مراجعة كل الفتاوى على ضوء تصريح الياقوت

وصفت وزارة الارشاد والأوقاف هيئة علماء السودان بانها (جسم غير رسمي لإصدار الفتاوى. وان جميع الفتاوى الرسمية تأتي من مجمع الفقه الاسلامي.) ووعدت بملاحقة المتجاوزين قانونياً. جاء ذلك على لسان وزير الارشاد والأوقاف محمد مصطفى الياقوت في المؤتمر الصحفي الذي عقده في 13/ مايو 2013 وأضاف (ان الفكر الاسلامي ليس محل إجماع وتوجد خلافات في المذاهب الاسلامية منذ القدم.) وجزم باستحالة توحيد الناس على رأي واحد . والتحدي ينبغي أن يكون تحمل الممارسة الفكرية وعدم مصادرة رأي الاخرين.
لقد بحَ صوتنا في هذه الصحيفة عن من كون هيئة علماء السودان المزعومة هذه ! ومن خولها اصدار صكوك الغفران والتكفير واصدار الاساءات غير اللائقة بحق النساء، وتهويل موضوع التكفير حتى أحالته كذباً الى ظاهرة عامة في المجتمع.
نحن في الحزب الشيوعي ندرك، إن فتاوي الهيئة المزعومة لم تكن من فراغ، بل صارت جزءاً من السياسة العامة للسلطة وبدوافع مختلفة من متنفذين فيها والموالين لها بحشد أئمة المساجد لتصويب خطبهم حول قضايا بعيدة عن الواقع الذي يعيشه شعب السودان. ويهملون عن قصد مع سبق الاصرار والترصد معاناة جماهير الشعب، وفساد متنفذين في قمة السلطة ونهب أموال الدولة، حتى وصل اقتصاد البلاد حد الانهيار،ولم يفتح الله عليهم بكلمة واحدة. حقاً فقد كانت هيئة كرست نفسها لقضايا انصرافية وتوزيع صكوك الغفران على من تشاء ومن يدفع أكثر.
لقد كشف الشيخ الياقوت عن اسلام مستنير. وإن كان صادقاً وجاداً في ماقاله عن هيئة علماء السودان المزعومة فهذا يستوجب:
أولاً:-اعلان رسمي يحل هذه الهيئة حتى لا تتمادي في غيها تحت ستار الاسلام.
ثانياً:- ان يعلن بطلان كل الفتاوي التي أصدرتها وكانها لم تكن.
ثالثاً:- محاسبة كل من كفر او أفتى بحق الحاد أحد او تنصير آخرين أو إساءة باسم الاسلام الى حزب أو جماعة.
رابعاً:- يصبح من حق كل من أضير بتلك الفتاوي ان يلجأ الى المحاكم ومقاضاتها بطائلة القذف وإشانة السمعة.
ونتوقع ان يتم تصحيح كافة القوانين التي تسمح بتسرب مثل هؤلاء العلماء الى هيئات غير مصرح بها ومنابر ينشرون منها غسيلهم النتن، ويزرعون عبرها الفتنة بين الناس.
ولنا عودة بعد أن نرى ما سيتخذه السيد وزير الاوقاف من خطوات .
الميدان