الاتفاقات السرية بين البشير و قيادات من الأحزاب

زين العابدين صالح عبد الرحمن

كان سماح جهاز الأمن و المخابرات للسيد الصادق إقامة ندوة و حشد لجماعته في ميدان الخليفة بأم درمان يفرض سؤالا, لماذا يسمح للسيد الأمام إقامة ندوة علي الهواء الطلق و لا يسمح للقوي السياسية الأخرى؟ و من خلال مصادر موثوق في القصر, كانت هناك محادثات سرية بين السيد الأمام و الرئيس البشير, علي أن يستجيب الأخير لعملية تغيير غير جوهرية من ناحية التحولات الديمقراطية, في أن يعطي حزب الأمة دورا كبيرا في التغيير, علي أن يقدم الدعم الكامل للنظام, و هذا التحول في حد ذاته سوف يدفع السيد الميرغني أن يقدم للنظام أقصي ما يملك, بدلا من المشاركة غير الفاعلة, لذلك جاءت دعوة السيد الصادق للندوة و التي اعتبرتها المعارضة السودانية بمثابة خذلان للدفع الجماهيري المترقب للتغيير, و قد أنجز السيد الصادق ما وعد, أي أن يحدد موقف حزبه من عملية التغيير, و يخرج من عباءة المعارضة, و حتى عملية الإمضاءات تعد جزءا من السيناريو, باعتبار إن الإمضاءات قد أدت إلي استجابة النظام لعملية تغيير في السلطة. و يبقي الآن أن يكمل الرئيس البشير بقية السيناريو.

عندما سألت عدد من قيادات في حزب الأمة عن هذا السيناريو, نفي البعض علمهم بهذا السيناريو, و البعض لم ينفي إن هناك محادثات تجري بين الحزب و الرئيس البشير يقودها أبن السيد الأمام عبد الصادق مساعد رئيس الجمهورية, و قالت بعض القيادات أنهم لم يكونوا علي دراية بما سيطرحه السيد الأمام في الندوة, الغريب في الأمر إن الرئيس البشير استبعد قيادات مهمة في المؤتمر الوطني من هذه الاتصالات, و حتى العلم بهذه المحادثات السرية, و هذا يؤكد إن البشير يريد أن يغير بعض ألاعبين السياسيين لكي يجد التأييد ليس من الشارع و لكن من بعض الرموز الإسلامية.

إن خروج الفريق صلاح عبد الله ” قوش” بعفو من رئيس الجمهورية استجابة لطلب من أهل دائرة الفريق, هو أيضا جزء من السيناريو و كان بإيعاز من بعض قيادات في الجهاز هي جزء من رسم هذا السيناريو, علي أن يلعب الفريق دورا محوريا في عملية التغيير, خاصة إن الفريق قوش هو الذي كان صاحب الفكرة من قبل, عندما كان رئيسا لمستشارية الأمن, و كان قد طرحها علي السيد الصادق المهدي من خلال برنامج المستشارية “الحوار مع القوي السياسية” و الذي فجر الصراع بينه و بين الدكتور نافع علي نافع الذي أتهمه بأنه يخطط لعملية انقلابية و أودعه السجن. كما إن الفريق قوش لديه علاقات وطيدة مع بعض القيادات في” ” CIA و يعتقد إن الرفيق يمكن أن يسوق السيناريو, و في نفس الوقت إن الرفيق قد فارق طريق النائب الأول الذي باعه بثمن بخس و أحنى رأسه للريح عكس الدكتور غازي صلاح الدين الذي وقف مع تيار الإصلاح.

يقول بعض النافذين في السلطة إن الرئيس البشير لا يستطيع أن يبيع الحركة الإسلامية, و يقضي عليها بضربة لازب, باعتبار إنهم لا يزالون يمسكون بملفات خطيرة و مهمة, و أيضا لديهم قوة داخل المؤسسات, و لكن سوف يسعي لتفتيت الجزء المشارك معه, و يختار بعض المجموعات التي تستطيع أن تدعم عملية التغيير في السيناريو. و أهم خطوة في السيناريو هو إحداث تغييرات كبيرة جدا في جهاز الأمن و المخابرات, و سوف يطاح بقيادات كبيرة لا توافق علي هذا السيناريو, و في اتصال مع أحد الذين هم يعلمون بخفايا القصر الجمهوري و قريب من صانعي القرار, قال إن عملية التضييق الكبيرة علي الصحافة, و مصادرة الصحف و منع الكتاب, تعد جزءا من السيناريو, باعتبار عندما يحدث التغيير و تتوقف علمية المصادرات و يسمح للموقوفين بالكتابة و يعطي هامش للحرية, و أيضا تشرف الدولة علي تسعيرة السلع الأساسية, سوف يعتقد الناس إن هناك تغييرا حقيقيا قد حدث في نظام الحكم, مما يجد القبول في الشارع السياسي.

يعتقد قيادي في المؤتمر الوطني إن تغيير الولاة و إضافة ولاية غرب كردفان و التي وصفها البعض أنها مخالفة للدستور, هي أحد مؤشرات الحوار المستقبلي الذي يمكن أن يجري مع الحركة الشعبية, في أن يتنازل النظام لعبد العزيز الحلو عن ولاية جنوب كردفان, و يرجع مالك عقار إلي النيل الأزرق, و الهدف من ذلك هو خلق حدود أمنة مع دولة جنوب السودان, مع فتح حوارات مع بقية حركات دارفور الرافضة لسلام الدوحة, علي أن يتولي حزب الأمة مهمة هذا الحوار و ترتيب كل ما يمكن أن يعيد لدارفور الاستقرار.

إن الاتفاقات السرية التي تجري بين الرئيس البشير و بعض قيادات القوي السياسية, هناك دول مجاور للسودان ليست بعيدة من هذا السيناريو خاصة المملكة العربية السعودية, و التي كان قد زارها الرئيس البشير من قبل, دون إعلان السبب عن الزيارة, و مقابلة الملك عبد الله, ثم سفره إلي اريتريا دون إعلان الأسباب الرئيسية لسبب الزيارة, و أيضا زيارته الأخيرة لدولة أثيوبيا, و الهدف هو تسويق عملية التغيير التي سوف تجري, علي أن يتم الاتصال بالقوة الحاملة السلاح, علي أن توافق علي عملية الحوار و المشاركة, تعتقد بعض القيادات السياسية في المؤتمر الوطني الداعية للتغيير في نظام الحكم لكي يؤدي للسلام و الاستقرار, إن السيد الإمام الصادق يعتقد إن تنفيذ السيناريو الذي قد نفذ هو مهمته الرئيسية, يجب علي البشير أن يجري تغييرا في الرموز غير المقبولة في الوسط السياسي و المنفرة للقوي السياسية, كما إن التغيير الذي حدث في القوات المسلحة تغيير تم لكي يدعم و يقف مع هذا السيناريو. هذه السيناريو الذي اقتنع السيد الأمام سوف يؤدي إلي السلام و الاستقرار هل توافق عليه بقية قوي المعارضة أم أنها سوف تتخذ موقفا مخالفا, هذا الذي يقلق السيد الإمام بأن لا يستطيع تسويق عملية التغيير, و أن تجد موقفا مضادا في الشارع, و قبل ذلك أيضا سوف تجري تغييرات في القيادات التي تتحكم في وسائل الإعلام و بعض الصحف المدعومة من بعض مؤسسات الدولة لكي تروج لعملية التغيير القادة, و أننا سوف نراقب و نسأل الله أن يوفق ما يرضاه الشعب.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ماهذا الافتراء

    تركتم الصيام والقيام واشبعتم الصادق المهدي من بزئ القول والسب والشتم والإساءة

    ولكن هكذا يبتلي الله الطاهرين والطيبين الذين لم ياكلوا اموال الشعب ففي عهدهم كان العلاج والتعليم الذي اهل اولئك الكتاب القذرين ان يكونو صحفينن وكاتب بعلاج مجاني وتعليم مجاني وداخليات مجاني وتذاكر سفر وعودة مجاني يحق لهم ان يسئوا اليك ايها الرجل الطاهر يامن تتبرع براتبك الشهري لداخليات البركس وبوثائق يحق لهولاء ان يحكموا بجبابرة امثال البشير ونافع وعلي عثمان وقوش ويحق ان يعذبوا بما كسبت ايديهم:

    يقول الله تعالى ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ( 112 ) ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون ( 113 ) )

  2. أولا نهنئ الشعب المصري على إنقاذ مصر وسحب البساط من تحت أقدام تجار الدين الكذابين المنافقين ، لكن مهما كانت سوءات إخوان مصر وموبقاتهم فلن يستطيعوا منافسة إخوان الشياطين في السودان ، وإليك القليل جداً من إنجازاتهم الفاشلة التي يفتخرون بها :
    1- قتلهم أكثر من مليون نفس من إخواننا الجنوبيين في حرب كاذبة سموها جهادية
    2- تشريد أكثر من 3 مليون مواطن جنوبي وجعلوهم يهيمون في كل بقاع السودان وخارجه
    4- التفريط في وحدة أرض السودان وتقسيمها لدولتين حفاظا على كراسيهمومصالخهم الشخصية .
    5-إزهاق أكثر من 300 ألف نفس مسلمة من مواطني دارفور وإشعال حرب قبلية أحرقت الحرث والنسل والشجر والحجر . وتهجير تشريد أكثر من 3 مليون أسرة وحصرهم في معسكرات حرب .
    6- قتل آلاف وآلاف من مواطني جنوب كردفان والنيل الأزرق وأصبح معظمهم لاجئين داخل السودان ودولة جنوب السودان
    7- إعدام 28 من ظباط القوات المسلحة الكبار، وأكثر من 150 جنديا برتب مختلفة في نهار رمضان بتهمة الإنقلاب على الشرعية الخاصة بهم
    8- قتل بلا هوادة لمواطني كجبار وبورتسودان ونيالا
    9- تجييش جميع الشعب السوداني لمقاتلة بعضهم البعض باسم الحفاظ على وحدة الوطن وحماية الشريعة والمكتسبات كذبا وافتراءً
    10- نهب وسرقة خيرات الوطن – تدميرالخدمة المدنية والعسكرية والشرطية والقضاء . وتدمير وبيع أصول مشروع الجزيرة والرهد، والسكة حديد ، والنقل البحري ، والنقل النهري ، والفنادق الحكومية والمستشفيات ، والميادين والساحات العامة والخطوط الجوية السودانيةو…………..)
    11- اثقلوا كاهل المواطن بالضرائب والجبايات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، كذبا وبهتانا( ضريبة الدفاع والشرطة والفضائية والشهيد والتعليم ودعم القوات المشلحة و………….)
    12- نشروا ورسخوا ثقافة القبلية والعنصرية والجهوية والقتل والاغتصاب والتعذيب بأدوات القرون الوسطى وبالتالي دمروا نفسية المواطن السوداني وأصبح جسدا بلا روح
    13- أدخلوا مفردات ما كنا نعرفها ولا آباؤنا منذ أن أوجد الله السودان ( عرس الشهبد ، الجنجويد ، أبو طيرة ، مال مجنب ، فقه السترة في إدارة الدولة ، نظامي ، بيوت أشباح ، اغتصاب ، لحس الكوع ، شذاذ آفاق و………… )
    الأخوة الأعزاء الكرام أرجو تكملة إنجازات المؤتمر اللاوطني الفاشلة في جميع مناحي الحياة

    خــاتمـــة:
    أحد الظرفاء المصريين من شباب ثورة الإنقاذ المصرية يقول لزميله السوداني ( حكومتكم ليها 24 سنة تنقذ فيكم ولسة إنتو صابرين عليها ، لكن نحن أنقذنا مصر في ليلة واحدة )

  3. من الاشياء التي يمكن ان تدعم فكرة هذا السيناريو هو غضب الصادق وانفعاله في وجهة شباب حزبه الهاتفين بالشعب يريد اسقاط النظام .. بداهة هم مع ثورة مدنية شعبية .. ففيم كان غضب الصادق الى حد وصفهم بالمخربين والى حد قول ان الباب يفوت جمل ؟ فلا هم دعوا الى العسكرة ولا الى تقرير المصير !

  4. لن يحدث تغيير ناعم فى السودان مثل نظام “الكوديسا” الذى احدث تغييرا ناعما فى جنوب افريقيا أو التغيير الناعم والتحول الديموقراطى الذى حدث لبعض دول أمريكا اللاتينيه لاختلاف طبيعة الحكم فى تلك الدول ولآن حكام السودان ارتكبوا جرائم كبيره وهم مطلوبون للعداله الداخليه والدوليه ولذالك لن يفرطوا فى الحكم الذى هو طوق نجاه لهم ولذالك يجب ان يتوحد الشعب السودانى كله لاختيار وسيلة التغيير الفاعله وللمغتربين دور كبير فى انجاح الوسيله المتفق عليها والعمل على تسويقها للمجتمع الدولى. فنتمنى من المهجريين تكوين مجلس قومى لكل الوان الطيف السودانى فى الخارج لوضع خطه واستراتيجيه محكمه لتقود للتحول الديموقراطى الذى ينشده كل ابناء الشعب السودانى.

  5. تحليل فطير لا تسنده شواهد ولا تدعمه حجة يفتقر الى الربط الموضوعى … ما علاقة سفر البشير الى السعودية وارتريا وغيرها بالتغيرارت المرتقبة وهل هذه الانظمة هى الاقرب لحزب الامة ؟؟ وما تأثير حزب الامة على حركات دارفور حتى توكل له مهمة فتح حوار معها ؟؟ مقال لا طعم له ولا رائحة يدخل فى باب التهويمات التى تضيع زمن القراء وتفت من عضد المعارضة

  6. دى الحاله سرية .. طيب لو علنيه تكون كيف يناسبو بعض !!

    والله انتو حيرتو ارسين لوبين بالسرية بتاعتكم دى

  7. دماء الشعب السودانى ليست مجالا للمساومه

    من يصافح القاتل فقد شارك فى اهدار دماء بنى جلدته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..