الجوع سلاح اللاجئين بهولندا

نصر الدين الدجبي-أمستردام

تتزايد في هولندا أعداد المضربين عن الطعام من اللاجئين الذين يعيشون في المعتقلات والكنائس والمخيمات، كما تتزداد الانتقادات لسياسة هولندا تجاه القضايا الإنسانية مما يبعث على أزمة سياسية بين أطراف الائتلاف الحاكم.

وأعلنت اليوم الخميس كل من تنسيقية “لاجئو الكنائس” وبعض اللاجئين في المخيمات دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام مساندة للمعتقلين من اللاجئين في السجون الهولندية، الذين دخلوا بدورهم في إضرابات مماثلة مع بداية هذا الأسبوع.

وحسب تقارير صادرة عن مجموعة عمل “لاجئو السجون” فإن حوالي 111 معتقلا في كل من أمستردام وروتردام ممن رُفِضت طلبات لجوئهم في المطارات قد دخلوا في إضرابات جوع بسبب أوضاعهم المأساوية التي وصفها محاموهم بغير الإنسانية.

ووفق تصريح لناطق باسم مجموعة العمل لصحيفة “آي دي داخبلاد” الهولندية الصادرة الثلاثاء الماضي فإن جزءًا من اللاجئين قد أنهى إجراءات التقاضي في وقت قياسي في المطار، وأن جزءًا آخر رُفِض طلب تقديمه اللجوء من أصله، وكلاهما مفروض بقاؤه في السجن إلى حين ترحيله إلى بلده الأصلي.

وضع مأساوي
وقالت مجموعة العمل المختصة بلاجئي السجون إن أي سجين يرغب في الذهاب إلى المحكمة تُكَبَّل يداه بطريقة توحي وكأنه مجرم، مشيرة إلى أن المعتقلين يُحتجزون في غرف معزولة أو ثنائية لمدة تصل إلى 16 ساعة في اليوم الواحد، مما يفاقم من تردي أوضاعهم النفسية خصوصاً لأولئك الفارين من ويلات الحروب.

وقد وصل الحال ببعض اللاجئين إلى الإضراب عن الطعام والشراب معا، مما دفع الجهات المسؤولة في وزارة العدل والأمن إلى التدخل وتكثيف المراقبة على المضربين من قبل فريق طبي.

وبحسب الناطق باسم وزارة العدل والأمن الهولندية فإنه يتم تقديم الطعام بطريقة متواصلة رغم رفض اللاجئين لهذا الأسلوب.

وقد أدى هذا التصعيد في أساليب المقاومة التي يتبعها اللاجئون إلى تحرك مجموعات ضغط داخل الأحزاب اليسارية المعروفة بدفاعها عن القضايا الحقوقية وتبني قضايا اللاجئين والدفاع عنها.

وأيد مؤتمر حزب العمل مؤخراً بأغلبية كبيرة اقتراحا ضد رفض معاقبة اللاجئين المقيمين بطريقة غير شرعية في هولندا، وهو ما يتعارض مع خطة الائتلاف الحكومي الذي يمثل حزب العمل جزءًا منه والداعي إلى إقرار قانون يعاقب مثل هذا الصنف من المقيمين.

ويتوقع مراقبون أن يؤدي رفض قواعد حزب العمل لمشروع معاقبة المقيمين بطريقة شرعية إلى إحراج زعيم الحزب أمام شريكه في الحزب الليبرالي الحاكم، وهو ما يهدد بإحداث تصدع في الائتلاف الحاكم.

التهديد بالطرد
وتحدث السوداني يونس سليمان موسى عمر أنه يعيش في هولندا منذ 13 عاما، قضى منها أربع سنوات في السجون وتم تسليمه خمس مرات إلى السفارة السودانية ولكن عدم وجود وثائق تثبت هويته حال دون إعادته إلى السودان.

وبيَّن يونس الذي ينسق بين مجموعة “نحن هنا” للاجئي كنيسة أمستردام، أنهم دخلوا اليوم الخميس في إضراب عن الطعام إلى أجل غير مسمى، مضيفاً أن الهدف من الإضراب هو مساندة اللاجئين في السجون الهولندية والتعريف بقضية اللاجئين خارج السجون والمهددين بالطرد.

ويشارك في إضراب الجوع لاجئو السجون وكنيسة أمستردام ولاهاي، ويتوقع أن ينضم إليهم اللاجئون في المعسكرات المنتشرة داخل هولندا.

وتشير آخر التقارير التي أصدرتها وزارة العدل والأمن الهولندية لعام 2012، إلى أن عدد الذين غادروا هولندا كرهاً أو اختياراً يمثل 4850 من أصل 20750 لاجئا، في حين أن 515 لاجئاً لا يُعرف مكانهم على وجه الدقة موزعون بين المدن وفي السجون.

كما تحدث تقرير صادر عن منظمة مساعدة اللاجئين في هولندا الشهر المنصرم عن أن نسبة طالبي اللجوء في هولندا لعام 2012 تراجعت إلى 15% بالمقارنة مع عام 2011، في حين زادت نسبة الذين يتقدمون من جديد بطلبات اللجوء من اللاجئين القدامى إلى 25%.

وأوضح عضو البرلمان عن حزب العمل أحمد مركوش في حديث للجزيرة نت أن الموضوع ليس وليد هذه الحكومة، وإنما هو أحد مخلفات الإدارات السابقة، مشيراً إلى أن حزبه المشارك في الائتلاف الحاكم حريص على تطبيق القانون مع مراعاة الحالات الإنسانية.
المصدر:الجزير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..