الإسهالات المائية ..طبيب: احصائية المصابين بشرق النيل تنذر بحدوث أوبئة..

تحقيق: عائشة عبدالله.
رغم التصريحات التي تدلى بها وزارة الصحة وتنفي فيها كل يوم انتشار الإسهالات المائية خاصة في المناطق التي تأثرت بالسيول والأمطار إلا أن الواقع في مناطق متفرقة من ولاية الخرطوم يؤكد وجود هذه الحالات والتي وصلت مرحلة الإغماء خاصة في جنوب الخرطوم، أي شخص على علم بالاحصائية التي رصدت في الفترة الماضية للمراحيض التي انهارت وبلغ عددها 25 الف مرحاض وكمية من الذباب والبعوض المنتشرة في جميع أنحاء الولاية يدرك بأن هناك اصابات من جراء هذا الإنتشار المريع، والذي ينذر بحدوث أوبئة وكارثة بيئية خطيرة تؤدي بحياة الكثيرين لم يتم تداركها.
وللوقوف على حقيقة الأمر أجرت (الوطن) تحقيقاً مع عدد من المرضى المصابين بهذه الحالات وكشفت الاحصائيات التي وردت إلى بعض المستشفيات
٭ حالات الإسهال منتشرة:
مريضة أكدت أنتشار حالات الإسهالات المائية بعد السيول والأمطار التي ضربت العاصمة، وأرجعت ذلك إلى كمية الذباب التي صاحبت هذه الأمطار، وحكت عن الأعراض التي تصاحب المرض وعن اصابتها بالحالة قائلة: إنها آلام حادة بالبطن واسهال مائي مستمر وفتور في الجسم مما جعلها متخوفة من تناول الطعام حتى لا تزيد الحالة حسب التخوف ، وذكرت بأنها ذهبت إلى المستشفى ووجدت حالات مشابهة لحالتها.. تلقت الجرعة العلاجية بالإضافة إلى العلاج البلدي (نعناع – حرجل – حلبة) وتقول المريضة (الحمدلله تعافيت من المرض) وهي بدورها تناشد الجهات المسؤولة بمكافحة الذباب وتوجه رسالة للمواطنين بعدم ترك الأطعمة مكشوفة وغسل الخضروات جيداً قبل تناولها.
٭ عدم ترك الأطعمة كاشفة:
منال عبدالله مريضة تعاني من مغص حاد بالبطن وحالات الغي المتواصل حتى كادت منال أن تصل مرحلة الإغماء وتؤكد بأن هذه الأعراض تعرض لها أكثر من(4) أفراد في الأسرة منهم من أستمرت حالته إلى 2-3 أيام وآخرين تم إسعافهم بالعلاجاب البلدية إلى جانب (الفلاجين) حتى أنعم الله عليهم بالعافية، وهي توجه رسالة إلى الجهات المسؤولة بمكافحة الذباب إلى جانب التخلص من النفايات التي توضع بقارعة الطريق لأيام عديدة مما تساهم في التلوث البيئي الموجود بالمنطقة وتوجه الجميع باستخدام الأغطية للمأكولات والمشروبات للسلامة الصحية.
٭ مناشدة لوزارة الصحة ومحلية جبل أولياء:
ناشد مواطنو مناطق الإسكان الشعبي والأزهري والسلمة جنوب الخرطوم وزارة الصحة ومحلية جبل أولياء بالتدخل السريع بعد ظهور حالات الإسهالات والإستفراغ المتكرر الذي أرجعوه إلى احتمال تلوث مياه الشرب إلى جانب التوالد الكثيف للبعوض والذباب وكمية المياه الراكدة.
وقد أكد عدد من المواطنين الذين يتلقون علاجهم بالمراكز الصحية تردي أوضاعهم الصحية مما أضطرهم إلى استخدامهم العلاج بـ(الفلاجين) ويؤكدون بأن هناك حالات وصلت درجة الإغماء من جراء آلام البطن والإسهال المتواصل مما أدى إلى اصابة أسر بأكملها بهذه الحالات، وبذلك يناشدون الجهات المسؤولة بزيارة ميدانية للمنطقة، واستنكر المواطنون تصريحات وزارة الصحة بنفيها لحدوث حالات أوبئة كما طالبوا بحملات رش الذباب والمياه الراكدة.
٭ إحصائيات تؤكد إنتشار وباء:
أما داخل المستشفى الميداني (صندوق إعانة المرضى الكويتي) بمنطقة مرابيع الشريف وسوبا شرق التقينا الدكتور محمد علي والذي أوضح بأن هناك حالات إسهال مائي خاصة وسط الأطفال أقل من خمس سنوات، والإسهال مصحوب باستفراغ إلا أنه لا يسبب فقدان سوائل.. ويشير د. محمد إلى أن هذه الأعراض أيضاً موجودة عند الكبار مما تسببت في الدسنتاريا والقارضيا وقد تم علاج هذه الحالات عن طريق التشخيص بالمعمل او الأعراض.
وأكد د. محمد انتشار النزلات المعوية والملاريات لعدد من المرضى والتهابات البول والإصابات بالملاريات خاصة الأطفال من عمر 4-5 سنوات.. ويقول: إن معظم هذه الحالات تم علاجها بواسطة (الزنك شراب وأملاح التروية).
وقال إن حالات الإسهال في اليوم تصل احصائيتها إلى 01 و51 حالة فضلاً عن الأمراض الأخرى.
آما إحصائية المصابين بالملاريات في اليوم الواحد 6-01 حالة والأطفال المصابين بالإسهالات المائية ووصلوا مراحل متأخرة يتم اسعافهم وعلاجهم بواسطة المحاليل الوريدية حتى نطمئن عليهم من أمراض سوء التغذية، وهناك حالات تحتاج إلى الإقامة بالمستشفى.
وقد أكد د. محمد بأن احصائية المصابين تؤكد حدوث وباء وسط الأطفال خاصة وانتشار الأمراض الجلدية(الحساسية) نتيجة لدغات الحشرات التي أتت مع السيول فمعظم هذه الحالات تم علاجها.
٭ إحصائية المصابين بحوادث الخرطوم:
التقينا الدكتورة جيهان زين العابدين مدير طبي أول الحوادث والإصابات بمستشفى الخرطوم.
والتي أوضحت بأن احصائية المصابين بالإسهالات المائية خلال الشهر الماضي بلغ عددهم 501 حالة منها 7 حالات بغرفة C-2H تم علاج تلك الحالات وأنهم غادروا المستشفى خلال 42 ساعة، و 8 حالات إقامة طويلة بعنبر الإنتظار A-mau وقد أوضحت د. جيهان بأن الإقامة الطويلة هي التي تتجاوز الـ 42 ساعة وهذه الحالات أيضاً تم علاجها وغادرت المستشفى خلال أيام.
وتؤكد بأن هذه الحالات جميعها حالات فردية ولم تصل إلى مسمى الوباء ما عدا حالة واحدة.
٭ حالة واحدة مشتبه في إصابتها بوباء:
وتشير د. جيهان إلى أنه هناك حالة واحدة كانت تشك بأنها حالة وبائية ، فيما تأهبت لوضعها في الكرنتينة وبعد إجراء الفحوصات إتضح أنها حالة إسهالات عادية وتم علاجها وغادرت المستشفى، وتؤكد بأنه لا توجد أية حالة وفاة وسط هذه الإحصائية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..