السودانيون يعودون ‘للغباشة’ بدلا عن الشربوت ..ارتفاع اسعار الخراف يحرم آلاف السودانيين من ‘المرارة’

على الرغم من ان السودان يعتبر من اكبر البلدان العربية والافريقية انتاجا للماشية عموما والخراف على وجه الخصوص بل انه يعتبر من اكبر المصدرين لخراف الهدي الى المملكة العربية السعودية في موسم الحج حيث تنطلق البواخر المحملة بالخراف صوب ميناء جدة مع اقتراب موسم الحج في كل عام الا ان كل ذلك لم يمنح الاف السودانيين من حق الاستمتاع ‘بالمرارة’ مثل كل عام شأنهم شأن بقية الدول التي عانت ارتفاع اسعار الخراف هذا العام ، و’المرارة’ طبق اساسي في مائدة عيد الاضحى في السودان ويحرص الاغلبية من السودانيين على تناوله ويتكون من بعض احشاء الخروف كالكبد والامعاء والرئتان وتقدم نيئة مع البصل والشطة ورغم تحذيرات الاطباء المتصلة بشأن ‘المرارة’ وخطورتها على الصحة بالاضافة لانتشار الوعي بين السودانيين الا ان كل ذلك لم يحذف هذا الطبق المهم من المائدة السودانية بل ان اغلب الاطباء والمثقفين يحرصون على تجهيز لوازم هذا الطبق قبيل حلول العيد وذلك بشراء كميات من الليمون والشطة بنوعيها الاحمر والاخضر بالاضافة للبصل، وبجانب المرارة تضم المائدة طبق الشية والتي يتم اعدادها بوضع اللحم على الفحم مباشرة بعد ذبح الاضحية.
وفي عيد هذا العام انتشر مشروب جديد بديلا لمشروب الشربوت الذي يتم تناوله لهضم اللحوم ويتكون من التمر المغلي وتضاف اليه البهارات والمشروب الجديد الذي حل محل الشربوت مشروب قديم كان منتشرا في اقاليم السودان ويتكون اللبن الرائب ويضاف اليه الماء ويسمى ‘الغباشة’ الا ان تطور الحياة في العاصمة جعل مكوناته تختلف الا انه احتفظ بالاسم حيث يتم تحضيره في العاصمة من اللبن الزبادي وتضاف اليه بعض المشروبات الغازية عديمة اللون وشراب الشعير المعبأ في زجاجات ويتم تناوله لهضم اللحوم واستطاع سحب البساط من تحت اقدام مشروب الشربوت الذي عرفه السودانيون منذ الالاف السنين.
وفي هذا العام حرمت الاف الاسر من تناول المرارة والشية بسبب غياب الخروف نفسه وكان سبب الغياب الاوحد ارتفاع اسعار الخراف الجنوني حيث تجاوزت اسعار بعض الخراف مبلغ الالف جنيه (350 دولارا) بينما بلغ متوسط الاسعار حوالي اربعمائة جنيه وهي تساوي راتب بعض الموظفين الشهري مما دفع العديد من الاسر لمقاطعة الاضحية هذا العام، وفي جولة لـ’القدس العربي’ ببعض اسواق الماشية بالعاصمة السودانية، عزا بعض تجار الماشية ارتفاع الاسعار لارتفاع تكاليف الترحيل من الاقاليم البعيدة التي تعتبر مصدرا للماشية مثل كردفان ودارفور وارتفاع تكاليف الاعلاف وقال التجار انهم اضطروا الى بيع خرافهم باقل تكلفة ممكنة وبالخسارة احيانا لتخوفهم من اعباء اعاشة الخراف في حالة بوارها.
وسرت شائعات في الخرطوم يوم الوقفة بان هناك بواخر تحمل اضحية الهدي تمت اعادتها من ميناء جدة لعدم مطابقتها للشروط الامر الذي اسهم في انخفاض الاسعار قليلا ليزيد حظوظ البعض بتناول ‘المرارة’.
في عيد الاضحى يحرص اغلب السودايين العاملين في العاصمة على السفر لاسرهم في اقاليم السودان المختلفة حيث يلتئم شمل الاسر في هذا العيد من كل عام ويجتمعون في بيت الاسرة وفي هذا العام منحت الدولة عطلة تمتد لاسبوع كامل حتى يتمكن الموظفون من السفر الى اسرهم والعودة في وقت مناسب.

القدس العربي

تعليق واحد

  1. عليكم بمرارة المؤتمر الماسوني فهي سمينه شهيه وبها بترول
    عيد سعيد وكل سنه جديد( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) (؟) (؟) (؟) (؟)

  2. تعالو يا ناس البندر انتو اسعار الخراف دى الا فى بورصة الخرطوم والبضحوا بس ناس الخرطوم ؟ واى الخرفان غاليه ؟ واى الاسعار نار ؟ واى الترحيل ؟ وووووووووووووو وباقى السودان مالو صغار ع الضحيه ولا بره البلد . العنصريه خلوها والجرسه خلوها ف ناس ف ولايات شماليه ما لاقيه ال400 حقت الخروف مصاريف للعيال ما تحمدوا الله ماكلين شاربين كهرباء ومويه وتعليم وصحه السودان دا الا الخرطومبس؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..