القندول الشنقل الريكة والقشة القصمت ظهر الوطن

القندول الشنقل الريكة والقشة القصمت ظهر الوطن

اسامة أحمد محمد خالد
[email protected]

علي عثمان: القندول الذي شنقل ريكة الحركة الإسلامية والقشة التي قصمت ظهر الوطن أسامة أحمد خالد
حدثان هامان تولى كبرهما الأستاذ علي عثمان فغيرا وجه تاريخ السودان ومجرى جريان الحركة الإسلامية.
فعندما وصل النزاع بين الأمين العام السابق للحركة الإسلامية الدكتور حسن الترابي والمشير عمر البشير رئيس الجمهورية أوجه قبيل المفاصلة الشهيرة المعروفة بقرارات الرابع من رمضان وكاد الرئيس البشير أن يتقدم باستقالته لقناعته التامة بأنه ورفاقه من العسكر ما هم إلا مجرد أمناء على السلطة التي هي أصلاً من صنع أهل السياسية الذين هم أصحاب المرجعية الأصيلة فيها ولكن الأستاذ علي عثمان انبرى في آخر لحظة ليقول قولته المشهورة (الآن سيوفنا مع الرئيس البشير ضد الدكتور الترابي) فكانت قولته هذه بمثابة القندول الذي شنقل ريكة الحركة الإسلامية المثقلة أصلاً بتداعيات مذكرة العشرة وجاء على إثر ذلك معظم أهل الحركة وقياداتهم من كل حدب ينسلون زرافات ووحدانا نحو القصر لمبايعة من بيده الرئاسة بما في ذلك الذين كانوا يأكلون مع البشير ويصلون خلف الترابي. وقد أقنع الشيخ علي عثمان بموقفه هذا رفاقه بأن الحركة الإسلامية ستكون في تمام عافيتها بخروج الترابي وزمرته وجاء حديثه في ختام المؤتمر العام السابع للحركة الإسلامية ليؤكد على ذلك حين قال (ان من تمام الصحة والعافية للحركة الاسلامية ان تمضي في تنفيذ ما صدر من توصيات دون ان يكون الشعبي طرفا معها) وقال (اذا انخرطوا فينا ما زادونا الا خبالا)، ولكن الناظر إلى حال الحركة الإسلامية اليوم يدرك أي صحة وأي عافية قد كسبتها الحركة الإسلامية منذ أن بشر علي عثمان رفاقه بذلك وبعد أن قفز إلى عرباتها الأمامية ركاب جدد خفاف عند الطمع ثقال عند الفزع فانتهى أمرها إلى ما انتهى إليه وأصبحت مقطورة تجرها قاطرة السلطة ويدفعها وقود الجاه.
وفي نيفاشا حين وقف حمار الشيخ غازي صلاح في عقبة حق تقرير المصير أنبرى مرة أخرى علي عثمان الذي خرط رسن المفاوضات وأقنع الرئيس وبقية قيادات الحركة الإسلامية بأن إدراج حق تقرير المصير في اتفاقية نيفاشا لا يمثل أي خطر على وحدة السودان طالما ظل الرسن في يده والرصاصة في جيبه فبات معظم قادة النظام على ثقة تامة بأن الانفصال سيبقى أمراً بعيد المنال ولم يكن الذين كفروا بوقوع الانفصال منفكين حتى أتتهم البينة من نيويورك وجاء رسولهم إليها يحمل صحفاً مبصمة وتعهدات بينة وما تفرقوا إلا من بعد أن جاءتهم البينة فصعد نجم المعارضين لنيفاشا وتراجع علي عثمان لينحصر دوره في رعاية النهضة الزراعية وافتتاح الحفائر.
وكعادتهم في التحايل بتحويل الاضطرار إلى فضيلة، منذ أن خرجوا علينا بشعارات نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع فهلك الزرع وفنيت الصناعة، ومثلما حاولوا مواراة سوءتهم يوم التقى الجمعان في غزوة أم درمان بتبرير فطير مفاده (استدرجناهم)، فهاهم الآن يحاولون تحويل اضطرارهم للالتزام باتفاقية نيفاشا أمام المجتمع الدولي إلى فضيلة تحسب لهم في الوفاء بالعقود والعهود وليس من المستبعد أن يخرج علينا من يقول إننا (استغفلناهم) ليقعوا في كمين الانفصال لنقيم دولة الشريعة وذلك حتى لا يلحقهم عار الغفلة لدى توقيع الاتفاقية ولا يتبعهم شنار التفريط يوم حدوث الانفصال. وقد كشفت حادثة اجتياح أبيي عن مدى محنة أهل النظام وشعورهم بعقدة التفريط في تراب الوطن والذي انعكس بجلاء في التحنان الكاذب والتوق غير السوي لاستعادة وضع يتعذر استعادته حين وصفوا العملية بغسل العار.
فلينبري إذن علي عثمان بنفس الشجاعة التي أنبرى بها ليلة رفع السيوف في رمضان وفي صبيحة الموافقة على إدراج حق تقرير المصير ليتحمل كفله من المسئولية فيما آل إليه حال الحركة الإسلامية بعد المفاصلة وهو أمينها العام وما آل إليه أمر الوطن بعد الانفصال وهو مهندس اتفاقيته بدلاً من التواري خلف مسيرات من نوع تعظيم العلم في يوم الانفصال.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..