سعادة العميد… استرح

بشفافية

سعادة العميد… استرح

حيدر المكاشفي

أذكر أن ثاني تجربة عملية لي في مجال الصحافة بعد التجربة القصيرة التي قضيتها بالتلفزيون كانت بصحيفة القوات المسلحة وكنت ما أزال طالباً أدرس الصحافة بجامعة أم درمان الاسلامية وكان ذلك في النصف الأول من الثمانينيات، ولهذا أدين لهذه الصحيفة بفضل كبير أحفظه لها، والمعروف عن هذه الصحيفة أنها صحيفة متخصصة تصدر عن فرع التوجيه المعنوي، وعندما نقول متخصصة فان ذلك يعني نظرياً ومهنياً أن تكرّس اهتمامها للتخصص أو القطاع الذي تخدمه صحفياً، فما بالك إذا كان هذا القطاع الذي أريد لهذه الصحيفة أن تخدمه هو القوات المسلحة التي يفترض أن تمثل أعلى مراقي ودرجات القومية والوطنية، وإذا كان أول درس يتلقاه متدربو القوات النظامية في السلاح هو الفك والتركيب، فإن أول الدروس القومية والوطنية التي تعلمتها في هذه الصحيفة على يد المقدم صلاح بابكر وكان وقتها يشغل فيها منصب مدير التحرير هو أن هذه الصحيفة لا تخدم جهة غير هذا الوطن ولا جماعة غير هذا الشعب بكل مجاميعه وأطيافه وسحناته ولا تعادي إلا من يعتدي على الوطن أو يعادي شعبه ولا شأن لها بتكتيكات الساسة ولا ألاعيب السياسة، كان ذلك عندما استأذنته في اجراء حوار مع زعيم المعارضة الليبية آنذاك «سقط اسمه من الذاكرة» وكان يقيم بالخرطوم ضيفاً عزيزاً على الحكومة التي استضافته وكرّمته نكاية في القذافي الذي ساءت علاقتها به، فردني المقدم صلاح بلطف معترضاً على إجراء هذا الحوار الذي رأى أنه يتعارض مع الخط التحريري للصحيفة وقبل ذلك يصادم واجبات الجيش وعقيدته التي تعصمه من التزحلق على مزلاج السياسة المتحرك والذي لا يعرف العداء الدائم ولا الصداقة المستديمة، كان ذلك هو طبع الصحيفة وطابعها حتى عندما كتب رئيس تحريرها الأسبق اللواء الدكتور قلندر مقاله الأشهر «هل هؤلاء الرجال جبهة»، لم يسئ الرجل لأحد ولم يتجنَّ على جهة أو يطاعن طائفة، إلى أن أطل علينا عهدها الحالي…
عهد العميد محمد عجيب الذي كان أكثر ما أتى به من عجائب وهو يمارس الطعن واللعن فيما يكتبه ويفتح النار على كل الجبهات، ليس هو تجنيه على بعض الساسة والصحافيين وقادة الأحزاب رغم ما في ذلك من طعنة نجلاء تصيب قومية المؤسسة التي ينطق باسمها ويكتب بلسانها في مقتل، وليس هو تهديده برجم دكتور نافع ومن وقعوا معه اتفاق أديس الثاني بالحجارة، وبالمناسبة اتفاق أديس الأول الذي جلب معه أكثر من أربعة آلاف جندي اثيوبي إلى أبيي تحت مظلة الفصل السابع كان بحضور ومشاركة ومباركة الرئيس شخصياً إن لم يكن بتوقيعه ولم يجرؤ أحد من هؤلاء الهائجين على أديس الثانية على قول «بغم» دعك من أن يلقوا الورود على موكب الرئيس العائد وفي معيته هذه الآلاف من القبعات الزرقاء أو يقذفوه بالطماطم وليس الحجارة، والفرق يلفت النظر، وليس ذلك أيضاً كان أكثر ما يثير العجب في الذي دأب على كتابته ود عجيب رغم ما فيه من تجاوز وعدم انضباط، كان أكثر ما عجبت له هو هجومه اللاذع والكاسح على أكثر طائفة في البلاد أدباً وتسامحاً ولطفاً هي طائفة الاقباط الذين استعداهم وجعلهم أعداء في مقاله الناضح بالعداء والذي جاء تحت عنوان «وروني العدو وأقعدوا فرّاجة» وكال لهم السباب بأقصى مافي قاموسه من مفردات البغض والكراهية، وكل ذلك لا لشئ سوى أن النادي القبطي استضاف ندوة كان موضوعها «دولة المواطنة والدستور المرتقب» وجاء في تلك الندوة بعض ما لا يشتهي ويحب العميد ود عجيب… ولك بعد ذلك عزيزنا القارئ أن تتعجب و«تدي ربك العجب» ثم تسأل عن هوية هذه الصحيفة وما الذي تريده بمثل هذه المهاترات التي ليس مكانها بأية حال الصحيفة الناطقة باسم آخر ما تبقى من قلاع القومية والوطنية أو هذا ما يفترض، ويكفي أن في بعض الصحف الأخرى متسعاً وبراحاً لمثل هذا ا لنواح والردح….

الصحافة

تعليق واحد

  1. القوات المسلحه وقياداتها من أشباه الرجال هى العدو الأول للشعب السودانى .. ونقول لهذا العميد الذى يدعى الرجوله .. هنديك حلايب والفشقه ورينا رجالتكم يا أشباه الرجال .. ولا رجالتكم فقط على المواطنين العزل وأمام أعداء السودان فأنتم كالحملان الوديعه ..

  2. الفرق كبير بين ان تكون القوات المسلحة مسيسة او قومية ما بتعرف الحزب ده او داك بتعرف اعداء الوطن و اعداء شعبها اما السياسة ده ما شغلها!! اوباما اقال قائد قواته فى افغانستان لانه تحدث مع صحفى رافقه فى رحلته عندما كان الطيران صعبا بسبب بركان ايسلندة و قال رايه فى حرب افغانستان يعنى اتكلم بوليتيكا!!! الحادثة الثانية عندما قال ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا لاحد قادة الجيش البريطانى الكبار عليكم بالقتال و اتركوا الكلام لنا!!! و ذلك عندما تحدث ذلك القائد عن ضرب الناتو لليبيا!!! اصله السودان ما ضاق عافية عندما صار الجيش لا يخضع للقيادة المدنية المنتخبة زى ما قال مسؤول هندى فى لجنة السودنة للزعيم الازهرى و اوصاه بان يخضع الجيش للقيادة المدنية المنتخبة و الا سيضعه الجيش فى السجن و قد كان سنة 1958 زى ما جاء فى مذكرات مامون بحيرى رحمه الله!!! و قاللا ذلك الهندى ان جيشهم يخضع للقيادة المدنية و لا يمنع ذلك ان يستشار الجيش فى المسائل العسكرية و الامنية الى تهم الوطن!!! شوفوا الهند(التىبها اثنيات و اديان مختلفة) وين و انحنا وين؟ الهند ما حصل فيها انقلاب عسكرى و مسك الحكم ابدا منذ استقلالها عام 1947 مع انه حصلت فيها مشاكل و اغتيالات سياسية انتوا عارفنها!!! مرة واحد هندى قال لى اصله ما شاف جيش فى المدن شرطة بس!! الجيش مكانه معروف و حارس الحدود و معاركه كلها مع جيوش اجنبية و فى بعض الظروف القاهرة مع ارهابيين داخليين!!1 الهند دولة علمانية محكومة حكم برلمانى و ليس رئاسى و جيشها لا علاقة له بالحزب الحاكم ولا المعارض!!! الان عرفتوا انحنا منكوبين ليه؟؟؟!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..