الشوق: أنشودة المال والسلطة والجنس

في أحد الشوارع المهمشة بالإسكندرية ثاني أكبر مدينة في مصر تعيش "أم شوق" التي يموت طفلها بمرض الفشل الكلوي بعد أن تعجز عن سداد نفقات علاجه، فتتحول إلى متسولة في محاولة منها لإنقاذ ابنتيها "شوق" و"عواطف" من الفقر، ويدفعها إحساسها بالعار وضعف المكانة أن تكتسب القدرة على التأثير في كل من حولها، بل والسيطرة عليهم أيضاً مرة بالدجل والشعوذة وأخرى بالمال الذي جمعته من الشحاذة لتصبح قادرة على تحقيق الأشواق غير المحققة، والرغبات المكبوتة لأسرتها وجيرانها، ولكنها تكتشف في النهاية أنها حفرت قبرها بيدها فتخسر كل شيء حتى حياتها.

وعقب عرض الفيلم عقدت ندوة حضرها عدد كبير من صانعي الفيلم منهم سوسن بدر والسينارسيت الممثل سيد رجب وأحمد عزمي ومحمد رمضان وميرهان ودعاء طعيمة والمخرج خالد الحجر وعدد أخر من الفنانين.

وأكد المخرج خالد الحجر أن الفيلم يقدم حالة إنسانية معبرة عن مصير الحب وقدرته على الاستمرار في ظل الفقر الذي يمنع المحبين من استكمال الحب بالزواج، مشددا على أن الحالة الإنسانية في الفيلم تفترض وجود عدد من المشاهد الحميمة لكن الأحداث لا تصل أبدا حد الإسفاف أو الابتذال.

وحول تقديمه للشخصيات الذكورية بشكل مشوه قال "أعترف أننا نعيش في مجتمع ذكوري يعطي كل الحقوق للرجل ويميزه عن المرأة، لذلك أردت الانتصار لهم من خلال الفيلم، فجعلت البطلة "أم شوق" والتي جسدت شخصيتها الرائعة سوسن بدر هي محور الأحداث مع ابنتيها".

وقال الحجر إن ما يشاهده الجمهور باعتباره مشهد عاري تظهر فيه روبي بدون ملابس ليس إلا خدعة فنية متعارف عليها حيث أن "روبي" في المشهد ليست عارية أصلا وإنما ترتدي ملابس بلون الجسم ويتم تصوير الجزء العلوي من جسمها فقط لتبدو وكأنها عارية تماما.

ورداً على سؤال تشابه الشخصية التي قدمتها في الفيلم وشخصيتها في مسلسل "الرحايا" قالت سوسن بدر "لا يوجد أي تشابه بين الشخصيتين، وقد حرصت من البداية أن تكون مفردات كل شخصية مختلفة حتى لا يقول أحد أنهما متشابهتان، فالملابس والمكياج وطريقة الكلام وكل شيء كان مختلفاً".

وبرر الفنان أحمد عزمي كثرة ترديد الشتائم والسباب في الفيلم "ليعبر عن البيئة الحقيقية في الحارة المصرية، ويقترب منها"، وأكد أن الفيلم لا يحتوي على مشاهد خادشة للحياء ولكن موضوعه جرئ وحساس، لمناقشته الكبت الذي يؤدي إلى الشذوذ الجنسي في مجتمعنا العربي، مشيرا إلى أن "الفيلم لايحتوي على مشاهد جنسية صريحة مثلما تردد".

وقال عزمي إنه سعد بالعمل مع المخرج خالد الحجر للمرة الثانية، مشيرا إلى أن يجسد "شخصية حسين وهو شاب حاصل على مؤهل متوسط يقع في حب شوق تلك الشخصية التي تقدمها روبي، ولكن الأزمة تتمثل في والدتها سوسن بدر التي تقف في طريق العلاقة لرغبتها في أن ترتبط ابنتها بشاب ميسور الحال".

وأوضح أن الفنانة روبي (تغيبت عن الندوة) لم تقدم مشاهد خادشة كما تردد بل تجسد قضية إنسانية يخجل البعض طرحها، "فمناقشة أي عمل للكبت الجنسي وارد، ولكن الأهم هي طريقة التناول، والمخرج خالد الحجر قدمه بحرفيه، وصرح أكثر من مرة أن العمل لا يحتوي على مشاهد جنسية".

وحرص المنتج محسن علم الدين على توجيه التهنئة لفريق العمل ورحب بالمنتج محمد ياسين منتج الفيلم الذي يعود للإنتاج مرة أخرى، وأكد أن الفيلم جدير بأن يمثل مصر في المسابقة الدولية للمهرجان وأيضاً المسابقة العربية.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..