من ينقذ السودان من نجوم الفشل ؟!

يزعم الفاسدون المفسدون من الطغمة الحاكمة إن السودان ليس هو المستهدف وحده, وإنما المستهدف هو الإسلام وحماته (يعني حزبهم الهلامي) من الدول الاستعمارية الغربية والصهيونية العالمية, وكل أعداء الإسلام, لأن سودان “الانقاذ” هو قلعة الإسلام الحصينة! كأن السودان الشديد التدين لم يعرف الاسلام الا مع الانقاذ?

[COLOR=#000DFF] د. عبدالعظيم محمود حنفي[/COLOR]

من يتخيل ان السودان الغني بكل الموارد الزراعية والمعدنية التي تؤهله لان يصبح اغنى البلاد في افريقيا وسلة الغذاء العالمية يصل الامر به الى هذه الحالة المزرية تحت حكم “الانقاذ” السودانية الذي افقر السودان بسبب سياسة السلب والنهب والاستعباد والتجويع والاستنزاف, وسياسات الفشل المديد التي ادت الى الحالة الاقتصادية غير المسبوقة التي اوصل اليها السودان وقادت الى المصير المحتوم لهذا النظام الذي يعيش نهاية الفصل الاخير قبل سقوطه او اسقاطه.

بعد مغامراته العبثية ضد شعبه و رميه الطبقة الفقيرة تحت قطار الفقر والعوز وجيوش العطالة والمشردين والمرضى الذين تقتلهم الأمراض والأوبئة يومياً, ولا يجدون حتى ثمن الكفن والمقبرة, لم يكتف النظام بذلك, بل سدد ضربة الموت او الانتحار بعد رفع الدعم عن الطاقة ارضاء للفاسدين الكثر في هذا النظام, ما دفع بطلاب الجامعات والشباب, القوة الوحيدة الحية في السودان, للتظاهر وسقوط اول شهيد في تظاهرات الجوع والحرية نتيجة النظام الفاشل الذي ليس عاجزا عن سداد الديون فقط, بل عاجز عن سداد فوائد الدين الخارجي, والبالغة اكثر من ملياري دولار, ولتتضح الصورة اكثر قارن بين نجوم الفشل في السودان ودولة افريقية اخرى -لا تملك ما تملكه السودان – هي بوتسوانا. لماذا حققت بوتسوانا نجاحاً ملحوظاً في مسيرتها الاقتصادية منذ حصولها على الاستقلال في عام 1966, ففي ذلك الوقت لم تكن مساحة الطريق المرصوفة في البلاد تتجاوز عشرة كيلومترات, أما نسبة الدخل الفردي فلم تكن تتعدى 70 دولاراً اميركياً في السنة, هذا بالإضافة إلى تحديات أخرى مرتبطة بنسبة الأمية المرتفعة وغياب بنية تحتية في المجالين التعليمي والصحي وغيرها. لكن الصورة اليوم تغيرت تماماً حيث يصل الدخل الفردي إلى 14 ألف دولار سنوياً, متفوقة على جارتها المزدهرة جنوب أفريقيا. ورغم اعتمادها على مورد واحد هو الماس, فإنها عرفت كيف تستثمر في مشروعات طويلة الأمد, كما دخلت في شراكة ناجحة مع شركات كبرى, والأهم من ذلك تبنيها حكماً رشيداً يتفوق على المعايير الأفريقية السائدة في القارة. لذا تحتل بوتسوانا مراتب متقدمة باعتبارها من البيئات الأكثر أماناً للاعمال.

إن مصيبة السودان في حكامها غير الراشدين الذين ادمنوا الفشل ولا يجيدون سوى التستر بالدين للاستمرار في الحكم. في السودان الدولة تنهار بعد تفاقم الحالة البائسة التي يعيشها النظام الاخواني بعد انفصال جنوب السودان, والانهيار الاقتصادي, والأزمة المعيشية الطاحنة التي أدت إلى تذمر شعبي واسع. وهذا الفشل يحاول هذا النظام المتداعي كاخوانه “اخوان مصر” الزعم بانهم يواجهون حربا ضدهم وهم سدنة الاسلام! الاسطوانة المشروخة نفسها لتبرير الفشل المديد, الامر الذي يبعث على الاشمئزاز والاسى والحزن, سلاحهم التستر وراء الاسلام فيزعم الفاسدون المفسدون من الطغمة الحاكمة إن السودان ليس هو المستهدف وحده, وإنما المستهدف هو الإسلام وحماته (يعني حزبهم الهلامي) من الدول الاستعمارية الغربية والصهيونية العالمية, وكل أعداء الإسلام, لأن سودان “الانقاذ” هو قلعة الإسلام الحصينة! كأن السودان الشديد التدين لم يعرف الاسلام الا مع الانقاذ? وهم ادرى من غيرهم إن سياسات الرأسمالية والإسلاموية الجشع¯ة قد خلق¯ت في السودان هوة واسعة بين أقلية صغيرة تنهب البلد في الصباح والظهيرة والمساء, وأغلبية كبيرة نفد صبرها لدرجة استعدادها للكارثة الكبرى, وحروب وهزائم لا تنتهي, وبيانات انتصارات وهمية لا تنتهي ايضا. فلما هب الناس من اجل الدفاع عن حقوقهم في الحياة والوجود والحرية تعاملت حكومة الجوع والتخبط الإداري والمالي مع المتظاهرين والمواكب الاحتجاجية السلمية بعنف وصفته مصادر منظمات حقوق الإنسان والأمانة العامة للأمم المتحدة أنه عنف يصل إلى حد القتل, وإبادة المعارضين وتجاوز القانون.

السودان جريح يئن من العذابات والالم ودموع الارامل والثكالى تحت الانقاذ منذ يونيو عام 1989 لانه ما ان ينهي حربا حتى تندلع أخرى,بقيادة حكام عسكريين “اخوان” استولوا على السلطة تحت تهديد السلاح والنار ويتوقع غالبية المراقبين اما ثورة او انقلاباً وفق دراسات تقييم احتمالات انقلابات صادر في 2012. فوفق دراسة اجراها احد الباحثين عبر حساب أربعة “عوامل خطر” هي: معدل وفيات الأطفال, ودرجة الديمقراطية, والنشاط الانقلابي أخيراً, واستقرار بلد ما منذ نهاية الحرب الباردة. ومن أصل البلدان العشرة الأولى الأكثر تعرضاً للخطر (يقدم الباحث جدولاً يضم قائمة البلدان الأربعين “الأكثر تعرضاً للخطر”, وفق تقديراته) هناك ثمانية توجد في إفريقيا, احتل فيها السودان مرتبة متقدمة , بمجموع يماثل مجموع مالي. التي حدث فيها انقلاب . اصبحت جماعة “الاخوان” عنوانا للفشل واضحت طاعوناً على العرب ان يتخلصوا ويتطهروا من هذا الوباء الفاتك للثروات والمعادي للتقدم والمتخاصم مع ابسط حقوق الانسان .
خبير في الشؤون السياسية والستراتيجية

السياسة الكويتية

تعليق واحد

  1. اقسم بالله الذى به نفهم ان الاثم ما حاك فى النفس وكرهت ان يطلع عليه الناس
    ان هؤلاء هم الفاسدون الذين قال الله فيهم الا انهم الفاسدون ولكن لا يعلمون بل هؤلاء اسؤ لانهم يعلمون ان حرامية ومفسدون ويهدمون الاسلام من داخله
    وقتالهم جهاد ضد الظلم
    لان الله اذن بجهاد الظالمين وقال لو لا دفع الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله وهناك فرق بين الذكر والارتياد

  2. الفشل المتراكم من 1956
    ناجم من السير في ظل النظام العربي القديم المؤدلج الذي تقوده مصر
    وترك ديموقراطية وسط منستر والكومون ولث الذى تركنا عليها الانجليز كالهند وغانا والبرازيل
    واصرار الاخوان المسلمين فرع السودان على اخوان مصر ومرشدهم البيطري وارسال ابقار للانتخابات المصرية لدهم المهندس مرسي..وبعد سقط هبل في ميدان رابعة العدويى- تقدس سرها..ذهب السكرة ولم تات الفكرة…واضحو يتحبطون من المس كما ترى الان
    والفكرة
    اتفاقية نيفاشا 2005 هي خارطة الطريق الوحيدة لدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية التي فارقناها من 1956 وصعدنا الى الهاوية
    ويتجاوزها اهل الحكم والمعارضة القديمة -نفس الناس- من 1964
    اما جهلا
    او
    استكبارا
    تحت وهم انهم يتظنون انهم “عرب “اذكياء وافضل من الجنوبيين

  3. هؤلاء العصبة هم من دمروا السودان وفصلوه كما يريدون وصلوا بحال السودانيين للحضيض ، كانوا اظلم من ظلم على وجه الارض اكلوا الاخضر واليابس دمروا المشاريع التي كانت قائمة كالجزيرة وماشابها من مشاريع ضخمة اوقفوا المصانع كمصنع نسيج الحصاحيصا وتوابعها من محالج شردوا موظفيها وباعوا سرايات مزارعي الجزيرة وحولت لملك خاص للموظفين منهم من طبقة المؤتمر الوطني في الجزيرة كلها وفسلوا في كل مجال طرقوه وعاوزين برضوا استمروا في الحكم ، جاكم السيل يا بشير ونافق المانانع وعثمان الردمان ومصطفى الحيران والجاز السجمان ومحمود المرضان كلهم شارعكوا في تدمير السودان ولهم بقية في جردل النسيان ، قاتلهم الله اينما كانوا والثوار وراكم يا كيزان وشدوا عليهم فهم الآن مثل الفئران .

    واننا ننشاد الاجهزة الشرطة والعسكرية والامنجية بالوقوف مع الشعب الثائر ضد الطغياة من ازلام المؤتمر الوثني وزمرته والله معكم وناصر على الشيطان الاكبر الكيزان .

  4. بعد نجاح ثورة ابريل 1985 نادى الشعب بكنس اثار مايو…لكن ميوعة الاحزاب اجهضت هذا النداء وتركت كلاب مايو يسرحون ويمرحون…وعندما جاءت الانقاذ استعانت بامن مايو واعادت توظيفه من جديد..واعادت حتى الوزراء من ابو القاسم محمد ابراهيم وكرار التهامى واخرين…ومن يحمى نظام الانقاذ حاليا معظمهم من امن مايو
    بعد سقوط الانقاذ وهى فعلا قد سقطت لاننادى بكنس اثار الانقاذ بل بحرق الانقاذ نفسه..الكنس ان ترميه فى المزبلة اما الحرق تحرقه بعد ان ترميه فى المزبلة…والانقاذ اعتدت على الشعب بدون قانون او وجه حق لذلك يجب حرقها بدون قانون…وتف عليكم يا سفلة الانقاذ قبل حرقكم

  5. اجمل مافي الانقاذ انها كشفت الكيزان علي حقيقتهم وان ثوب الاسلام الذي يلبسونه اصبح غير ساتر . ويشوف غيره لانهم بعدين كل البعد عن الاسلام .

  6. منذ ظهور الاسلام ونزول الوحى على خير واشرف خلق الله وكان الهدف وما زال انتشار ونشر الدعوه للاسلام حتى ظهور عمر الفقير اسف اقصد عمر البشكير اسف اقصد النكير واذى يدعى انه مسلم ويحمى الاسلام وهو منافق منافق والدليل على ذلك انه قام بعكس ما قام به الرسول الكريم والخلفاء الراشدين والصحابه بدل نشر الاسلام وتوسيع ارض المسلمين قام بتقسيم السودان الى قسمين قسم غير مسلم وهو الجنوب ودوله غير مسلمه جاره لنا وفتح اكبر بوابه لدخول المنظمات التبشيريه المسيحيه الى كل افريقيا والمضحك بانه ومن معه يصرون على انهم حماة الاسلام ياخوانه الرجاء شرح كيف يكون النفاق البسير ومن معه منافقين ويعملون ضد الاسلام وذلك ليس افتراء بل شرحت لكم الدليل على ذلك

  7. اذا لم يتم استهداف كلاب الامن (جنود وضباط) فى منازلهم فلن تنجح الثوره لانو هم المستفيديين وهم الذين يطلقون الرصاص الحى . يجب استهداف اسرهم حتى يرجعوا لمنازلهم لحمايه زويهم واخراجهم خارج المعركه . يجب سحلهم وسحل ابناءهم وزوجاتهم وكل من له صله بهمّ!!

  8. حريقة تحرق الكيزان وماتفضل فيهم ولا طاقية… تجار الدين الملاعين .اي مصيبة تحصل للسودان يقولك إبتلاء من الله سبحانه وتعالى.ضيعوا السوادن اضاعهم الله كما اضاعوه.

  9. هذه التي ليست بحكومة وكلاب أمنها يجب أن تواجه بكل ما يمكن اللجوء إليه واستخدامة من حرق دورهم ومراكزهم وممتلكاتهم وضرب جهاز أمنهم، لا أمنهم الله، لأن الذين يحمونهم من مجنديهم أولاد
    حرام مقطعين مثل من استخدموهم وديدنهم القتل والقتل ثم القتل فلا مناص من مواجهتهم بمثل سلاحهم وإلا فلا سبيل إلى التخلص منهم حيث لا تنفع معههم مظاهرات سلمية البتة.

    لذا أدعو كتائب الجبهة الثورية الموجودة في العاصمة أن تندس عناصرها في المظاهرات وتصطاد وتعتقل كلاب الأمن وبهذه الطريقة يدخل الرعب في قلوبهم الجبانة.

    يجب منع الطيران وسد المنافذ حتى لا يخرج جرز واحد من السودان حتى تتم تصفيتهم كلهم

    بعد ذلك لا مكان للترابي ، الصادق أو الميرغني، إلا بيوتهم وبس

  10. اين التنسيق في هذه المظاهرات واين الكوادر التي لديها خبرات وتعرف كيف تتعامل في مثل هذه المواقف
    لماذا لا يوجد تنسيق بين جموع المتظاهرين في كل المناطق على سبي المثال ان يتحرك سكان بري وناصر في اتجاه الجنوب وينضم اليهم من يريد ان ينضمن من الرياض والطائف والمنشية ثم يلتقون بثوار اركويت والمعمورة والازهري ويتجهون غربا لينضموا لثوار الصحافات
    وايضا ثوار الكدرو والدروشاب يتجهوا جنوباليتجمعوا مع ثوار الحلفايةويواصلون الى الجنوب حيث ينضم اليهم ثوار شمبات ثم الشعبية والمذادوالختمية وحلة حمد وحلة خوجلي ليتجهوا الى الخرطوم عبر كبري المك نمر
    هكذا يكون الثوار قوة ضاربة ويحمون بعضهم البعض ويشكلون رعبا يشل مليشيات النظام

  11. السودانيون هم من سينقذ السودان في ثورتهم المجيدة .
    سيعتصم السودانيون في الساحات والميادين .
    لن يغادروا الي منازلهم حتي ينحاز لهم الجيش وينصرهم العالم الحر و حتي يرحل هذا النظام الفاشل والفاسد .
    وسترون بإذن الله تعالي .

  12. رائد فى الجيش السودانى يبكى ويقول نحنا ما رجال!

    تاج السر حسين
    [email protected]

    رتبة (رائد) فى الجيوش ليست رتبة هينة، وعندما يصلها الضابط يسمى بالضابط العظيم.
    والمجموعة التى قادت انقلاب مايو كانت كلها فى رتبة رائد ما عدا قائد الأنقلاب جعفر نميرى الذى كان عقيدا والشهيد/ بابكر النور، الذى كان مقدما.
    والجيش السودانى ظل دائما وأبدا محل تقدير شعبه بايجابياته وسلبياته وأخطائه، وكان تغنى له النساء لأنه كان دائما ما ينحاز الى ذلك الشعب فى وقت الشده، ولم يحدث أن تعرض للأهانه والأذلال الا فى ظل هذا النظام الذى اساء الى كآفة المؤسسات السودانيه ، مدنية وعسكرية.
    حدثنى ضابط اماراتى متقاعد فى رتبة (عقيد) تخرج من الكلية الحربيه السودانيه منتصف السبعينات، عن أحد قادته وهو اللواء (ابو كدوك) وعن شجاعته ورجولته.
    قال لى حينما تم القبض على مجموعة الشهيد/ حسن حسين، بعد فشل الأنقلاب الذى قاموا به ضد النميرى، جاءوا بهم مقيدين الى الكلية الحربيه السودانيه، وقمنا بحراستهم.
    فتحدث الينا (ابو كدوك) قائلا:
    ((هؤلاء الضباط أمانة عندنا أرسلتهم لنا القياده السياسية لحراستهم، وهذا هو دورنا لا أكثر من ذلك وعليكم أن تحسنوا معاملتهم ولا تسيئوا اليهم وأن تنفذوا طلباتهم بأدب وأحترام طالما كانت وفق القانون حتى تستعيدهم الجهة التى أرسلتهم الينا، وربما يكونوا هم الصح ونحنا الخطأ)). واضاف الضابط الأماراتى:
    (( لو كان هؤلاء الضباط المعتقلين فى اى بلد عربى آخر غير السودان، لسحلوا وأهينوا وعذبوا قبل محاكمتهم بتوجيه من مثل ذلك القائد، حتى لو لم يطلب المسوؤلون منه ذلك، لكى يثبت لهم ولاءه وطاعته ويجد التقدير والثناء)).
    الشاهد فى الأمر تذكرت تلك الروايه وذلك الرائد فى الجيش السودانى الذى التقيته بالصدفه قبل عدة أعوام مع أحد الاصدقاء خارج الوطن وكعادتنا كسودانيين اتجهنا بالحديث عن أحوال البلد، فصمت ذلك الضابط (الشاب) لبرهة، ثم فؤجئت به يبكى بدموع الرجال ثم قال منفعلا (نحنا ما رجال)!
    فأستغربت لذلك الأمر لأنى ما كنت أظن ان الجيش السودانى قد بقى فيه ضابط يحس ويشعر ويهمه ما حدث فى وطنه من تدنى وتدهور وما الم بجيشه من ضعف، حتى وصل الأمر أن يتسبب النظام الحاكم فى فصل جزء عزيز من الوطن ولا يتحرك الجيش ويطيح بالنظام كما كان يفعل السابقون، وتلك جريمة عظمى لا تصمت لها الجيوش الوطنيه غير المسيسه، خاصة الضباط الأحرار الذين يؤدون قسما عند تخرجهم يتعهدون فيه بحماية الدستور والمحافظه على حدود الوطن وترابه.
    على كل واصل ذلك الرائد حديثه وسط دهشة الجمت لسانى قائلا .. ((نحنا ما رجال، ففى كل صباح نرتدى زينا العسكرى ونذهب الى وحداتنا ونعود دون أن نفعل شيئا ونحصل على مرتباتنا فى نهاية كل شهر، ونترقى ونحن نرى بأعيننا وطننا يتمزق وشعبنا يقتل ويقمع ويعذب ويعانى من صعوبة الحياة وغلاء المعيشه وتكلفة العلاج وتعليم الأبناء أصبحت باهظة، مع أن قادة البلد الحاليين كلهم من ابناء الطبقة الفقيره ونالوا تعليمهم بالمجان، وفى الأول والأخير هذا الشعب هم اخواننا وأهلنا وندرك معانتهم جيدا، لكننا عاجزون من فعل أى شئ.
    ثم اضاف متنهدا: (لم يحدث أن كان تاريخ الجندى السودانى الذى درسناه جيدا بهذا الحال من السلبية وهو يرى وطنه ذاهب للأنفصال والفساد الأخلاقى والمالى أزكم الأنوف، وزاد الأغنياء غنى والفقراء فقرا والبلد ينهب بواسطة عدد قليل من السياسيين ورجال الأعمال الذين اصبحت قطاعات الشعب الفقيره تقف امام منازلهم تتسولهم حق الدواء).
    وقال : (انهم لا يثقون فى ضباط الجيش لذلك كلهم مراقبين بواسطة الأجهزه الأمنيه ولا حول لهم ولا قوه اضافة الى ذلك فقد اسس النظام مليشيات موازية للجيش ? الدفاع الشعبى – دورها حماية النظام بالحق والباطل وكلمتها مسموعه أكثر من أى ضابط مهما كانت رتبته لأنها تنفذ التعليمات حتى لو كانت ابادة الشعب بكامله).
    ظننت أن ذلك الضابط قد قال ذلك الكلام كنوع من المجامله أو كما يتحدث كآفة السودانيين، حتى صغار أتباع النظام الذين ضعفوا امام ما يحصلون عليه من دريهمات قليله وبعض المساعدات.
    لكنى تأكدت من صدق كلامه ومن شعوره (بالمغصه) والغبينه اخيرا وبعد أن استمعت لمحلل سياسى ايرانى كان يتحدث الى جانب (المدهش) ربيع عبد العاطى، فى قناة ايرانيه عن زيارة بارجتين حربيتين ايرانيتين لميناء بور تسودان، بعد ضرب مصنع اليرموك بواسطة طائرات أسرائيليه.
    قال ذلك المحلل (الأيرانى)، أن سبب ضرب ذلك المصنع لا كما أدعت أسرائيل بأنه ينتج اسلحه تهرب الى (حماس) عبر مصر، وأنما السبب فى ذلك هو أختراق طائره بدون طيارللأجواء الأسرائيليه وهى ايرانية الصنع، بأرسال وتوجيه (لبنانى) من حزب الله، فكان لابد من الرد علي ذلك فى السودان (ملمحا) الى أنه الجانب الضعيف الذى ارادت اسرئيل تأكيد قوتها من خلال أختراق اجوائه واضاف، لابد من معالجة تلك الثغره التى أستغلتها اسرائيل.
    ذلك الكلام لم يحرك شعره فى رأس (ربيع عبد العاطى) الخالى، الذى لا زال يتحدث باسم المؤتمر الوطنى، رغم انهم طلبوا منه فى أكثر من مرة الا يتحدث بأسمهم، ولم يدافع عن الجيش السودانى، بل أكد ضعفه وحاجته الى الخبره الأيرانيه.
    ومن ثم نقول هل كانت تلك المرة الأولى التى تخترق فيها اسرائيل الأجواء السودانيه؟
    أما ما هو أهم من كل ذلك، فمعلوم أن الطائرة التى سقطت من قبل وكادت أن تقضى على حياة وزير الزراعة (المتعافى)، أتضح كان الى جانبه شخص ايرانى، مما يعنى وجود نوع من العلاقات الزراعيه أو الأقتصاديه بين نظام السودان وايران، لكن بزيارة البارجتين الحربيتين الأيرانيتين لميناء بورتسودان وعلى وجه السرعة فقد كشف النظام عن علاقة ابعد من ذلك مع ايران ، وهى تعنى تضامنا من تلك الدوله ضد شعب السودان الذى يسعى للخلاص من نظام فاسد وفاشل .
    ومن جانب آخر فتلك العلاقه (الحميمه) تعبر عن مواصلة النظام فى سياساته الغبيه غير محسوبة العواقب، فهو نظام لا ينظر ابعد من موطأ قدميه.
    فهذه الزياره وبهذه السرعه أكدت علاقة النظام بأيران القويه والتى ظل ينفيها وينفى علاقة ايران بالمصنع الذى شيد وسط احياء مأهوله بالبشر وكل من قتل أو تضرر من تلك الضربه، فالنظام مسوؤل عما جرى له، لأنه اقام مصنعا بين السكان.
    اضافة الى ذلك فأن هذه الزياره قد أكدت ما ظل يخفيه النظام عن علاقته (السريه) مع النظام السورى، خصوصا وأن الأتهامات التى تسربت تقول أن الأسلحه التى كانت جاهزة للنقل فى حاويات، جزء منها كان ذاهب لسوريا ، بالطبع ليس للثوار وجزء آخر متجه الى حماس فى قطاع غزة عبر مصر.
    وأخيرا .. فأن هذه الزياره قد دقت اسفينا جديدا فى علاقة النظام بالدول العربيه الخليجيه التى تربطها به مصالح اقتصادية وتجارية، خاصة دولة الأمارات العربيه المتحده، التى لا زالت ايران تحتل عدد من جزرها، وسوف يظهر اثر تلك العلاقه التى اتضح عمقها فى القريب العاجل.
    امأ ما هو ابعد من ذلك فأن تأكيد العلاقات العسكريه بين النظام الفاشل فى السودان وايران سوف يفتح المجال واسعا لعلاقات عسكريه بين اسرائيل وغيرها من دول، مع أى جهة معارضه سودانيه شماليه، وعندها سوف لن يكون من حق النظام أن يجأر بالشكوى مثلما فعل من علاقة اسرائيل بالجنوب، وليس من حقه أن يتهم أى جهة بالخيانه، طالما كانت المصلحه هى التى تحدد بوصلة اى طرف فى اختيار اصدقائه والجهة التى يتعامل معها.

  13. كل المتظاهرين يجب ان يتحركو الى القصرالجمهورى والاعتصام فى القصر الجمهورى ويجب ان نترك العنف والحريف ونظاهر ونطالب حتى سقوط المظام

  14. أجــــرى يا عمر كلم أمــــك الشعب خلاص هدر دمـك

    فــاســـــــــدين فاســدين تجـــــــــــــار الديـــــــــــــــــن

    ياخرطـــــوم ثـــــــورى ثـــورى ضد الحكم الدكتـاورى

    فكــــو دربنا فكـــو دربنا سرقتو ذادنا نهبتو أرضـــــــــنا

    قـــول للـشرطة قــــول للجيش ما لاقيـــــــن حق العيــش

    عزة قـــومى و قولى ليه ربع قـــــــــرن كفاية عليـــــــــه

  15. ( وإنما المستهدف هو الإسلام وحماته) شر البليه ما يضحك ، عن اي اسلام يتحدث هؤلاء ؟ الاسلام الذي نعرف غير اسلامكم الذي تحاولون فرضه علينا وهو برئ منكم الي يوم البعث .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..