رحيل رجل الإنثربولوجيا التنويري

دور أحمد أبو زيد لم يقتصر على الأبحاث النظرية فحسب، بل أجرى بحوثا ميدانية حول جماعات البدو الرحّل في الصحراء المصرية والصحراء السورية.

بإطلالة متواضعة في وكالات الأخبار العربية، مر خبر رحيل المفكر د. أحمد أبوزيد بهدوء، الرجل التنويري، الذي ترجل عن عشرات الكتب ومئات البحوث العلمية وعن عمر يناهز الثانية والتسعين، آخر الشهر الماضي.

ولد العالم والمفكر د. أحمد أبو زيد في مايو/آيار 1921، وحفلت مسيرة حياته بعطاءات غنية، فهو من مؤسسي علم الإنثربولوجيا في العالم العربي وفي الجامعات المصرية بخاصة جامعة الإسكندرية التي عمل فيها طيلة حياته الأكاديمية، حصل الراحل خلالها على أعلى جائزة في البلاد وهي جائزة النيل للعلوم الاجتماعية وقيمتها 400 ألف جنيه للعام 2011، أي قبل رحيله بأقل من عامين.

وكانت جامعة المنصورة قد رشحته لنيل الجائزة نظرا لمكانته العلمية الرفيعة، حسبما جاء في حيثيات الترشح. والدكتور أبو زيد إلى جانب ذلك، عمل خبيرا سابقا في مكتب العمل الدولي بالأمم المتحدة، وكذلك شغل موقع أستاذ زائر في عدد من الجامعات العربية والدولية، وكان مستشارا لمجلة «عالم الفكر» الكويتية، ومقررا للجنة الدراسات الاجتماعية في المجلس الأعلى للثقافة في مصر. وقد تلقى تعليمه بجامعتي الإسكندرية وأكسفورد، وعمل أستاذا للأنثربولوجيا وخبيرا بمكتب العمل الدولي بجنيف، وقد أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب والمقالات والأبحاث الموزعة في الدوريات، ومن أهم مؤلفاته كتب (المفهومات) و(الأنساق) و(المعرفة وصناعة المستقبل). وقد شغل الراحل عمادة كلية الآداب (جامعة الإسكندرية) في الفترة بين أعوام 1976 1979.

? مسيرة حافلة

ولم يقتصر دور أبو زيد على الأبحاث النظرية فحسب، بل أجرى الراحل عشرات البحوث الميدانية، فقام بعمل أبحاث حول الواحات الخارجية لمدة ثلاثة عشر شهرا في عامي 1954 – 1955. كذلك قام بأبحاث ميدانية حول جماعات البدو الرحّل في الصحراء الغربية (مصر) والصحراء السورية صيف عام 1959 بتكليف من مكتب العمل الدولي بجنيف. كما قدم بحثا عن الثأر في إحدى قرى الصعيد (قرية بني سميع مركز أبو تيج) بتكليف من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية (عام 1960). وقد نشر البحث في كتاب عام 1962.

قام الدكتور أبو زيد بتقديم دراسة مهمة عبارة عن أنثروبولوجية استطلاعية للعلويين في سوريا بتكليف من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية (صيف عام 1960).. كما عكف على القيام بعدد من الدراسات الميدانية في صحارى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (المغرب الجزائر ليبيا الأردن العراق المملكة العربية السعودية إيران) بتكليف من مكتب العمل الدولي بجنيف عام 1961 ونشر البحث بالإنجليزية عن طريق الهيئة الدولية ونوقش في مؤتمر عام 1962. وكذلك القيام بعدد من الدراسات الميدانية في عدد من القبائل في شرق وغرب إفريقيا (أوغندة تنجانيقا كينيا ثم نيجريا وسيراليون) وفي جنوب السودان بتكليف من مكتب العمل الدولي (عام 1962) وصدرت النتائج في عدد من المقالات والدراسات بعضها باللغة العربية (مثلا في المجلة الاجتماعية القومية وفي الأهرام الاقتصادي القديم خلال الستينيات) والبعض قدمه باللغة الإنجليزية (مجلة Africa) ومجلة المعهد الملكي للأنثربولوجيا (J.R.A.I.) والبعض بالفرنسية (مجلة L?Homme). قدَّم الراحل أيضا بحثا مهما حول «اتجاهات المصريين نحو العمل اليدوي» وذلك بالاشتراك بين قسم الأنثروبولوجيا بجامعة الإسكندرية ومؤسسة كونراد إديناور.

? بناء الإنسان

كذلك، قدم بحثا حول «إعادة بناء الإنسان المصري الأبعاد الاجتماعية» ضمن مشروع دراسة إعادة بناء الإنسان المصري، الذي قامت به جامعة الإسكندرية (1976 – 1978) وقام بتحرير التقرير الثاني الذي نشر متضمنا نتائج الدراسة في مجال التنشئة الاجتماعية ومقومات الشخصية المصرية ودراسة الصبر كقيمة اجتماعية وثقافية. وكذلك بحث «المجتمعات الصحراوية في مصر» بتكليف من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..