(ماما سلينا).. جنوبية توفر (المصاريف) للطلاب الشماليين وتتمسك بالوحدة

الجزيرة – عزمي عبد الرازق

على هوامش الأفراح الصغيرة لا زال طلاب جامعة الجزيرة يحافظون على قدر كبير من قيم التسامح والتواصل التى لا تعرف حدوداً لخارطة اللون والعرق والمكان، وفي زاوية ما من هذه الجامعة العريقة تجلس امرأة في العقد الرابع من عمرها تسمى (سلينا) من جنوب السودان، الطلاب ينادونها بـ (ماما سلينا)، وهي تعول عائلة صغيرة مكونة من ولد صغير وبنتين إحداهما تدرس في ذات الجامعة، وتمد عشمها إلى يوم التخرج، غير أن الطلاب الذين يسلمون عليها كل صباح من تحت بخار (كفتيرة الشاي) يحرصون على دعوتها في الأول قبل الأساتذة وعميد الكلية لحضور أي برنامج يخصهم، ولو كان حفل عيد ميلاد، ثم لا تتوانى في تلبية الدعوة والمشاركة ولو بـ (زغرودة) صادقة، بالرغم من أن الأسئلة في الأيام الأخيرة أصبحت تحاصرها بشكل متكرر (حاتمشي وين بعد الإستفتاء) ؟ فترد عليهم : (يا أولادي أنا قاعدة في بلد حقنا دا).
منذ (15) عاماً (وماما سلينا) تعمل في جامعة الجزيرة لدرجة أنها تحولت إلى رمز كبير يمثل حضورها في كل المحافل لون أساسي يصعب إزالته من الخاطر، والمدهش في الأمر أن (سلينا) التى تقاوم رغبة العودة للجذور بضحكتها الملونة وجسدها الأبنوسي وقلبها الكبير الذي يحتمل كل الناس، أدركت أن الدموع لونها واحد، وأن الوطن هو الوطن، وإن كانت ثمة رغبة خاصة تدفعها لزيارة الجنوب حتى لا يقتلها الحنين، ولكنها رغبة تختفي في أحايين كثيرة عندما يجلس معها أولادها الطلاب الذين تعرفهم بالاسم وتحرص في كثير من الأحيان على مواساتهم و(حل مشاكلهم) وتوفير ثمن وجبة الإفطار لهم مما تدخره من عملها، ولذلك أصبحت هى (الأم) الودودة التى تفجر المكان بالضحك كلما أطل شبح الملل والسياسة.
(الأهرام اليوم) رصدت فرحة (ماما سلينا) وهى تودع دفعة جديدة من خريجي جامعة الجزيرة وترقص معهم لدرجة الطرب بذات الأزياء الجنوبية، وتبث في قلوبهم الأمل والطموح.
غير أن الظاهرة اللافتة أكثر في جامعة الجزيرة هي (تقليعات) الطلاب أنفسهم الذين أصبحوا يحرصون كل عام على إعداد جلسات للحناء تقوم بها زميلاتهم أيام التخرج، يغسلون أقدامهم بالماء ويجلسون في دوائر مفتوحة كأنهم عرسان، وكل يختار الفتاة التي تضع له (الحنة) وهو يرتدى (الجلابية والشال) (ويبشر) بحرارة في استدعاء خاصة لطقوس الزواج، ومن ثم ينطلق (بارتي) التخرج، وبعد إكمال الحنة تذهب الفتيات (لصوالين الكوافير) لإعداد أنفسهن لحفل التخرج فيبدين في أجمل تسريحة وجمال.. وهي ظاهرة جديدة فشلت كل محاولات حربها، ولكن هل يختلف فرح التخرج عن فرح الزواج؟ أم هي مقاربة فصيحة لبعث الأماني حبيسة الدواخل والأشواق.

الاهرام اليوم

تعليق واحد

  1. ماما سلينا مابين الحنين الى الجنوب والحنين الى ابنائيا الذين تعولهم(طلاب جامعة الجزيرة)
    انها السياسة يا ماما سيلينا وقذارتها لك الله ولكل ابناء هذا الشعب الطيب بشماله وجنوبه
    (حاتمشي وين بعد الإستفتاء) ؟ فترد عليهم : (يا أولادي أنا قاعدة في بلد حقنا دا). الطيب مصطفى وباقان وكل الانفصاليين شماليين وجنوبيين ان ماما سلينا لن تترك وطنها وتتحدى فماذا انتم فاعلون مع ماما سلينا؟؟؟

    الغريبة ان ماما سلينا لم تقول اتمنى استقلال الجنوب يا باقان وذمرته والاغرب ان سيلينا ردت على سؤال ابنائيها الطلبة اي انها تفهم لغتنا يا الطيب مصطفى

  2. تحياتى الى المناضلة سلينا التى تمثل نموزج حقيقى للمرأة السودانية والطيبه التى تعطى بلا كلل ودون انتظار للمقابل فكم كنا نشرب الشاى والقهوة منها حتى لو لم نكن نملك ثمنه وكم كنا نأخذ منها حق الفطور والمواصلات وغيره من الاحتياجات بقدر استطاعتها بل حتى المشورة للطلاب والطالبات بلا تمييز دينى او عرقى او لونى او غيره ,,,,,, ولم تتزمر يوماً ودائماً لا تختفى ابتسامتها الجميلة من على وجهها

    حفظك سلينا الرائعة

    الدفعة 21 (1999-2003)
    جامعة الجزيره
    كلية الهندسة والتكنولوجيا
    هندسة الكيمياء

  3. طيب يا ناس الراكوبة علاقة الصورة (بماما سلينا) شنو ولا دا (بابا اليجا):lool: :lool: :lool:

    كل عام والأخوة فى موقع الراكوبة محررين ومشرفين وكتاب وقراء

    بالف خير والى شعبي الأبي فى الداخل والخارج عيد سعيد اعادةالله

    للأخوة المسلمين فى شتي بقاع البسيطة بالخير واليمن والبركات….

    :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool:

  4. حفظك الله ماما سيلينا وحفظ الله السودان واحداً موحداً من الشرور . ومن كل الذين فكرو وخططوا وعملو وادخلوا فكرة الاسلام السياسي في السودان منذ البذرة الاولي لفكرة الاسلاميين عن طريق مصر ثم السودان ليجد ارض السودان وتيرعرع فيه قبل 1995 م الي ان جاء باليوم المشؤوم 30 يونيو 1989م والي ان اوصل الشعب السوداني الي هذا الوضع الحالي الذي اصبحنا فيه ….. ويغلبني التعبير في هذه النقطة ولا حول ولا قوة الا بالله .
    والتحية للكاتب الذي صور واحد من ابرع لحظات التاريخ في جامعة الجزيرة وتصورة للمشهد والذي كنت حاضرة واستحضرهـ تماماً لمواقف ماما سيلينا المواقف السودانية الشجاعة ربنا يحفظها ويحفظك ياسودان واحداً ليس سواهـ لا جنوب ولا شمال وابعد عنك كل شر .
    حقيقةً ومنذ عام 1998 وحتي 2003 عايشت ماما سيلينا والان وبعد العودة للمرة الثانية للجامعة في برنامج التحضير حضرت حفل تخرج لاحدي الروابط الاقليمية والتي منحت شهادة تقديرية لماما سيلينا لدورها الذي لا ننساها ابداً والكلام هنا يطول ولكن ربنا يمكن الشعب السوداني من اجتثاث الذين اوصلوه الي هذا الوضع ورمية بعيداً في نفايات المحيط وابقي ماما سيلينا رمزاً لطلاب جامعة الجزيرة واُماً ما بقي الدهر .
    ومن علي بعد احيي زميلي وصديقي ايزك دينق اكوي
    20 اقتصاد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..