والاطمئنان إليه، وسبب حيرتنا هو أن الكتاب لم يغط بعمق مختلف الجوانب المتعلقة بالحركة الإسلامية في السودان فهو لا يتضمن تأريخا واضحا لجذورها أو لإنجازاتها في الحكم أو للبيئة الداخلية التي عملت فيها أو الدولية التي تحركت في ظلها.

فالكتاب يتناول جميع النقاط السابقة في مقالاته الصحفية المختصرة تناولا سريعا يشعرك بأنك مررت عليها مرور الكرام دون التعمق في أي منها كالمسافر في قطار سريع، بعكس ما تنتظر عادة من الكتب التي تسير بك ببطء وتمكن وعمق، لهذا يمكن النظر إلى الكتاب كمقدمة عن حصاد الحركة الإسلامية في السودان دون أن يكون نقدا منهجيا شاملا لتجربتها.

عموما الكتاب مكتوب بأقلام إسلاميين سودانيين مما يعطيه مصداقية خاصة، كما أنه يؤكد عددا من المخاوف السائدة عن الإسلاميين في أوساط الإعلام العربي، ويأتي على رأسها ضعفهم المؤسسي وسطحية فكرهم السياسي وأزمة الهويات المتصارعة التي يعانون منها.

ثورة الإنقاذ

الكتاب يقول أن الحركة الإسلامية في السودان هي خليط من الإخوان المسلمين والحركات الصوفية والسلفيين والحركات الدينية التقليدية، وأن وجودهم التنظيمي والحركي في السودان يعود للأربعينيات كردة فعل على حالة التغريب التي سيطرت على الحياة العامة السودانية، والتي أتت بأحزاب شيوعية إلى الحكم في بلد عربي مسلم، وأن وجودهم ظهر في الجامعات والمساجد ومؤسسات المجتمع، واستمروا في حالة تفاعل ?تتراوح بين المعارضة والصدام والمشاركة- مع الحكومات السودانية المتعاقبة حتى قرروا الثورة العسكرية عليها في عام 1989، ونجحوا.

الكتاب يقول أن الإسلاميين في السودان لم يسعوا إلى انقلاب عسكري بالضرورة، ولكنهم اضطروا إليه بعد أن أيقنوا -خلال تجربتهم السياسية الطويلة- أن أفضل وسيلة لحماية حركتهم هي التوغل داخل مؤسسات الحكم وعلى رأسها الجيش، ولما أحسوا بقرب الانقلاب عليهم وزجهم في السجون كما حدث سابقا قاموا بالثورة وأطاحوا بحكومة الصادق المهدي في 1989 واستولوا على الحكم.

الثورة قادها على السطح عسكريون يقودهم الرئيس السوداني الحالي عمر البشر، وشيوخ من خلف الستار يقودهم حسن الترابي (القائد التاريخي للحركة الإسلامية السودانية).

حسن الترابي ظل خلف الستار يحرك البشير وأصحابه لفترة حتى لا يكتشف العالم الطبيعة الإسلامية للثورة خوفا من الإطاحة بها في مهدها، وحتى يتمكن الإسلاميون أولا من "تمكين أنفسهم" في السلطة ومؤسسات الحكم والتخلص من المعارضين لهم ومن يمثلون خطرا على قيمهم ودولتهم.

مشيخة بلا شورى أو مؤسسات

وهنا تظهر مشاكل عديدة تمحورت حول شخصية الترابي وأسلوب إدارته للثورة، فالكتاب يقول أن الترابي رجل يشعر بثقة مفرطة في النفس وفي إمكاناته وفي قدرته على قيادة الآخرين، فقد قاد الثورة من خلف الستار "كشيخ" لها وليس كحاكم مسائل يعمل بشفافية.

كلمة شيخ هنا تستخدم ?كما ورد في بعض أجزاء الكتاب- بمعناها النمطي السلبي، والذي يعني أن الترابي ?كما يقول الكتاب? رأي في نفسه شيخ الثورة الملهم غير المسائل، والذي يحق له أن يفعل ما يشاء بدون نقاش أحيانا، وأن يسلط على أتباعه غضبه العلني ونقده اللاذع أحيانا بلا رابط، وقد فعل ذلك من منطلق أخلاقي وإيمان بأنه على حق.

وهذا بالطبع يجسد أكبر المخاوف من تسلم الإسلاميين للسلطة في أي بلد كما يشاع عنهم في وسائل الإعلام العربية على أيدي كتاب علمانيين في أغلب الأحيان.

ولكننا هنا أمام كتاب كتبه إسلاميون سودانيون بالأساس، فالكتاب يقول أن الترابي أدار الثورة بدون شفافية وجمع خيوط اللعبة المعقدة والمتناقضة في يديه فلما تعرض لحادث اعتداء في كندا عام 1992 -غاب الترابي بسببه عن الساحة السياسية لفترة? ظهرت على السطح أسرار عديدة وخيوط متضاربة كثيرة كان الترابي وحده الذي يمسك بأطرافها مما خلق حالة من التشاحن والصدمة والتضارب والصدام بين أتباعه.

هذا يعني أننا أمام قائد لم يسعى لبناء مؤسسات واضحة للحكم، ولا لإرساء تقاليد ديمقراطية أو شورى إسلامية شفافة، بل على النقيض فعل كما يفعل غيره وأمسك بخطوط اللعبة في يديه وحده في سرية تامة.

حركة استيلاء على السلطة

الخطيئة الثانية للإسلاميين في السودان وتجربتهم السياسية ?والتي تطل عبر صفحات الكتاب? هي ضعف فهمهم للسياسة.

فالكتاب يكاد يصور الحركة الإسلامية بأنها "حركة استيلاء على السلطة" مثلها مثل عدد كبير من الحركات السياسية العربية السلطوية، ونعني بذلك أن الحركة سعت بالأساس للاستيلاء على السلطة ظنا منها بأنها أحق بالسلطة من غيرها، وأنها أقدر على إدارة دفة الحكم من معارضيها.

وهنا انطلق الإسلاميون في السودان مرة أخرى من شعور أخلاقي متعال يجعلهم يشعرون بأنهم أفضل من غيرهم، وأنهم لو وصلوا للسلطة لحققوا الحكم الرشيد دون فهم حقيقي لمعنى السلطة أو لمعنى الحكم الرشيد.

فالكتاب يتحاور ويستكتب أكثر من مؤلف يصفهم بأنهم مفكرون إسلاميون سودانيون، ويجمع هؤلاء على أن الحركة الإسلامية السودانية بقيادة الترابي لم تملك فكرا سياسيا واضحا أو عميقا، بل أنها حاربت الفكر السياسي خاصة والفكر الإنساني عامة.

فالحركة ?كما يؤكد الكتاب? كانت تنظر للفكر السياسي كنوع من السفسطة التي لا طائل منها، والتي لن تؤدي إلا إلى الانقسام والفرقة بين أتباعها، ورأت في المقابل أن من الأفضل لها التركيز على التربية الدينية لكوادرها وعلى التنظيم الحركي لهم.

بمعنى أخرى فرضت الحركة الإتباع على أبنائها، ولم تعطهم الفرصة لفهم ما يجري أو للمشاركة في عملية شورى حقيقية، وكيف يمكن ممارسة الشورى والحركة يقودها شيخ ملهم يضع نفسه فوق الجميع، فالشورى تكون بالأساس بين أفراد متساويين في الحقوق والواجبات والمعلومات أيضا.

وهنا يقول الكتاب أن الحركة رفضت الفكر السياسي وقمعته، لذا عندما وصلت للسلطة وجدت نفسها في حالة بدائية فكرية سياسية، فالحركة آمنت دوما بأفكار إسلامية عامة مستقاة من النموذج الإسلامي التاريخي (عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين)، وهو عهد بعيد عنا بقرون، كما أن المفاهيم الإسلامية الأصيلة لا تطبق نفسها بنفسها في الوقت الحاضر.

لذا وجد الإسلاميون أنفسهم في حالة ارتباك أمام مؤسسات الدولة العديدة التي لم يدرسوها في أدبياتهم البسيطة، وأمام المعاهدات والمؤسسات الدولية المعقدة، وأمام أزمات السودان المتفاقمة.

ويقول الكتاب أن الحركة نجحت في نشر مظاهر التدين في الحياة العامة السودانية، ونجحت في إدارة بعض جوانب الاقتصاد السوداني، وفي حشد السودانيين للقتال ضد تمرد الجنوبيين، ولكنه يبدو أنها فشلت في نواح سياسية أخرى عديدة.

فقد فشلت في بناء مؤسسات سياسية ديمقراطية وفي إرساء التقاليد الديمقراطية بين أبنائها ووسط صفوفها وأنتهى بها الحال إلى الانقسام والصدام مع بعضها بعضا والشعور المؤلم بالفشل.

وهنا يقول الكتاب أن هناك فارقا بين التدين والسياسة، فالمتدين المخلص ليس بالضرورة سياسيا ناجحا أو طبيبا ماهرا أو عالم فضاء نابغا، فمن أراد العمل في السياسة أو الطب أو الهندسة فعليه تعلم السياسة أو الطب أو الهندسة، فالتقوى وحدها لا تكفي.

ونظرا لأن الحركة الإسلامية في السودان افتقرت إلى فهم سياسي عميق، فأنها تحولت للأسف إلى حركة للاستيلاء على السلطة سعت فور الاستيلاء عليها للتخلص من المعارضين لها بغض النظر عن كفاءتهم وسرعان ما حاربت بعضها بعضا.

أزمة هوية وشعور بالغربة

وهذا يقودنا إلى عرض أخر وخطير من أعراض أزمة الحركة الإسلامية في السودان، وهو أزمة الهوية التي تمر بها الحركة الإسلامية السودانية في الفترة الحالية، والتي تبدو أزمة كلاسيكية تطل برأسها في الكتابات العربية عن الإسلاميين.

فالكتاب يؤكد عبر صفحاته وبشكل ملفت للنظر لشعور الإسلاميين بالإحباط واليأس والانكفاء على الذات والندم، فهم يشعرون أنهم خانوا مبادئهم، وأنهم لم يعودوا أتقياء ورعين إسلاميين كما كانوا في الماضي، وأنه كان الأفضل لهم البعد عن السياسة والسياسيين والحكم والسلطة الملوثة والتي لا طائل من ورائها، وكأن لسان حالهم يقول أن لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين.

وهنا تشير بعض مقالات الكتاب إلى أن المشكلة تكمن في الضعف الفكري للحركة والذي لم يعد أبناءها للتعامل مع الواقع، وجعلهم ينظرون إليه من خلال مفاهيم سطحية براقة مستمدة بعدم فهم من التاريخ الإسلامي الأصيل، فالمفاهيم الإسلامية الأصلية انقطعت عنا تاريخيا بقرون ومع ذلك استعارتها الحركة الإسلامية في السودان في أدبياتها كما هي، ولما وصل الإسلاميون السودانيون إلى الحكم في نهاية الثمانينيات لم يجدوا تلك المفاهيم أمامهم ولا وجود المؤسسات والظروف التي تسمح لهم بتطبيق تلك المفاهيم ووجدوا على العكس السلطة والمال والسياسة والمصالح فغرق بعضهم في المادية، وشعر بعضهم بغربة شديدة وانقسام على الذات.

وهنا ينصح غازي صلاح الدين وغيره من المؤلفين بالكتاب بضرورة فهم السياسة وتجديد الفهم الديني والبناء على ما قدمه الآخرون، فليس كل ما أنتجه الآخرون من نظم سياسية عربية ومؤسسات دولية أجنبية غير إسلامي، فكثير منه مفيد مما يتطلب فهمه والبناء عليه وليس رفضه وتصور إمكانية البناء الجديد الخالص من كل شوائب، وأن العبرة هي ببناء المؤسسات وتقاليد الحكم الرشيد، والعبرة أيضا بالصبر على العمل العام وفهمه وتطبيق المبادئ الإسلامية دون العزلة أو الانعزال.

بقى لنا في النهاية أن نؤكد على طبيعة الكتاب الصحفية والتي لم تسمح لنا بفهم تجربة الإسلامية في السودان فهما علميا شاملا، كما أنها لم تقارن بينهم وبين أوضاع نظم الحكم العربية الأخرى، ولكن يبقى الكتاب مقدمه مفيدة وسلسلة عن تجربة الإسلاميين السودانيين في الحكم وأخطائهم كما يراها الإسلاميون أنفسهم.

ميدل ايست أونلاين
بقلم: علاء بيومي
www.alaabayoumi.com

تعليق واحد

  1. للأسف الشديد أن هذه الحكومة الحالية بعيدة كل البعد عن الاسلام وانحرفت 180 درجة عن السبب الذي جاءت به للحكم والاسلاميين الحقيقيين قد انحسبوا من هذه الزمرة الطاغية والتي رأت أن الحكم يجيز لها أن تفعل ماتريد بعيدا عن الدين الاسلامي – ولذلك فهي قد اسأت اولا للدين الاسلامي بما فعلته وتفعله حتى الأن – فبرغم أن ديننا الاسلامي السمح يحث وينادي بالعدل وارساء قيم الرحمة والتكافل في المجتمع الاسلامي الا انهم قد بعدوا كل البعد عن هذه القيم والاخلاق الانسانية الاسلامية والتي نادى بها الاسلام منذ قديم الزمان، فأصبح كل همم هو الكرسي اي الحكم بأي طريقة كانت – لذلك افقروا الشعب واغتنوا هم وكأنهم لم يدخلوا حصة واحدة عن الدين الاسلامي وعظمة هذا الدين والتي تنادى بالعدل فكان أن قاموا بقبل من عارضهم برغم حرمة روح المسلم قبل الكافر ومع ذلك فعلوا العجب العجاب فقتلوا من قتلوا وشردوا من شردوا. وعليه، فأن الله لن يرحم هؤلاء النفر ايا كان موقعهم لأن كل وكافة خصائصهم وافعالهم ضد الاسلام وقيم الاسلام وسيرسل الله لهم من لايخاف فيهم لومة لائم فلكل ظالم يوما قرب او بعد ولكم في التاريخ عظة فكم من حاكم وحكم ظالم انهد في لحظة واسأل الله أن يكون هذا اليوم قريبا بأذن الله فكل جبار له نهاية اللهم آمين.

  2. يا ناس زكرنا اكثر من مرة ان هؤلاء الشرزمة ليس لهم علاقة بالدين لا من قريب ولا من بعيد والاسلام برىء منهم تماما فهم عبارة عن أرزقية تجار دين منافقين وارازل القوم ضحكوا على الشعب السودانى البسيط الطيب بأسم الدين وفى النهاية كوشوا على كل شىء ولم يتركوا الا الكفاف ولكن نقول لهم ان دولة الظلم ساعة

  3. ياعزيزي …… الدين الذي نعرفه مسلكية أخلاقية صاغت وجدان الفرد …… ورسمت سلوكه ظاهرا وباطنا ……. فحدثنا بالله أين الأسلام …….. مما أنجبته هذه التجربة .. المغيته … شوهت الأسلام ……. وأعطت إنطباعا سيئا ….. لآعداءه …… ورسخت الصورة المظلمة لفهمهم عن الإسلام ………وصورته كأنه عدوا للحياة …… وسببا للبلاء …….الكوارث والمحن !!!!!!

    مطلوب الأن ……. من كل مسلم أن يبرى الدين والمسلمين من هذه التجربة … السوداء فكرا … ونتائج ………حيث لا نجد لها سندا في الدين أو مبادى الأخلاق ……..وبل تصنف ……. كواحدة من تجارب الظلم المرير والشرير الذي … يغتات على أنقاض وطن وأمة …….. وبصورة مكيافيلية … لاتعرف رحمة ……. بل تستبطن كل شواطين الفساد وأن تمسحت بشيء من قيم الأسلام النيرة التى نعرفها ……..

    هؤلاء غرباء عنا .. كوطن نعرفه إسمه السودان …… وبعيدين كل البعد عن قيم توارثناها أب عن جد …………..فليس غريبا أن يظل السؤال قائما من …..أين جاء هؤلاء ؟؟ سؤال يطاردنا على مدار أيامنا …… بل سيطارد حتى أجيالنا القادمة !!!!!!

  4. معلوم لدى الجميع أن الأخوان المسلمين ( الاسلام السياسي) لم يستطيعوا الوصول للسلطة في الدول
    العربية لأسباب كثيرة ولكنهم للأسف استطاعوا أن يصلوا للحكم في السودان ولأسباب من ضمنها ضعف حكومة الصادق المهدي ( الديمقراطية الثالثة 1986-1989 ) وتخاذلها وتهاونها معهم وربما تواطؤها مع جماعة الاسلام السياسي لدرجة أن الصادق المهدي وهو رئيس الوزراء وقتها قام بتعيين حسن الترابي وزيرا للعدل ……لقد استمكن هؤلاء الاخوان المسلمون في فترتين ….فترة النظام المايوي (ما يسمى بالمصالحة الوطنية ) حيث اثثوا لبنوكهم الربوية ودمروا الاقتصاد السوداني والفترة الثانية هي فترة حكومة الصادق المهدي حيث استطاعوا اعاقة الكثير من القرارات والسياسات التي كانت في مصلحة الشعب السوداني ( الغاء قوانين سبتمبر 1983 حيث لم تلغى بسببهم وتعطيل ثم اجهاض اتفاقية الميرغني -قرنق 1988 ) مما يدلل على أنهم كانوا الحكام الفعليين للسودان في فترة حكومة الصادق المهدي …………..باختصار الحكم الفعلي للأخوان المسلمين للسودان امتد من العام 1978 مابعد المصالحة مع نظام مايو وحتى الآن …………. هؤلاء القوم مكانهم السجون والمنافي كما تفعل معظم االحكومات العربية معهم …………………

  5. 80% كلام فارغ ماعدا حقيقه واحده ان الترابي كان يمسك بكل اوراق اللعبه ويحركهم كعرائس الماريونيت المشكله الكبري هنا كيف استطاع هؤلاء الذين لا ثقل لهم ان يستولوا علي السلطه بكل هذه البساطه بل ويستمر نظامهم حتي يومنا هذا

  6. افضل ما في الامر ان الاسلاميين هم انفسهم من يقودون حملة شرسة ضد التجربة

    الفاشلة لحكمهم للسودان ..

    وبما ان نجاح اي تجربة او فشلها تقاس بالنتائج النهائية والمحصلة الختامية ..

    فالسؤال :

    ما هي المحصلة النهائية لحكم الاسلاميين :

    1/ فساد اخلاقي ومالي رهيب لم يحدث في اي عهد في تاريخ الامم ..

    2/ تفشي النعرات القبلية والعنصرية والجهوية بصورة لا مثيل لها في كل العالم .

    3/ تدهور مريع للخدمة المدنية والمؤسسات والتعليمية والصحية والامنية ..

    4/ دمار عظيم للمشاريع الزراعية والصناعية والتي كانت تسهم اسهاما مقدرا في

    الدخل القومي للدولة فاصبحت اطلال وخرابات ينعق فيها البوم .

    5/ رفض وتذمر واسع للاقاليم الطرفية من سياسات المركز التهميشية واهمال التنمية

    المتوازنة والتوزيع العادل للثروة والسلطة فيها وتطور الرفض ليصبح نزاعات مسلحة

    خطيرة نتج عنها حركة نزوح ولجؤ لم يشهدها العالم في عصره الحديث ..

    6/ دولت قضايا السودان بشكل خرافي بين عواصم العالم المختلفة وتكاد ان تخلو

    مدينة في العالم لم تشهد محادثات او وساطات لحل المشكل السوداني المعقد ..

    7/ شهد عصر الانحطاط الكيزاني هجرة كبيرة للعقول واصحاب الخبرات هربا من

    سياسات الحكومة التمكينية للموالين مما خلق فراغ هائلا في الخدمة المدنية والتعليمية

    والامنية والصحية ادت لتدهور المريع الذي نعيشه اليوم .

    8/ اقتطعت اجزاء عزيزة من الوطن في شرقه وغربه وفي مثلث حلايب لصالح دول

    الجوار الطامعة والمتأهبة لتفتت الدولة لتنقض على اجزاء اوسع واكبر .

    9/ اصدر مجلس الامن قرارات عديدة بحق السودان لم تحدث لاي دولة اخرى منضوية

    تحت هيئة الامم المتحدة ..

    10/خسرنا ارض المليون ميل مربع ليصبح اقل من 700 الف ميل حتى الان ولا زال

    العرض مستمرا .

    هذا قليل من كثير من اخفاقات الطغمة الاسلامية الحاكمة واظنها تحتاج لكتب

    ومجلدات عديدة لاحصائها ..

    كان الله في عون وطن كان يعرف بالسودان .

    أخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ

  7. ان شايف ناس اعمتهم السلطة ةلا علاقة لهم بالدين الاسلامي دين الرحمة والعدل والمساواة والشوري شايف ناس مفتكرين نفسهم هم وحدهم اهلا لثروة البلاد والسلطة وكل وظائفهم بالولاء وتم تشريد الكفاءت من البلاد وتهميش المعارضة – هم يعتقدون ان كل من عارضهم دمة ومالة وعرضة حلال فكانت بيوت الاشباح والاعدامات والسجون والتنكيل وحروب الابادة المستمرة حتي اليوم علي كل من يرفع السلاح في معارضتهم – اما من حيث السياسة فهم اكثر من سطحيون استعدو الجيران والعرب والعجم بشعاراتهم الهوجاء ووقوفهم مع صدام حسين ومحاولتهم اغتيال الرئيس حسني مبارك واساءة اعلامهم الرسمي للاسرة المالكة في العربية السعودية والشعارات المعادية لاحسن الديموقراطيات في الغالم امريكا ثم انهم تركوا الحبل علي القارب للمختلسين من اهل الولاء واحلوا الرشوة والمال العام باسم التمكين للموالين لهم – قدمو اسواء تجارب الحكم الممكنة بجدارة والتاريخ لن يرحمهم لم يستفيدو من نصرهم في الانتخابات الاخيرة رجعو اسواء مما كانو علية ونخر الفساد في نخاع عظامهم باعتراف منظرهم د حسن الترابي وكل مشاريع البنية التحتية التي انجزوها لجزب الاستثمارات غير مطابقة للمعايير الدولي ولا الاقليمية وبحكم استشراء الفساد كان الصرف عليها اضعاف مضاعفة – وهم بكل اسف لازال مضطربون وتفكيرهم متسرع وحتي تصريحات مسؤليهم خرقاء لا ترقي الا للمستوي الهابط الذي لا يخدم الدولة ولاشعبها وانما يصب في خانة التخريب علي وعلي اعدائي – نساءل اللة السلامة

  8. علي المسلمين في السودان ان كان هنالك مسلمون ان يحاولوا ان يعيدوا للسلام ما خسره في عهد هولاء اللصوص وتجار الدين .الان انا علي قناعة ان الجنوب سيصبح سدا منيعا في وجه انتشار الاسلام في افريفيا كما اراد الغرب وهذا بسبب هولاء الجهال المتكبرين فهم قد اساوا للاسلام اكثر مما فعل الدينماركيون ولكن الظلم مرتعه وخيم

  9. الانكشاري اتقي الله …..كيف تجرؤ على القول ان الاخوة المعلقين يكرهون الاسلام ….هذا بهتان وتؤثم عليه وسيحاسبك عليه رب العزة …..معظم المعلقين في الراكوبة معارضون لسياسات الانقاذ وهم مسلمون قبل مجئ هذه العصابة الى حكم السودان متخذة الاسلام شعارا ودثارا للنهب والسرقة وكل الدلائل والوقائع تشير الى أنهم يتاجرون باسم الاسلام قولا لافعلا فافعالهم تخالف اقوالهم …
    ….أخيرا كل من يدافع عن المؤتمر الوطني ( وهو بحق ليس وطني ) أو المؤتمر الشعبي (وهو ليس بشعبي ) كل من يدافع عنهما اما منتسب الى احدهما واما انتهازي مستفيد لا تهمه مصلحة
    السودان ……..

  10. سلام هل طرح دز غازى وهو أحد القادة الأسلاميين رؤاه الوسطية الصائبة هذه على
    طاولة زملائه؟حيث أنه يتساوى معهم فى الحقوق والواجبات والمعلومات لك أساس الشورى؟ ولكن نقول : ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا* وعند الله منها المخرج

  11. تصويب : وردت في تعليقي عبارة " اثثوا " وهي عبارة خاطئة فالأصوب منها كلمة " أسسوا " مع الاعتذار عن الخطأ …..

  12. الحركه الاسلاميه جاءت الي الحكم في 1989 ولم تقدم سوي الوهم ،لذا فهي كتاب مفتوح منذ ذلك التاريخ ،نحن الان في الصفحه الاخيره .

  13. لو لديك دقة ملاحظة في الكتاب وتعليقات كل الاخوة تجدهم يكرهون الاسلام والاسلاميون الظاهر هم زعلانيين لانه لم تتاه لهم الفرصة في المشاركة والواحد بحس ان المعلقيين يكرهون الاسلام وكل شي له علاقة بالاسلام , تتحدثون عن الاسلاميون اللذين لا يفقهون شي في السياسة هم حكموكم 21 سنة ولسع حيحكموكم 89 سنة يعني ولا اولاد والادكم ما حيشوفوا الحكم لانكم عاجزين وغير قادريين ان تستولوا علي الحكم , ولكن الحقيقة تقال لقد طوروا السودان وجعلوه دولة متقدمة ومتطورة خلوكم تعرفوا النت وعمروا لكم المدن وركوبكم عربات ما كنتوا بتحلموا بيها بدل ما كنتم تلبسوا القمامة وتركوبة اللواري وحتي الخبز والبنزين ما كان موجود قلبوا العاصمة جنة بدل ما كنتم تركبوا الدفارات والحمير اجوكم تحدثوا عن الحقيقة سيظل الاسلاميون يحكمونكم عمركم وهم يفقهون السياسة اكتر منكم , وسوف يعلو الحق ولا يعلي عليه سوف نبدا الجهاد ضد المرجفين والعلمانيين بس الواحد طأنو ما عندو علاقة بالاسلام بس لمن يقولا ليك اسلام واسلاميون بس المشكلة تبدا ربنا يهديكم ويلين قلوبكم وتكونوا اسلاميون مع المؤتمر الوطني
    بس لا علاقة لي بالمؤتمر الوطني بس بحب اي انسان بقول هو اسلامي ولو ما مطبق :D :D :crazy: :crazy: :mad: :mad: ( ) ( )

  14. هسي بالله ديل محتاجين كتاب
    ما هدا حصادهم:mad: :mad: :mad:
    السؤال الذي يفرض نفسه: هل في جعبة لحركة الإسلامية المزيد من التشويه لديننا الحنيف؟
    الدين الاسلامي بريء من هؤلاء القوم
    ونجد من الكثير من المشقة المشوبة بالمرارة لإقناع غير المسلم أن هذه العصبة الحاكمة لا تمثل صحيح الدين.

  15. الاسلام دين "السماحه" وليس دين السرقه والقتل والتعذيب ,,,,,,واحد من البطنين قال لزوجتو تعرفي ان الخلفاء العباسين
    المعتصم بالله
    الواثق بالله
    المتوكل علي الله
    قالها لو كنت انا منهم اي لقب بناسبني ؟ قالت له : انت واحد من اتنين اما اعوذ بالله او منك لله

  16. ان تطبيق الاسلام على واقع مثل السودان او اي واقع اجتماعي اخر يتطلب نظرية وسيطة اخرى تمكن من (ما يسمونه) بالتنزيل. هذه النظرية الوسيطة تتضمن نهجا علميا يدرس ويحلل الواقع من جهة و الاسلام من الجهة الاخري. الازمة تكمن فى ان هذه النظرية لا مناص من ان تاتي كمنهج لا يزال الاسلاميون ينعتون مصادره بالعلمانية.فكيف العمل؟
    الازمة الثانية فى نظري تاتي من القطيعة البائنة بينهم وبين فكر الاستاذ محمود محمد طه مثلا.ليس قبوله بالطبع ولكن لم يبرز اي احتمال لحوار.قاد لهذه القطيعة فى نظري اندفاع الاسلاميين الى السلطة. استسلام المثقفين منهم لهذا الاندفاع وربما ايضا يرجع هذا لتبسيط مخل منذ الاساس للفكر الاسلامي.

    كانت فترة طويلة جدا وبيد اسلاميي الجبهة كل الاعلام والسلطة .وهي كافية فلم نسمع منهم اهتماما بمجمل الفكر الاسلامي ولم يتفش الا ابن تيمية ومن وافقه من فقهاء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..