مصر السينما والمسرح.. فشلٌ في التقاط نبض الثورة

يبدو أن مرور أكثر من عامين على نجاح الثورة المصرية لم يكن كافياً لصنَّاع السينما كي يقدموا أعمالاً تلتقط أنفاسها أو توثقها. ولعل الأغنية وحدها هي التي رصدت الحدث واستطاعت التقاط كل تفاصيله الأساسية والفرعية على السواء.
“العربية.نت” حاولت من خلال التقرير معرفة الأسباب التي ساهمت في بروز الأغنية، والسر وراء تراجع السينما والمسرح، باستثناء ما ندر من أعمال يتيمة رصدت “25 يناير”، منها فيلم “بعد الموقعة”، وذلك باستجلاء رأي بعض النقاد الفنيين.
الثورة لم تصل السينما بعد
ومن جهتها، رأت الناقدة الفنية ماجدة خير الله في تصريحاتها لـ”العربية.نت” أن الأغنية تختلف كثيراً عن السينما والمسرح، فهي أسهل في صناعتها ولا تحتاج لمدى زمني طويل. واعتبرت أن الثورة تفاجئ الجميع بحدث هام بشكل شبه يومي، ما يجعل الكُتاب عاجزين عن معرفة أين تتجه بوصلتها. ما يجعل التجارب التي تظهر في هذا المجال غير ناضجة، وإنما مكتفية فقط باكتساب السبق في تقديم نظرة للقضية.
أما عن مخاوف البعض من عدم تحقيق الأفلام التي تتناول الثورة صدى تجارياً على غرار ما حدث مع فيلم “بعد الموقعة”، فأرجعته خير الله إلى كون المعيار يبقى مدى جودة الفيلم، لاسيما أن مدرسة نصر الله في السينما ليست تجارية.
بينما اعتبرت خير الله المسرح المصري في مأزق خاصة أن جمهوره قليل، إضافة إلى أن الأعمال التي يتناولها ذات أنماط ضيقة بعكس السينما.
وفي المقابل، رأى الناقد الفني رامي عبدالرازق في حديثه لـ “العربية.نت” أن التوثيق جزء من دور الفن لكنه لا يختزله بالكامل، مضيفاً أن ذلك لا يُعفي صُنّاعه من المسؤولية. وأوضح أن الأعمال التي تناولت الحدث أتت سطحية في معظمها، لافتاً إلى وجود أعمال كُتبت دون أن تصوّر بسبب ما سمَّاه المعضلات الإنتاجية. ورفض رامي كافة الأعمال التي تناولت الثورة سواء “بعد الموقعة” لكونه شديد المباشرة، أو “صرخة نملة” لسطحيته.
وألقى عبدالرازق باللائمة على صُناع السينما أنفسهم وتعاطيهم معها في الفترة الحالية، متهماً إياهم بالانسحاب لعدم قيامهم بدورهم الإنتاجي، ضارباً المثال بالمنتجة إسعاد يونس. ووصف عدم وصول الثورة إلى السينما بالكارثة. كما رفض عبدالرازق الانطباع العام السيئ تجاه المسرح، مشيراً إلى أنه كان الأنضج في التعامل مع الحدث، مستشهداً بتجارب مميزة تناولت الثورة من بينها “الأبرياء” و”المحروسة والمحروس” و”ليلة القتلة”.
الفلول ممنوعون
مشهد من مسرحية المحروسة والمحروس
ومن جهة أخرى، اعتبرت ماجدة خير الله أن تفكير صُناع السينما في الاستعانة بالوجوه الفنية التي ساندت نظام مبارك وهم المعروفين بـ”الفلول” سيكون أشبه بـ”البجاحة”، خاصة أن الثورة قامت احتجاجاً على ذلك النظام. وأكدت أن تلك الأعمال ستفتقد للتعاطف في حال تنفيذها، مطالبة بأن تكون هناك مصداقية في الأعمال التي تقدم.
العربية