نجحوا في ما فشل فيه الكبار ..أطفال اليوسي ماس في ماليزيا.. قصة نجاح

لا.. هم ليسوا أطفال اليوسي ماس في السودان، بل أبطالها، وأبطال العالم على نحوٍ أدق، فبعد سلسلة من اللا إنتصار للكبار رياضيين كانوا أو حتى سياسيين، فعلها الصغار يوم الأحد الماضي عندما رفعوا أعناقنا والكأسات عالياً عقب فوزهم اللافت بالمركز الثاني في المسابقة العالمية لليوسي ماس بماليزيا وسط شعور غامر بالسعادة، وشئ شبيه بالفخر إقتسمه أبطال اليوسي ماس هناك، مع الحشود المهيبة التي جاءت لإستقبالهم في صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم.
تعود القصة منذ البداية، عندما أُختير (44) من أميز الطلاب والطالبات الذين تتراوح أعمارهم بين الـ (6-14) عاماً للمشاركة في المسابقة العالمية لليوسي ماس في نسختها السادسة عشر بماليزيا، حيث تنافسوا بكوالا لمبور مع (2500) متسابق جاءوا من مختلف دول العالم وذلك بحل بين (150- 200) مسألة حسابية معقدة في ثماني دقائق فقط!!.
جاء أطفال السودان للمشاركة هذه المرة من ولايات شمال دارفور، الخرطوم، الجزيرة، سنار، القضارف، نهر النيل وشمال كردفان.. وعلى إختلاف ولاياتهم، وحد بينهم سلك ناظم من الإصرار على الفوز ورفع علم السودان إلى جانب أعلام الدول الكبرى التي تصرف بسخاء على مشاركتهم فيما يتكفل طلاب السودان بنفقات مشاركته بـ (اسم السودان) من حر مالهم ليشكلوا بذلك سابقة فيما يبدو. سابقة إن عممت على كرة القدم وطلب من أفراد المنتخب أن يسافروا على نفقاتهم الخاصة، فلن يجدوا من يحمل لهم الكرة.
لكن أطفال اليوسي ماس، حملوها، وحققوا أهدافاً مكنتهم من النصر وحصد (26)
كأساً ليجئيوا في المرتبة الثانية بعد الهند التي وفرت طائرة خاصة لأبنائها، كما فعلت السعودية والإمارات وغير ذلك من الدول التي لا يشغلها حاضرها عن الإنتباه إلى مستقبلها.. مستقبل وفر أطفال اليوسي ماس بنتيجتهم تلك، حيثيات موضوعية للتفاؤل به.
في طريقهم إلى ماليزيا، حمل صغار السودان حقائبهم على ظهورهم القضة، ولم ينسوا في طريق عودتهم منها أن يعبئوها بالفوز، ويفرقوها فرحاً في مطار الخرطوم إنداح ليشمل ولايات السودان المختلفة. ومن شمال دارفور، جاء واليها عثمان محمد يوسف كبر لإستقبال الطلاب في المطار، وكان الوالي الوحيد الذي تكفل بمشاركة طلاب ولايته بالكامل فيما دفع الطلاب الآخرون -على شطارتهم- أربعة آلاف جنيه للتذاكر والإقامة بماليزيا لحين الإنتهاء من المسابقة.
وجاءت لإستقبالهم كذلك الإستاذة سعاد عبد الرازق وزيرة الدولة بالتربية والتعليم ورئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم محمد الشيخ مدني الذي طلب من طلاب الولايات البقاء قليلاً لحين لقائهم رئيس الجمهورية الذي يجرى له الترتيب في الأيام المقبلة. في الوقت نفسه قالت الوزيرة سعاد: (نحيي مبادرة هؤلاء الأبطال ورفعهم لرأسنا عاليا، فقد أثبتوا بهذا الفوز أن عقول السودانيين نظيفة وقادرة على الإبداع، وأن العقلية السودانية التي تأكل الكسرة قادرة على الإبداع).. وكان وكيل وزارة التربية والتعليم الدكتور معتصم عبد الرحيم وممثلون لشركة كوفتي الراعي الاعلامي لمشاركة السودان في وداع الطلاب بالمطاروأعتبروهم فائزين قبل حتى أن تطأ أقدامهم ساحة التسابق من جهة انهم تم إختيارهم من أصل سبعة ملايين طالب هم مجموع طلاب السودان في مرحلة الأساس والمرحلة الثانوية.

كوالا لمبور: فتح الرحمن شبارقة
.الرأي العام

تعليق واحد

  1. شيء مخجل و عجيب.

    فيما تخصص الهند طائرة باكملها لابنائها, يدفع اطفال السودان (و الذين ذهبوا ليمثلوا دولة السودان, لا للسياحة) اربعة ملايين جنيه لمصاريف الرحلة! و لم يمنعهم ذلك من تشريف السودان الذي بخل عليهم ببضعة ملايين من الجنيهات!

    الم يكن الاجدى رعاية هؤلاء الاطفال و دعمهم ببضعة ملايين بدلا عن صرف 40 مليار جنيه في اقامة منشات في دولة الجنوب (التي ستصبح دولة اجنبية خلال شهر) لاستضافة الدورة المدرسية.

    سيكون من المخجل ان يقابلهم رئيس الجمهورية دون تعويضهم ما صرفوه من اموال لتمثيل السودان. ليس ذلك فحسب, بل ينبغي رعايتهم مستقبليا بعدما تفوقوا على 2500 طفل من مختلف الشعوب. الاطفال هم ذخيرة المستقبل و كل منصرف فيهم لن يكون خسارة.

  2. مين البجيب خبرهم هولاء الابطال مافي اعلام في البلد مافاضين من نافع واموم والصادق نقة والترابي تنظير الاشقاء والاشقياء البعتبروا السودان ورثتم وحقهم براهم ويفرضوا اراءهم علي الشعب المحتار \شكرا يابطال وانشاء الله السودان يكون في زمنكم احسن:crazy:

  3. الشكر كل الشكر للدكتور العالم عمر هارون الذي اجتهد مع هؤلاء الطلاب اللهم أجعله في موازين حسناته, السودان أنجب كثير مثل الدكتور عمر ولكن اين هم الآن؟ الكل يريد راحة نفسه فقط وينسى الوطن الذي ترعرع ونشأ وتعلم فيها, فنداء إلى السودانيين بالخارج عودوا إلى السودان وتحملوا بعض المشاق من أجل سودان مشرق بجهود أبنائه وبعون الله سبحانه وتعالى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..