في ذكراها الأربعة والأربعين ..أغنيات ثورة مايو… عندما يفرش المطرب نجوميته على سجادة الساسة

الخرطوم: رندة بخاري

الافتتان بالأنظمة الحاكمة من قبل كثير من المطربين مرتبط بقناعاتهم بحقبة ما لها ظروفها، مما يجعلهم يفرشون نجوميتهم على سجادة الساسة معبدين لهم الطريق لإحكام قبضتهم على السلطة، وفي المقابل رفض مطربون بعينهم الانسياق للأنظمة محصنين مواهبهم من كل موقف سياسي من شأنه أن ينعكس سلباً على تاريخهم الغنائي خوفاً من ان تنتهي تجاربهم مع نهاية الحزب الحاكم.
حباب مايو حباب عزك
ربما الإشراقات الوضيئة التي تأبطها نظام مايو عند انطلاقته في العام 1969م التي بلغت سني ولادتها الأربعة والأربعين عاماً، هو ما قاد الى الاحتفاء بها غنائياً، اذ جادت قريحة شعراء كثر بأنشودات مجدت محمد جعفر نميري حد وصفه بالأب، كما فعل الثنائي الوطني (يا مايو حبيب ذي امي وابوي واختي واخوي) ومجموعة من الفنانين على رأسهم سيد خليفة الذي تغنى بالملايين أبو داود نقولها نعم.. شرحبيل احمد بقدم الخير واسماعيل حسب الدائم الذي على ما يبدو ان له عشقاً خاصاً مع الانظمة العسكرية، فللرجل تجربة ايضا مع ثورة الانقاذ والدائم غنى ايضا لثورة مايو قائلا: حباب مايو حباب عزك، وكذلك الفنان صلاح مصطفى: نميري قال كلام .. الثنائي ميرغني المامون واحمد حسن جمعة بخليك حريص.. وحنان الصغيرة من فكرك ووعيك وابوعبيدة حسن بالرقم وصل المليون.
أداؤها كان جماعياً
لم يخف الشاعر ابراهيم الرشيد اعجابه بثورة مايو التي اعتبرها وقتئذ على حد تعبيره لـ(الاهرام اليوم) انها كانت بمثابة الخلاص، لذا لم يتوان مطربون كثر من مبايعتها، لأن الاحساس بتلك الثورة كان صادقاً، لذا كان من الطبيعي ان تخرج الاناشيد بتلك الروعة مع الأخذ في الاعتبار ان ادائها كان جماعياً، اي كورالياً.
خطوة عديلة يا جعفر
ظهر إبان ثورة مايو ما يسمى (بطلائع نميري) وابرز الاصوات التي ظهرت منها الفنانة سمية حسن بحانب البلابل، اذ كانت احداهن تعمل مع جعفر فضل المولى المسؤول آنذاك من سلاح الموسيقى، فأتى بهن وقام بضمهن الى تلك المجموعة، ومن اكثر الاغنيات التي قدمنها ووجدت رواجاً هي “يا حارسنا ويا فارسنا”، كما قدم ايضا الملحن عبدالماجد خليفة كما هائلا من الالحان اشهرها “خطوة عديلة يا جعفر” وقبل ذلك عبر نميري عن امتتانه لجعفر فضل المولى، عن الاعمال الغنائية التي قدمها بأن رقى رتبه العسكرية.
حادت عن المبادئ
يعتقد كثيرون ان الشعار الذي اتخذته ثورة الانقاذ في فترات سابقة (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) هو ملك خاص للانقاذيين، بيد ان هذا الشعار كان خاصا بثورة مايو، وهو للشاعر محمد عبدالحليم الذي كتبه لثورة مايو وليس يونيو. اما الشاعر ابراهيم الرشيد فلم يخف تمجيده لنميري بأبيات اخرى تقول: ايد بتبني وايد تعمر وايد بتحمل للسلاح.. شعب صمم يبني مجدو من جديد يبدأ الكفاح.. بانطلاق مايو المقدس هلت الآفاق صباح. الرشيد اردف أن هناك من كتب برمزية، وآخرون عبروا مباشرة قبل ان ينسلخوا منها بعد ان حادت عن المبادئ التي اتت بها، ومن الشعراء الذين ناصروها عبر الكلمة عمر الشاعر.. محجوب شريف.. فضل الله محمد.. تاج السر عباس والملحن الفاتح كسلاوي.
تيمزت بروعة اللحن والأداء
الشاعر اسحاق الحلنقي الذي كان عضواً في الحزب الاشتراكي مع عمر الحاج موسى، اعتبر في حديثه لـ(الاهرام اليوم) ان تلك المرحلة من اعظم مراحل حياته، كيف لا والرجل نال وسام الآداب والفنون على يد الرئيس محمد جعفر نميري، مضيفاً أن الفن وقتها كان مزدهراً ونميري يولي اهتماما كبيرا للفنانين ايضا، واسهم ذلك في تطور الكلمة والموسيقى التي انشأ لها معهدا خاصا (معهد الموسيقى والمسرح)، كما استجلب اساتذة من كوريا لتدريس الموسيقى للطلاب، والشاهد ان تلك الاناشيد تميزت بروعة اللحن والاداء.
مخاطرة لا تحمد عقباها
الأصوات التي تغنت للأنطمة غالبية لا بأس بها، تتبنى موقف عدم محاكمتها، مستندين على انها حقبة بعينها ولدت نتيجة لظروف قد نختلف عليها او نتفق معها، بيد ان هناك من يصر دائما ان ينابيع الفن يجب ان تنصب في محيط الوطن، باعتباره الباقي لا الأنظمة التي قد تضمحل بالظلم والاستبداد لتبقى حقيقة واحدة ان الغناء للانظمة بمختلف تياراتها مخاطرة قد لا تحمد عاقبتها.

الاهرام

تعليق واحد

  1. كانت مايو بداية النهاية لدولة السودان – ففيها انهارت مؤسسات الدولة واستشرت المحسوبية والرشوة والسوق السوداء بطريقة لم يسمع بها السودان فى تاريخه حتى فى العهد التركى -ولاول مرة تصل الضائقة المعيشية بالشعب للوقوف صفوفا طويلة للخبز والبنزين – وحلت اللوارى والقلابات فى كثير من الاحيان وسائل المواصلات من الحافلات – وكان بداية انهيار مشروع الجزيرة فى عهد مايو -وافسد اعضاء الاتحاد الاشتراكى لدرجة ان اصبح لكثير من اعضاء الاتحاد الاشتراكى من الطلاب استثمارات كبيرة-مايو نقطة سوداء فى تاريخ السودان وقبح الله المطبلين لها من امثال امال عباس وكرار التهامى وفاطمة عبدالمحمود واسماعيل الحاج موسى واخرين اسوأ منهم

  2. ظهر إبان ثورة مايو ما يسمى (بطلائع نميري) وابرز الاصوات التي ظهرت منها الفنانة سمية حسن بحانب البلابل، اذ كانت احداهن تعمل مع جعفر فضل المولى المسؤول آنذاك من سلاح الموسيقى، فأتى بهن وقام بضمهن الى تلك المجموعة، ومن اكثر الاغنيات التي قدمنها ووجدت رواجاً هي “يا حارسنا ويا فارسنا”___ (حلوه دي!!)

  3. دراج المحن مطرقٌ لأنه شايل هموم الناس.
    هل أخرسوكم ناس قدوقدو بعد أن الهبوا ظهوركم بالسياط والناس تتباكى والدموع تتقطر.

  4. وانا شيد المرحوم وردى نسيتوها ؟
    انت يا مايو الخلاص
    يا جدارا من رصاص
    يا حبالا للقصاص
    ولا شطبتوها

  5. نميري ظاهرة لن تتكرر..امتاز بقوة شخصيته و انتمائه للشعب و كان صريحا وواضحا في كل ما كان يقوله…في عهده كانت للاغنية الوطنية وضع خاص فكان عهد امتاز برصافة الكلمة و المنطق و اللحن الجميل.
    ……… يا فارسنا ويا حارسنا

    يا بيتنا ومدارسنا
    كنا زمن نفتش ليك
    وجيتنا الليلة كايسنا
    يا حارسنا
    حبابك ما غريب الدار
    وماك لي حقنا الودار
    كنا زمن نفتش ليك
    وجيتنا الليلة كايسنا
    يا حارسنا
    جيتنا وفيك ملامحنا
    بعد يا مايو ما يئسنا
    بنرجع ليك توصينا
    بنسمع ليك تحدثنا
    بيك يا مايو
    يا سيف الفدا المسلول
    نشق أعدانا
    عرض وطول
    حلفنا نقيف ونتحزم
    نشد الساعد المفتول
    عشان نبدي اشتراكية
    ونرفع راية هم خلوها
    فوق السارية متكية
    دقت ساعة كانت نجمة
    في أعماقنا منسية
    كنا زمن نفتش ليك
    وجيتنا الليلة كايسنا
    يا حارسنا

    ………………………………………………………………………….

  6. اتمنى من الله ان يأتى نميرى اخر ويبدأ اولا بقتل كل العواليق العجزة من امثال المهدى والمرغنى والترابى اولهم ثم يقبل للبشير وكل الكيزان العفنة ويطهر البلاد من الاوباش .!!!!اتمنى ذلك .

  7. الي الاخ جركان فاضي
    لا والله جانبك الصواب في هذا لان سبعنيات القرن الماضي هي من اميز العهود في السودان من حيث المعيشة والانتاج الفكري والادابي والغناء والفن ومعروف ان الفكر والادب لا يزدهر الا في زمن الرخاء والوفرة
    نميري تربطنا به علاقة حب ومحبة قوية اولها اني ولدت في نفس العام التي اعتلى فيه النميري سدة الحكم وكان والدي رحمة الله عليه ينتوي تسميتي نمري غير اني اتيت الي هذا الوجود انثى
    ابي الف رحمة ونور تنزل عليه كلن امين عام منطقة خشم القربة وحلفا الجديدة في الاتحاد الاشتراكي
    والله ياجركان مليان مات ابي العام2011 والله الذي لا الاله الا هو مات ونحن لانملك منزل اي والله
    عندما اتت الانقاذ نادت باي مسؤال عام لتخطيط عمل النقابات كل انواع النقابات من دكاترة ومعلمين وعاملين وغيره في ولاية كسلا والقضارف وحلفا
    عين امين امانة المؤتمر الوطني وقام بناسيس كل. المحليات من كادر توظيفي الي خطط عمل ورواتب وغيرها عينتو الانقاذ لان الرجل سمعتوا طيبة ونظيفة وبعيد من السرقة والاختلاس كان رحمة الله عليه يقول انا لا املك شئ غير اني علمت اولادي وكان مؤمن بمقولة((علموا اولادكم ولاتورثوهم))الف رحمة ونور تنزل عليه
    غير ان ابانقاذ نكلت بابي بعد ان استفادة من خبرته وكادره التنظيمي تعرف ليه ياخي لان ابي ليس منظم اي ليس ((كوز))ونحمد الله علي هذا لان اليد كانت ستشير الينا باننا حرامية طالما ابي في يعمل في الانقاذ
    نميري ابون وحبيبنا وهو وابي طبعوا من هذه الدنيا من غير فساد وسرقة ويد نظيفة ودا في حد ذاتو شرف ياخي وهذه هي النفس السامية الشريفة التي تري العفة والسمو بالنفس اكبر من ملايين تختزن او بيوت وعمارات تورث بمال الحرام
    فخورة بك انا يابي واحمدالله انك انت ابي والف ورحمة ونور تنزل عليك انت واب عاج دراج المحن

  8. يكفي نميري انه كان راجل هيبه وخلق ليكون رئيس ومات فقير والي اليوم زوجته الأستاذة بثينه خليل عايشه عادي في بيت ورثه في ودنوباوي له الف رحمة والله كنا نحفظ أناشيد مايو كلها لانها ثورة وآمل كل سوداني ولو لا دخول الترابي القصر لكانت مايو تحكم الي اليوم لكن هذا الترابي هو من غطس حجر أبو عاج دراج المحن

  9. عليكم الله دي ما مأساء جيل ذو ذاكرة مصفى المجاري احسن منها، موضوعين في الراكوبة من الاعلام المايوي البائد وشعب في مرحلة نضال لازالة توابع ذلك النظام التي مازالت تجسوا على صدره ودمرت موطنه بل السودان كله
    اما المعلقين فحدث ولا حرج الله لاحضركم فترة الهالك نميري نسيتوا الناس جيعانة ما لاقية البشيلوا النمل وهو بيقول ليهم على شاشات التلفزيون تاكلوا رغيف ليه اكلوا كسره!
    فعلا هنالك قطاع كبير من هذا الشعب وجيل انقاذي انتهازي جديد لايعرف ماساة الهامش واهل السودان الحقيقيين
    زمان كنت بقول تفوا على وضاعة تفكير بعض المعلقيين لكن البزاق كمل

  10. Mayo (May), This is your Land
    and
    On it we will together meat again

    )(“A prelude of an anthem performed in the 70th by “The National Duet-to Singers)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..