نجوم كبارومضمون مستهلك..”العرس الكبير” كوميديا رومانسية تجمع نجوم هوليود

تصر هوليوود على مواصلة الاعتماد على الصيغ المكررة في انتاجها، لجذب اهتمام الشباك وتحفيز إيراداته، بصرف النظر عن الأزمة الاقتصادية وتبعاتها، فتلجأ إلى المعالجات الجديدة “remakes” أو الاعتماد على أسماءونجوم وتتوافر هذه العناصر مجتمعة في الكوميديا الرومانسية الهوليوودية “العرس الكبير” للمخرج جاستن زاكمان.
تقدم هوليوود للمشاهد هذه المرة كوكتيلا من الأسماء الكبيرة اللامعة في حبكة معقدة ظاهريا تتناول قصة أسرة ثرية وعصرية تقوم بالإعداد لحفل زواج أحد أبنائها بالتبني ويقوم بدوره النجم الشاب بن بارنز الذي حقق شهرة كبيرة من خلال أدواره في أفلام مهمة مثل “مغامرات نارنيا” و”بورتريه دوريان جراي”، المأخوذ عن رواية أوسكار وايلد الشهيرة.
أما روبرت دي نيرو وديان كيتون فيجسدان شخصيتا دون وإيلي جريفن، زوجان منفصلان، ولكن اتفاق الطلاق بينهما يشترط التزامهما التام بالتظاهر دوما بأنهما أسرة سعيدة، وذلك لخداع الأم الحقيقية لنجلهما بالتبني، والتي تجشمت مشقة السفر من كولومبيا إلى الولايات المتحدة لتتحقق من أن فلذة كبدها نشأ وترعرع في كنف أسرة سعيدة، متدينة، محترمة ومترابطة.
وهكذا يتعين على آل جريفن مواصلة التظاهر أم المدعوين الذين سيحضرون إلى العرس في كل لحظة من لحظات حياتهم قبل وبعد انتهاء أسبوع التحضير للحدث الكبير.
وللوهلة الأولى تبدو حبكة العمل بها لمحة تجديد، على الأقل بالنسبة للمتفرج العادي، ولكن الحقيقة هي أن “العرس الكبير” هي معالجة حديثة للفيلم الفرنسي “شقيقي سيتزوج” أو “Mon Frere se marie”، للمخرج جان ستيفان بورن، الذي لم يحقق أي نجاح يذكر عند عرضه عام 2006، وبالرغم من ذلك، تأمل استديوهات شركة “ليونزجيت” Lionsgateأن تتمكن الأسماء الكبيرة المشاركة في العمل من جذب الجمهور وعلى نطاق واسع مع مستهل موسم أفلام الصيف.
بالإضافة إلى دي نيرو وكيتون يضم فريق العمل كلا من النجمتين الشابتين كاثرين هيجل وأماندا سيفريد فضلا عن النجمة القديرة سوزان ساراندون والنجم الكوميدي المخضرم روبين ويليامز وتوفير جريس.
الطريف في الأمر أنه منذ نجاح دي نيرو في مجال الكوميديا من خلال أفلام مثل “حلل هذا” و”حلل ذاك” و”اخطبني رسميا” بجزئيه مع بن ستيلر و”شو تايم” مع إيدي ميرفي، أصبح أيقونة في مجال الكوميديا على عكس بداياته الدرامية أو البوليسية في “الأب الروحي” لفرنسيس فورد كوبولا و”الثور الهائج” ومن بعده “سائق التاكسي” لمارتن سكورسيزي.
ويرى الكثير من النقاد أن هذا التحول يعد تراجعا في مسيرة دي نيرو، دون أن ينتبهوا مثلا أن جاك نيكلسون وهو من نفس جيل دي نيرو، اتجه أيضا للكوميديا في آخر أعماله مثل “As good as it gets” و”About Schmedt” و”something gotta give” مع ديان كيتون أيضا.
ويعتبر تحول كبار النجوم إلى الكوميديا ظاهرة لا تقتصر على جيل معين، فعلى سبيل المثال في أواخر مشوارهم في التسعينيات اتجه كلا من والتر ماثاو وجاك ليمون للكوميديا وقاما بسلسلة افلام ناجحة شاركتهما بطولتها النجمة الجميلة صوفيا لورين.
بالرغم من ذلك تم ترشيح دي نيرو للحصول على الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عن دور الأب في فيلم “The Silver Linings Playbook” بطولة برادلي كوبر، الذي يجسد شخصية شاب يعاني من اضطراب عقلي يخرج من المصحة النفسية بعد رحلة علاج ليعود إلى المنزل لكي يعيش مع والديه بعد أن هجرته زوجته وحصلت على منزله. وبهذا أثبت دي نيرو أنه ليس مجرد مؤدي لأدوار الكوميديا بل ممثل قدير بمقدوره أن يلعب كل الأدوار.
أما روبين ويليامز فعلى العكس من دي نيرو فقد بدأ مشواره الفني كنجم كوميدي وتألق من خلال أفلام مثل “مغامرات بابا الشغالة” الذي اقتبس بصورة فجة في معالجة عربية تحت عنوان “الدادة دودي”، ولكنه اتجه بعد ذلك للخيال العلمي ثم الدراما، ليحصل على الأوسكار عن دور طبيب نفسي في فيلم “Goodwill Hunting” بطولة مات ديمون وبن أفليك.
من بين كبار النجمات المشاركات في الفيلم تبرز المخضرمتان ديان كيتون وسوزان ساراندون. حصلت كيتون على الأوسكار عام 1977 عن دورها في فيلم “آني هال”، كما لعبت دور زوجة مايكل كورليون، زعيم المافيا في فيلم “الأب الروحي”، ولكنها مع الوقت اضطرت للتأقلم مع تغيرات الزمن والاتجاه للكوميديا كما يبدو من أدوارها في أفلام مثل “Something gotta give” مع جاك نيكلسون و”Mad Money”.
أما سوزان ساراندون فقد شاركت في العديد من الأعمال الكوميدية حتى لا تضطر للجلوس في المنزل بلا عمل بينما يستغل المنتجون اسمها على الشريط لجذب الجمهور.
بالإضافة لكبار النجوم المخضرمين، يشارك في فريق عمل “العرس الكبير” نجوم شباب أمثال أماندا سيفريد وكاثرين هيجل، ألمانية الأصل، وتتميز بطلتها الخاصة في عالم الكوميديا، وتمثل مشاركتها في فيلم من بطولة دي نيرو وكيتون نقلة نوعية في مشوارها الفني، ربما تكون الخطوة التي تسبق تقدمها للقيام بالبطولة المطلقة بعد محاولاتها السابقة كنجمة تليفزيونية أو البطولة الجماعية مثل دورها في فيلم “27 ثوبا”، الذي لم يلق نجاحا يذكر في شباك التذاكر.
وبالرغم من أن سيفريد /27 عاما/ لم تحظ بنفس القدر من الفرص التي أتيحت لكاثرين هيجل، إلا أنها استهلت مشوارها من القمة أمام ميريل ستريب في فيلم “ماما ميا” وعززت موقعها على الشاشة بأدائها المتميز في فيلم “ذات الرداء الأحمر”، لتتألق مؤخرا في المعالجة الموسيقية لرواية فيكتور هوجو الشهيرة “البؤساء” أمام الأستراليان هيو جاكمان وراسيل كرو. وقع اختيار المخرج الكبير جيفري فريدمان لتجسيد قصة حياة ليندا لوفليس نجمة أفلام البورنو في السبعينيات التي اشتهرت بدورها في فيلم جيري جيرارد “الحنجرة العميقة” 1972 أحد أشهر هذه النوعية من الأفلام في تاريخ السينما.
بدأ عرض الكوميديا الرومانسية ” العرس الكبير” في الولايات المتحدة في الأسبوع الأخير من شهر نيسان/ أبريل ، ويتوقع أن يحقق نجاحا كبيرا بسبب كوكبة النجوم المشاركة فيه، ولكنه يظل في النهاية عمل من نوعية الأفلام العائلية التي يقضى معها المشاهد وقتا طيبا من المتعة والتسلية.
هدهد