بيان بمناسبة أستقلال جنوب السودان

حركة تحرير السودان
بيان بمناسبة أستقلال جنوب السودان
نود أن نتوجه بالتحية والتهنئة لأخونتا فى جنوب السودان باعلان الأستقلال وقيام الدولة الجديدة كما نحى أرواح المناضلين من رجال ونساء الذين قدموا أرواحهم ثمناً للحرية والعدالة ونذكر فى هذا اليوم التاريخى الزعيم د. جون قرنق.
وأن كنا نتقدم بالتهئنة لأخوتنا فى الجنوب بقيام دولتهم الجديدة الآ اننا فى نفس الوقت نشعر بالأسف لأنفصال هذا الجزء العزيز من الوطن.
وفى هذه الأيام التاريخية نرى أنه لابد من وقفة للتفكير فى الأسباب التى دفعت جنوب السودان للأنفصال ولا بد من الأستفادة من الدورس التى يقدمها أنفصال الجنوب .
وملخص هذه الأسباب هو الأزمة العامة لنظام الحكم قد وصلت إلى الحد الذي يهدد كيان السودان واستمراره كدولة واحدة ذات سيادة. والمحاولات التي جرت، و تجري الآن، لحل مشاكل السودان بالعقلية القديمة؛ عقلية الهيمنة المركزية وتركيز السلطات في يد صفوة قليلة هي التي تعطي وتجود بالحقوق والمناصب والأموال لن تؤدي إلى وقف هذه المهددات لان هذه المحاولات تقوم على أسس جزئية لا تنظر إلى السودان في كيانه كوطن واحد. بل تتعامل معه كمناطق جغرافية منعزلة عن بعضها البعض، كما لا يمكن حل هذه المشاكل عن طريق الترضيات والقهر وإنما عبر مشاركة حقيقية لكل الشعب بمختلف قواه السياسية والاجتماعية وأقاليمه وجهاته.
إن بلادنا مازالت رهينة لأزمات داخلية متواصلة ومعقدة ومتشابكة وشاملة يعبر عنها واقع مرير يسوده الحرمان المادى والمرض والمجاعة، وتنتشر فيه حروب أهلية إنطوت على عناصر عرقية وجهوية وإقتصادية. وقد فشلت النخب المسيطرة منذ الإستقلال في إستيعاب حقيقة هذه الأزمات العميقة وابعادها السياسية والإقتصادية والإجتماعية وبالتالى عجزت عن تأسيس دولة وطنية مستقرة فى السودان. وبدلاً من التصدى لجذور هذه التحديات تأرجحت بين الحكم الديمقراطى شكلاً وبين الإنقلابات العسكرية والتى أعاقت مسيرة التقدم السياسى. وتأرجحت من اليسار إلى أقصى اليمين ممثلاً فى الجبهه الإسلامية ووثوبها على السلطة حيث فرضت رؤاها الأحادية على السياسة والإقتصاد والإجتماع، تلك الرؤى الأحادية التى لا تتناسب مطلقاً مع السودان الدولة القارة.
أن آخر المحاولات لترميم الكيان الوطني والمتمثلة في الالتزام بتنفيذ اهداف وغايات اتفاقية نيفاشا 2005 المتمثلة في تحقيق السلام وبناء أسس الوحدة الوطنية بين شطري السودان والتوزيع العادل للسلطة والثروة والتحول الديمقراطي قد فشلت، واستمرت الحرب الأهلية في دارفور وتتصاعد نزاعات عدم الاستقرار في الشرق وجبال النوبة والنيل الأزرق وأبيي.
لقد أثبت نظام الحكم المركزى فى السودان والذى استمر لما يزيد عن المائة عام ، فشلآ ذريعآ وليس أدل على ذلك من الأنفصال الجنوب وعدم الاستقرار فى الشرق وجبال النوبة والحرب الأهلية فى دارفور فضلآ عن افتقاد الحريات والديمقراطية فى الشمال. أدى نظام الحكم المركزى الى إقصاء و تهميش الغالبية العظمى من المواطنين وافتقاد الأقاليم للتنمية الاقتصادية والعدل كما أدى الى طمس هوياتهم الأثنية والثقافية.
وتهدف حركة تحرير السودان الى إنشاء نظام للحكم الكنفيدرالى و أحلاله بدلآ عن نظام الحكم المركزى بحيث يكفل الدستور للأقاليم إستقلالآ ذاتيآ كاملآ فيما عدا بعض السلطات فى الامور ذات الاهتمام المشترك التى تخول للمركز.
وترى حركة تحرير السودان أن تخضع أقاليم شمال السودان وهى الشمالي+ الشرقي+ الأوسط+ كردفان الكبرى+ دارفور الكبرى+ الخرطوم لنظام الحكم الكنفيدرالي المؤسس على الأقاليم الستة على مستوى حدود اقاليم السودان 1956 وترسيم الحدود المتفق عليها، حيث يقوم نظام الحكم الكنفيدرالي على التخويل الفعلي للسلطات بين المستوى الكنفيدرالي والمستوى الإقليمي والمستوى الولائي والمحلي.
وترى حركة تحرير السودان أن إنهاء نظام الحكم المركزى وأنشاء نظام الحكم الكنفيدرالى ربما يدفع جنوب السودان الى اعادة النظر فى الالتحاق بالكنفيدرالية الجديدة و يقود الى توحيد شمال وجنوب السودان من جديد وعلى أسس جديدة.
نكرر التهئنة لأخوتنا فى جنوب السودان وندعو المواطنيين الى التفكير فى أسباب الأنفصالكما ندعو الى نظام جديد للحكم هو النظام الكنفيدرالى يحفظ ما تبقى من السودان فى كيان واحد ووطن واحد.
عاش نضال الشعب السودانى
عبداللطيف أسماعيل
السكترير العام لحركة تحرير السودان
[email protected]