الكيني نيكولاس موسوني : لم نندم على تنظيم بطولة سيكافا للأندية في السودان

ظل الكيني نيكولاس موسوني محتفظا بموقعه كسكرتير لمجلس إتحاد شرق ووسط افريقيا لكرة القدم “سيكافا” منذ عام 2003، مما جعل جميع بطولات سيكافا للمنتخبات والأندية تقام بصورة منتظمة، وهو ما قاد منتخبات أفقر منطقة فنيا بإفريقيا إلى التواجد، في نهائيات كأس أمم إفريقيا مثل ما فعل السودان في 2008 بغانا وفي الجابون العام الماضي، والمنتخب الإثيوبي بجنوب إفريقيا عام 2013، وفي خلال الأسبوعين الماضيين نظم السودان بطولة الأندية وحققت نجاحا كبيرا, وقد نجح “” في إجراء حوار مع موسوني سلط فيه الأضواء على البطولة ومستقبل سيكافا”.

لماذا كان الإصرار على تنظيم بطولة كأس الرئيس الواندي كاجامي لأندية سيكافا بالسودان ؟

هذا سؤال جيد جدا، فالسودان لديه موقع خاص بين أسرة سيكافا، السودان أحد أربع دول أسست الإتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، ونحن في سيكافا سبق وأن نظمنا بطولات سابقة جميلة جدا به لمنطقتنا الإفريقية. ونحن حينما كنا في العاصمة الأوغندية كمبالا ديسمبر من العام الماضي طلبت من الإتحاد الإثيوبي تنظيم بطولة الأندية، ولكن في مارس الماضي قالوا لنا إنهم لن يكونوا قادرين على تنظيم البطولة، ولكن خلال الجمعية ل”كاف” في مارس الماضي بمدينة مراكش المغربية، قدمنا مقترحنا لإتحادات كرة القدم بسيكافا بأننا نريد مستضيف آخر لبطولة الأندية, وقام إتحاد الكرة السوداني بتقديم وعد, وقالوا سوف نفعل شيئا, فقدمنا لهم مقترحا بالتوقيت الذي يجب أن تنظم فيه البطولة عبر برنامج مبدئي نستلمه منهم, فقالوا لاحقا حسنا, قررنا كأتحاد إستضافة البطولة في ولايتي جنوب كردفان وشمال دارفور, قلنا لهم لا إعتراض عندنا لكننا نرسل فريقيا ليتفقد على الأرض ماذا لديكم في الولايتين لإستضافة البطولة ونحدد لكم ما هو المطلوب, فجاء فريق وتفقد المدينتين وخرج بنتيجة توفر الإمكانيات مع تعهدات صارمة وإظهار إرادة حقيقية من والي جنوب كردفان بإكمال الملعب الحديث الذي شهد الإفتتاح في وقته, مع التأكيد النهائي من المسؤولين في مدينة الفاشر بشمال دافور, ونحن كفريق تقصي للإمكانيات رفعنا تقريرا لمكتب سيكافا التنفيذي كخطوة ملزمة, وإجيز التقرير بتنظيم البطولة في المدينتين, ووأذكر أنه من خلال المقترح الأول الذي تقدم به السودان في المغرب إفترحت على الجمعية لسيكافا أن تقبل بمقترح تنظيم البطولة في المدينتين السودانيتين ذات الطبيعة الأمنية الخاصة, لتكون الموافقة متوازية مع قرار موافقة المكتب التنفيذي الذي إنعقد في مايو الماضي بنيروبي, فكانت الموافقة بالإجماع من كل مكونات سيكافا على تنظيم البطولة بالمدينتين السودانيتين.

وكيف تمت الرعاية للبطولة ؟

منذ أن كنا بمدينة مراكش المغربية في مارس الماضي وبعد أن تلقينا الموافقة المبدئية من وحاكمي الولايتين, تلقينا وعدا قاطعا بالتكفل بتكاليف نقل وضيافة الفريق المشاركة من دولها إلى العاصمة الخرطوم , ثم نقلها جوا إلى الفاشر وكادقلي, لكن الذي أدهشني طوال الفترة الماضية منذ مقترح السودان في المغرب في مارس الماضي, أن بعض الأعضاء الذين تعهدوا بالمشاركة في البطولة بالمدينتين بدأو يردوون أنهما غير مؤهلتين, أقول لهم الآن أنكم لم تكونوا على حق, لم نتوقع تنظيم كهذا, ووقد قررنا أنه مهما كان التحديات فإن هذه البطولة يجب أن تنظم في السودان, فقد كانت من أكثر بطولاتنا إثارة , واكثرها تنافسية في أقليمنا, ونالت شرف مساندة الرئيس الرواندي بول كاجامي لها, , ومساندة الحكومة السودانية , لذا لم نجعل هذا البطولة تفلت من بين أيدينا, والأن أنا غير نادم على تنظيم هذه البطولة في السودان, فقد بدأت البطولة بنجاح وشهدت مباريات تنافسية قوية في أغلبها, الشعب السودان تابعها, وشعوب غيره بالمنطقة وإفريقيا تابعتها, ولهذا بكل ما حدث من مشاهد في البطولة لا أجد نفسي نادم إتخاذ قرار تنظيمها في بمدينتي كادقلي والفاشر السودان, ولن أندم على ذلك.

وما كانت مباعث القلق عندك قبل الحضور للسودان لتفقد إمكانيات تنظيم البطولة بالمدينتين ؟

كانت هناك العديد من التقارير الأمنية التي تصلني, وذلك منذ زيارتنا التفقدية الأولى, منها مثلا : إذا ذهبت إلى كادقلي فلن تعود أبدا للخرطوم, إذا ما ذهبت إلى الفاشر سوف تقتل هناك, ولكنني لم أتوقف بسبب تلك التقارير, فالموت حاضر في كل وقت ولا تستطيع أن توقفه سواء في كادقلي أو الفاشر أو غيرهما, وقررت أن أرى المدينتين على أرض الواقع وفأحيانا هناك ما يصنعه الإعلام الدولي حولهما والذي يختلف تماما عن الواقع , كما أنه كان من المهم لنا كجهة منظمة أن نقيم الأمور على أرض الواقع لتصحيح المفاهيم الخاطئة قبل التعاطي معها بصورة سالبة, ولقد إتخذت قرار تحمل المسؤولية بالذهاب لمدينتي كاقلي والفاشر لأكتب تقريرا حقيقيا عنهما وهذا ما فعلته.

ما هي الرسالة التي نجحت سيكافا في توصيلها بنهاية البطولة ؟

أرسلنا وأوصلنا رسالة كبيرة, كانت رسالة ضخمة إلى المجتمع الدولي, وإلى الدول الأعضاء ال12 بسيكافا, مضمونها دعونها لا ندخل أمور السياسة وخاصة السيئة منها في كرة القدم والرياضة, فمنطقة سيكافا أصلا مهتزة, فدعونا نتعامل مع الرياضة فيها وكرة القدم بهدؤ, فهناك من يريد تحطيم سيكافا وأنا أعرفهم شخصيا, ولن ينجحوا في ذلك ما دمت حيا, فرسالتنا في النهاية كانت: “نحن أفارقة ونستطيع أن ننجح في إدارة أمورنا إذا ما عملنا كفريق موحد”. الناس في كادقلي بقيادة الوالي أحمد هارون نظموا حفل إفتتاح رائع جدا للبطولة, حضرناه وشاهدناه جميعا, الناس في الفاشر والوالي محمد يوسف كبر نظموا حفل ختام جيدا جدا, ولهذا فنحن رأينا بأنفسنا أننا نستطيع أن ندير أنفسنا.

أندية سيمبا والشباب التنزانيين والناصر من جنوب السودان وتوسكر الكيني تقدمت بطلب للمشاركة ثم إنسحبوا لمخاوف أمنية, فكيف ستتعاملون معهم؟

لا أريد أن أكشف أي شئ في هذا الجانب, فهذا الأمر سوف يتم التعامل معه عبر اللجنة التنفيذية لسيكافا وستقرر فيها في القريب العاجل. ومباريات كرة القدم التي شاهدناه بالفاشر وكادقلي جعلتنا لا نشعر بتأثير غياب أي فريق, ولا أعتقد أنها سوف تكون أجمل أكثر لو شاركت تلك الفرق التي إنسحبت, كانت بطولة لم نعد نهتم لو أنهم شاركوا فيها أو لا, لم تفقد البطولة أي شئ جراء عدم مشاركتهم.

ما الشئ الذي جعلك مندهشا وسعيدا في نسخة سيكافا للأندية هذه المرة ؟

التنظيم الجيد للحدث في جميع جوانبه بالمدينتين, كرم الضيافة العجيب من الناس في السودان, الشعب السوداني نفسه, وبصفة خاصة الناس في مدينتي كادقلي والفاشرو فقدوا وفروا كل شئء إحتجنا له, من حيث الإستضافة والإستقبال الرائع والذي حقيقة نقدره جدا, بالإضافة إلى الناتج من مباريات البطولة, فقد لعبت مباريات بجودة ونوعية عالية وكذلك كان تحكيمها, فحكامنا في المباريات قدموا جهدا جيدا جدا, أريد اهنئهم, وقعوا في اخطاء صغيرة لكنها لا تؤثر, لكنهم لم يرتكبوا أخطاء تؤثر على نتائج المباريات, وقد إستحقوا تقييما لا يقل عن 90% بسبب الآداء الجيد.

وما هو تقييمك للبطولة فنيا ؟

وفي كرة القدم هناك شعار اللعب النظيف أيضا, وفي هذه البطولة شاهدنا تطبيقا حقيقيا لهذا الشعار, وبدأت أول مظاهره تظهر في مدينة كادقلي فلو لم يطبق فريقا الأهلي شندي وهلال كادقلي شعار اللعب النظيف لتأهلا سويا لدور الثمانية ولحرما فريق الضرائب الأوغندي حيث تعادلا 1-1 وخرج هلال كادقلي, ولهذا فإن حكامنا أيضا قدموا أفضل ما عندهم لإنجاح هذه البطولة, حيث أداروا مباريات تحت طروف صعبة جدا من واقع تلك المباريات. والبطولة كانت رائعة فخذ مثل فريق مريخ الفاشر فقد كان أداءهم يتحسن بعد كل مباراة ووصلوا حتى قبل النهائي وأحرزوا المركز الثالث, مباراة مريخ الفاشر ضد الجيش الرواندي في قبل النهائي كانت نوعية وتنافسية جدا,وفي دور الثمانية مباراة ريون الرواندي والضرائب الأوغندي كانت كذلك أيضا, ولا يمكن تجاهل مباراة الأكسبريس الأوغندي ضد الكهرباء التشادي في الدور الأول, وثم المباراة النهائية بين الجيش وفيتالو البوروندي, وخاصة فيتالو الذي تابع طريقه من الدور الأول حتى وصوله القوي للنهائي لأول مرة في تاريخه وأدى مباراة رائعة وحقق اللقب, نحن نشعر أن كرة القدم في سيكافا تتحسن كثيرا.

كيف ترى مستقبل بطولات سيكافا بعد هذا النجاح الكبير الذي تحقق من خلال بطولة الأندية بالسودان ؟

سوف أعكس هذه النجاحات رسميا لأسرة سيكافا, وأقول أن مستقبل سيكافا الآن بات مشرقا, وسوف ننظم في بقية هذا العام بطولة تحت 17 سنة بعدما تقدمت إحدى الدول بطلب لتنظيمها, وبطولة كأس التحدي للمنتخبات في نوفمبر القادم بكينيا, ومن حيث الرعاية للبطولات لدينا أكثر من راعي, ولقد تلقيت نهار الأربعاء إتصالا من شركة هاتف سيار من العاصمة الكينية نيروبي تطلب رعاية بطولة كأس التحدي, وأنا واثق من أن بطولاتنا تتطور, فلقد ظللنا نزرع منذ سنواتو ونريد الآن أن نحصد.

كووورة

تعليق واحد

  1. نشكر إتحاد سيكافا علي قبول طلب الإتحاد السوداني بتنظيم البطولة بالفاشر وكادقلي وحقيقة كانت الفاشر وكادقلى قدر التحدى لم تنفذ البطولة فقط بل كانت من أنجح البطولات الثمانية والثلاثون الماضية فشكر مولانا أحمد هارون وشكر عثمان كبر لقد فاز فاتيلو بالكاس ولكنكما فزتما بقلوب مواطنيكم ورضا كل الأفارقة المشاركين

  2. (سيكافا بكادقلى والفاشر) … ضعف التمثيل المركزى .. غياب أم تغييب؟!
    الفاشر : إبراهيم عربى
    عزيزى القارئ الكريم هذا المقال تم حجبه عن النشر بصحيفة الصحافة (لشئ فى نفس يعقوب) !
    البداية لهذا المقال تنطلق من خلال تساؤلات الجماهير والتى واجهت حكوماتها بـ(دارفور وكردفان) بسؤال لماذا غابت قيادات الدولة وضعف تمثيل المركز فى سيكافا بكل من (كادقلى والفاشر)؟ فلم يجد من الولاة إلا ردا إستنكاريا ! (ليه نحن ماعاجبنكم ؟.. نحن حكومة ونمثل رئاسة الجمهورية.. وغياب قيادات الدولة لظروف موضوعية ! كانت تلك عبارات جاءت مكان إتفاق فى المؤتمر الصحفى المشترك لولاة (شمال وجنوب ووسط دارفور وجنوب كردفان ) أى (كبر وجار النبى وكاشا وهارون) بمناسبة ختام بطولة سيكافا (39) بالسودان بالفاشر ، لا شك أن هذه العبارات المنتقاة والتى خرجت مكان إجماع من قبل الولاة الأربعة ودافع عنها كاشا بحرارة شديدة كانت بمثابة (إمتصاص لغضب أهل دارفور وكردفان ) والتى وقف عليها الإعلام بالفاشر شاهدا بسبب غياب قيادات البلاد وضعف التمثيل السياسى المركزى .
    إلا أن الظاهرة ذاتها بادرة فريدة لها ما قد تعقبها من خطوات (سلبية أو إيجابية) فلأول مرة تجتمع كلمة أهل دارفور وكردفان أو ما يعرف بـ(أبناء الغرب) فى تقييم تفاعل المركز سياسيا مع قضاياهم ، إلا أن الظاهرة ذاتها أعادت لللأذهان إحياء مبادرة سابقة أطلقها الوالى الأسبق لشمال كردفان إبراهيم السنوسى منذ بداية التسعينات من القرن الماضى لتكوين (تكتل إقتصادى لغرب السودان ) يجمع دارفور الكبرى وكردفان الكبرى أجهضها المركز وتعامل معها بمكر ودهاء ،معتبرا إياها خطوة (خطرة ) تهدد بالإنفلات فإذا ملكت دارفور وكردفان المال ،فأنها ستمتلك القرار وتعود سيرة الخليفة عبدالله التعايشى المختزنة فى ذاكرة (أولاد البحر) ولذلك جاء (مثلث حمدى الشهير ) ،إلا أن السابقة فى حد ذاتها (إيجابية وسلبية ) فى أن واحد كما ذهب إليه مراقبون ويقولون أن سلبيتها أم إيجابيتها تحددها إجتهادات الدولة بإستغلالها الفرص المتاحة لتجييرها والإستفادة منها وإستثمارها ، أوترك الفرصة سانحة للتمرد لإستخدامها كمادة دسمة لدغدغة عواطف أهل دارفور وكردفان وإثارة مشاعرهم ، إلا أن غياب قيادات الدولة وضعف تمثيل المركز سياسيا قد ترك (علامات إستفهام كبيرة ) وتحديات جديدة قد تكلف المركز عواقب وخيمة ،فتلك (الغفلة ) المركزية غلطة كبرى لا يمكن غفرانها ، وقد أهدى بموجبها المركز (كردفان ودارفور) للجبهة الثورية فى (طبق من ذهب) ! .
    جاءت الأسئلة تترى بقوة من قبل أهل (دارفور وكردفان ) لماذا غابت قيادات الدولة عن سيكافا وهى شأن مركزى ، ولماذا جاء تمثيل المركز سياسيا ضعيفا ؟ هل إستنفذ المركز أغراضه من كردفان ودارفور ؟ أم إنها رسالة لكبر وهارون أرادها المركز هكذا ؟ وسيما أن جماهير دارفور وكردفان تؤكد إحترامها لقياداتها الولائية ولكنها تقول بالصوت العالى (زامر الحى لا يطرب !) ونعتقد بأن ذلك مبررا لغياب القيادات الدرفورية والكردفانية بالمركز ، جاءت دولة بوروندى بوزيرها للشباب والرياضة قاطعا تلك المسافة الطويلة إلى الفاشر ممثلا لدولته فى بطولة سيكافا وترافقه مجموعة كبيرة من الشباب والشابات أزهلت المنصة الرئاسية بأستاد الفاشر فى المباراة النهائية فى طريقة تشجيعها وحماسها مآزرة فريقها فكان دافعا للفريق لأن يتغلب على فريق الجيش الرواندى فى المباراة النهائية (2/ صفر) لينال كأس البطولة (39) ويخلد إسمه فى سماء الفاشر حضورا رياضيا وسياسيا وتشجيعا ، فى وقت أصبحت فيه الفاشر بعيدة عن المركز وأن البطولة ذاتها ليست مكان إهتمام من قبل وزير الشباب والرياضة المركزى صديق محمد على التوم ،والذى لم يجد إلا ليدفع بإبن جنوب كردفان وزير الدولة بالشباب والرياضة يحيى حماد الذى تم تعيينه حديثا كما يقول عنه صلاح بريمة وزير (جديد لنج) من الحركة الشعبية جناح السلام خلفا للشهيد فى طائرة تلودى محجوب عبد الرحيم توتو،أما حضور وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم الطيب حسن بدوى إبن جنوب كردفان جاءت بدافع الحمية والغيرة وكثيرون مثله كما جاء والى شرق دارفور عبد الحميد موسى كاشا ووالى جنوب دارفور اللواء آدم محمود جار النبى متحديين الصعاب ومتغالبين وعورة الطرق ، كما جاء الوزير بالولاية حسن على حسن ممثلا لوالى غرب دارفور والوزير الدرديرى عثمان الشبكة ممثلا لشمال كردفان والتى غاب واليها معتصم ميرغنى ونائبه الفريق أول ركن محمد بشير سليمان ليصبح غيابهما معا مكان تساؤل ؟ (حسدا أم غيرة) ! كما جاء الوزير عمر محمد موسى ممثلا لوسط دارفور ، فيما غاب عن الختام رئيس السلطة الإقليمية ذاته الدكتور التجانى سيسى لأسباب تتعلق بالهموم الدارفورية إلا أن حكومته شكلت حضورا كما ونوعا .
    أهل دارفور وكردفان يقولون نحن نكن كامل تقديرنا لممثل رئيس الجمهورية الدكتور إسماعيل الحاج موسى ولكنهم أيضا يتساءلون أين مؤسسة الرئاسة من النواب والمساعدين من الحجم العائلى والعادى والمستشارين ؟ أم أن تهديدات المتمردين قد وجدت من يستجيب لها من أولاد البحر ،سيما وأن الحرب التى تدور فى دارفور وكردفان حربا مركزية (صراع حول كرسى السلطة فى الخرطوم ) وليس فى كادقلى أو الفاشر وأن المواطنين فى أماكن مسرح الحرب ضحايا ووقودا لتلك الحرب ! إلا أن العذر ذاته قد يكون مقبولا للجميع فى حالة غيابهم عن المشاركة فى إقتتاح البطولة بكادقلى والتى تمت بنجاح تحت تهديدات الجبهة الثورية بعد أن كانت تحت مرمى نيران قوات الجبهة الثورية ، قالإعلام شكل حضور مشرفا تفوق به على قيادات الدولة التى جاءها رئيس مجلس الولايات ممثلا لرئاسة الجمهورية متحديا كافة الصعاب حسب خلفيته العسكرية والتى لا يشق لها غبار ،وهو ذاته إبن شمال دارفور التى تغيبت عنها قيادات الدولة وضعف تمثيل المركز فيها سياسيا ، إذا لماذا غاب هؤلاء أم إنه تغييب مقصود لذاته؟ ، حقا إنها تساؤلات تبحث عن إجوبة ! .
    كافة مؤشرات التقييم والتقدير لدورة سيكافا (39) والتى إنطلقت بكادقلى حاضرة ولاية جنوي كردفان فى 18 يونيو الماضى وأختتمت بالفاشر حاضرة شمال دارفور فى الأول من يوليو الجارى تؤكد بإن سيكافا حققت لـ(هارون وكبر) معا ما عجزت فيه السياسة (توحيد المجتمع) ويقولون فى مؤتمرهم الصحفى أن شمال دارفور بكاملها مواليين ومعارضين وحاملى سلاح أصبحت مريخ الفاشر كما أصبحت جنوب كردفان بمواليها ومتمرديها بمكوناتها الإثنية والثقافية والآيديلوجية السياسية هلال كادقلى ، إلا أن البطولة ذاتها قد حققت أهدافها (الرياضية ، الأمنية، السياسية ،الإجتماعية والإقتصادية ) ، وقد أضافت عليها (حركات دارفور الموقعة) من خلال مشاركتها فى شمال دارفور وغير (الموقعة) من خلالها إنحيازها لإنجاح البطولة بعدا آخرا وتوجها جديدا فريدا يتطلب التعامل معها بإستراتيجية جديدة (لطى صفحة الخلافات ) فيما كانت مشاركة القوات الأميية محط أنظار الجميع ، إلا أن التحدى الأكبر كان يتمثل فى وقفة جماهير دارفور وكردفان سيما جنوب كردفان وشمال دارفور والتى فتحت بيوتها وقلوبها وجيويها للجميع بالسعة والترحاب ، فكان نجاح سيكافا يعنى لها وضع الحكومة والمتمردين من بنى جلدتهم أمام خيار واحد (الجنوح للسلام والحوار عبر طاولة المفاوضات )،ويقولونها صراحة (آن الأوان للحرب أن تضع أوزارها) ،إلا أن الغياب السياسى لقيادات الدولة وضعف تمثيل المركز قد قتل تلك البسمة وذلكم الأمل الذى إرتسم على وجوه الجماهير بإتساع الرقعة الأمنية التى نجحت فيها القوات السودانية من (الجيش والقوات الأخرى المساندة لها) .
    أما إن كان غياب قيادات الدولة وضعف التمثيل السياسى للمركز من المشاركة فى كل من كادقلى والفاشر بإيعاز من قيادات كردفانية ودارفورية بالمركز ومقصود به تصفية حسابات مع (كبر وهارون) حسبما ذهب إليه مراقبون ،فإنها تجارة خاسرة بل جريمة كبرى فى حق إنسان (دارفور وكردفان ) لا يغفرها التاريخ !، إلا أن تساؤلات الجماهير عن سر ضعف التمثيل السياسى للمركز فى كل من (كادقلى والفاشر) ستظل مكان تساؤل إلى أن تعتذر الدولة وتجيب علي تلك التساؤلات إن كانت(غياب أم تغييب)؟ .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..