صراع الأدباء والمخرجين بين خيانة الفن وتشويه الرواية

الكويت – تثير علاقة السينما بالأدب جدلا كبيرا لدى صناع الثقافة والفن، حيث يتهم الأدباء السينمائيين بـ”تشويه” أعمالهم الأدبية، فيما يذكرهم السينمائيون بالمجد الذي حققته أعمالهم بمجرد تحويلها لعمل فني.

ويؤكد الناقد المصري طارق الشناوي أن القصة العظيمة لا تشكل بالضرورة وصفة سحرية لتقديم عمل فني ممتع، و”لكن يظل المعيار هو قدرة المخرج على أن يمنح القصة الإحساس السينمائي”.

ويشير في ندوة نظمت مؤخرا بالكويت حول علاقة الأدب بالسينما إلى قيام بعض المخرجين بـ”افتراس الرواية” عبر تحويلها إلى جنس آخر لا يلتزم بالفكرة الأساسية في العمل الأدبي، لكنه يؤكد بالمقابل إلى “خيانة” بعض المخرجين لروح السينما عبر التزامهم الحرفي بالعمل الروائي، حسب صحيفة “القبس” الكويتية.

ويضيف “أحيانا تكون الأمانة الأدبية خيانة سينمائية لذا يجب على السينمائي أن يغير في شكل الرواية لكن لا يخون عمقها”.

ويستشهد الشناوي بتجربة نجيب محفوظ مع فيلم “نور العيون” المأخوذ عن روايته “خمارة القط الأسود” الذي انهارت قيمة القصة “رغم أن الذي قدمها للسينما مخرج بحجم حسين كمال وكتب السيناريو والحوار وحيد حامد، لكنهما خضعا لضغوط من فيفي عبده بطلة الفيلم، فضاعت ملامح القصة”.

واضطر نجيب محفوظ حينها للخروج عن صمته والتعبير عن استيائه من الفيلم وخشيته من أن يقول له الناس بعد أن يشاهدوا الفيلم “إيه اللي لمك يا نجيب على الرقاصة دي”.

وينسحب الجدل حول علاقة الأدب بالفن على مختلف الأعمال الفنية بدءا بالدراما وليس انتهاء بالمسرح والسينما.

ويرى المراقبون أن تجربة محفوظ التي استعرضها الشناوي لا يمكن تعميمها على جميع التجارب الفنية المستمدة من الأدب، مدليين على نجاح بعض الأعمال الهامة المأخوذة عن روايات لكتاب كبار من قبيل “الوسادة الخالية” (إحسان عبدالقدوس) و”أرض النفاق” (يوسف السباعي) و”عمارة يعقوبيان” (علاء الأسواني).

ويستعرض المخرج والكاتب الإماراتي صالح كرامة العامري تجربته في تحويل الأدب إلى فن من خلال فيلم “حنة” الذي حصد العديد من الجوائز.

ويشير إلى أن حاول من خلال الفيلم إظهار جماليات التراث الخليجي الذي بدأت معالمه في الاندثار في الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية، ويؤكد أن “التكنولوجيا وناطحات السحاب اكتسحت البراءة وكل ما هو قديم وجميل”.

ويبين العامري عبر عمله الجديد كيفية صناعة السينما من الواقع دون خيانة القصة الأصلية، مشددا على ضرورة الالتزام بالتراث المحلي في الأعمال السينمائية و”عدم الانجراف الى التطور التكنولوجي وحتمية الحفاظ على اصالتنا ومحاولة تجنب صدامها بالتطور الحضاري”.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..