أخبار السودان

حتى لو عاش قرنق

في التنك

حتى لو عاش قرنق

بشرى الفاضل
[email protected]

الوحديون تيتموا لكنهم كانوا أقلية، وأعتقد أنهم كانوا أقلية في الجنوب وسط القوى المسيسة الحية أما الأغلبية الصامتة ويدخل ضمنها سكان الريف والمجاهيل ومن هم مصابون بفعل التخلف والأمية بالبيات السياسي فهؤلاء لايمكن معرفة رأيهم الحقيقي في الوحدة أو الانفصال هكذا بجرة قلم .ربما جرتهم نخبة كي يقولوا نعم وربما لو تغير مزاج هذه النخبة لجرتهم كي يقولوا لا تماماً كما يحدث في الانتخابات الشمولية في شمال السودان أيام مايو والإنقاذ في جميع مراحلها حتى الانتخابات الأخيرة مع سكان الكنابي والمناطق شبه المقفولة.
الراحل الكبير الدكتور جون قرنق فقد للسودان الكبير ، وكان يتمتع بكاريزما طاغية، مفصح عنها بديناميكيته ونواياه تجاه السودان ككل وهي ديناميكية يزيد من جاذبيتها حسه العالي بالفكاهة .ولو أنه عاش فربما كان سيفوز برئاسة جمهورية السودان الوطن الواحد(هذا إذا لم يتم تزوير الانتخابات). لا يشك أحد في أنه كان وحدوياً وهو الذي صاغ أو اشتهر بعبارة الوحدة الجاذبة.لكن قوى الانفصال التي تراكمت كانت في نظري قد بلغت النقطة الحرجة في عهد الإنقاذ .
لو كان عاش جون قرنق وفاز ربما اصبح مثل غورباتشوف الذي كان غادر موسكو من أجل تفادي تفكك الإتحاد السوفيتي الذي بلغ أمره ايضاً النقطة الحرجة كي يحاول إقناع جمهورية كاملة كما فعل في البلطيق بضرورة البقاء في الإتحاد السوفيتي وهيهات. شهدناه وقتها يبشر بإعادة البناء وبالجهر بالرأي وبالدميقراطية في شوارع تلك الجمهورية وبرلمانها ومصانعها وكان الجمهور يستمع إلى طرحه الوردي الحالم ويستمتع بالفصاحة لكنه يحلم بالانفصال.وقد انفصلت بالفعل جمهريات الغتحاد السوفيتي بدءاً من دول البلطيق وتداعت كقطع النرد.
كان هذا ما سيجابهه قرنق وربما كانت تحدث تراجيديا الانفصال في عهده فيزيد ذلك من غرابة المشهد كما حدث في موته التراجيدي الفاجع.
لا اقول للوحدويين الشماليين والجنوبيين قولة الرئيس اليمني الذي فاته قطار اليمن هو نفسه (لقد فاتكم القطار)، ولكن أقول إن خير طريق لاستعادة شيىء مما فات هو السعي بدأب لاستعادة الديمقراطية الحقة وإنشاء دستور يقول في اول بنوده بدولة المواطنة.وإذا فعل الوطن الجنوبي الشيء نفسه فإننا سنلتقى عبر التناغم في البرامج المشتركة الرامية لبناء الوطنين لبنة لبنة فلنة فلنكة ، مصنع مصنع مدرسة مدرسة ،جسر جسر شارع شارع زنقة زنقة بما يثير أطيب مشاعر الوحدويين القديمة تلك التي تقول (آه يا اخواني) و(سوداننا وطننا). حينها ستصبح مسألة الوحدة والانفصال مسألة شكلية.

تعليق واحد

  1. هناك نقطة مهمة الا وهى الانسان الذى يحق له قول لا او نعم
    فما دام هناك تجهيل وضبابية فسيكون هنالك انقياد وانقياد اعمى يستطيع راكبى الامواج من استغلاله اسوا استغلال
    وعليه مع بناء الدستور فلنعمل على بناء شخصية الفرد التى هى اساس قيام الدستور
    فليتعلم الفرد كيف ومتى يقول لا او نعم
    فلنجعل الفرد على قناعة تامة بقراراته التى يتخذها بمحض ارادته
    ربما يري البعض ان هذا الامر عسير التطبيق ولكنه من الاساسيات التى تضمن وطن معافى حر ديمقراطى القرارات فيه تنطلق من وعى وليس من هوى

  2. لافض فوك!!! فكما قلت ليس في زمن الجهل والتجهيل الجنوبي فقط ولكن الصمت الشمالي ايضا ففي ظل الشموليات التي حكمت!! غابت الادوار والرؤي التي تجمع والافكار التي ترفل المسيرة الانسانية وترتقي بثقافة القبول!! واظن الفراق المولم يجعل للمسيرة مكانا وللقياء املا عندما يتعمق الفعل الانساني والتطور الحضاري بكل الجهات.. فيكون المستقبل المكن اقرب من الحاضر المازوم باشواق لايرفدها عملا ويقعد بها سؤ النويا وتعمق الفهم المكبل بالخرافات والاوهام الموغلة في بعدها عن مسيرة التوحد وتشاطر المصائر…انها مسيرة التاريخ التي قعدنا عن للحاف بها فشطرتنا امما عسها تخف حملا يلحفها بالركب!!! فمنه لم نعتبر بغيرنا فعادت الته لتكمل من لم يعتبر حتي يكتمل السرد قبل نهايته.!!!

  3. جورباتشوف باع الاتحاد السوفيتي السابق …مشروع البريسترويكا لم يكن سوى مشروع تفكيك للاتحاد السوفيتي السابق ….وهذا الجورباتشوف لم يكن سوى عميل
    للولايات المتحدة ….أما الراحل جون قرنق فقد كان وحدويا ويدعو لسودان واحد متنوع ولهذا السبب تم اغتياله فوجود الراحل قرنق كان سيكون خطرا على مشروع
    التفكيك الأمريكي للسودان ….أما المؤتمر اللاوطني والقيادات المتبقية في الحركة
    الشعبية فهي لا تؤخر ولا تقدم لأنها مجرد بيادق ……

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..