كِسّير تلج

كِسّير تلج

صلاح الدين عووضة

لا أدري من أين أتى المصطلح الشعبي أعلاه السائد هذه الأيام كناية عن التملُّق والتزلُّف؟!..

ثم لا أدري ? وهذا هو المهم- علاقة هذا المصطلح بالدلالة التي يرمز اليها..

هل يعني ان الشخص المعني بالتملّق (يُكسَّر) له الثلج ليوضع في كوب ماء يُقدَّم له في عزِّ الحر فيكون ? من ثَمّ- مبسوطاً من هذا (المُكسِّراتي) أربعة وعشرين قيراطاً؟!..

هل يعني أن يُكسَّر له الثلج كأحد (لوازم) تلك الـ (مشعشعة كعين الديك) في ليلة (ليلاء)؟!..

أم هل يعني أن يتكفل أحد طالبي (خدمة ما) بتكسير الثلج في مناسبة تخص من بيده (الخدمة!!)؟!..

أيّاً كان ما يعنيه هذا المصطلح فإني أكاد أجزم أن مبتكره شخص (محروق الحشا) بسبب شئ ما (يهري) الجوف ويحرقه..

فإذا كان الأمر كذلك- وهو الأرجح- فما بال (نفر) يصرّ على تصويب هذا المصطلح نحوي في سياق تعليق (الكتروني) على بعض ما أكتب في زاويتي هذه؟!

فمن قبل اتهمني أحدهم بأنني (اكسِّر تلج) للحركة الشعبية حين كنت أعبِّر عن آرائي في قضية العروبة والسودانوية بالزميلة (أجراس الحرية)..

ثم اتهمني آخر بأنني (اكسِّر تلج) للحكومة المصرية حين ذكرت مرة أن مصر تحمّلت الجانب الأكبر- عسكرياً وبشرياً ومادياً- من تبعات القضية الفلسطينية ثم يكون جزاؤها الجحود والنكران ومن بعض الذين كانت من أجلهم التضحيات تلك..

والآن يتهمني ثالث بأنني (اكسر تلج) للأخ الزميل الطاهر ساتي حين قلت في كلمة لي بهذه الصحيفة إن النوبيين هم أكثر قبائل السودان تصالحاً مع ذواتهم إزاء ما يصيب الآخرين من رذاذ الاستعلاء العروبي ? سيما اللبناني- تجاهنا من حين إلى آخر مثلما حدث في منطقة الأهواز قبل نحو شهر ونيف..

فهل تُراني فعلاً (مُكسِّراتي) ثلج من الطراز الأول..

لا يمكن أن أظن في نفسي ذلك إلا إذا كنت من شاكلة بلدياتنا الذي ظن أن نفسه التي بين جنبيه قد فارقت الحياة دون أن ينتبه إلى أنه (يظن) إذاً فهو (موجود)..

فقد كان بلدياتنا هذا مريضاً (مرض الكُبُر) ورغم ذلك يخشى مفارقة هذه الفانية ولو عُمِّر ما عُمِّر نوح..

في يوم دخل عليه بعض أصحاب حفيده يزورونه محدثين جلبةً جعلته ينتفض من فراشه بـ(باقي مروّته) وهو يصيح بصوت مبحوح: (الحاصل شنو؟!.. أنا متًّ وللّا شنو؟!)..

فأنا أخشى التملق و(كِسّير التلج) أكثر من خشية بلدياتي هذا للموت..

ولو كان الذين يرمونني بالتهمة هذه من (المتابعين) لكتاباتي- وليسوا من الذين (يركبون في السكة!!)- لأدركوا هذا الذي أدركه عن نفسي..

فموقفي من قضية العروبة والسودانوية مثلاً هو موقف قديم ظللت اتنقل به من صحيفة إلى أخرى ولم يظهر فجأة بـ(أجراس الحرية) كما ? بغتةً- ظهر مصطلح (كِسّير التلج).

وموقفي ازاء التضحيات المصرية المشار إليها يُبطل حقيقة كونه (كِسّيراً للثلج) موقف آخر متعلق بقضية حلايب..

هو موقف في خانة (الضد) تماماً..

أمّا موقفي تجاه تصالح النوبيين مع ذواتهم فهو موقف متصالح فيه أنا نفسي مع (ذاتي) ? وليس مكسِّر ثلج للطاهر ساتي- بما أنني أحد النوبيين هؤلاء اللهم إلا إذا كان صاحب الاتهام المذكور يظن أن (القولد) التي كتبت عنها (كثيراً!!) هي بلدة بضواحي شندي..

ورغم الاتهامات (الفظيعة) هذه من تلقاء هؤلاء لشخصي بأنني (مكسِّراتي تلج) فإنني أجد لهم العذر بدلاً من أن أتمنى أن اكون (مكسِّراتي رؤوس!!!)..

فالمثل يقول : (اللّي ما يعرفك يجهلك)..

ومعرفة الكاتب انما تكون من خلال ما يكتب..

ومن يجهلك ? ككاتب- يمكن ان (يحدف) نحوك أية تهمة تعنّ له..

تهم أخفّها وطأة ? في نظر البعض- تهمة (كسِّير التلج)..

فالحمد لله الـ(جات على كده)

صحيفة الحقيقة

تعليق واحد

  1. ماتزعل ياحبيبنا كثير التلج فى السودان بقى عااااااااااااااااااااااااادى والمابكسر تلج مع الوهم ناس الحكومة ديل مابعيش وانشاء الله رئسهم تخنقوا تلجة تكتلو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..