أخبار السودان

تقرير غربى يكشف خفايا الصراعات داخل نظام البشير

(حريات)

كشف تقرير لمجلة آفريكا كونفيدنشيال معلومات مفصلة عن الخلافات داخل نظام المؤتمر الوطنى .

وآفريكا كونفيدنشيال Africa Confidential ? افريقيا سرى ? مجلة بريطانية شهيرة ، تصدر منذ عام 1960 ، واشتهرت بتقاريرها الغنية بالمعلومات والمخدومة من شتى المصادر التى بنيت على مدى أكثر من (50) عاماً ، وهى متاحة عن طريق الاشتراك فقط ، وتتم قراءتها من قبل متخذى القرار الحكوميين وقطاع الاعمال والأوساط العسكرية والأكاديمية والاعلامية ، وكثيراً ما تتصدر تقاريرها الأخبار فى الصحف ووسائل الاعلام الاخرى.

ونشرت آفريكا كونفيدنشيال تقريراً عن السودان 26 أبريل بعنوان (تكتيكات بدون استراتيجية (tactics but no strategy) .

وتناول التقرير عدة موضوعات كالمفاوضات بين حكومة المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية شمال والفوضى فى حزب الامة واطلاق سراح معتقلى الفجر الجديد ، ولكن من أهم القضايا التى تناولها التقرير(الخلافات فى النظام ? Rifts in regime ).

وبحسب التقرير سيطرت الاجهزة العسكرية الامنية على مقاليد السلطة فى نظام الانقاذ ، بقيادة المشير عمر حسن البشير ووزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين (مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية مثل عمر البشير )، وبكرى حسن صالح .

ويقول التقرير ان عمر البشير لم يعد يحظى بشعبية وسط الحركة الاسلامية ويحتاج الى مباركة جناح أو آخر للبقاء فى الحكم ، وان قوة العصبة العسكرية الامنية زادت على نحو مطرد على مدى السنوات مع اخفاق مشروع الانقاذ الاسلاموى ، ولكن السياسة لايزال يصوغها بارونات ? أقطاب ? الحزب .

ومن الاجنحة ، هناك جناح (التطهريين) من العسكريين والمدنيين ? الذين تعبر عنهم مجموعة (سائحون ).. اضافة الى جناح الترابى (المؤتمر الشعبى ) والذى يدعم حالياً المعارضة ولكنه يمثل حصان طروادة (داخل النظام) . وجميعهم اسلاميون ، وخلافاتهم لاتمنع اتصالاتهم مع بعضهم البعض ، ولكنها تضعف النظام.

وبحسب التقريرهناك جناح يقوده نائب الرئيس على عثمان محمد طه ، ويبدو انه يعتقد ان وجوده فى النظام لم يلوثه بصورة قاتلة ، وهو يجيد عدم ايضاح مواقفه ويفهم ان المساومة مع الغرب وحتى مع الجمهور السودانى ضرورية ، وهذا ما جعله يستطيع التوقيع على اتفاقية السلام الشاملة مع جون قرنق ، وعادة ما ينظر له الدبلوماسيون ? عن خطأ ? باعتباره معتدلاً . ويضم جناحه (الانتلجنسيا- المثقفين) من قادة حزب المؤتمر الوطنى . مثل على كرتى ? وزير الخارجية ومؤسس قوات الدفاع الشعبى (الجيش الموازى) . ومصطفى عثمان اسماعيل ، (السيد ابتسامة) ، رجل الاتصال بالحكومات العربية والممولين ، وشغل منصب السكرتير التأسيسى للمؤتمر الشعبى العربى الاسلامى . وابراهيم غندور سكرتير العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطنى ورئيس اتحاد نقابات العمال ، والذى أسس مع ابراهيم النور مجموعة الدفاع السودانية العالمية (SWTUF) للدفاع عن عمر البشير أمام المحكمة الجنائية ، ويعمل ابراهيم النور مؤخراً كمترجم لدى الشرطة البريطانية فى حلقات دروسها للضباط السودانيين حول حقوق الانسان . والجنرال مطرف صديق ، سفير السودان فى الجنوب ، والذى لعب دوراً مفتاحياً فى دارفور فى البداية ، مثله مثل على عثمان . وغازى صلاح الدين ، الناقد والمثبت للنظام ، طرد من رئاسة كتلة نواب المؤتمر الوطنى ، وفشل فى ان يصبح السكرتير العام للحركة الاسلامية فى نوفمبر 2012 بعد ان غير نافع قواعد اللعبة ليقطع عليه الطريق ، ويعتقد بأنه الوحيد من قيادات المؤتمر الوطنى البارزين الذى يتعاطف مع (السائحون) . وسلاف الدين صالح محمد طاهر (رئيس مفوضية نزع السلاح ) ومفوض العون الانسانى السابق ، ترأس سابقاً منظمة المواساة الخيرية ، وهو فى قائمة الولايات المتحدة الأمريكية للارهاب ، حلفاوى (نوبى مثل بكرى وعبد الرحيم )، ويحتفظ بعين على القيادة الحالية والعين الأخرى على المستقبل .

ويقود الفريق نافع على نافع الجناح الاخر ، وهو مساعد الرئيس الحالى وظل رئيساً لجهاز الامن حتى محاولة اغتيال الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك فى عام 1995، حين ضغطت مصر لازاحته . ومجموعته أقل شعبية وأصغر ولكنها أقوى لقربها أكثر من الأمن والجيش . ولديها الكثير لتخسره من الاصلاح . ومن قادة المجموعة الاخرين ، رئيس سابق أيضاً لجهاز الامن ، قطبى المهدى ، وهو متدرب فى ايران ووزير سابق للتخطيط الاجتماعى (الهندسة الاجتماعية) ، إضافة الى رئيس جهاز الأمن الحالى الفريق محمد عطا المولى عباس .

وتضغط من الخارج مجموعة (سائحون) ، غالبهم من العسكريين ، والاصغر سناً ، المتطهرين الذين يعارضون بمرارة تراكم الثروة لدى غالبية قادة المؤتمر الوطنى ، حيث استخدمت أموال الدولة لصالح الحزب وفقاً لفقه الضرورة ، المبدأ الذى يجيز مخالفة القواع الاسلامية لتحقيق هدف أكبر ، وكثيراً ما أسئ استخدامه من قبل الاسلاميين ، واستخدم منذ البداية من قبل المؤتمر الوطنى لمراكمة الثروات الشخصية الامر الذى قفز مؤخراً بسرعة الصاروخ . ولجأ منسوبو المؤتمر الوطنى الى شراء عقارات وفتح حسابات مصرفية فى بريطانيا ، ويحوز (9) من مسؤولى الحكومة السودانية على جوازات بريطانية . وانتهى هذا الى لدغ النظام فى المنطقة المؤلمة ? الجيش .وتجلى الخوف من النموذج الذى يلهم متطهرى (سائحون) حين أصدر عمر البشير عفواً عن الضباط المتورطين فى المحاولة الانقلابية الأخيرة فى نوفمبر . ومن المحتمل قيام محاولة اخرى . والمجموعة التى تضم كثيراً من المدنيين وتفتقر الى زعيم اختارت غازى صلاح الدين كقائد رمزى أو صورى .ويمثل الترابى (المؤتمر الشعبى ) القطب الآخر ، وظل يدعو منذ زمن الى حقوق الانسان ، رغم انها كانت تنتهك أيضاً حين كان (الشيخ) فى السلطة حتى عام 1999 ، ويحشد المؤتمر الوطنى الدعم من أوساط الساخطين مثله مثل (سائحون) .

ومن استناجات التقرير ان الصراعات داخل الاسلاميين لاتتصل بالآيديولوجيا بقدر إتصالها بالمنافسات الشخصية والتاكتيكات ، وتحديداً تاكتيك البقاء السياسي .

وبحسب التقرير فان قيادات فى الحركات الاسلامية العالمية مثل القرضاوى والغنوشى وخالد مشعل مدفوعين بأثرصراع أجنحة النظام على حركتهم العالمية لايزالون يحاولون التوفيق بين الأجنحة .

تعليق واحد

  1. ما بتنفع اجنحة متصارعة بعد دا -فكلما ارسلوا جيشا لمحاربة عبد العزير انضم هذا الجيش للحلو- وصدقونى الحلو والجيش السودانى جاييكم فى الخرطوم جاييكم وحينها لاتنفع اجنحة متصارعة او متصالحة -انتهت اللعبة game over

  2. والله البشير لو اترشح للمرة الجاية لرئاسة الجمهورية يكون غلطان وما يكون عندو كلمة واحسن على الاقل يحفظ ماء وجه ويرفض بشدة عدم الترشيح وزيما هو قال ( كفاية 24 سنة ) واحسن ان يغادر القصر ولسع عبور بترول الجنوب مستمر والبلد فى حالة استقرار نسبى ..لأن الجايات حتكون اكتر من كده والى الهاوية يا بلد … وملعون ابو الكيزان فالكيزان جهاز وسخان !!!!!!!!!

  3. حرب مؤسسة الكهنوت على السيطرة.

    كأي مؤسسة لها امتيازات ، تخوض مؤسسة الكهنوت حربا يومية شرسة ضد كل من تسول له نفسه ، أو على الاصح يسول له عقله ، مناقشة المسلمات التي فرضتها المؤسسة الكهنوتية والتي قد تكون متعارضة مع النصوص المؤسسة أو مع العقل والمنطق . وللمثال فقط فأن النص المؤسس الاسلامي يترك الخيار للانسان في اختيار الايمان أو الكفر ، لكن المؤسسة الكهنوتية لا تعترف بهذا الحق للانسان ، بل وترى من واجبها أن تقمع كل ظاهرة من ظواهر الحرية ، حرية المعتقد .
    لا يتوقف الامر عند حرية الاعتقاد ، ففرض الفهم المؤسساتي للدين وطقوسه ، تمارسه مؤسسة الكهنوت بكل قوة ، وتقمع كل فهم أو تفسير مغاير أو مناقض لفهم المؤسسة .
    فالمؤسسة الكهنوتية تستمد اسباب وجودها من الاحتكار الحصري لفهم وتفسير النصوص ،اضافة الى احتكارها ومسؤوليتها عن تقديم الخدمات الدينية للمؤمنين .
    وبهذا فأن المؤسسة الدينية وعبر احتكارها للفهم ، فأنها تخلق ” واقعا افتراضيا ” ، يقول بأن “العلوم الدينية ” هي علوم معقدة لا يستطيع الخوض فيها أو دراستها الا من كان ذا مقدرة خاصة ، وبالطبع فهم قلة قليلة “مختارة ” من العناية الالهية ، لحفظ “جذوة” الدين ، وتطبيق ارادة “الخالق ” والتي لا يفهمها الا “المختارون ” .
    لقد ذوتت “الامة” هذا الفهم وهذا التعامل مع الكهنوت ،بحيث انك ترى اساتذة جامعيين وباحثين جديين في مواضيع علمية ، يجلسون بخشوع بين يدي “الشيخ ” ، ويأخذون دون اي نقاش أقواله التي تناقض كل ما تعلموه وما يعلمونه لتلاميذهم من علوم طبيعية أو انسانية .
    لهذا فأن اية محاولة لقراءة النص قراءة مغايرة أو اية محاولة لتبسيط الامور والقول بأن الدين بسيط وواضح ولا يحتاج الى وسطاء لشرحه ، كما يقول القرأن نفسه ، تجابهه المؤسسة الكهنوتية بشدة وصرامة ، بل بتكفير كل من يقول هذا .
    فالامر ليس دينيا ، بل يعود السبب الى شعور المؤسسة الكهنوتية ، بأن طرحا كهذا يفقدها مقومات وجودها ، هذا الوجود الذي تتم ترجمته الى مناصب مربحة ، (ملايين الدولارات ) تصب في جيوبهم ،والى مكانةاجتماعية تحيط بها هالة من التقديس ، اضافة الى احتياج السلطة الدنيوية الى غطاء ديني تقدمه هذه المؤسسة بكل رحابة صدر ،لتصبح هي كذلك جزءا من منظومة السلطة .
    وهذه المكاسب الحقيقية على أرض الواقع يهددها الاحتكام الى النص المؤسس والمقدس ، ولهذا فالمؤسسة الكهنوتية ترى من واجبها “اعلان الجهاد ” على كل من تسول له نفسه تهديد مصالحها المادية والمعنوية .
    ومؤسسة الكهنوت موجودة في كل الديانات ولدى كل الفرق ، ولا يهم اذا كانت رسمية أم لا ، فلدى الاحزاب الدينية مؤسساتها الكهنوتية ، والتي تدافع بقوة عن امتيازاتها المادية والمعنوية .
    ويدور هذه الايام صراع كبير في اسرائيل حول صلاة النساء اليهوديات في باحة حائط المبكى ، وخاصة الصلوات في المناسبات الدينية .
    وهناك مجموعة من النساء تطلق على نفسها ” نساء حائط المبكى ” ، تؤدي صلواتها خلافا لما قررته المؤسسة الكهنوتية . فأنهن يضعن غطاء الصلاة الرجولي ، ” التاليت ” بالعبرية ، على اكتافهن ويؤدين الصلاة في الساحة العامة أمام الحائط . وبهذا يخرقن أوامر المؤسسة الدينية ، وهي عدم ارتداء “التاليت ” التي يرتديها الرجال فقط ، والصلاة في الساحة الرئيسية ، رغم أن أوامر المؤسسة الكهنوتية تطلب من النساء الصلاة في الجزء المخصص للنساء .
    فهاته النسوة يخضن صراعا من أجل المساواة في الصلاة ، الصلاة هل تدركون ؟ لكن الصلاة لا تهم المؤسسة الكهنوتية ، بل ما يهمها هو اثبات تفضيل الرجال “الذكور ” وأبقاء المرأة في الظل .
    فلو اصبحت الصلوات ديموقراطية ، وتمارس المساواة بين الرجال والنساء ، لما كانت هناك حاجة للمؤسسة الكهنوتية اطلاقا .
    واللافت للنظر ان المؤسسة الكهنوتية للمتزمتين اليهود ، جندت نساءها للتظاهر ضد حركة “نساء حائط المبى ” وقذفهن بالمياه ، اضافة الى الشتائم . نساء ضد نساء !!
    وهذا هو الحال في كافة الديانات ، فحينما قامت أمرأة مسلمة في امريكا بأمامة الصلاة ، نذكر جميعا ردود فعل المؤسسة الكهنوتية ، فقد كفرتها ولا اذكر اذا قامت بأهدار دمها .
    صراع المؤسسة الكهنوتية ، هو في المحصلة صراع من أجل الحفاظ على الامتيازات والسيطرة ، وليس صراعا من أجل ” اعلاء ” كلمة الدين .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..