أخبار السودان

على سطح صفيح من نار..سنار .. ثورة تعتمل ..!!

تقرير: صديق رمضان: «سنار على سطح صفيح من نار»،هكذا يمكن تلخيص المشهد السياسي بولاية سنار ،وماحدث بمحلية الدالي والمزموم الاول من امس كان متوقعا ،لجهة ان الولاية ظلت تمور بالكثير من القضايا التي كانت مثار اهتمام وتفاعل الشارع ،ونتاجا لذلك بلغ الاحتقان مداه، فكان ان تعرض احتفال يفترض ان يخاطبه المهندس أحمد عباس للالغاء بعد ان رفع مواطنون لافتات منددة لسياسات عباس خاصة الزراعية.
وبحسب مصادر، فان الوالي تعرض لهجوم من مزارعين بالدالي واقتحم العشرات منهم موقعا معدا لاستقبال أحمد عباس الذي كان يعتزم مخاطبة جماهيرية ،حاملين لافتتات تندد بسياسة الحكومة المحلية تجاه المزارعين ،واضطر أحمد عباس بحسب المصادر لمغادرة الموقع تحت حماية الاجهزة الامنية .
الرواية الرسمية للحادثة بحسب وزير الرعاية الاجتماعية الهجا فضل المولى الهجا توضح ان الوالي كان في زيارة طبيعية الي الدالي ،تندرج في اطار زياراته التفقدية للمحليات ،بغرض الوقوف علي التحضيرات للموسم الزراعي وتلمس قضايا المواطنين الخدمية ،وينفي الهجا في حديث ل«الصحافة» تعرض الوالي لمحاولة اغتيال ،مشيرا الي انه وقبل بداية الاحتفال الجماهيري ،تقدم عدد من المواطنين يحملون لافتات توضح رفضهم لقرارات حكومية تتعلق باستقطاع نسبة 10% من المساحات الزراعية، كانت قد اصدرته حكومة عباس وذلك بغرض فتح المسارات ولاستيعاب ماشية العائدين من دولة الجنوب ،وقال الهجا ان المواطنين المرحبين بزيارة الوالي اشتبكوا مع المحتجين رافضين مسلكهم ، وللحيلولة دون اتساع رقعة الاشتباكات وللحفاظ علي ارواح المواطنين تم الغاء الاحتفال ،موضحا ان الوالي عباس تناول وجبة الافطار مع كبير مزارعي المنطقة «الحاج صالح» ،ثم واصل زياراته التفقدية بصورة اعتيادية لست مناطق اخري بالمحلية منها ابوعريف والجفرات وعاد مساء الي مقر اقامته بمدينة سنجة.
الموقف الذي تعرض له والي سنار بمدينة الدالي لم يكن الاول ،فقد سبقه حادث مماثل قبل اسبوعين بمنطقة الكبري بمحلية سنار وذلك حينما رفع مواطنون لافتات ذات مضمون مشابه لتلك التي رفعها المزارعون بالدالي ،واوضحت احتجاجات المواطنين حيال سياسة الوالي فيما يتعلق بملفي الاراضي والزراعة .
وشهدت الفترة الماضية احتجاجات شعبية بعدد من محليات الولاية خاصة مدينة سنار ضد قرارات اتخذتها حكومة عباس يتعلق معظمها بالاستثمار والاراضي ،الا ان قضية استقطاعات المزارعين استحوزت علي اهتمام واسع ،ففي الوقت الذي اكد فيه اتحاد المزارعين ل«الصحافة» علي لسان رئيسه عثمان يعقوب مشروعية قرار استقطاع 10% من المشاريع الزراعية ،ناهضت لجنة تضم كبار المزارعين بسنار وتحديدا بمنطقة الدالي والمزموم القرار ورفضت تنفيذه ،ليشهد هذا الملف تجاذبا بين حكومة الولاية والمزارعين الرافضين ووصل الي المركز الذي اوفد عددا من اللجان ،اخرها لجنة تزور الولاية هذه الايام كونها النائب الاول لرئيس الجمهورية ،وذلك للوقوف علي ابعاد القضية ،والتقت الوالي .
الا ان رئيس اللجنة الزراعية بالقطاع المطري صلاح أحمد النور ،اشار الي ان الوالي اطلع اللجنة علي معلومات مضللة ،مفادها ان 80% من المزارعين وافقوا علي الاستقطاع ،نافيا موافقة اي مزارع علي القرار ،واكد النور ان مزارعي الدالي الذين تمثل مزارعهم 60% من مساحة القطاع المطري بالولاية ،غاضبون من أحمد عباس ،كاشفا ان المزارعين يعيشون حالة نفسية حادة ،وان المزارعين نظموا حشدا لمواجهة واقتحام اللقاء الجماهيري الاخير للوالي الذي عقد بالدالي ،وقال انهم سبق وان حذروا مماسيفضي اليه قرار الوالي.
ويعود وزير الرعاية الاجتماعية ونائب رئيس الحزب الحاكم للشؤون السياسية والتنظيمية الهجا عبدالمولى ،مشيرا الي ان قرار الاستقطاع صدر بموافقة من المزارعين ،لافتا الي ان النسبة تم تخفيضها من 20% الي 10% وذلك نزولا علي رغبة المزارعين ،موضحا ان 50% من المزارعين وافقوا علي الاستقطاع ، ويري الهجا ان هناك من يتاجر بقضية المزارعين لتحقيق اجندة سياسية .
الا ان الناطق الرسمي لحزب الامة بولاية سنار ينفي تدخل القوى السياسية في هذه القضية من اجل تحقيق اجندة ،وقال في حديث ل«الصحافة» ان ماحدث بالدالي عرض لمرض كبير يتمثل في اتخاذ القرارات بالولاية ،بعيدا عن اصحاب المصلحة الحقيقية ،وقال ان الوالي اذا اهتم باراء المزارعين الحقيقيين لما وصلت الولاية الي هذه المرحلة المتأخرة من الاحتقان ،معتقدا ان اتحاد مزارعي الولاية «صوري» ولايعترف به المزارعون ،ويري النعيم ان اعتقال ثمانية من الذين احتجوا بالدالي ليس حلا ،مشيرا الي ان هناك عددا منهم من قيادات الحزب الحاكم ،عادا هذا دليل علي عدم الرضا من قرارات الوالي.
وفيما يؤكد نائب حزب المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية بولاية سنار انصاتهم لكل الاصوات الرافضة للقرار وتكوينهم لجنة برئاسة رئيس المجلس التشريعي للنظر في قضايا المزارعين الذين تضرروا من القرار،يري الناطق الرسمي لحزب الامة القومي ضرورة الجلوس مع المزارعين والوصول لحلول توافقية ،حتي وان استدعي الامر الغاء القرار وذلك لانقاذ الموسم الزراعي الذي اكد بانه معرض للفشل اذا ماظلت قضية الاستقطاعات تراوح مكانها،وطالب ان تشرع الحكومة في تمويل المزارعين وتوفير مدخلات الانتاج لهم.
ويري المراقب السياسي مبارك عبدالقادر ان حكومة الولاية بقرارها القاضي باستقطاع مساحات من المشروعات الزراعية ارادت قطع الطريق امام مشكلة ظلت تؤرقها وتتمثل في نزاعات المزارعين والرعاة ،وقال في حديث ل«الصحافة» ان السبب المباشر لتصاعد تفاصيل هذه القضية يعود الي اعتقاد ردده البعض مفاده ان حكومة الولاية تريد اعطاء المساحات المستقطعة لمستثمرين ،وقال ان والي الولاية اكد انها لمسارات الرعي.
حديث المراقب السياسي وسابقيه في الحديث تمحور حول قضية المزارعين والاستقطاعات ،الا ان هناك من يعتقد بان ماقوبل به الوالي من رفض بالدالي وبمنطقة الكبري بسنار ، وماتعرض له نائبه بمدينة سنجه عندما ذهب لتفقد متضررين من اندلاع حريق، ماهو الا حالة تعبير عن استياء وغضب المواطنين من سياسات حكومة الولاية،وان ماحدث يمثل بداية ثورة علي الاوضاع بالولاية.
في هذا الاتجاه يذهب الامين العام للمؤتمر الشعبي بولاية سنار فتح الرحمن محمد زين الي ان ماتشهده الولاية ،وماحدث اخيرا ماهو الا تعبير عن استياء وغضب عن تراكم الكثير من الاخطاء التي وقعت فيها حكومة الولاية ،وقال في حديث ل«الصحافة» ان المواطنين غير راضين عن قرارات حكومة الولاية وان هناك انعداما للثقة ،واشار الي ان تناول والي الولاية لوجبة الغداء بالدالي دون ان يعترضه احد رغم احداث صباح امس الاول ،يؤكد ان منطلقات المواطنين الذين تظاهروا ليست شخصية بل ضد سياساته ،معتبرا الاستهداف الذي تعرض له عدد من الشباب بالدالي يوضح ضيق الحكومة بالرأي الاخر وتضييقها علي حرية التعبير ،مؤكدا ان هناك احتقانا عاما بالولاية وشعورا يتملك المواطنين بان الولاية لاتمضي في الطريق الصحيح وان هناك ممارسات خاطئة وتجاوزات.

الصحافة

تعليق واحد

  1. يا ناس سنار الوالي دا انتهوا منه ومن البدافع عنه

    دا حرامي يبيع اراضيكم ويبيعكم انتوا ذاتكم

    زي ما باع البشير السودان وقبلوا يبيعوا في المواطنين للخليج وخلافه

    اقتلوا الشيتا دي وريحوا نفسكم والبجيكم كله اقتلوه

  2. يا جماعة الخير نحن في ولاية سنار الله ابتلانا بنوع غريب من الكيزان، أحمد عباس يقلع الأراضي على وضح النهار و المعتمد فخر الدين مشغول بغرامياته و لياليه الحمراء و أبناء الولايه الحقيقين مضطهدين تماماً و تم تهميشهم في الخدمه المدنيه و إحلالهم من نهر النيل و الجزيره. و قد علمت من صديق أن أحد أبناء سنار الأكفاء يعمل مهندسا في الخزان و مشهود له بالأخلاق الفاضله و متخصص في الموارد المائيه من دوله أجنبيه تم نقله لوزارة الزراعه بصوره غريبه و ذلك إستجابة لرغبة أحد كوادر المؤتمر الوطني.

  3. ما ضاع حق وراؤه مطالب ،شدوا حيلكم يا اهلنا فى سنار واقلعوا حقكم وبلدكم المنهوب من هذه العصابه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..