أخبار السودان

هيئة العلماء والمساج الشرعى..!!

الفاضل حسن عوض الله

كتبت من قبل أقول إنه وفى عهد انحطاط وتفكك الدولة الإسلامية انشغل بعض الفقهاء بفتاوى عبثية من شاكلة: هل حمل قِربة مملوءة بـ «ريح البطن» ينقض الوضوء أم لا ينقضه ؟! ولا شك أن أي عاقل من حقه أن يتساءل حول كيفية ملء القِربة بـ «ريح البطن» .. بـ «كومبروسور» أم مباشرةً من المانح الى القِربة؟ وكيف سُدّت القِربة بعد تمام الملء؟ وما الذى يجبر عاقل على حمل القِربة ببضاعتها النتنة تلك ثم ينشغل ويحار حول صحة وضوئه؟ هو العبث والتنطع وعدم «الشغلة» فى رأيي.

والسبت الماضى طالعتنا صحيفة «الخرطوم» الغراء وعلى صفحتها الأولى خبر مفاده أن هيئة علماء السودان طالبت بإغلاق مراكز المساج غير المرخصة ودعت لضبط مهنة المساج، ومضت الهيئة تؤكد أنه وإن كان المساج علاجاً لأمراض وتحت إشراف شخص مأمون، طبيب أو خبير، فلا حرج فيه بشرط ألا يمارس هذا المساج رجال على نساء، ولا نساء على رجال، وأنه يصح فى حالات العلاج ونحوه لكن بالضوابط الشرعية المطلوبة.

وفاتنى أن أقول أننى طالعت هذا الخبر المهم وأنا فى مكان عام يرتاده بسطاء الناس بانتظار إنهاء معاملة لى بأحد مرافق الحكومة، وكان الى جوارى رجل كبير السن أشعث أغبر ومن سيمائه تبدو رقة الحال، سألنى الرجل بوداعة أهلنا الطيبين: «يا ولدى الجريدة فيها شنو؟»، قلت له هيئة العلماء بصدد تحريم المساج طالما جاء بطريق غير شرعى. فقال: «والمساج ده حاجة بياكلوها يا ولدى؟»، فشرحت له عملية المساج فقاطعنى قائلاً: «يا ولدى ما تقول «العِصّير» ولا «مرقان الفلايت».. وده حرمتو شنو؟ حرّم نحن زمان الواحد لما يجى تعبان أكان ما إتمشقلو بى زيت سمسم ما يرتاح.. حسع زيت السمسم للفول ما لاقينو بعد ما رطلو بقى بى خمستاشر ألف.. وناس الكناتين بقوا يكبوا لينا الزيت فى الفول بالسى سى.. والفول ذاتو فاضل يعدو بالحبة ». وشرحت له تقنية المساج وفنونه فى مصحات ماليزيا ومنتجعات بانكوك وشواطئ بالى باندونيسيا التى لا يعرفها هذا الرجل ويؤمها بعض المترفين والمتنفذين فى بلادنا، فذاك ترف لا يطوله إلا هؤلاء ، أما متعبو الشعب السودانى فحسبهم «مرقان الفلايت على عنقريب كرابو حبل»، وما لهم سوى البنات الصالحات والأبناء الصالحين الذين يعملون على «عِصّير» أقدام الآباء المكدودة بأوجاع الحياة ومشاويرها المضنية، وهو بالتأكيد «عِصّير» مرخص ويخضع للضوابط الشرعية.

وحكاية «ضبط المهنة» هذه التى وردت فى مطالبة هيئة العلماء الموقرة هى بلا شك محل احترامنا وتقديرنا، ونأمل أن تنداح هذه المطالبة لتشمل مهناً أخرى هى أولى بالضبط المهني… مهنة الوزير والمساعد والمستشار ووزير الدولة والوالى ونائب الوالى والوزير الولائى والمعتمد.. فهؤلاء وغيرهم نأمل أن تراجع الهيئة الموقرة تراخيصهم وتعمل على التصدى لهدر بعضهم للمال العام، وتضبط أداءهم المهنى وفق المعايير الشرعية.

سؤال أخير مهم ومُلِح فى أيامنا هذى: هل حمل قِربة مملوءة بـ «ريح البطن» ينقض الوضوء أم لا ينقضه؟ ده السؤال ولا بلاش!!

الصحافة

تعليق واحد

  1. السوال وجيه اقترح عليك تقديمه لنايب الدايرة لمناقشته في البرلمان…قطعا ده من المواضيع الدسمة التي اعتادوا على مناقشتها بشهية!!!

  2. ياخي ماتخلوهم يتعصروا!!!مالقين حق العرس واتو الواحد معرس اربعة بمسدوا فيهو اليوم كلو!!!ده غير مساج ماليزيا!!!

  3. يعني ينتحروا حته العصيير مستخسرنوا فيهم!! امال العطاله والشغل وضياع عمرالشباب ده حلال!! ماتقولي الصوم!!!ماهم ونحنه صايمين ديمه من الفلس!!!مالواحد بقه ودابرق من الجوع!! بتكفيهو عصيره عشان يرتاح!!!!

  4. مدخل :
    سؤال أخير مهم ومُلِح فى أيامنا هذى: هل حمل قِربة مملوءة بـ «ريح البطن» ينقض الوضوء أم لا ينقضه؟ ده السؤال ولا بلاش!!

    ***********************************

    أولاً : التحية للأستاذ الصحفي/ الفاضل حسن عوض الله، كاتب المقال.
    ثانياً : الفقه والسياسة :
    عندما كنا طلاباً في كلية الشريعة والقانون خلال ثمانينيات القرن الماضي، كنا نعجب ونسخر مما يصادفنا في كتب الفقه -تماماً كما ورد في المقال محل التعليق- من تساؤلات فقهية قبيل : (حكم وضوء من حمل قربة فساء)، (وحكم من أدركته الصلاة، ولم يجد ماءً ولم يجد تراباً يتيمم به لأن الأرض كلها ذهباً، أو فضة)، ولم تكن عقولنا تدرك معنى هذه التساؤلات، آنذاك.

    ولكن في وقتنا الراهن أدركنا أن تلك التساؤلات لها ما يبررها، فمع تطور العلم وتقدم العصر، عرفنا أن (الفساء) ما هو إلاّ غازات كيميائية تنتج عن هضم المعدة للطعام، وأن مثل تلك الغازات من الممكن أن تنتج صناعيّاً، ومن الممكن أن تدخل في إجراء أبحاث علمية، وبالتالي فإن حملها في أوعية أمراً ممكناً، سواء أكانت تلك الأوعية قرباً مصنوعة من الجلد أو المواد المشابهة، أو كانت أوعية معدنية كالصهاريج والبراميل ونحوها.
    كما أدركنا لاحقاً أن الإنسان يمكنه الانتقال إلى كواكب أخرى، غير كوكب الأرض، وهناك فمن المتصور أن يكون التكوين الجيولوجي لأرض تلك الكواكب مختلف عن التكوين الجيولوجي لأرض كوكب الأرض، ولذا فمن الممكن أن تكون ذهباً أو فضة أو حديداً أو أيّ معدن من المعادن المعروفة أو غير المعروفة.
    وإزاء ذلك زال تعجبنا عندئذٍ، وأدركنا أن علماؤنا السابقون كانت أفهامهم وعقولهم سابقةً لعصرهم، وأن تعبيرهم عن المسائل بلغة عصرهم لها ما يبررها لأجل فهم المخاطبين بالأحكام الفقهية في تلك العصور. ولا غرو في مثل هذا الخطاب، فالله عز وجل خاطب الناس في القرآن الكريم بقدر عقولهم عندما قال في الآية الكريمة : (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة، ويخلق ما لا تعلمون).. فلم يورد مع الخيل والبغال والحمير التي تعبر عن وسائل النقل في ذلك الوقت، وسائل النقل الحديثة من سيارات وشاحنات وقطارات وطائرات، بل قال : (ويخلق ما لا تعلمون)، لأنه لو ذكر الوسائل الأخير بالاسم، لما علمها المخاطبون في ذلك الوقت، ولتساءلوا : وما هي السيارة؟، وما هي الطائرة؟، وما هو القطار؟… ولما أدركت عقولهم ذلك، ولاعتبروها ضرباً من السفسطة عديمة المعنى؛ لاسيما الكافرين بما ورد في القرآن والإسلام.

    وخلاصة القول .. علينا أن لا نتناول تراثنا الفقهي والعلمي والثقافي بأنواع السخرية والاستخفاف، بل يجب أن نسعى لفهم ما لم نفهمه منه، وأن نجد له المخارج المنطقية التي تساعدنا على الفهم، لأن الاستخفاف بالتراث يجعلنا أمة بلا ماضٍ، وكما تقول أمثالنا : (من نسي قديمه تاه)، و(الـ ما عنده كبير يشتري ليه كبير)، و(الـ ما عنده قديم ما عنده جديد)..
    ومن ناحية أخرى يجب أن لا نخلط بين ثوابتنا الثقافية والفقهية والتراثية والأدبية، وبين المذاهب السياسية المعاصرة، فإن كرهنا طائفة سياسية معينة لاختلافنا معها في الرأي وفي السلوك وفي الرؤى السياسية، فلا ينبغي أن ينعكس ذلك كرهاً منا لما تتمسّح به تلك الطائفة السياسية من أصول الدين والتراث، لأن تلك الأصول وذلك التراث ثابت يجمعنا بمن أحببنا ومن أبغضنا، أما الطوائف السياسية فمن ساد منها ومن باد مصيره إلى زوال وأفول، لأن دوام الحال من المحال. وكما قال الله عز وجل : (فأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).

    ختاماً التحية والتقدير للجميع، والله من وراء القصد.

  5. بعد الإستعانة بصديق نجيبك علي هذا السؤال الذي حير علماء السودان الأفاضل وهم مشغولين الآن بجمع الدولارات بعد ما شعروا بأنها كتمت ؟؟؟ فإذا القربة إتخرمت أو تسرب منها أي ريح نتنة بطل الوضوء وإذا كانت سليمة فلا جناح عليك ؟؟؟ وفي إنتظار فتوي المفكرين أصحاب الصحوة الإسلامية وهلم جرررر؟؟؟ وكذلك علماء الحيض والنفاس وعلي رأسهم الترابي ودفع الله الشمام والخبير في الأرياح النتنة ؟؟

  6. اقتباس :
    وحكاية «ضبط المهنة» هذه التى وردت فى مطالبة هيئة العلماء الموقرة هى بلا شك محل احترامنا وتقديرنا، ونأمل أن تنداح هذه المطالبة لتشمل مهناً أخرى هى أولى بالضبط المهني… مهنة الوزير والمساعد والمستشار ووزير الدولة والوالى ونائب الوالى والوزير الولائى والمعتمد.. فهؤلاء وغيرهم نأمل أن تراجع الهيئة الموقرة تراخيصهم وتعمل على التصدى لهدر بعضهم للمال العام، وتضبط أداءهم المهنى وفق المعايير الشرعية.

    تعليق وتنويه :
    يضاف الى ذلك عساكر الشرطة ( خاصة شرطة جبايات المرور )
    ومتحصلى الضرائب والجمارك والمحليات

    صدر تحت توقيعى بحروف الكى بورد

  7. نرجو ايضا ملاحظة اماكن بيع الملبوسات النسائيه(البوتيكات ) التى يقوم بالعمل فيها رجال وايضا اماكن بيع الاحذيه فى شارع محمد نجيب والملك عبد العزيز واماكن اخرى بالرياض والشرقى

  8. هل تعلم انو الرئيس الراقص استقدم اخصائي مساج من ماليزيا ومستاجر ليهو بيت بالطائف ؟؟؟؟
    وهل تلم لنو بيمشي يعمل مساج في ساعتين كلو يوم؟؟؟ مع العلم انو عندو مرتين !!!!!! وهل تعلم ان عبد الرحيم ابو ريالة مرة قال ليو يا عمر يا اخي ما تدينا الراجل بتاعك دا ساعة والا ساعتين اليوم !!!!!!!!!! الكلام دا مؤكد ومنقول من احد حراس الرئيس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..