تضامناً مع الصحفية فاطمة غزالي

تضامناً مع الصحفية فاطمة غزالي
شريف ذهب
[email protected]

مهنة المتاعب .. هكذا تُنعت الصحافة دوماً ، فالصحفي غايته البحث عن الحقيقة ، رقيبه في ذلك ضميره الإنساني وشرف المهنة ، سلاحه قلمه ، يسطّر به مادته الصحفية ويدافع به عنها ، وحينما تتلغم كافة الأجواء ويعم الفساد كل البلاد ويطغى الظلم على العدل وتنكسر إرادة الناس بقوة السلاح الآخر الذي بيد السلطان الجائر ليتحول الباطل حقاً والحق باطلاً ، عندئذٍ تصبح مهام الصحافة والصحفي أكثر صعوبةً ، ويصبح احتمال تعرضه للمخاطر أكثر توقعاً ، ( قمعاً ، سجناً وأحياناً ربما قتلاً ) .
بكل أسف هكذا هو الحال في السودان في ظل حكم نظام الإنقاذ ، وفاطمة غزالي ليست الأولى التي تدفع ضريبة المهنة وكشف الحقيقة المُرة التي يُراد لها دوماً أن تبقى مستورة خلف الستار ولو أزكمت رائحتها الأنوف ، ولن تكون الأخيرة ما بقي هذا النظام الجائر جاثماً على ظهر هذا الشعب ( المنبطح ) !! ، ومن قبل كانت لبنى أحمد حسين ، الغالي شقيلات ، أبوذر الأميين ، حواء عبد الله إسحاق وآخرون كثر ، وقضية صفية التي بموجبها تُحاكم فاطمة غزالي لا تشوبها أدنى شائبة مهما حاولت أجهزة أمن الدولة القمعية تبديل حيثياتها وتعطيل الحكم فيها أو طمسها وطمر الحقيقة ليصبح الجاني بريئاً والبريء جانياً . وإذا كان الأمر يتعلق بتوثيق مثل هذا النمط من جرائم الاغتصاب ، فدارفور خير شاهد حيث هناك مئات إن لم يكن ألاف القضايا الموثقة وضحاياها حضور للشهادة في يوم الوقت المعلوم .
إن ( الحقيقة ) كالشمس في كبد السماء ، والذي يود حجبها عن الناس بإصبعه لا يخدع إلا نفسه ، وقد هب رياح التغيير الذي سيسقط كل أوراق التوت البالية عن جسد هذا النظام العاري لتتكشف سوءتها القبيحة ، وحينها سيهرب منها أهلها قبل غيرهم ، وحتى ذلك الحين فالحكم بالحبس لأي فرد من أفراد هذا الشعب لا يعدو عن كونه انتقال من غرفة كبيرة إلي زنزانة صغيرة ، فالشعب كله سجين يرتجي الخلاص من أهل الخلاص .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..