رســالة شـــجن

في ساعة من ساعات الحنين، و أنا أجالس ذاتي في ليل شتاءٍ صامتٍ إلا من طرقعات المطر على أرض بلاد الانجليز، كنت أقلب بين المواقع الالكترونية بحثاً عن حرفٍ، لحنٍ او شئ جميلٍ يناسب هذا الحنين.
صادفني فيديو لسهرة*تجمع عمالقة الإبداع*في حديث و ذكريات عن الفنان العظيم إبراهيم عوض. كان حضوراً الشاعر سيف الدين الدسوقي و”نحن في الأيام بقينا قصة ما بتعرف نهاية*..*إبتدت ريدة ومحبة وأصبحت في ذاتا غاية” ،*الشاعر عوض أحمد خليفة “*يا غاية الآمال لو دعاك الشوق*ماكان جفيتنا زمان وأنت الحنان والذوق”* و الملحن المبدع عبد اللطيف خضر الذي جمل حياتنا بما لا يدع لتجاوزه مجال؛ ” المصير، عزيز دنيايا،*تذكار عزيز، لو مشتاق حقيقة، يا زمن وقف شويه”*و كثير أجمل. *كان حاضراً الفنان العظيم كابلي و فنان الحب زيدان إبراهيم *بالإضافة للشاعر الرقيق إبراهيم الرشيد ” انت غرامي عارفو غرام محراب و راهب .. غرام اخترته مذهب من أسمى المذاهب ” و*الشاعر النعمان علي الله*”*ما بصرح يوم بإسمو ما بقول للناس ده مين ..*اخشى إنو يجيبو سيرتو ويحكو عنو في كل حين..*ما بقول للناس حكايتو وابيع حياتو بكلمتين..بعت العمر عشان حياتو وباقي العمر علي دين”.
كعادة المبدعين من هذه الأجيال، يتبادلون الحكايات و قصص القصائد و الذكريات. يكتبون بحب. يتغنون بحب. يمسون أخر مسام القلب و أيضاً بحب. لم أستوعب ماذا حدث بقلبي و أنا أستمع لهم و هم يتحدثون عن الفنان الذري إبراهيم عوض و ذكرياتهم الحميمة، *إلى أن ايقظتني وخزة على صدري و دمعة وحيدة.*
لا أدري هل كان حنيناً *لزمان إ نافذة للضــوءبداعٍ و قيمة؟ أم حسرة على حال جفافٍ و سطحية.
وهم يسردون القصص؛ قصة خلف قصة، أخذني فكري لحلاوة الزمان وقتها و مسامرة أهل الإبداع . لحال الجمال و عمق المشاعر و صدق الشجن. إلى كيف ينتج الإبداع و هذا بيت القصيد!
*حكوا كثيراً و غنوا و أنشدوا أرق الأشعار. أخذني حكيهم بإنسانية و محبة إلى عوالم الحب الموزع وقتها في القلوب.*
كيف كانوا يتزاورون و يتبادلون الإبداع. كيف كانوا يقطرون الجمال رحيقاً يروي عطش الروح. كيف كانت جلساتهم تتحول الى رسالة و مشروع فني عظيم.*
و انا اتابع تلك الجلسة، كنت أحاول بإيجابية واضحة أن أحسن الظن بالفن في عصرنا الحديث، فالإنسان طاقة إبداع لاتنضب و لكن تحتاج الى حرث و زرع و حصاد.
أتطلع لجلسات عن ذكريات حديثة لورش إبداع نتجت عن مشاعر عظيمة و سامية لشعراء و ملحنين و فنانين شباب. أتطلع لدمعة صادقة تروي عطشي للجمال وأنا أستمع للفنان *”حسين الصادق” – الذي يطربني أداءه – وهو يحكي عن ميلاد أغنية *شجية بحب وإحساس عميق بالفن و الشعر و الجمل الموسيقية.
*أحلم أن اسافر على جناح الشجن و أنا أستمع بتركيز لفنان الشباب “طه سليمان” و هو يحدثنا عن قصيدة لعبت بأوتار قلبه و حركت في ذاته قيمة و فكرة أو أحمد الصادق برخامة صوته يحكي *عن حال الوجد الذي يعتريه ساعة أن يعيش حروفاً و مجازاً يغنيها فينهمر مع صوته الشجن.*
الإبداع حالة صادقة و رسول من قلب المبدع إلى قلب المتلقي. إذا لم يتحد قلب الفنان بالعمل الفني و سافرت روحه بروح المتلقي إلي عوالم ساحرة، *لن تتولد حالة ابداعية متفردة و عظيمة. إن لم يحب الفنان فنه ولم يؤمن بقيمة الرسالة الجمالية التي يحققها لن ينتج عملاً ابداعياً خالداً تتوارثه الأجيال.
**ما انتابني و انا أتابع هذه السهرة التلفزيونية، يجعلني مَدِينة لهؤلاء المبدعين؛ شعراً، لحناً و اداء، فلحظة من شجنٍ صادقٍ تساوى ساعات من الزمن المفرغ من فن يهذب الروح.

نقطة ضـوء:

يا زمن وقف شويه..*يا زمن أرحم شويه ..أهدى لى لحظات هنية ..*وبعدها*شيل باقى عمرى ..*شيل شبابى ..شيل عينيا..

نافذة للضــوء – أخبار اليوم

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا زمن وقف شويه واهدى لى لحظات هنيه
    وبعدها شيل باقى عمرى شيل شبابي وشيل
    عينيا
    يا زمن ارحم حبايب لسه فى عمر الزهور
    يا زمن جود عليهم بي دقايق قبل ما تعدى
    وتمر
    يا زمن وقف شويه واهدى لى لحظات هنيه
    وبعدها شيل باقى عمرى شيل شبابي وشيل
    عينيا
    يا زمن رفقاً بحالى وبي حبيب عمرى المثالى
    يا زمن
    بي سعادتو وبي هناهو بي شرودى وانشغالى
    بي احاسيسوا ومشاعرو وكل خاطر فيها خيالو
    يازمن وقف شويه واهدى لي لحظات هنيه
    وبعدها شيل باقلى عمرى شيل شبابي وشيل
    عينيا اه يا عينيا
    يازمن ماتبقي قاسي نحنا حققنا المحال
    نحنا هدمنا وبنينا ونسجنا في الخيال الف حيله لي لقانا والف حيله للوصال
    يا زمن انت جاى فى النهايه جاى ما عارف
    البدايه
    يا زمن جاى تجرى انتاما عارف عارف البدايه
    الحكايه
    بين حبايب عاشو فتره بين حبايب عاشوفتره
    ومن لقاهم اسمي غايه
    يا زمن وقف شويه واهدى لى لحظات هنيه
    وبعدها شيل باقى عمرى شيل باقى عمرى
    شيل شبابي وشيل عينيا اه يا عينيا…
    يازمن ارحم حبايب لسه في عمر الزهور
    يا زمن جود عليهم بي دقايق قبل ما تعدى
    وتمر

  2. والله ياالأميرةال بشوف شنقة نضارتك دي يقول راسك فاضي وتاماهو نضارات .. لكن حقيقة ابهرتيني برصانة اسلوبك وافكارك المرتبة المهذبة.. وما كنت اتوقع -علي الاقل انطباعيا- هذه الكتابة الراقية التي تسمو بالروح وتنم عن عقليةوتعبير مدهش عن تلك الجلسة لهؤلاء العباقرةالافذاذ..
    مع أكيد شكري وتقديري لك..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..