مسئول كندي لأوباما : اقتل أسانج فورا

في تعليقه على نشر "ويكيليكس" 250 ألف وثيقة سرية أمريكية جديدة ، فاجأ توم فلاناجان كبير مستشاري رئيس الوزراء الكندى الجميع في مطلع ديسمبر بدعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاغتيال مؤسس الموقع جوليان أسانج بأسرع وقت ممكن .

وفي تصريحات أدلى بها لقناة "سي بي سي" الإخبارية الكندية ، أضاف فلاناجان كبير مستشارى رئيس الوزراء الكندى ستيفن هاربر أنه يجب اغتيال جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس على الفور لتسريبه لوثائق دبلوماسية أمريكية سرية.

ورغم أن المذيع الكندي "ايفان سولومون" حاول مقاطعة فلاناجان وقام بتنبيهه إلى أن كلماته قاسية وصعبة للغاية وأعطاه فرصة للتراجع عن تصريحه ، لكن فلاناجان أصر على رأيه وقال :" أنا لا أمزح بهذا الشأن ، على الرئيس باراك أوباما أن يأمر باغتيال جوليان أسانج عن طريق قاتل محترف أو حتى من خلال ضربه بطائرة بدون طيار "، مشيرا إلى أنه سيكون راضياً للغاية إذا اختفى أسانج من الوجود.

وبرر موقفه السابق بأن تسريب معلومات دبلوماسية عن مطالبة دول عربية وخليجية مثل السعودية بضرب إيران أمر خطير للغاية ، قائلا :" هذه الدول مجاورة لإيران وترغب أن تعيش بجوارها فى سلام ، تسريب تصريحات دبلوماسية قالها ملك السعودية أو أى مسئول آخر عن توجيه ضربة عسكرية لإيران لا يجب أن يتداولها العامة ومثل هذه المعلومات تعرض الدبلوماسيين العرب للخطر".

ورغم أن وسائل إعلام أمريكية وكندية سارعت لوصف التصريحات السابقة بأنها "وقحة" وشبهتها بفتوى "آية الله الخمينى" التي أطلقها ضد الكاتب البريطاني من أصل إيراني "سلمان رشدى" عام 1989 وأحل فيها دمه على خلفية روايته "آيات شيطانية" التي تسيء للإسلام ، إلا أن اللافت للانتباه أن تصريحات فلاناجان لم تكن الأولى من نوعها في هذا الصدد ، فقد طالبت المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي سارة بالين هي الأخرى في صفحتها على موقع "فيسبوك" الحكومة الأمريكية بمطارة جوليان أسانج مثل "الإرهابيين" التابعين لتنظيم القاعدة وطالبت باستخدام كل الوسائل الممكنة والضرورية للقبض عليه أو التخلص منه.

هجوم على كلينتون

ويبدو أن أسانج يأخذ التهديدات السابقة على محمل الجد ، حيث بات يخاطب وسائل الإعلام من جهة مجهولة ، وهذا ما تأكد في مقابلة أجراها مع مجلة "التايم" الأمريكية في مطلع ديسمبر .

فقد أجاب مؤسس موقع ويكيليكس على تساؤلات رئيس تحرير مجلة "التايم" الأمريكية ريتشارد ستينجيل عبر تقنية "سكاي بي" من مكان غير معروف.

واللافت للانتباه أن أسانج شن خلال تلك المقابلة هجوما عنيفا على وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ، مطالبا إياها بالاستقالة من منصبها .

وأضاف أسانج " يجب على كلينتون أن تقدم استقالتها من منصبها إذا كانت بالفعل حثت شخصيات دبلوماسية أمريكية على ممارسة التجسس في أروقة الأمم المتحدة مما يعد انتهاكا للاتفاقات والمواثيق الدولية التي وقعت عليه الولايات المتحدة نفسها".

وتابع مؤسس موقع ويكيليكس في مقابلة مع "التايم" استمرت 36 دقيقة أن كل دول العالم معنية بشكل أو بآخر بالوثائق الاستخبارية السرية التي نشرها الموقع تباعا ، موضحا أن الموقع ينشر قرابة 80 وثيقة في اليوم الواحد وعددها سيزيد عند بدء مواقع أخرى شريكة بالنشر.

وكشف أن المسئولين في باكستان يعرفون جيدا أن وثائق جديدة ستنشر بشأن بلدهم وأن وسائل الإعلام الروسية بانتظار ما سيقدمه ويكيليكس من وثائق بتفاصيل الصفقات السرية التي أجراها مسئولون روس خلف الكواليس وخاصة ما يتعلق بالحرب الروسية الجورجية في أغسطس/آب 2008.

وأكد أسانج أن من عادة موقعه أن ينقح الوثائق قبل نشرها وأن الموقع طلب المساعدة في ذلك الشأن من وزارة الخارجية الأمريكية بشكل رسمي إلا أنها رفضت هذ الأمر .

ودافع بشدة عن موقعه ، مشيرا إلى أن ويكيليكس لا يعتبر ما يقوم به من نشر الوثائق الاستخبارية السرية الأمريكية شكلا من أشكال التمرد والعصيان ضد واشنطن .

وفي تعليقه على التهديدات التي يتلقاها الموقع ، قال أسانج إن ويكيليكس تعرض على مدار السنوات الأربع الماضية لأكثر من مائة هجوم بأشكال مختلفة وإنه كان المنتصر دوما فيها .

وبالنسبة لدعوات ملاحقته قضائيا ، أكد أسانج أن القانون الحقيقي ليس هو أقوال عامة تقولها بعض الدول القوية وتطلب من الآخرين تطبيقها على طريقتها ، قائلا :" القانون ليس أيضا ما تقول هيلاري كلينتون إنه قانون".

وفي سؤال حول المصادر التي زودت ويكيليكس بمئات الآلاف من الوثائق وما إذا كان الجندي الأمريكي المعتقل برادلي مانينج هو من قام بذلك ، قال مؤسس ويكيليكس إن سياسة موقعه تتطلب حماية المصادر.

وتابع أنه يعلم أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي " اف بي اي " ودوائر استخبارية أمريكية أخرى يجرون تحرياتهم في بوسطن الأمريكية وأنه تم اعتقال من هم على صلة بالجندي برادلي مانينج أثناء عودتهم إلى الولايات المتحدة ، مشيرا إلى أن بعض المحققين الأمريكيين زاروا أيضا منزل والدة الجندي مانينج في ويلز بالمملكة المتحدة.

وأكد أسانج في مقابلته مع "التايم" أيضا أن لديه وثائق سرية تتعلق ببنوك ومؤسسات مالية دولية كبرى في العالم وأن موقعه سينشرها في الأسابيع المقبلة ، واختتم قائلا :" هذا العمل هو استكمال لما يفعله الموقع منذ أربع سنوات ، لدينا 10 آلاف وثيقة متعلقة بفضائح بنوك كبرى في الولايات المتحدة ".

تهديدات وشكوك

ورغم أن الإسترالي أسانج " 39 عاما " اتهم البنتاجون أكثر من مرة بتهديده ، إلا أن الأزمة الدبلوماسية التي تواجهها واشنطن حاليا مع أصدقائها في العالم على خلفية الوثائق الأخيرة التي نشرها ويكيليكس ترجح أنه يواجه خطرا كبيرا .

ولعل مذكرة التوقيف الدولية التي أصدرتها محكمة استوكهولم في 25 نوفمبر ضد أسانج لاستجوابه في إطار تحقيق بشأن تهمتي "الاغتصاب والاعتداء الجنسي" على امرأتين في السويد في أغسطس/آب الماضي ترجح أيضا صحة ما سبق خاصة وأنه اتهم البنتاجون بتلفيق الاتهامات السابقة له .

ويبقى التساؤل اللغز " لماذا تراجع ويكيليكس عن نشر وثائق تدين إسرائيل وهل هناك صفقة سرية في هذا الصدد ؟".

فمعروف أن إسرائيل كانت تعيش حالة من الذعر بعد أن أبلغت واشنطن ديوان رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية في اسرائيل بنية موقع ويكيليكس الإلكتروني المتخصص في نشر الوثائق السرية الكشف عن وثائق جديدة من شأنها المساس بالعلاقات الامريكية – الإسرائيلية ، إلا أن اللافت للانتباه أن هذا الأمر لم يحدث وهو ما أثار علامات استفهام كثيرة حول احتمال تراجع ويكيليكس عن نشر ما يتعلق بإسرائيل رضوخا لتهديدات من اللوبي الصهيوني أو بسبب صفقة سرية ما .

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علق على وثائق ويكيليكس قائلا إن نشر البرقيات الدبلوماسية الأمريكية أظهر أن هناك خوفا واسعا بين الدول العربية تجاه البرنامج النووي الإيراني.

وأوضح نتنياهو أنه يأمل أن يعبر القادة العرب عن مخاوفهم علانية تجاه البرنامج النووي الإيراني ، قائلا :" لأول مرة في التاريخ الحديث هناك اتفاق مهم في أوروبا والمنطقة في إسرائيل وبلدان المنطقة على أن الخطر الرئيسي يأتي من إيران وخططها التوسعية وخطواتها التسليحية".

وأضاف " آمل أن يكون القادة العرب من الشجاعة بما يكفي لكي يجاهروا علانية بما يفكروا فيه سرا ، سنحقق فتحا حقيقيا أولا وقبل كل شيء فيما يخص السلام وتغيير الرواية السائدة والتي مفادها أن إسرائيل هي التي تهدد السلام والأمن في المنطقة في الوقت الذي يعرف الجميع أي يكمن الخطر الحقيقي".

وبصفة عامة ، فإن تسريبات "ويكيليكس" لم تتطرق لإسرائيل حتى الآن بل إنها على العكس جاءت في صالحها وهو ما أثار علامات استفهام كثيرة ، بل إن هناك من أشار أيضا إلى احتمال أن يكون الأمر كله بعلم واشنطن وتل أبيب لأسباب خفية وأن الضجة المثارة حاليا ما هي سوى أكذوبة لخداع العالم .

محيط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..