المجاعة تدق أبواب السودان ..سياسات النظام تصب لمصلحة مجموعة من الرأسماليين الطفيليين.

سليمان حامد الحاج

تحاول سلطة المؤتمر الوطني أن تجعل من الحرب واستمرارها وتمددها إلى ما بعد (تحرير) أبو كرشولا ستاراً لفشل سياستها في انقاذ الأزمة التي تعاني منها البلاد والمعاناة القاسية التي يعيشها للشعب.

فبينما هي ترفع رايات الحرب ترتفع بأعلى من تصريحاتها أصوات الجماهير الجائعة المقهورة مطالبة بانقاذ الموسم الزراعي من الفشل حتى لا تقضي المجاعة على ما تبقى من شعب السودان.

حذَّر مزارعوا الولاية الشمالية من انهيار الموسم الزراعي وتدمير مشاريعهم بالكامل بسبب ارتفاع تكلفة كهربة المشاريع الزراعية والرسوم والجبايات الباهظة. وطالبوا الدولة بانقاذ العملية الزراعية بشكل عاجل فقد تقلصت المساحة المفترض زراعتها قمحاً من(13) ألف فداناً إلى(130) فداناً فقط بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج. فكهربة المشروع الواحد تكلف(25)ألف جنيهاً للمزارع الواحد. ولهذاعجز60%من المزارعين عن إدخال الكهرباء في مشاريعهم.

واشتكى الاتحاد العام لمزارعي السودان التابع للدولة من احجام وزارة الزراعة وبنك السودان والبنك الزراعي من توفير احتياجات الموسم الزراعي الحالي. وأقر بوجود مشاكل وتحديات عديدة ستؤدي إلى فشل الموسم الزراعي الحالي. وحذَّر من عملية الشد والجذب بين الاتحاد ووزارة الزراعة. ووصف الموسم الحالي بأنه في وضع حرج ونجاحه رهين بترتيبات وزارة الزراعة والري.

واسناد التمويل على المزارع والذي يصل إلى(90%) واستحالة ذلك لأن تكلفة الفدان الواحد بلغت(500)ألف جنيهاً، علماً بأن الحواشة الواحدة في الجزيرة تبلغ(10) فداناً وفي المناقل(5) فداناً، فمن أين للتمويل الذاتي بتغطية هذه المبالغ,.

أما عن مشروع الجزيرة فيقول النائب البرلماني عبد الله بابكر محمد علي وهو عضو قيادي في المؤتمر الوطني، أن الحكومة هي السبب في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وذلك لأنها أضاعت عائدات البترول في تشييد العمارات وشراء السيارات وصرفها في الكماليات. ولو وجهتها في الزراعة لما واجهت أزمة بعد انفصال الجنوب. ولما أصبحت المجاعة على الأبواب.

أما عندما يقول والي ولاية الجزيرة بأن(مواطني الجزيرة ليسوا فئران تجارب) ويقر بتدهور المشروع نتيجة للسياسات المتعددة التي اتخذتها الدولة تجاه المشروع، يصبح الحديث أكثر خطورة، رغم أن ذلك لا يعفي الوالي الزبير بشير طه من المشاركة في المسؤولية وهو المنفذ لسياسة الدولة في ولايته.

أما الاتحاد العام لمزارعي السودان فقد دعا، وهو يرى الخطر محدقاً إلى تدخلات عاجلة لانقاذ ما يمكن انقاذه في الموسم الزراعي الحالي، خاصة في الزراعة المطرية. وحذَّر من تأثير عدم التدخل لتأخير وصول المعدات والمدخلات. وأكد أن هناك إضطراب شديد يواجه هذا الموسم. فعلى سبيل المثال كان المفترض أن تتم كهربة(70%) من المشاريع الزراعية. إلا أن النسبة لم تتعد(25%) فقط وهذا خذلان مبين. وأكد أن وزير الزراعة هو كل شيء، فهو الذي يحدد معيار دعم القطاع الزراعي متى، وكيفما شاء، وهوأحد الأسباب الأساسية في فشل الموسم الزراعي.

أما في ولاية القضارف التي تعتبر أحد المناطق الأساسية لإنتاج الذرة بأنواعها والسمسم والفول وغيره من البقوليات فقد اشتكوا منذ زمن طويل لطوب الأرض من المعاناة في التكلفة الباهظة لمدخلات الإنتاج المختلفة وانعدام أبسط التحضيرات للموسم الزراعي وارتفاع قيمة الضرائب والجبايات وغيرها.. ولم يجد صياحهم أذناً صاغية. وهم يُحذِّرون الآن بأن نهاية هذا الشهر ستكون نهاية أملهم الأخير في موسم زراعي اذا لم تكتمل التحضيرات للزراعة، خاصة وقد بدأ هطول الأمطار في بعض المناطق.

أما غرب السودان، معظمه ، إن لم تكن كل ولاياته لا تنعم باستقرار يذكر لممارسة الزراعة حتى في حرم قراهم، فقد أصبح الذهاب إلى أقرب سوق مهمة خطيرة في العديد من الولايات.

أما ولاية البحر الأحمر فينعدم فيها ماء الشرب للإنسان ولا أمل في الأفق القريب لما يروي ظمأ الإنسان والماشية ناهيك عن الزراعة. إن ما يحدث في السودان ليس بسبب انعدام موارده المختلفة، بل يعتبر من أغنى البلدان الافريقية بهذه الموارد.

فقد أكد مؤتمر الأمن الغذائي الذي انعقد في الخرطوم بفندق السلام روتانا في الأيام القليلة الماضية، إن السودان بلد غني بالموارد الطبيعية والبشرية ويمتاز بتنوع مناخي واسع. وتتراوح معدلات الأمطار من(50) ملم في الشمال إلى(1400) ملم في السافنا الغنية وبه موارد طبيعية هائلة لم تستغل بعد إلا بالقدر اليسير. فالأرض الزراعية الخصبة تبلغ نحو(80) مليون هكتار. ويتمتع بمراعي طبيعية تفوق مساحتها(47) مليون هكتار. وغابات مساحتها(74) مليون هكتار. وبه ثروة حيوانية تقدر بحوالي(104) مليون رأس من الأبقار والضأن والماعز.

ومع كل ذلك تدق المجاعة أبواب السودان من جراء السياسات التي تتبعها سلطة المؤتمر الوطني عن قصد ومع سبق الاصرار لمصلحة مجموعة من الرأسماليين الطفيليين. وهؤلاء رغم مكوثهم في السلطة الربع قرن من الزمان لم يفكروا في تفجير هذه الثروات لخدمة الشعب وتخفيف معاناته . بل جُل همهم هو الربح السريع من ماهو موجود من مؤسسات قامت في عهد الاستعمار للثراء منها عبر الخصخصة وتحويل فوائض ما ينتجه الغير إلى جيوبهم عبر السمسرة والفساد والثراء الحرام.

إن الحرب ومحاولة استمرارها عبر أبوكرشولا أوالتصعيد مع الجبهة الثورية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، لن يشغل شعب السودان من همومه الحياتية اليومية، فهو يطأ جمرة المعاناة في كل خطوة يخطوها? واذا قدر للموسم الزراعي أن يفشل فتأكدوا أن شعب السودان سيقضي على نظامكم الطفيلي الفاسد قبل أن تقضي عليه المجاعة.

الميدان

تعليق واحد

  1. ثورة الجياع والمظلومين في الطريق قريباً بإذن الله تعالي.. بقيادة الشرفاء العلمانين والشرفاء والجبهة الثورية!! ( الكلاب أخوان الشيطان ما بحبوه كلمة العلمانية )

  2. هذه الايام اي واحد فاسد يريد ان يبري نفسه بنقض الواقع والسياسات الخاطئه كانهم بعيدين عن تلك الماساة ، النائب عبدالله بابكر مستمر في وظيفته تلك من عهد مايو وهو من سدنة نظام مايو تحول لسدنة الانقاذ وبعد خراب مالطة يتحدث عن ان الحكومة بددت اموال البترول اين كنت طوال السنين السابقة حينما بداء ذلك العبث باموال البترول واين كنتم حينما بدا الدمار الواضح لمشروع الجزيرة منذ العام 1990 ، اما الحديث عن المعتوه الزبير بشير طه فهذا فاشل في كل المناصب التي تقلدها بحكم شخصية المريضة بالهوس الديني ، اين كنت حينما اتاك المزارعين والمتضررين من مشاكل المشروع في مكتبك في الولاية الم تذكر لهم ان قضية المشروع مركزية ، فا اليوم انتبهت لفيران الولاية بعض الضياع الكامل للولاية التي كانت مصدر دخل اساسي لميزانية الدولة ، فحقيقة السودان اليوم يمر بمحنة كبيرة بسبب هؤلاء الفاسدين والمهوسين ،،،

  3. يازول قوووول بسم الله الرحمن الرحيم مجاعة شنو النتا بتتكلم عنها الخير باسط والايام دي المنقة مالاقيها اليقطعا ..الويكة والرجلة والبجنضان ماليات السوق ..

  4. وين كلب الريس بتاع الكهربة!!! شغال منشار وزيادة في الكهربة تحت تحت جنيه رسوم وجنيه من الموزعيين وجنيه من البنوك وتاجير لعداد مدفوع ثمنه !! اين يصرف تلك الاموال!!! ياخي كفاك مليارات!!! مابتشبع جداد والذي منو عايش ذي الامره!! وبرضو ماعايز تتغير!!!! ماتلم القروش دي اليانكي بصادروها منك لمصلحتم لو ختيته في خشم بقره عوره!! مش في حساب فلانه وله فلان!!!

  5. ان الحالة الامنية والاقتصادية الان في دارفور قد وصلت الي ما بعد الكارثة .اغلب المناطق في جنوب تغرق في بحر دموي نتيجة للاقتتال القبلي الذي صنعه زابانية النظام.وان هذه المناطق تشهد نزوحا مكثفالم يحدث منذ انفجار الاذمة في العام 2003.لاحد الان يفكر في زرع او مرعي انهم الان يبحثون ان ماوي يقهم شر الالة الحربيه التي تحصد ارواح البشر .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..