وفاء للامل الاشتراكي ..مرحباً د.شريف حتاته ود. أمل في الخرطوم
لقد اسعدنا د.كمال عبدالكريم ميرغني بلقاء د.شريف حتاتة وزوجته د.امل في حفل شاي انيق اقامه علي شرفهما الاسبوع الماضي. كما سعدت اكثر بالاستماع الي د.حتاته والتحاور مع انسان انحاز ومعظم ابناء جيله لليسار. هكذا تأخذني الكلمات من د.شريف حتاته وتذهب بي الي جيله كله. لقد جعلني اللقاء استعيد صورة مصر هذه كما اراها وقد ولدت في الجيل الذهبي الذي فتح عينيه علي الحياة في العشرينات الاولي من القرن الماضي مع الثورة الوطنية التي طوت بها مصر عمراً وبدأت عمراً جديداً: محمود امين العالم وعبدالعظيم انيس ويوسف ادريس وكمال عبدالحليم وام كلثوم وكامل زهيري وعبدالحليم حافظ وغيرهم من العمالقة الافذاذ، اساطير الفكر والثقافة والفن والسياسة والاشتراكية.. د.حتاتة رمز من الرموز الفكرية لم يقعد به تقدم العمر ? واظنه قد تجاوز التسعين ? فبدأ امامنا حاضر الذهن متوقد الفكر وهو يتناول قضايا الثورة الاشتراكية والتغير الاجتماعي في مصر. ادهشني، وقد تميز بالثبات علي المبدأ، احترامه لكل صاحب مبدأ مهما اختلف معه او مغاير له، وذلك هو مايجسد قيمته كمناضل ومفكر وانسان. واذا كنت قد اتطلعت علي سيرته الذاتية في احد كتبه فضلاً عما ضمنه عن ذلك في كتاب: “شهادات ورؤي من تاريخ الحركة الشيوعية المصرية”.. لكن ظرفي الخاص قد حرمني من اجراء حوار اتوق له عن حزبه: “الحزب الشعبي الديمقراطي الاشتراكي”، وارجوا ان لا اكون قد اخطأت في الاسم، وما كنت انوي التعرف عليه وانا مستعصم بأن في الاشتراكية اتساع للتعددية، جرياً علي قول لينين:”الاشتراكية ليست نتيجة لمراسيم تأتي من الاعلي، وانما الاشتراكية الحية الخلاقة من صنع جماهير الشعب نفسها”. ولعل وبهذا الفهم فان الاشتراكية تتسع للتعددية وتتطابق مع الديمقراطية، وقادرة علي اشباع حاجات الانسان في ظل التقدم العلمي والتقني، ومنها حاجته الي ان يكون خالقاً مبدعاً عند كل مستويات وجوده الاجتماعي والسياسي والثقافي… الخ.
ومن هنا، فان نضال الشيوعيين والديمقراطين المصرين لم يلتق صدفة مع نضال الشيوعيين في السودان، كما لايعجز الذي ينظر موضوعياً لتاريخ الحزبين الا ان يري في ما وحد بينهما فكرياً لدرجة التوافق حتي لو سارت الامور علي غير مانشتهي، فان كلاهما لن يفتقد الرويا الموضوعية للتاريخ والمجتمع عامة. اكتفي بهذا القدر علي ان نواصل ما انقطع من حوار معه، ونخصص جزءاً منه لاستعراض اراء د.أمل ? زوجته.
