هويولوجيا منصور خالد: خليك مع الزمن (5-5)

تركت لآخر الحكاية مفارقة مؤسية في تهزئة منصور لمفهوم المحجوب للهوية السودانية لجمهوره في ندوة الشارقة. فقد رأيناه ينهى عن فعلة الرجل الذي قصر هوية السودان على العروبة والإسلام ثم إذ به يأتي بمثلها بل أشد نكرا. فقد كتب المحجوب تصوره للقومية السودانية في الثلاثينات والجنوب كيان مغيب عن الوطن من وراء جدران المناطق المقفولة التي بنتها السياسة الإنجليزية. وهي سياسة قيل إنها عرفت ما لاينبغي للجنوب (الاتصال بالشمال) ولكن ليس ما ينبغي له. فالجنوب في السودان وليس منه في نفس الوقت. ومهما يكن فليس هذا ما يعذر الوطنيين طالما استماتوا آنذاك في عودته إلى حظيرة الوطن. ولكن متى غُيب الجنوب، على نحو ما رأينا، غاب صوته من طاولة النقاش الوطني. فلم يكن مأذوناً لطلابه الدراسة الجامعية في غير يوغندا في حين تعارف الطلاب في الشمال شعوبا وقبائل في مصهر الحركة الوطنية في ثانوية غردون ثم مدارس طقت وحنتوب وووادي سيدنا ثم كلية الخرطوم الجامعية. فإن عذرنا المحجوب لتقدم زمانه وتغييب الجنوب بالكلية عن بؤر صناعة قوميته فما عذر منصور وقد انهدم ستار الحشائش بقوة وغلظة منذ “تمرد” 1955 فصار للجنوب صوتاً بليغاً ينازع في صورة الوطن ويحاجج؟ والأنكي أن منصور كتب مقالاته الباكرة في “حوار مع الصفوة” في 1965 عام مؤتمر المائدة المستديرة الذي لم يسترد فيه الجنوب صوته فحسب بل أصواته بما اشتجر من خلاف لوجهات النظر بين القوميين الجنوبيين انفسهم من مثل وليم دينق، الذي أحسن الظن بالمركز، وبين أقري جادين الذي اعتزل. وأندلق تاريخ عصيب للشمال والجنوب في المؤتمر دار حول الرق بالذات الذي عاد له منصور في ورقته موضوع نقاشنا. وهاك يا ضحك جماهيري! وبلغت حمى ذلك التاريخ في النقاش حداً أضطر عبد الخالق محجوب لينبه المؤوعين لنا بالزبير باشا بإننا أحفاده حقاً ولكننا أحفاد صار وسطنا حزب شيوعي يدعو إلى الأخاء والإلفة. أي كما قال رمضان زايد: “خليك مع الزمن”. فلم يتصاغر أستاذنا أمام التلويح بعار الجدود لأنه كان يقف فوق نضال نقابي جماهيري بين الشعب الشمالي والجنوبي للإلفة الوطنية. وواقعة عبد الخالق والترويع الجنوبي بتاريخ السلف، الذي أتقنه منصور واستخذى له اليسار،كان موضوع كتابي “حركة وطنية سودانية أم حركات وطنية؟ تاريخ ما أهمله التاريخ عن جنوب السودان” (المصورات، 2015)
وعجائب منصور لا تنقضي. فهو لم يعتقد في قومية السودانية العربية، الإ قليلا، بعد نحو عشرين عاماً من كتابة المحجوب عنها في ظرف جاء فيه الجنوب بقوة إلى مائدة الحوار الوطني حول هوية السودان فحسب، بل، والأنكى، إنه نشر مقالات الستينات العروبية البلقاء بدار نشر جامعة الخرطوم في 1979 بعد تسنمه حقائب وزارية وسياسة في دولة نميري. نشرها ب”ذبابتها” لم يكترث لتأطيرها بمقدمة لقاريء زمنه تتشفع لعصبيته الأولى. وأوحى بهذا النشر غير العلمي بأنه ما زال يعتقد في ما أعتقده في الستينات الوسيطة مما لم يصح حتى في وقته. ومن شأن مثل هذه المقدمة، متى كُتبت، أن ترينا “نسب الغول” في مفهوم صفوة الحركة الوطنية مثل المحجوب وورثتهم مثل منصور الذي أشقى البلاد باستبعاده لضروب التنوع التاريخي والمعاصر فيها. فساق أهل القوميات الصغرى (أو الكبرى لو شئت) إلى الاحتقان المشاهد وعواقبه المدمرة. ولمثل هذا الوعي بأنساب الغول وغير الغول تنعقد ندوة مثل تلك التي انعقدت في الشارقة. وما لم نواف مطلوبها العلمي صار الواحد مثل منصور كوميدياً واقفاً في روتين ترويع جمهوره وإنتزاع الضحكات الكسيرة والصفقات التعويضية شفاء من عقدة الذنب الليبرالية.
وأزدكم من منصور بيتاً. فقال لجريدة البيان في 6 سبتمبر (أو هي 9 يونيو لحد ما أتأكد) 2003 إن وعيه بأفريقيته حدث خلال إقامته بأمريكا خلال آخر الخمسينات وأوائل الستينات. فتصالح مع سواد لونه ونسبته للقارة السوداء بعد تجارب عنصرية أمريكية بيضاء وقف عليها خلخلت قناعته بعروبته المؤثلة الخالصة. وهذا من ذر الرماد على الأفهام. فقد كتب منصور المقالات موضوع نظرنا في منتصف الستينات (1965) وما بعدها لم نر فيها سوى فرح قديم بقوميته العربية الغراء. ثم نشرها في كتاب بعد 15 عاماً من نشرها بالصحف ولم يطرف له جفن أفريقي حتى انضم للحركة الشعبية للقوميين الجنوبيين في 1985 فصلحت أفريقيته، بل جعلها مخلبه الفكري..
بدا لي من هذر منصور بحق المحجوب يضحك أرباب الجهالات البواكيا أنه مما لا يؤتمن على علم ولا سياسة ولا قسط. بدا لي، وهو الذي يعلم بأفضل من ابتزازه لجمهور بعاهة المحجوب الهويويوة، والتي لم يغادرها هو نفسه شبراً بل أضل سبيلا، أنه ممن لا يؤتمن على حرمة فكر لأنه ينتهك “حرية” الجهل لجمهوره.
“هويولوجيا” من اصطناع حسن موسى في غاية علمي.
[email][email protected][/email]
“”هويولوجيا” من اصطناع حسن موسى في غاية علمي.”
دهية تخمك وتخم معاك المنفصم حسن موسى
بنشادك يادكتور بالمشاركة فى حوار الوثبة لانو الوطن فى امس الحاجة للعقول النيرة متلك.
فارجوك الاستجابة لنداءى ده ومن هسى جهزت قبر فى موقع مميز باحمد شرفى وبرضو بحمد النيل واخر بفاروق والاختيار ليك محل مادايرو بجهزو ليك حتى ولو فى البلد بمنطقة الرباطاب
لكن كيف انت تجى وتشارك فى الوثبة العظيمة دى واهو فد مرة تكفر عن سيائتك من زمن ماكنت شويعى لانو ظاهر زيك وزى كل اخوانك المسقفين لمن تفوتوا ال 50 بتدكروا وتطروا الله
درمة كبير حفارى القبور لناس القصر الجمهورى وكافورى والمنشية ولكبار الشخصيات من مغنواتية ولاعيبة الكورة والمسقفين واشباهم وضباط الجيش والبوليس
ودمتم دخرا للوطن
ندعوك وبحرارة يادكتور لمشاركتنا حوار”الوثبة”
الوطن فى امس الحوجة اليك فى ه>ه اللحظات التاريخية
ونحن عارفينك انك من الرجال ال”ا>ا هبت الاهوال شدوا”
فابالله ماتخزلنا
التحالف المهجرى:
تراجى مصطفى
قريمان رحمة
بالاضافة لرئيس احزاب الفكة الجزار عبود جابر
متين يابروف مقال مضنكل كده عن سحسوح اتبرا امين حسن عمر لانو قابض الجو وعالم فيها ادور سعيد السودان
والله يابروف اول مرة اكون فى مازق حقيقى فانا احبكم الاتنين لله
فما عارف اقول شنو ولا شنو سوى الله يهديك ويصبر دكتور منصور عليك
ندعوك وبحرارة يادكتور لمشاركتنا حوار”الوثبة”
الوطن فى امس الحوجة اليك فى ه>ه اللحظات التاريخية
ونحن عارفينك انك من الرجال ال”ا>ا هبت الاهوال شدوا”
فابالله ماتخزلنا
التحالف المهجرى:
تراجى مصطفى
قريمان رحمة
بالاضافة لرئيس احزاب الفكة الجزار عبود جابر
متين يابروف مقال مضنكل كده عن سحسوح اتبرا امين حسن عمر لانو قابض الجو وعالم فيها ادور سعيد السودان
والله يابروف اول مرة اكون فى مازق حقيقى فانا احبكم الاتنين لله
فما عارف اقول شنو ولا شنو سوى الله يهديك ويصبر دكتور منصور عليك
نعم أخي قريمان نحتاج للمسات البروفسير عبد الله إبراهيم و إسهاماته في الحوار الوطني في هذه اللحظات بالذات. دمتم ذخراً للمؤتمر الوطني و رعاكم الله
ياخى .. كدى اترك منصور خالد الى ما بعد الانتفاضة .. وخلينا فى هم المرحلة المهم الا وهو : كيفية اسقاط نظام السفاح عمر البشير ؟؟؟ الا ينبغى ان يكون همك فى هذه المرحلة كيفية اسقاط حكم الديكتاتور الجاسم على صدر هذا الشعب اكثر من منصور خالد ؟؟؟ عن هوية أى شعب تتكلم ؟؟ ؟؟ سواء على لسانك او لسان منصور او المحجوب .. هل تقصد هوية شعب السودان الذى يعانى اليوم الفاقة والفقر.. الجهل والمرض .. العوز والحاجه .. والشقاء والعذاب بسبب هذه العصابه الحاكمة ؟؟ ماذا ان يجنى شعب هويته تحت هذه الظروف .. فلنكن عربا او عجما .. افارقة ام برابره .. ماذا يعنى لنا ذلك ونحن لا حيلة لنا ولا قوة ؟؟؟
أنسان مريض وجاهل .. فقير ومحتاج .. بائس ومغبون .. ماذا تعنى الهويه له ؟؟وكيف يباهى بها ؟؟
اخر الكلام : عندما سال ” الطراحة ” جعفر نميرى راشد : ماذا قدمت لشعبك ؟؟ اختصر رده فى كلمتين : الوعى ما استطعت .. ماذا ياترى سيكون ردك يا بروف لو سالك شخص من عوام نفس السؤال ؟؟ يسقط منصور قبلك وانت بعده .
هؤلاء كلهم كوم قوميين عرب وهذا مكانهم بغض النظر عن طروحاتهم فهم يلفون حول هذا الفلك وفي المقابل هناك قوميين غير عرب ترجح معهم كفة التاريخ يلفون حول فلكهم ايضا
فما هي النتيجة؟
وتماشيا مع رؤيتك الاخيرة على الرغم من انها ليست جديدة بل قد تكون هي واقع الحال ، اذا رؤيتك هي الايمان بتعدد قوميات لا تماذج بينها في بلد واحد مع حكومة ديموقراطية لا شأن لها في امر الهوية فبالتالي ينتج عن ذلك لوبيات تدافع عن هذا القوميات
كما لا يمكن تخيل حكومة وطنية بهذه المثالية فالحكم في النهاية يتشكل من افراد ينتهي بهم الامر الى عمل لوبيات داخل الحكم كل لصالح قوميته وشيعته وعندئذ لن ينفع دستور ولا غيره في ضبطها
هذه النظرة السطحية للامور هي ما يجعل الجميع يعتقد اننا نعاني من انصاف مثقفين لا يستطيعون بيان حلول شافية لهذا الموضوع
فعندما يقدم احد اطروحة فليقدمها كاملة من الناحية الاجتماعية وغيرها لمثل هذا المجتمع الذي افترضته
فمثلا هل يمكن ان تصف لنا ماهو الذي سيقدم في التلفزيون القومي؟ هل هو سيكون بمزاج اهل البلد ام بمزاج قومية محددة ام هو متعدد متلون؟
هذا مثال بسيط من قضايا متشابكة تحتاج للجنة هوية ولا ما كده يادكتور!
انت من اوائل من جالسوا هذا النظام وشاركوه مؤتمراته الوهمية وكانت جثة النظام الديمقراطى لا تزال ساخنة. ثم ترشحت للرئاسة! مسلسل للسقوط وكأن غنقلاب يونيو جاء فقط لتعرية اصحاب المواقف الوهمية. حلوين اللسان قليلين الاحسان!!
أستاذي الفاضل بروفيسور عبد الله علي إبراهيم. حضرت فقط و للمرة الثانية لأناشدك لمشاركتك المرجوة بحق في الحوار الوطني بالخرطوم . طلبت منك مرة و كلي عشم بأنك لم تلتفت لمناشدتي لكثرة الغث في التعليقات التي تلاحقك قلمك الرفيع و رأيك الثاقب. تسلم
باخ حمد لله على السلامة
قديتنا
أها حتمي قدام و تتناول “جنوب السودان في المخيلة العربية” لمنصور خالد ولا خلاص الزمن وقف عندك؟
عزيزننا الدكتور عبد الله أرجو مراسلتي على بريدي الألكتروني لأمر تتعلق بخصوص مناشدة ترجيتك فيها لمساعدتنا و الوطن في الحوار الوطني. و لك موفور التقدير
[email protected]
In the occasion of the last article I dedicate this lovely poem to you hoping that it will find a good reception:
قالتْ: أظافري أقصّها أهلّة؛ لتحكَ سماءَ ظهركَ
الحبّ حيوانٌ أليف
ليس قطاً ولا كلباً
لكن له من القطّ النكران
ومن الكلب الوفاء.
الحبّ حيوان أليف
لا تكسلْ، فلا تأخذه في كلّ صباح ومساء
ليقضي حاجته
لربما قرب سورٍ مليء بأقفال العشق
أو نهر غارق في المفاتيح.
الحبّ حيوان أليف
فرد من العائلة
قد يكون عجوزاً مصاباً بالخرف
أو طفلاً يأكل الأحرف كما يقرض ممحاته.
الحبّ حيوان أليف
وأحياناً يكون إلهاً أليفاً.
***
الحبّ خبر
جملة أسمية
يقول النحات والفلاسفة والعشاق :إنّها كاذبة أو صادقة
في عالم الحيوان
الحبّ يحدث أو لا يحدث
لا وجود فيه للإمكان
في عالم الحيوان الحبّ واجب الوجود؛
أنا حيوانٌ في حبك.
***
أكرهني ولو قليلاً
الحبّ والكره عاطفتان
فلا تفرق بين اﻷخ واﻷخ
الحبّ يحنّ في أثر خفّ الكره
الكره يقتفي أثر حافر الحبّ
أكرهني
قليلٌ من الكره يطيب رائحة القلب
أكرهني في الحبّ بلا حقد.
***
أنا قردكِ الصّغير
الذي تنقّي فكرّه من قمل الاستقامة
أنا إخطبوطكِ
الذي تعلّميه العدّ إلى العشرة
على أذرعه الثمانية
أنا ديككِ
الذي تشترين له البيض من السوبرماركت
كي تقنعيه أنّ خصيتيه رحم مهاجر
أنا بغلكِ
الذي حملكِ في سرد الحبّ في زمن الكوليرا
ومع ذلك تقرّح قفاكِ
ودخنتِ سجائركِ من جمراتها
أنا طفلكِ
الذي تأخذينه إلى حديقة الحيوان
لكي تخبريه أنّ الحبّ فيه الكثير من البرّية المسجونة.
***
بيننا صفا ومرْوَة
وسعي عمرٍ
وطفل يركلُ الأرضَ بكعب أخيل
بيننا سَمِعَ اللهُ
إذْ هاجر
تعدّ الذبيح.
****
أكسرُ الحجرَ الأسودَ كجوزة النثر
وفي طاسةِ القلبِ، أشعل بخور الخشيّة
وأطوف حول كعبة الحزن إلا أنّي لا أفيض
أنا لاعب الأقداح
منذ تطهّر سهمي من الرّيش
أقسّم الجزور بين فقراء الحبّ
وأمضي كعبد المطلب
قائلاً: للقلب ربّة تحميه.
***
إذ قلتِ: أحبكَ
قلتُ: بعض الحب أجمل
إذ قلتِ: أكرهكَ
قلتُ: بعض الكره أجمل،
[خالص بجدلية]