ياما بكرة تشوف

ياما بكرة تشوف

صلاح الدين عووضة

* أول تبادي، وقبل أن الج إلى موضوع كلمتنا اليوم أجد لزاماً عليّ أن أعتذر للقارئ العزيز عن بعض (شخصانية) تعتور كتاباتنا منذ (العودة) رغم علمنا بأنها من الأمور المستقبحة في دنيا الصحافة اذا ما (فاتت حدّها)..

* فمن قبل قال شكسبير: نكون أو لا نكون، تلك هي القضية..

* ونحن الآن نقول: نكتب أو لا نكتب، تلك هي القضية..

* وعند هذا الحد (نقفٍّل على المواضيع) و(نخشِّ) في موضوع كلمتنا التي بين أيدينا..

* فموضوع لموضوع يفرق..

* فكاتب هذه السطور لديه عادة سخيفة يصرّ عليها كلما حانت ساعة فراق بينه وبين جهة ما لاختلاف في الرؤى لأهل وسط له..

* فهو لا يكتفي بعبارات الوداع المألوفة وإنما يزيد عليها عبارة تذكير بصحة موقفه خلاصتها (ياما بكرة تشوف)..

* وسخف هذه العادة يكتمل حين يقدِّر الله حدوث الذي سبق أن حذرنا منه لتفلت من لساننا ?غصباً- مقولة أخرى فحواها : (قبيل شن قلنا)؟!..

* وصدقية هذه التنبؤات لا تنم عن خارق ذكاء من جانبنا، ولا نفاذ بصيرة، ولا حسن ضرب للودع..

* إنها تنم ? ببساطة شديدة ? عن (عمى بصيرة!!) مؤقت تجاه مآلات أمر ما من تلقاء الجهة الأخرى يكون مصدراً- أي هذا العمي- للخلاف بين الجهة تلك وكاتب هذه السطور..

* وحين أصف عمى البصيرة هذا بأنه مؤقت فذلك لأن الجهة التي تُبتلى بهذا النوع من العمي هي ذات ذكاء وفطنة ودرِية..

* فخلال تولّي شخصنا ? مثلاً ? لرئاسة تحرير صحيفة (صوت الأمة) استهوت (بعض!!) قيادات الحزب فجأة فكرة (التراضي) مع المؤتمر الوطني استجابة لإشارات (مغرية!!) جاءت من تلقاء هذا الحزب الحاكم..

* وبما أن صاحب هذه الزاوية من (عيوبه) عدم قدرته على (مسايرة!!) الأشياء ولو كان الثمن على حساب (المعايش!!) فقد جهر برأيه المعارض (جداً) في زاويته بـ (صوت الأمة) إلى درجة توجيه النقد إلى الإمام (ذات نفسو)..

* وحين وقعت (المفاصلة!!!) بتقديمنا لاستقالتنا لم ننس أن ننبه القائمين على أمر الحزب بأنهم (غداَ) لن يجدوا (صوتاً!!) للأمة ولا (حزباً!!)..

* ثم لم ننس أن نختم التنبيه هذا بالعبارة (إياها): (ياما بكرة تشوفو)..

* وحين جاء يوم (بكرة) المشار إليه لم تُبصر شمسه (صحيفةً) ولا (حزباً)..

* ولأنه لم يكن هنالك (حزب) فقد حمد القائمون على أمر (بقيّته) ربهم ?حين أزف محك الانتخابات- أن جاءتهم هدية من السماء اسمها (شبهة التزوير)..

* وعبارة (ياما بكرة تشوف) هذه نفسها ختمنا بها وداعنا لصاحب (جريدة ما) كانت ملء السمع والبصر وقتذاك..

* فبعد أن احتلت الصحيفة تلك موقعاً (تسويقياًَ) متقدماً استجاب صاحبها فجأة لإشارات (مغريات!!) كانت بمثابة طعم ذكِّي أشبه بالطعم الذي ابتلعته بعض قيادات حزب الأمة..

* وبفعل هذه الاستجابة مورست (سياسات) في الصحيفة لا تقل (عمى في البصيرة) عن تلك التي مورست على (صوت الأمة) إبّان تولينا لرئاسة تحريرها..

* فقد اشترى صاحبها (اليوم) مقابل بيعه للـ(غد)..

* وقلنا له ضمن ما قلنا في لحظات الوداع واستقالتنا نمدها نحوه : (الوصول إلى القمة سهل ولكن الصعوبة تكمن في محاولة الحفاظ على هذه القمة)..

* ثم لم ننس أن نمارس عادتنا السخيفة قائلين : (ياما بكرة تشوف)..

* ومبعث السخف في هذه العادة أن الحقائق (الحارة!!) لا يجهر بها دون غطاء (واقٍ) من الكياسة واللياقة والدبلوماسية..

* ولكن ? على أية حال- فان شمس (بكرة) حين تشرق على البلاد ? بل لعّلها قد أشرقت بالفعل- فهي ستكون أشد (حراً!!) على صاحب الصحيفة..

* ثم لن تبصر الصحيفة ولا صاحبنا!!!!

صحيفة الحقيقة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..