أخبار السودان

صلاح الدين كرار : الإنقاذ لن تستطيع قهر الشعب ..(24) عاماً كافية لتقييم التجربة حزب البشير.. الحزب الآن تديره مجموعة محددة

حوار – فاطمة مبارك

قرار رفع الدعم عن المحروقات الذي نفذته الحكومة خلال الأيام الماضية، أفرز بعض المتغيرات في الواقع السياسي برزت بسبب جملة من الموضوعات، كان من بينها دفع مجموعة من منسوبي المؤتمر الوطني بمذكرة إلى رئيس الجمهورية اعتراضاً على بعض السياسات رد عليها الحزب بتكوين لجنة محاسبة للموقعين عليها. وعلى صعيد التنظيمات الأخرى اتجهت الأحزاب المعارضة إلى دعم احتجاجات المواطنين الرافضة للقرارات الاقتصادية.. وفي خضم هذه التجاذبات التي تعيشها الساحة، خرج المؤتمر الوطني داعياً بعض الأحزاب إلى حوار حول الدستور وبعض المسائل الوفاقية الأخرى، وأكد عزمه على عرض نتائج لجنة محاسبة بعض عضويته الموقعة على المذكرة نهاية الأسبوع، وكان بينهم “صلاح كرار”.. ويعدّ “صلاح كرار” من الشخصيات المعروفة التي شاركت في صياغة مشروع الإنقاذ منذ أن كان فكرة تراود بعض الضباط المحسوبين على الحركة الإسلامية، ورغم تحفظاته التي ظل يبديها من وقت لآخر حول بعض سياسات المؤتمر الوطني ما زال ملتزماً بعضويته، لكنه فضل أن تصل تحفظاته على بعض سياسات حزبه عبر مذكرة مع بعض المتوافقين معه إلى السيد الرئيس.. (المجهر) التقت “صلاح كرار” في حوار تناول الراهن السياسي ودواعي المذكرة.. فإلى التفاصيل.
} لماذا اخترتم أسلوب المذكرات للتعبير عن آرائكم بدلاً عن طرحها داخل أجهزة الحزب؟
– فكرة المذكرة جاءت نتيجة للأوضاع التي تعيشها البلاد بصورة عامة وحزبنا المؤتمر الوطني، فمنذ فترة ضاقت المواعين لدرجة أنك لا تستطيع طرح رأيك من خلال الأجهزة.
} كيف يدار الحزب؟
– الحزب الآن تديره مجموعة محددة من المنتمين له، وأصحاب المذكرة كذلك من مؤسسي الإنقاذ والمؤتمر الوطني، وأعضاء أصليون في الحركة الإسلامية.
} كأن الموضوع مرتبط بالحركة الإسلامية؟
– تذكرون ما حدث في مؤتمر الحركة الإسلامية قبل أكثر من عام، ومنذئذ رأينا هيمنة المؤتمر الوطني على الحركة الإسلامية، وإصراره أن تكون تحت سيطرته كان واضحاً من خلال ما حدث في انتخابات المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية.
} ما دليلك؟
– نحن حينها أثبتنا ذلك عبر لجنة كونها السابق البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيس مجلس الشورى الأسبق، ولهذا السبب تجمع الحادبون على مصلحة الحزب والإنقاذ بعد أن رأينا أن الإنقاذ تمضي في اتجاه لا يخدم مصلحة الحزب أو السودان، خاصة بعد انفصال الجنوب الذي كان يدل على ضيق المواعين من خلال اتفاقية السلام التي قادت إلى الانفصال.
} إذن هناك كثير من المواقف أدت إلى هذه المذكرة؟
– نعم.. كثير من المواقف والمحطات أدت إلى اجتماع عدد من الناس للتداول حول كيفية إصلاح المؤتمر الوطني من الداخل.
} ما مدى إمكانية انشقاق هذه المجموعة حال فشلها في تحقيق مطالبها الإصلاحية؟
– الناس تعاهدوا وتوافقوا أن لا تؤدي رؤيتهم الإصلاحية إلى انشقاق الحزب وقيام تيار منفصل، لأن الهدف هو الإصلاح، لكن إذا تم فصلنا حينها سيكون لكل مقام مقال.
} أخذ عليكم تجاوزكم لأجهزة الحزب؟
– قرارنا كان كتابة المذكرة لرئيس الجمهورية مباشرة دون المرور عبر رئاسة الجمهورية أو أجهزة الحزب.
} لكن التدرج الطبيعي يقتضي مرورها.. أليس كذلك؟
– لأن أجهزة الحزب ستقوم بإفسادها، لذلك كان قرارنا أن تصل المذكرة إلى السيد رئيس الجمهورية عبر شخص يشرح له دوافعها ويبين دواعيها، ويوضح له أن المذكرة صدرت من حادبين على مصلحة الحزب ولا يسعون إلى تفتيته أو انشقاقه، وليست لهم قضايا شخصية، وبينهم أعضاء في المكتب القيادي وهو أعلى سلطة حزبية ومنهم “غازي صلاح الدين” و”حسن رزق” و”عائشة الغبشاوي”.
} أما كان الأجدى طرح هذه المذكرة في اجتماع المكتب القيادي الذي يحضره الرئيس؟
– هؤلاء شعروا بأن المكتب القيادي لا يمارس سلطات، تأتيه الأمور جاهزة ولا مجال للنقاش حولها أو التعديل.
} ما علاقة المذكرة التي صدرت حديثاً بما صدر من مذكرات قبل ذلك؟
– هذه المذكرة بدأ التفاكر حولها منذ انفصال الجنوب، ثم جاء مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير الذي ظهرت فيه هذه المجموعة بشكل واضح، فـ”غازي” كان مرشحاً لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية، وكانت هناك مجموعات تعمل على إقصائه، و”حسن رزق” كان مرشحاً كأمين عام لولاية الخرطوم، وفي ذلك الوقت شعرنا بأن هناك عملية تمت ومن أرادتهم هذه المجموعة هم الذين وصلوا إلى هذه المواقع رغم معارضة الناس، لأن هذا كان يعبر عن إرادة مجموعة داخل الوطني.
} لكن قيل إن الأمين العام الحالي شخصية متفق حولها وحاول الجلوس مع “غازي”؟
– الأمين العام الآن لا يمارس سلطات، وهو جزء من قيادة يرأسها الرئيس ونوابه، والحركة الإسلامية أصبحت غير فاعلة ولا قيمة لها، ومنذ ذلك الوقت كان التفكير منصب في كيفية معالجة هذا الخلل الموجود في أجهزة الحزب.. والسؤال الذي كنا نتداوله هو كيف نجعل من المؤتمر الوطني حزباً يقود بلداً يعاني من مشاكل كثيرة وضربه الفساد والفوضى، ولهذا السبب كتبنا في 9 سبتمبر مذكرة لرئيس الجمهورية تتحدث عن المجموعة وأهدافها وأغراضها والإصلاح المطلوب في الدولة والحزب من جانب المجموعة، وقدمنا مقترحات محددة في كل مسألة من المسائل، تمثلت في المسألة السياسية والاقتصادية إلى جانب موضوع الوفاق الوطني.
} لمن سُلّمت المذكرة.. لأن الحزب قال إنها لم تُسلّم للرئيس؟
– المذكرة كانت عبارة عن خطاب مفتوح، وهذه تعدّ من الوسائل التي يمكن أن تخاطب بها أي مسؤول عندما تكون الوسيلة المتاحة غير فعالة، وعندما فشلت المذكرة ذهبنا إلى الرئيس عبر الوسيط، وهذا ليس عيباً، حتى لا يلومنا أحد بأننا تجاوزنا المؤسسات، سلمناها إلى رئيس الجمهورية عبر أحد أعضاء الإصلاح والرئيس كعادته لم يمانع، لكن اعترض على مسألة واحدة ووعد بأنه سيجتمع….
} مقاطعة.. اعترض على ماذا؟
– بعض الناس كانوا يرون باستقالته من المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية حتى لا يكون حكراً على حزب أو فكر معين، ويصبح رئيساً لكل الناس، ولديه القابلية للإصلاح دون أن يحسب على جهة محددة.
} ماذا كان رأي الرئيس؟
– الرئيس كان يرى أن الدستور ينص على أنه إذا تخلى عن المؤتمر الوطني يجب أن يستقيل من رئاسة الجمهورية، باعتبار أن الحزب هو الذي رشحه لهذا المنصب، وهذه مسألة خلافية.. بعض الناس يرون ليس بالضرورة الربط بين هذه المسائل، وكان من بين مطالبنا أن يقوم الرئيس بإصلاح فيما تبقى له من فترة رئاسية، وكان الرئيس موافقاً لكن كنا نعلم أنه لن يترك ليستجيب لهذه المطالب أو حتى مقابلتنا، وكانت قناعتنا أن المجموعة التي من حوله لن تجعله يمضي معنا كتيار إصلاحي لأنه سينظر لنا باعتبارنا متفلتين، ويقولون إن أجهزة الحزب قادرة على استيعاب ما يطرح من آراء، وعلينا أن نأتي عبر التسلسل.
} ربما كانوا محقين في رأيهم؟
– هم غاب عليهم أننا لا نستطيع الوصول إلى الرئيس بسبب ما نواجهه من معوقات، وأنا على المستوى الشخصي لست عضواً في اللجنة الاقتصادية للحزب ولا تتم دعوتي لأي اجتماع رغم أنني كنت رئيساً للجنة الاقتصادية في مجلس قيادة الثورة، وبعد ذلك تم تأسيس الحزب، وفي الأيام الأولى أنشأنا اللجنة الاقتصادية، ورغم ذلك لا يدعونني أصلاً، فكيف يصل رأيي وأنا لست عضواً في أية أمانة في الحزب.
} أبديت كذلك معارضة للسياسات الاقتصادية الأخيرة بوصفك من المختصين.. على أي أساس بنيت هذا الرفض؟
– نحن قلنا إن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة لم تمارس فيها شورى، بل كانت ضيقة جداً، ولا يمكن بعد أن تفعل الشيء تأتي لتتشاور حوله، وحتى الآن نحن ندعو إن كانت الحكومة جادة في بسط الشورى وجمع الصف الوطني، فليبدأ ذلك بتكوين لجنة قومية يشارك فيها حزب المؤتمر الوطني بقدر ما تشارك الأحزاب الأخرى لإعداد ميزانية 2014م، وهذا سيكون بمثابة حد أدنى من المشاركة.
} كيف يتم ذلك؟
– أن يأتي المؤتمر الوطني بشخصيتين وتأتي الأحزاب الأخرى بمثل ذلك إلى جانب الشخصيات القومية لوضع الميزانية، فإما اتفقوا مع رؤية المؤتمر الوطني في أن الإصلاح الاقتصادي يتم عن طريق رفع الدعم، أو قامت هذه المجموعة بتقديم خيار آخر للإصلاح، وبالتالي يستفيد السودان.. هذا ملخص دعوتنا.
} قيل إن هناك مجموعات أبدت رغبتها في الالتحاق بالمجموعة الإصلاحية؟
– جاءنا كثير من الناس، لكننا رفضنا مشاركتهم حتى لا تأخذ طابع المعارضة وتظل في إطار أنها مذكرة داخلية مقدمة من عضوية مميزة في الحزب ومعترف بها، بعضهم مؤهل لشغل منصب رئيس المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، والبعض الآخر مؤهل لمواقع أمناء الأمانات أو رؤساء القطاعات أو نواب لرئيس الحزب للشؤون السياسية، والآن هناك أكثر من (500) عضو يتوافدون للتوقيع، وستأتي أسماؤهم تباعاً.
} مثل من؟
– اللواء معاش “العوض محمد الحسن” و”شرف الدين بانقا”، وشخصيات أخرى لا تستطيع الطعن في وطنيتهم.
} رغم ذلك بدأت محاسبة هذه العضوية؟
– هذه جعجعة إعلامية تأتي من أناس غير مؤهلين لقول مثل هذا الكلام.. والسؤال من يحاسب من؟ الأجدر بالمحاسبة من أوصلوا البلاد إلى هذه المرحلة.
} بوصفك أحد الاقتصاديين.. هل ستحل القرارات الأخيرة مشكلة؟
– قرارات رفع الدعم الأخيرة لن تحل المشكلة الاقتصادية لأنها أكبر مما تمت معالجته، والقضية السياسية أكبر من غيرها، وحل المشكلة السياسية سيكون مدخلاً لحل القضايا الاقتصادية، وأجمل تصوري في رسالة للأحزاب المعارضة التي تريد إسقاط النظام والمعارضين، وأقول لهم إنكم لن تستطيعوا إسقاط هذا النظام بنفس الطريقة التي سقط بها نظامي “عبود” و”نميري”.
والإنقاذ لن تستطيع قهر الشعب، وأقول للاثنين نحن أقرب للنموذج السوري، لابد أن يستوعبوا ذلك، وأخطر سيناريو أن يتحول الصراع إلى نزاع مسلح بين الحكومة والمعارضة، و(24) عاماً كافية لتقييم التجربة، ونحن في المؤتمر الوطني من خلال تيار الإصلاح كنا ندعو إلى تقييم تجربة الإنقاذ.. لابد من تقييم التجربة، من ناحية سياسية لدينا تجارب في اتفاقيات أقمناها مع الأحزاب والحركات المسلحة والجنوب الذي انفصل، كذلك على المستوى الاقتصادي هناك تجارب كثيرة لابد من مناقشتها، وكذلك نعرف إلى أي مدى كان هناك فساد، لأن الناس يتحدثون عن أن الفساد في عهد الإنقاذ غير مسبوق، ويقدمون شواهد لا نستطيع الدفاع عنها، على الأقل نقول هناك شبهة فساد وسط بعض المسؤولين، وهناك شبهة فساد وسط كثير من الذين ركبوا قطار الإنقاذ من الأحزاب الأخرى، وبعض هؤلاء كانوا منفرين في المؤتمرات الصحافية الأخيرة وأساءوا للإنقاذ بما أبدوه من سلوك.
} أين الأحزاب من ما تم مؤخراً في الشارع العام؟
– للأسف الشديد حركة الشارع نفسها يئست من الأحزاب، وأنا هنا أتحدث عن الأحزاب التقليدية مثل الأمة والاتحادي والجبهة الإسلامية، جزء كبير منها في الحكومة، الناس يئسوا من الأحزاب وخرجوا من غير أن تقودهم الأحزاب وهي للأسف الشديد دائماً تأتي متأخرة لقطف الثمار.. في أكتوبر تحرك طلاب جامعة الخرطوم، ثم جاءت من بعد ذلك من خلال هيئة الأحزاب، وفي مايو كذلك بعد انفجار الأوضاع جاءت لقطف الثمار.. الآن هناك أحزاب غائبة وأحزاب بها خلافات واستقالات بسبب مواقف بعض قيادتها من الأحداث.
} ما تقييمكم للأوضاع الاقتصادية؟
– الوضع الاقتصادي هو انعكاس للوضع السياسي، فالسياسة تؤثر على الاقتصاد، وأنا لا أخشى على السودان من انهيار اقتصاد كامل لأن به إمكانيات راسخة تسير نفسها بنفسها، فإذا تحدثنا عن رفع الدعم عن الجازولين نجد أن أكثر المناطق تأثراً هي الشمالية التي تعتمد على الجازولين في الزراعة، ولن يأتي يوم تتوقف فيه الزراعة، وهذا واحد من مؤشرات رسوخ هذه الإمكانيات، لكن للأسف القضية الاقتصادية تعقدت.
} كنت من المشاركين في بداية الإنقاذ.. ما هي التدابير التي قادت إلى استقرار الاقتصاد بعد أن وصل مرحلة متدهورة آنذاك؟
– نحن في الفترة من 89 / 90 إلى 99 بدأنا برامج ثلاثية توصلنا فيها إلى استقرار سعر الصرف، وهذا كان قبل تدفق النفط، وانخفض معدل التضخم إلى أقل من (10%)، لكن للأسف الشديد عندما دخلنا مرحلة إنتاج النفط لم نربط هذه الفترة مع فترة الوفرة، كما أننا لم نسخّر إمكانيات هذه المرحلة.

المجهر

تعليق واحد

  1. ليس فقط صلاح كرار.. كل ما انتمى لهذه المنظومة أو تعاطف معها إما قذر ومنحط أو مخبول، وابداً لا يفعل هذا شخص عادي ونظيف ابداً أبدا

  2. من أين ظهر لنا هذا البعاتى أبو المنافع الذى نعرفه منذ أن كان بحريا يأفعا وتحول بفضل الانقاذ لاقتصادى فاشل الافيما يخص مصالحه الشخصية كما صفاته– التنظير فى انتفاضة الشعوب ووسائبها ليس من شأنك فانت مع الفريق الاخر الذى تلفظه الانتفاضة الى مزابل التاريخ وجهنم ..وليس الى مرافى الامان أيها البحار الحالم..ولبس العالم ..أو لم ينمو الى علمك قول الشابى -رحمه الله- إذا الشعب يوما أراد الحياة –فلا بد أن يستجيب القدر –ولا بد لليل أن ينجلى -ولا بد للقيد أن ينكسر– ومن لا يحب صعود الجبال — يعش أبد الدهر بين الحفر….انشاء الله الحفرة الجماعية تقبركم كلكم -انقاذيين ومتأسلمين وطائفيين وإالجرائم التى إرتكبوها لن تمحوها مذكرة أو محاولة إنقلاب مفبركة فهؤلاء أو الهؤلاء-رحم الله الطيب صالح – إخوة-كيزان – متضامنون عند كل آثامهم وشرورهم.. والمثل يقول -أنا وأخى على القريب والغريب –الهولاء لا تهمهم الشعوب بل رابطتهم الماسونية المأسوية وهم مأساة الشعوب .كلهم متشابهون ومتماثلون ان كانو فى مقاعد السلطة او مدعين المعارضة للعودة للسلطة وذلك أسوة بشيخهم الضليل الترابى أو نسيبه السندكالى بعشوم السياسةوأد الانتفاضات مسيلمة الكذاب..قبحم الله جميعا وعليهم لعنة الشعب وخالص قرفه .هذا القرف يجب أن يذهب بهم وتنظيماتهم وجميع ما يسمى بالاسلام السياسى الى الاعدام بالبصاق أى البصق عليهم حتى الموت وفى آنية شفافة لتشاهدهم الشعوب الاخرى وتدرك مدى قرف وإحتقار شعبهم لهم ولسدنتهم من الطائفيون والارزقية ..واخ اخ تف تف تف تفوووووو ثورة حتى النصر من أدواته البصاقة -التففافة–واخ اخ تف تف تفووونتهازيين وكل من أضاع زمنا من عمر الشعب السودانى ..

  3. أن المذكرة صدرت من حادبين على مصلحة الحزب ولا يسعون إلى تفتيته أو انشقاقه،

    لعنة الله عليكم مصلحين ومفسديين كل همكم الحزب فقط لأ الوطن !!!!!؟
    نحن مغشوشين فيكم كنا نعتبركم إصلأحيين بحق وحقيقه .

  4. بعد ايه يا دولار؟!! هل يا ترى لو كنت داخل الحزب الآن ولم يتم طردك لكان هذا كلامك؟؟!! ماهي الفترة التي جلست فيها وانت داخل الحزب ماذا فعلت وماذا فدمت؟؟

    ماهي الصلاحات التي تبنيتها وناديت بها وأنت داخل الحزب قبل خروجك من الانقاذ؟؟ هذه طباع اهل المؤتمر الوطني عندما يخرج الواحد منكم لا يفعل شيء غير أن يشر الغسيل

    المصلحة مصلحة ذاتية وليست لها علاقة لا بالسودان ولا بالوطنية ولا بانفصال الجنوب ولا ارتفاع الدولار يا صلاح دولار

    الشعب وعي الشعب وعى وعارف مصالحة وعارف مين الصالح ومين الطالح،، نسأل الله الخلاص

  5. انت يا صلاح دولار المنافق لكم يوم عندما تسقط حكومة اسيادتك سوف تحاسب على قتلك للشهدين مجدي والطيار جرجس بدون ذنب – ماذا تقول عن ال10 مليون عمار الجاز

  6. هذا زمانك يامهازل فامرحي اقسم بالله العظيم انو الحيوان الفوق دا انا بزكر في سنة 1987 كان بتكفت من الضباط الاعلى منو ولمن جات الانقاز اقال الضباط الاعلى منو وقتها

  7. صلاح كرار او كما يقولون صلاح دولار من هو – ضابط بحرى عاش ببورتسودان وكان مشهور بالمراوقه اذا بذلك حلاوه لسانه — تلطخ بدماء الانقاذ وتسبب فى اعدام كثيرا من الناس بحجه المتاجره بالعمله ولم يسال بعد منهم ولكن راجيك – عمل مع تهريب العمله والمتاجره بها وكشف من لا يسير على نهجه مثل الكابتن الذى صاحبه فتره من الزمن وغدر به – وكذلك من عمله مع تجار العملخ عرفهم تماما وسيظهر الزمن يوما من هو هذا الرباطابى المتلبس بدماء شهداء العمله ===

  8. اللهم عليك بعصابة الارجاس ………… اقطعهم …………تك…. ولا تذر منهم احدا…
    اللهم عليك بعصابة الارجاس ………… اقطعهم …………تك…. ولا تذر منهم احدا…
    اللهم عليك بعصابة الارجاس ………… اقطعهم …………تك…. ولا تذر منهم احدا…
    اللهم عليك بعصابة الارجاس ………… اقطعهم …………تك…. ولا تذر منهم احدا…
    اللهم عليك بعصابة الارجاس ………… اقطعهم …………تك…. ولا تذر منهم احدا…
    اللهم عليك بعصابة الارجاس ………… اقطعهم …………تك…. ولا تذر منهم احدا…
    اللهم عليك بعصابة الارجاس ………… اقطعهم …………تك…. ولا تذر منهم احدا…
    اللهم عليك بعصابة الارجاس ………… اقطعهم …………تك…. ولا تذر منهم احدا…
    اللهم عليك بعصابة الارجاس ………… اقطعهم …………تك…. ولا تذر منهم احدا…
    اللهم عليك بعصابة الارجاس ………… اقطعهم …………تك…. ولا تذر منهم احدا…

    كلم جارك … كلم صاحبك….. البلد …بلدك…. كيف تحرم حق الحياة؟؟ظ… وهم يتمتعون بها!!!!
    كلم جارك … كلم صاحبك….. البلد …بلدك…. كيف تحرم حق الحياة؟؟ظ… وهم يتمتعون بها!!!!
    كلم جارك … كلم صاحبك….. البلد …بلدك…. كيف تحرم حق الحياة؟؟ظ… وهم يتمتعون بها!!!!
    كلم جارك … كلم صاحبك….. البلد …بلدك…. كيف تحرم حق الحياة؟؟ظ… وهم يتمتعون بها!!!!
    كلم جارك … كلم صاحبك….. البلد …بلدك…. كيف تحرم حق الحياة؟؟ظ… وهم يتمتعون بها!!!!
    كلم جارك … كلم صاحبك….. البلد …بلدك…. كيف تحرم حق الحياة؟؟ظ… وهم يتمتعون بها!!!!
    كلم جارك … كلم صاحبك….. البلد …بلدك…. كيف تحرم حق الحياة؟؟ظ… وهم يتمتعون بها!!!!
    كلم جارك … كلم صاحبك….. البلد …بلدك…. كيف تحرم حق الحياة؟؟ظ… وهم يتمتعون بها!!!!
    كلم جارك … كلم صاحبك….. البلد …بلدك…. كيف تحرم حق الحياة؟؟ظ… وهم يتمتعون بها!!!!

  9. من المعروف ان قوانين القوات المسلحة لا تسمح بانضمام اعضاؤها في اي تنظيم حزبي ثبتم اختراق القوات المسلحة ومن حق الاحزاب تجنيد اعضاؤها في الجيش ** الاقتصادله رجالة وليس لديك ادني فكرة عنة بغباك وجهلك النتيجة امامك اما خرافةالاصلاح اكتفينا منكم و من كل حزب رجعي طائفي اقطاعي صدق اولا تصدق هذه نهاية تاريخكم الاسود من قلوبكم واخلاقكم تمايزت الصفوف

  10. مرتزقة المؤتمر الوطنى يهددونا بالمشهد السورى الوضع السورى مختلف لان سوريا اصلاً لم تعانى من ويلات الحروب الداخليه والحكومة السورية تحارب فى اتجاه واحد صوب المعارضة المسلحة وذلك بدعم اقليمى من حزب الله وايران ودوافع دينية حماية الشيعة ام فى السودان نظام البشير يواجه جبهات كثيرة دارفور، جبال النوبة ، النيل الازرق ،ابيى ،والان الخرطوم وهنا لا حزب الله ولا ايران بامكانهم انقاذ هؤلاء المجرمين القتلى واقليمياً ليس لهم حميم او صديق فكل دول الجوار عانت من ويلات هذا النظام الاجرامى والنظام الان وصل مرحلة الاحتضار ولن يصمد .

  11. الناس ديل أي زول بطلعوه من المولد دا بقعد إهوهو فيهم زي الكلب …ولا فاكر الناس ناسياه ولا ناسيا الشهيد مجدي …علي الأيمان يا كلاب امانة ما رجيكم يوم ..إسمه يوم فش الغباين

  12. انت ومغفلي ما يسمى بثورة الانقاذ كنتم مجرد مطايا

    وسننتم سنة سيئة كل اوزارها على اكتافكم الى يوم القيامة

    كل جريمة ارتكبت في حق هذا البلد وفي حق موطنه في رقابكم وتسري اوزارها الى يوم القيامة

    كل شريفة حرة لجات الى الانحراف انتم السبب في ذلك وتحاسبون عليه

    كل شخص مات بسبب هذه الطغمة الموجودة اليوم انت والضباط التيوس الذين كانوا معكم وهلك منهم من هلك مسئولون عنها وعن توابعها الى يوم القيامة

    كل القروش السرقت من البلد والناس الاعدموا انتم مسئولون عنهم

    وفي النهاية رموكم زي الكلاب

    والله يمهل ولا يهمل

  13. (نحن قلنا إن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة لم تمارس فيها شورى، )—وماذا عن فصل الجنوب والحرب الجهادية العبثية قبله— هل كانت الشوري حاضرة ممارسة وعملا—- اصرارك علي اعدام مجدي وبطرس واركانجلو هل كان ممارسة للشوري مع نفسك—- يا جماعة بالله اتقوا الله واستغلوا ما تبقي من وقت لرد الديات والمظالم بدلا عن ارسال الاكاذيب!

  14. الذي يقيظني هوما يطلق عليهم أو يسمون أنفسهم بالحركة الإسلامية، ألا تستحون أيها الكلاب أي إسلام هذا الذي تدعون الانتماء إليه ورفع رايته،، نسأل الله العلي القدير أن يعجل لكم العقوبة ويزيح عن صدر الشعب السوداني الأبي..

    لا نصدق أي طائفة منكم، فكلكم فسقة، كذابين، أفاقين، لا خير فكيم، وكلاكم فاسدين ولا مصلح بينكم، بعد كل هذا الزمان الطويل تخرجون وتتظاهروا بأنكم على خط مختلف وتريدون الإصلاح؟ حسبناالله ونعم الوكيل عليكم

  15. جاءنا كثير من الناس، لكننا رفضنا مشاركتهم حتى لا تأخذ طابع المعارضة…..
    —————
    ولماذا تخشي المعارضة طالما إنت ومن معك مقتنعين وموقعين علي المذكرة؟

  16. صلاح كرار احد حمير قيادة مجلس الثورة الذين ركب المشير الحرامى على ظهورهم ووصل القصر الجمهورى خالدا فيه .. ومالكا للسودان الفضل ارضا وشعبا .. تخلص المشير الخائن من الحمير الذين اوصلوه للقصر بايداعهم فى زريبة الهوامل مع الخنازير والحمير العرجاء ..وبسقوط البشير القاتل السفاح ستتم محاكمة كرار بالانقلاب على الشرعيه وبكل جرائم القتل والنهب التى ارتكبها نظامه .. ولن يعفيه من المساءله كونه ابعد الى الزريبه واصبح بلا قيمه ..الايام بيننا ياصلاح ولو كنت مكانك لتمنيت ان يعيش الجنرال الاعرج ابد الدهر فى سدة الحكم حتى لا تقضى بقية عمرك المديد جدا داخل اسوار السجن او تحت اعمدة المشانق ..

  17. رجاء أقرؤا هذا الكتاب // هؤلاء لا رجاء منهم

    (( شرقا عبر الجسر سنوات الهوان والخوف في السودان))

    نعود إلى تلك الليلة، من نوفمبر 1989 م .. وبدايتها عصر في منزل المرحوم ( مجدي محجوب محمد أحمد ). في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، وبعد تناوله طعام الغداء مع اسرته، نال قسطاً قليلاً من الراحة، ارتدى ملابس الرياضة، وحمل مضرب الأسكواش، ونزل من غرفته متجهاً إلى حديقة المنزل حيث سيارته .. استعداداً للذهاب إلى النادي العربي الذي يقع على مبعدة من منزلهم بعدة شوارع تجاه طريق المطار .. لحقت به والدته وشقيقته وإحدى القريبات من نساء الأسرة، طالبات منه أن يوصلهن إلى ( عزاء ) ، بمنزل إحدى القريبات بإمتداد العمارات، شارع(21) ، على أن يعود لإرجاعهن عند مغيب الشمس .. امتثل كعادته للأمر من والدته، وقام بإجراء الواجب نحوهن، وسار لمقر النادي لممارسة هوايته المحببه في هذه اللعبة مع بعض الأصدقاء، وهو لا يدري أن شارع منزلهم، ومنزلهم يضاً وحتى خروجه، كان خاضعا لمراقبة مشدده من أجهزة الأمن منذ الصباح الباكر، وأن لعبة ( الروليت ) القاتله التي يديرها النظام وأوكل امرها للعقيد ( صلاح الدين محمد أحمد كرار ) ، عضو مجلس الثورة و بعضاً من مساعديه قد وقع اختيارها عليه .. قضى مجدي فترة العصر لعباً وركضاً في الملعب مع شلة من الأصدقاء، وكان مرحاً كعادته ونشطاً . عند المغيب وقبله بقليل ودمعه اصدقائه بنفس الروح واتجه إلى سيارته ومن ثم إلى منزله ليغتسل من آثار اللعب ويؤدي فريضة المغرب، ويسارع بعدها إلى والدته وقريباته بشارع (21) العمارات لإرجاعهن إلى المنزل كما وعد .سمع، وهو يستعد للخروج من باب المنزل الداخلي إلى الباب الرئيسي – طرقاً ً عنيفا على الباب الداخلي، وصوت أقدام تركض في ممر الحديقة الأمامية، وفجأة فُتح الباب بعنف، وأقتحم المنزل عدد من الشبان يرتدون ملابس إعتيادية، ولكنهم يحملون اسلحة خفيفة في ايديهم !!. صاح أحدهم : “أنت مجدي محجوب؟ ..” فأجابه بهدوء رغم وقع المفاجأة والدهشة : ” نعم “.. فرد نفس الشخص الذي خاطبه أولاً : ” نريد أن نفتش المنزل “!. وقبل أن يفتشوا كان لابد أن يظهروا أمر بالتفتيش من أي سلطة!؟ ولكنهم لم يفعلوا، وبدأوا في التفتيش بطريقتهم المعهودة، بينما أحاط بكتفيه إثنان منهم .
    نعود إلى تلك الليلة، من نوفمبر 1989 م .. وبدايتها عصر في منزل المرحوم ( مجدي محجوب محمد أحمد ). في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، وبعد تناوله طعام الغداء مع اسرته، نال قسطاً قليلاً من الراحة، ارتدى ملابس الرياضة، وحمل مضرب الأسكواش، ونزل من غرفته متجهاً إلى حديقة المنزل حيث سيارته .. استعداداً للذهاب إلى النادي العربي الذي يقع على مبعدة من منزلهم بعدة شوارع تجاه طريق المطار .. لحقت به والدته وشقيقته وإحدى القريبات من نساء الأسرة، طالبات منه أن يوصلهن إلى ( عزاء ) ، بمنزل إحدى القريبات بإمتداد العمارات، شارع(21) ، على أن يعود لإرجاعهن عند مغيب الشمس .. امتثل كعادته للأمر من والدته، وقام بإجراء الواجب نحوهن، وسار لمقر النادي لممارسة هوايته المحببه في هذه اللعبة مع بعض الأصدقاء، وهو لا يدري أن شارع منزلهم، ومنزلهم يضاً وحتى خروجه، كان خاضعا لمراقبة مشدده من أجهزة الأمن منذ الصباح الباكر، وأن لعبة ( الروليت ) القاتله التي يديرها النظام وأوكل امرها للعقيد ( صلاح الدين محمد أحمد كرار ) ، عضو مجلس الثورة و بعضاً من مساعديه قد وقع اختيارها عليه .. قضى مجدي فترة العصر لعباً وركضاً في الملعب مع شلة من الأصدقاء، وكان مرحاً كعادته ونشطاً . عند المغيب وقبله بقليل ودمعه اصدقائه بنفس الروح واتجه إلى سيارته ومن ثم إلى منزله ليغتسل من آثار اللعب ويؤدي فريضة المغرب، ويسارع بعدها إلى والدته وقريباته بشارع (21) العمارات لإرجاعهن إلى المنزل كما وعد .سمع، وهو يستعد للخروج من باب المنزل الداخلي إلى الباب الرئيسي – طرقاً ً عنيفا على الباب الداخلي، وصوت أقدام تركض في ممر الحديقة الأمامية، وفجأة فُتح الباب بعنف، وأقتحم المنزل عدد من الشبان يرتدون ملابس إعتيادية، ولكنهم يحملون اسلحة خفيفة في ايديهم !!. صاح أحدهم : “أنت مجدي محجوب؟ ..” فأجابه بهدوء رغم وقع المفاجأة والدهشة : ” نعم “.. فرد نفس الشخص الذي خاطبه أولاً : ” نريد أن نفتش المنزل “!. وقبل أن يفتشوا كان لابد أن يظهروا أمر بالتفتيش من أي سلطة!؟ ولكنهم لم يفعلوا، وبدأوا في التفتيش بطريقتهم المعهودة، بينما أحاط بكتفيه إثنان منهم .
    التفت إلى أقربهم طالباً منه تفسير لما يحدث، فرد عليه قا ئلاً :إن معلوماته تقول أنه تاجر عملة . إبتسم رغم سخافة الموقف . خرج أحدهم من غرفته وهو يحمل مبلغاً من المال ولكنه بالعملة المحلية السودانية واتجه نحوه فارد يده بحزمة المال وقال بغضب – يجيدونه في مثل هذه المواقف ” ده شنو ده ؟ ” و أيضاً رغم سخافة السؤال وسائله .. أجاب بهدوء .. بأنها فلوس، وانها مصاريف المنزل ( كانت حوالى ثمانين ألفاً من الجنيهات السودانية .. وهو مبلغ محترم جد اًفي تلك الأيام ). تطاير الشرر من الأعين، والغيظ المكتوم، وواصلت المجموعة تفتيشها للمنزل بطرقهم المعهودة، التي تجعل الأشياء عاليها سافلها .. بعد فترة ندت صيحة إنتصار من فم أحدهم، وهو ينظر في جدار الصالة الداخلي وكان مصنوعاً من الخشب الجيد مما ينم عن ذوق وثراء أصحاب المنزل. صاح رجل الأمن بعد أن بدت فتحه صغيره، ظنها للوهلة الأولى انها لباب خاص، وبالتدقيق النظري عرف انها فتحه لمساحة صغيرة في أسفل جدار الصالة . عاد مسرعاً لقائد القوة المكلفة بالتفتيش وهمس في أذنه وذهب معه ليريه مكان الفتحة . تبادلا نظرات تنبئ عن قرب إنتصارهم على فريستهم .. تقدم نحو ( مجدي ) وحتى قبل أن يسألوه ( قال ): أن وراء جدار الصالة الخشبي، ولصق الجدار مباشرة توجد الخزانة الخاصة بأوراق وأموال المرحوم والده، وهي لم تفتح منذ وفاة والده قبل ثلاث سنوات، لأن الأموال التي بداخلها هي أموال ورثة، وحتى يعود بقية إخوته من خارج البلاد، ولم يتم حصرها حتى الآن .. فغر قائد القوة المكلفة فمه بعناء وغباء، رغم إقتناعه بحسن المنطق، ولكن تلك النظرات المتبادلة بين أفراده أعادته مرة أخرى إلى منطقه الحقيقي فصاح : ” أين المفتاح؟ “.. رد ( مجدي ):” المفتاح كان مفقودا ” وانا وجدته قبل أسبوع واحد ً تقريبا ” ، وأتجه نحو طاولة في وسط الصالة ليخرجه من أحد الأدراج .. وفجأة كعادة التيار الكهربائي وتذبذبه في تلك الأيام السوداء، إنقطع التيار عن المنزل والمنطقة وإزدادت الحياة لحظتهاً ظلاماً على ( ظلام الظلم ).. وأخذت القوة المكلفة تتصايح طالبة فتح الأبوب والنوافذ، وإحضار شمعة، وإحضار مفتاح الخزانة .. و ( مجدي ) وسطهم بهدوئه المعهود ولانه صاحب المنزل ويعرف أماكن الأشياء بداره، حتى في أحلك ساعات الظلام .
    أحضر مفتاح الخزانة من مكانه، وعدد من الشموع، وعلبة ثقاب صغيرة . أشعل الشموع
    وثبتها على أطراف الصالة، وسرعان ما أضاءت المكان نوعاً ما .. أدخل المفتاح في خزانة والده وبعد عدة محاولات لم تفتح، إذ أن المفتاح علاه الصدأ كل هذه الثلاث سنوات لعدم الإستعمال وكانوا هم شهودًا على ذلك، وطلب من أحدهم أن يحضر ً زيتا من عربته التي بالخارج، وسارع هذا ( الأحدهم ). وأحضر علبة الزيت وصبّ ( مجدي ) قليلاً من الزيت على المفتاح .. وبعد عدة محاولات قليلة فتحت الخزنة، وتطلعوا ينظرون إليها بنهم، وشغف إنتصار، ولحظتها حتى ( مجدي ) لم يكن يعرف ما بداخلها، ولا أخوته ولا حتى والدته لأن الجميع متفقون على عدم فتحها لحين عودة بقية ألأشقاء من الخارج ..
    لكنها فتحت في تلك الليلة الباردة .. والحالكة السواد .
    *****
    مدّّّّ قائد القوة يده داخل الخزانة، بعد أن شددت الرقابة اللصيقة على ( مجدي ) ، أخرج
    أور اقاً بها معاملات تجارية، نظر فيها قليلاً وألقاها بالداخل مسرعاً، وبدأ في إخراج الأموال التي بداخل الخزانة وتكويمها على الأرض . وعلى ضوء الشموع الذي يتراقص ويلقي بظلال كئيبة
    الغنائم :-
    19
    على المكان . بدأ أحد أفراد القوة في حصر
    (115) ألف دولار أمريكي .
    (4) ألف ريال سعودي .
    (2) ألف جنيه مصري .
    (11) ألف بـُر أثيوبي .
    (750)ألف جنيه سوداني .

    أمر قائد القوة بإحضار (جوال ) ، وتم (حشر ) الأموال بداخله .. حمله أحدهم على ظهره، بينما قاد اثنان منهم ( مجدي ) كل من يد . كان القائد في الأمام، وإثنان آخران يسيران في الخلف .. القوة تحمل المال والسلاح، وأما مجدي لا يحمل إلا إيمانه بربه وإستسلامه لقدره ومصيره .. إنطلقت السيارات إلى شارع (1) بحي العمارات . توقف الموكب ( الظافر ) أمام مركز الشرطة بذلك الشارع
    الساعة تقترب من التاسعة مساء و ( مجدي ) لم يحضر !؟ ليست هذه من عاداته ! ، وقلب الأم دليلها .. لابد أن هناك ً شيئاً!! ). همست الأم وأضطرب قلبها، وطلبت من الإبنة وإحدى القريبات ضرورة الرجوع إلى المنزل . ركبن عربة تاكسي من شارع (21)بحي العمارات مكان العزاء إلى منزلهم في ذلك الحي الهادئ شرق منطقة الخرطوم (.2)
    ( كان ) زوج إحدى بناتها وجارهم وصديقهم السيد عبدالغني غندور يقفان أمام باب المنزل الخارجي، يتهامسان . نزلت الأم مسرعة تجاههما .. ماذا هناك !؟ أين مجدي .. ؟ أخبرها أحدهما بألم أن رجال الأمن حضروا وأخذوه معهم، بعد أن فتشوا المنزل ووجدوا عنده دولارات !!. وكانت ليلة لم يطرف فيها جفن ولم تغمض فيها عين، خاصة بعد أن أذاع التليفزيون خبر القبض على ( مجدي ) في نفس الليلة .. حاول البعض تهدئة والدته بأن القضية تتولاها الشرطة في مركزها بشارع (1) ، وإنها إجراءات بسيطة وستظهر براءته(لم يكن الكثيرين يعرفون بعد أن الشرطة أصبحت جزءاً من لعبة الروليت القاتلة ).. ولكن والدته والكثير من المعارف كانوا في منتهى القلق . مّّّّر عليه نهار الجمعة التالي لليلة القبض مباشرة، مرّّّّ عليه بطيئاً، بعد أن أحضر له زوج شقيقته بعض الملابس، ليغير ملابسه . وفي صباح السبت، وحوالي الساعة العاشرة صباحاً، سمحوا له بزيارة منزله تحت حراسة مشددة، ليغسل جسده المنهك ويتناول بعض الطعام ويطمئن والدته وإخوته . وتم إرجاعه بعد ذلك مباشرة وأودع بحراسة مركز الشرطة مره أخرى

    سريعاً جد .. وبعد إجراءات التحري تم تحويله إلى سجن كوبر الشهير . والأم وقلبها، وكأي أم منذ أن خلق الله الرحمة، صارت تتحرك في جميع الإتجاهات، وتطرق جميع الأبواب، حتى المستحيل منها من أجل إنقاذ إبنها ( مجدي ). لذلك تحرك الأخوة والأخوات، والأصدقاء والمعارف . وفي نهاية نفس الأسبوع ..الخميس – الإسبوع الثاني من نوفمبر 1989 م حضرت إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سيارة بوكس من نوع تويوتا بها بعض رجال الأمن . نزل منها شخص يبدو انه مسئول يتبعه فرد آخر مسلّح وضغط على جرس الباب الداخلي . تجمع أفراد الأسرة حوله بسرعة البرق، لتوتر أعصابهم . وبعد تحية مقتضبة أخبرهم : بأن غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ستتم محاكمة (مجدي ) بحديقة السيد علي الميرغني( وهي كائنة بشارع النيل، كانت قد تمت مصادرتها أيام الإنقلاب وهي تخص طائفة الختمية وزعيمها محمد عثمان الميرغني، وكان قد تم تحويل مبانيها إلى قاعات لمحاكم ما يسمى بأمن الثورة . أرجعت حا لياً بعد مصالحة هامشية، ). أخبره أحد افراد الأسرة، وهو يبدي الدهشة، بأن هذا الوقت هو وقت أداء صلاة الجمعة،وكيف سيتم الإتصال بمحامي للدفاع عن ( مجدي ).. وكعادتهم ابتسم هذا الشخص ونظر إليهم هازئاً، وهي نظرات يجيدها هؤلاء القوم وبإبتسامات كأنهم يولدون بها .. الغريب انها واضحة على السحنة وفيها أبلغ الكلام وتغني عن الشرح، وتتلقفها القلوب الواعية سر يعاً وتتفهمها جيداً.
    وبدأت تحركات الأسرة للإتصال بالمحامي الذي سيدافع عنه، شكلاً، إذ أنه في مثل هذا النوع من المحاكم العسكرية ( محاكم أمن الثورة ) ، لا يحق لمحامي مخاطبة المحكمة مباشرة، بل عليه أن يتشاور مع المتهم ويلقنه الإجابات أو الأسئلة .. والمتهم هو الذي يخاطب المحكمة ! ؟ الكل في ذلك المنزل الكائن في الخرطوم (2) صار يركض ويلهث، علهم يجدون مخرجاً .. وينقذون ( مجدي )
    يوم المحاكمة يقترب، والأنفاس لاهثة .. وقبلها بعدة أيام، وعند إنتشار خبر القبض على (مجدي) ،وصلت الأخبار إلى معظم ديار الهجرة والإغتراب، خاصة السودانيين منهم والذين كانوا حريصين على تتبع أخبار ( الحكم )! الجديد في بلادهم وسياسته، رغم أن رائحة إتجاههم السياسي بدأت في الإنتشار، ووصلت إليهم .. وسكنت حتى أعصابهم .. في مدينة ( القاهرة ) ، العاصمة المصرية، كان يعيش ممدوح ،أحد أشقاء ( مجدي ) ، بعد أن نقل بعض اعماله التجارية إليها عقب وفاة والدهم .. وكان يسكن معه في شقته صديقه المقرّّّّب، وصديق الأسرة (عادل ) مقدم أ . ح . بالقوات المسلحة السودانية، تمت إحالته للصالح العام بعد الإنقلاب بعدة أيام، مع الكثيرين غيرة من رفقاء السلاح، لأنه ليس منهم، ولجسارته الشديدة، وشجاعته التي اشتهر بها وسط أبناء دفعته، وتشهد أدغال الجنوب، وصراع الحرب الأهلية بثباته عند أحلك الظروف .. تمت الإحالة، وهي تعبير مخفف للفصل من الخدمة ( بدون إبداء الأسباب ) ، طال هذا الأسلوب الكثيرين في مختلف الدوائر الحكومية، والقوات النظامية، لكي تحل كوادر النظام الجديد مكان هؤلاء، وهي للحقيقة .. أعداد مهولة . إنتهز ( عادل ) الفرصة، وسافر للقاهرة بعد إحالته للصالح العام، للإستجمام والراحة قل يلاً والتفكير بمستقبله الجديد والتفاكر مع صديقه ( ممدوح ).. وفي ليلة القبض على ( مجدي ) ، والذي أذاع خبره التليفزيون الحكومي، أتى إلى الشقة بعض السودانيين الذين سمعوا الأخبار .. في نفس الليلة . تلقاها ( ممدوح ) بصمت وذهول .. سمعها منهم ( عادل ) بألم وامتعاض وسارع إلى التليفون وأتصل بالأسرة في الخرطوم (2) ليطمئن .. ؟ . على الجانب الآخر من الخط كانت ( مديحة ) إحدى الشقيقات ترد عليه، وفي محاولة منها لطمئنتهما اخبرنهما بأنه مريض بعض الشيئ .. ولكن القلق صار ينهش في العقول . تم الإتفاق سر يعاً بضرورة رجوع ( عادل ) فور للخرطوم بصحبة الأخ الآخر ( مندور ) الذي كان يسكن في أحدى ضواحي القاهرة بعد إخباره بما جرى، على أن يبقى ( ممدوح ) بالقاهرة، لأنه كان رجل ( سوق وإقتصاد ).. قوي، ويخشى عليه من لعبة ( روليت ) اللجنة الإقتصادية، والتي يديرها رئيس لجنتها التابعة لمجلس الثورة الجديد ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرارومساعدوه، وعلى رأسهم رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية !؟ ( العقيد أ . ح .) سيف الدين ميرغني

    في سباق مع الزمن، فجر السبت كانا وبملابس السفر في نقطة شرطة شارع (1) ، بإمتداد
    العمارات، وذلك بعد هبوط الطائرة القادمة من القاهرة بمطار الخرطوم فجراً . أحترم بعض رجال الشرطة رتبة ومكانة (عادل) العسكرية، بعد أن أبرز لهم بطاقة ضابط قوات مسلحة ( بالمعاش ) ، وأخرجوا لهما ( مجدي ) من زنزانته . قابل صديقه، وأخيه ( مندور ) رابط الجأش كعادته، وبالإستفسار علما منه فحوى القصة بكاملها، وأن إجراءات التحري تقول بأنه متهم بالإتجار بالعملة !.
    طلب ( عادل ) من المتحري أن يسمح لهما بأخذه قليلاً إلى منزله ليطمئن والدته وإخوته وبقية أهله . سُمح لهما بذلك برفقة بعض الحراسة المشددة . أثناء الزيارة للمنزل نزل قليل من الهدوء على أفراد الأسرة جميعاً .. خاصة والدته، ولكن يبدو أنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، .. كما يقولون . بعد عدة أيام، وإجراءات الشرطة تطمئنهم، أن (مجدي) ليس هناك ما يؤخذ عليه، خاصة وأن المبالغ المذكورة وجدت داخل منزله، وفي خزانة المرحوم والده، وهي من ضمن ميراث العائلة .. تم القبض ايضاً، وبمسرحية نقلها التليفزيون الحكومي على الهواء مباشرة وفي مطار الخرطوم الدولي، على ( مساعد طيار ) بالخطوط الجوية السودانية هو (جرجس القس بسطس )بينما كان يحمل في حقيبته السفرية، وفي إحدى رحلات هذه الخطوط المتجهة إلى القاهرة، مبالغ مالية تفاصيلها :
    (222.175)ألف ريال سعودي
    (94.925)ألف دولار أمريكي
    (800)شيك سياحي
    (3.400)ألف جنيه مصري .
    حضر فوراً لمطار الخرطوم الدولي ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرار، ومساعدوه باللجنة الإقتصادية، التابعة لمجلس الثورة، وظهر على شاشات التليفزيون، يرغي ويزبد ويتوعد، حتى قبل التفكير في أي محاكمة، أو يصرح ولو ً تليفزيونيا بذلك .. بل أن بعض شهود عيان قالوا أنه لطمه على خده، وتم عمل مونتاج للشريط ولم تظهر اللطمة .. وعاد إلى سيارته وهو يفرك يديه مسرور لوقوع مثل هذا الصيد الثمين اً في شراك لعبة (الروليت) الإقتصادية .. السودانية !.. (الضحية) هذه المرة من السودانيين (الأقباط) ، والأموال تخص بعض أهله ، كما اثبتت التحقيقات، وكانوا يستعدون لنقل تجارتهم، أو جزء منها إلى خارج الحدود، خوفاً من حالة الفوضى التي كانت تعم كل أرجاء البلاد، وخوفاً أيضاً من الشعارات التي رُفعت في ذلك الوقت . شعر أفراد الأسرة وصديقهم ( عادل ) بالقلق، بعد أن تم نقل ( مجدي ) بسرعة من مركز شرطة شارع (1) بالعمارات، إلى جهاز الأمن، وبعدها إنضم إليه مساعد الطيار ( جرجس ) ، ونقلا يضاً من هناك إلى سجن كوبر العمومي، الذي كان مشرع الأبواب أيامها (ومايزال)! لتلقف المزيد من السياسيين، والمشتبه فيهم إقتصادياً،حسب قرارات اللجنة الإقتصادية، إضافة للمنتظرين فيه، والمحكومين في جرائم أخرى .
    أصبحت المقابلة بالنسبة ( لمجدي ) صعبة بالنسبة لأفراد الأسرة، ولكن ( عادل ) وبحكم وظيفته السابقة، كان يجد الفرصة .. وبعلاقات خاصة في إيصال بعض الإحتياجات العادية إليه .
    *****
    ” غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ظهراً .. ستتم محاكمة ( مجدي ) ، في حديقة السيد علي الميرغني، بشارع النيل !”. عبارة قالها رجل الأمن شفاهة لأفراد الأسرة المجتمعين ، أمام الباب الخارجي لمنزل الأسرة
    بالخرطوم (2) ، وإنصرف ساخراً . ولكنها عبارة ظلت تتردد في آذانهم وقلوبهم وعقولهم طيلة تلك الأيام، اللاحقة والسابقة للأحداث، ويسمعونها حتى في نومهم .. لفظاعتها .. وغد المحكمة !!؟ .
    ومنذ صباحها الباكر، تجمع الأهل، والأصدقاء، والمعارف أمام سور المحكمة بشارع النيل . استطاع البعض الدخول ألى حديقة المكان، وجلسوا تحت اشجارها .. حتى منتصف النهار، لم يحضر ( مجدي ) ، ولا اّّّّياً من حراسته . وانصرف بعض الأخوة، مع بعض الأهل والأقارب لتأدية صلاة (الجمعة) في أحد المساجد المجاورة للمنطقة، وعند عودتهم رأوا .. الرائد ( وقتها ) إبراهيم شمس الدين عضو مجلس الثورة، وأصغر ألأعضاء سناً، وحداثه، .. وحتى رتبة عسكرية، يساعد بعض الجنود في تنظيم كراسي قاعة المحكمة، ويصدر تعليماته بالعدد المسموح له بدخول قاعة المحاكمة .

    حوالي العصر، وقف أمام البوابة الرئيسية للحديقة موكب مكون من ثلاث سيارات، الأولى سيارة من نوع ( لاندكروزر ) ، نزل منها الرائد ميرغني سليمان ، أحد ضباط سلاح الإشارة سابقاً و (ملحوق ) للأمن ( نُقل إلى أديس ابابا عاصمة اثيوبيا في عام 1990 م، بعد المحاكمات، ليعمل قنصلاً في السفارة السودانية !؟ ) ، وكان قائداً لتيم الحراسة المكلف وهم مدججين بالسلاح، والسيارة الثانية نزل منها ( مجدي ) ، ومتهم آخر يدعى علي بشير مريود ، كانا يرتديان الجلابيب السودانية المعروفة ويتبعهما بعض الحرس، أما السيارة الثالثة فكان بها طاقم الحرس . انتظم الموكب داخلاً من بوابة السور الرئيسية، وعبروا الحديقة إلى قاعة المحكمة مباشرة .
    كانت والدة (مجدي) ، وإخوته .. و (عادل) بداخل القاعة التي اكتظت بجمهرة من الناس، رغم أن اليوم عطلة اسبوعية .. أناس حتى الأهل لا يعرفونهم، ولكن كان في نظرات البعض ًتعاطفا لا تخطئه عين .. خاصة نظرات بعض الجنود .. المباني داخل الحديقة مقسمة إلى عدة أجزاء . انعقدت محكمة (مجدي) في جزء منها، وفي الآخر محكمة المتهم (علي بشير المريود) ، والذي وُجد بحوزته، كما قيل ونُشر في صحف تلك الأيام : –
    (37.350)ألف دولار أمريكي .. وألف ومئة دولار أخرى لوحدها .
    محكمة (مجدي) أتخذت إسم المحكمة الخاصة رقم (1) ، و ( المريود ) المحكمة الخاصة رقم (2) ، ولكل قضاتها من العسكريين ، الذين يحاكمون ولأول مرة في تأريخهم العسكري مواطنين مدنيين .
    (مجدي) داخل قاعة (محاكمته) يتبادل إبتسامات مع والدته، وإخوته، والأهل وبعض المعارف .. برغم أن أعصابهم جميعا كانت متوترة ومشدودة .
    قائد المطبعة العسكرية (حالياً لواء بنفس المنطقة) ، والرائد (وقتها) حسن صالح بريمة ل
    بسلاح الطيران (حالياً عقيد أ . ح .) ، أما ثالثهما النقيب مهندس يوسف آدم نورين ل
    دخلت هيئة المحكمة إلى القاعة يتقدمهم : رئيسها المقدم (وقتها) عثمان خليفة
    مهندس من القوات الجوية ( الأخير له قصة لاحقة، إذ تم طرده من القوات الجوية وجُرّد من رتبته العسكرية، وسجن لمدة ثلاث سنوات بسجن منطقة الجريف غرب، بتهمة إستلام المال المسروق، وقبض عليه مرة أخرى بعد إنتهاء محكوميته لإشتراكه في المحاولة الإنقلابية ضد النظام، والتي أدعى النظام قيامها بزعامة شيخهم السابق د . حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي ).
    الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر 1989 م، بدأت إجراءات المحكمة العسكرية الخاصة رقم (1)
    والمتهم ( مجدي محجوب محمد أحمد ).. والتهمة .. الإتجار في العملة الأجنبية (رغم التوضيح السابق عن كيف وجدت هذه العملة لدى الأسرة، ومن أين أخذها رجال الأمن؟ !).
    حُرم محامي ( مجدي ) ، الاستاذ ( عبدالحليم الطاهر ) من مخاطبة المحكمة مباشرة، وهو أمر يتنافي مع طبيعة الأشياء، خصوصاً وأن الإتهام خطير، والعقوبة المتوقعة أخطر -رغم أن المحكمة سمحت في محاكمات سابقة أن يخاطبها المحامون مباشرة – ولكن محامي ( مجدي ) تم منعه، والمحاكمات السابقة هي :
    (1)محاكمة المتهم والوزير السابق ( عثمان عمر )وكان وز ير اً للإسكان قبل للإنقلاب، وحُوكم بتهمة التصرف في أراضي الدولة بالبيع؟ !!!
    (2) محاكمة الدكتور ( مجذوب الخليفة أحمد ) وكان حاكماً للإقليم الشمالي، واتهم ببيع لبن خُصص للإقليم لتوزيعه على المواطنين كإغاثة إبان كوارث السيول والفيضانات .

    بدأت الإجراءات وقدم رجال الأمن قضيتهم ضد المتهم . قال أحدهم ويدعى (حسن حمد) أن
    المعلومات أفادت أن (مجدي) لديه عملة أجنبية، ستتحرك (يتم نقلها) ، وقال آخر يدعى ( أزهري ) أن المعلومات تقول أن المتهم لديه عمله؟ !.. لم يرد في أقوال الإتهام أو في علمهم الشخصي أن المتهم قام أو يقوم، في أي وقت من الأوقات، بأي نوع من أنواع هذا النشاط، ولا حتى في معلوماتهم، بمعنى أنه لم تقل المعلومات صراحة أن المتهم يتاجر في العملة . إذا كان هناك شكّاً في الأقوال والقاعدة القانونية تقول : ( يفسر الشك د ئماً لصالح المتهم .).. وعلى الإتهام إثبات التهمة ببينة أفضل .. بعد مناقشات بين المحامي والمتهم، (كصديق)! ؟، وشهود الإتهام .. والمحكمة .. أتضح أن ( مجدي ) لم يضبط وهو يتاجر في العملة، بل أ ُخذت من منزله ..! ومن داخل خزانة المرحوم والده !!.. وهو لم يجمعها من برندات الأسواق أو المتاجر المختلفة، كما يفعل غيره .. كما لم يسمح له بإستدعاء محامي (التركة ) ، والذي سيشهد بأن الأموال التي والساعة تقترب من الرابعة بعد الظهر (غروب الشمس ). كاد رئيس المحكمة أن يقرأ الحكم الجاهز قبل إعطاء المتهم فرصة هل أن هناك أسباباً تدعو لتخفيف الحكم، وهي الطريقة المتبعة ً قانونا بأن يسأل القاضي المتهم مثل هذا السؤال؟ ! وعندما أحس بهذا الخطأ القانوني، بعد أن همس له أحد الأعضاء بذلك، أمر برفع الجلسة لمدة (5)دقائق .. للتداول في الحكم بين الأعضاء الثلاث؟ !!
    كانت (5) دقائق حاسمة تمثل الفاصل بين العبث والحقيقة .. بين الحق والباطل . مرت
    بطيئة كأنها دهر ، خيّم خلالها الصمت على الرؤوس .. وعادت هيئة المحكمة .. ومباشرة .. وفور جلوسهم قرأ رئيسها الحكم :-
    ” جاء في أسباب إدانة المحكمة للمتهم، أن شهود الإتهام أثبتوا أن المتهم يتاجر في العملة
    الأجنبية، وذلك لما توفر لديهم من معلومات، وأنه تعرف على مفتاح الخزانة .. في الظلام، وبإقراره بحيازة هذا النقد الأجنبي، وبناء عليه حكمت المحكمة بإعدام المتهم مجدي محجوب محمد أحمد، شنقاً حتى الموت، ومصادرة المبالغ موضوع الإتهام، وإعادة مبلغ ال (750)ألف جنيه سوداني لشاهد الدفاع ( عادل أحمد محمد الحاج )..
    ذهول .. وصمت مطبق، خيم على جميع من بالقاعة؟ ! وأنهمرت الدموع .. دموع رجال غالية .. وأم .. بدأ قلبها في التمزق وكبدها في التلاشي .. اخوة ألجمت المفاجأة ألسنتهم، .. و ( عادل ).. أنفعل وقاد قتالاً شرساً (مشادة كلامية) حماية لصديقه .. و (مجدي). المتهم وكعادته كان يهدئ من ثورة الجميع،
    طالباً منهم بحرارة، أن يدعو الله له .. وأن يلزموا الصبر .. ويفوضوأ أمرهم إلى الله .
    في نفس التوقيت .. كانت المحكمة الخاصة رقم (2) قد انتهت من إجراءاتها، وحكمت
    على المتهم (علي بشير المريود).. بالإعدام ً شنقا حتى الموت؟
    خرج الجميع، خارج قاعة المحكمة .. على شارع النيل، وحفيف الأشجاروأوراقها التي تتساقط على الشارع وتحدث صو تا كأنه الدموع .. دموع الطبيعة .. والنيل الأزرق .. هذا العملاق الأبدي يشاهد كل هذه الأحداث .. بصمته الرهيب .. والمحيّر . و ( مجدي ).. هذا الصامد .. في أحلك الظروف .. وبعد ليلة إلقاء القبض عليه بمنزله، تم إلقاء
    القبض على مساعد الطيار، بالخطوط السودانية (جرجس ) ، نقل من مركز شرطة شارع (1) بحي العمارات إلى مبنى جهاز الأمن، وهناك ا ُجريت له تحقيقات من نوع فريد، ليلاً ونهار اً. لم يسمح له بتناول كفايته من الأكل، أو النوم، أو الإستحمام . رُحّل بعدها إلى سجن (كوبر ) قبل المحاكمة بسبعة أيام، حيث أ ُدخل في قسم المعتقلين السياسيين . كان عددهم حوالى (650)معتقلا سياسياً في الأقسام المختلفة .. أصدر مدير السجن بالإنابة، العميد سجون ( موسى الماحي ) أمر بأن يوضع مع مجموعة من المعتقلين السياسيين في القسم (ج ) ، منهم : الصحفي محجوب عثمان الوزير السابق أيام الرئيس نميري، والأمير نقدالله من قيادات حزب الأمة، والمهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد ، والدكتور المرحوم خالد الكِّد ، والأستاذ المحامي مصطفى عبدالقادر ، والقاضي عبد القادر محمد أحمد ، والدكتور سمعان تادرس ،والدكتور سعيد نصر الدين ، والمقدم (م) عمر عبد العزيز وستة أفراد آخرين من الحرس الخاص للسيد الصادق المهدي، رئيس الوزراء السابق قبل الإنقلاب !.. والقسم (ج) هذا .. به غرفتان فقط .
    أتى ( مجدي ) بصحبة حرس من السجون .. إلى هذا القسم، يقوده (وكيل عريف) سجون
    إسمه ( دومينكو ) . كان في حالة ضعف نوعا ما، ولكنه متماسك وواثق من نفسه وسأل مجموعة الحاضرين : (من أنتم؟) ، وطلب منهم أن يستحم ويغسل جسده المنهك .. رحب به الحاضرون،الذين كانت قد وصلتهم أخبار القبض عليه .. وعرّفوه بأنفسهم، وهدأت ثائرته قليلاً بعد أن تعرّف على أحد المعتقلين وهو المهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد وهما من منطقة واحدة في شمال السودان (منطقة حلفا).. نال إستحماما هادئاً، واسترخت عضلاته المتوترة، إلاّ أن وجهه كان ينبئ عن هدوء مثير، ووضاءة لا تخطئها عين .. أحبوه جميعا لدماثة خلقه، ومشاركته لنفير طعامهم الذي كان يؤتى به من منزل أحدهم
    بالتناوب، وكل يوم تعد أسرة أحد المعتقلين بالقسم (ج) وجبة دسمة، بدلاً عن طعام السجن (المعروف)..
    وأخذ سهمه معهم في ذلك، وأحضرها إليهم (عادل) في المداومة اليومية معهم كعادته، صباحا .. ومساءا ًتمت المحاكمة في يوم (الجمعة ) ، كما ذكرنا آنفاً، وأحضروه إليهم هذه المره وهو محكوما عليه بالإعدام .. ووضع في زنزانة أخرى مع المحكومين بهذا الحكم .. كان بها الدكتور (مأمون يوسف)أخصائي أمراض النساء، في قضية (إضراب الأطباء الشهير ) ، وأضيف لهما ( علي بشير المريود ) والذي حوكم في نفس وقت وساعة محاكمة (مجدي ) ، بالمحكمة الخاصة رقم (2) ، ومساعدالطيار (جرجس) ، والطالب (اركانجلو داقاو ) من أبناء الجنوب، والذي تم ضبطه بمطار الخرطوم، وكان يستعد للإلتحاق بجامعة (ماكريري ) بدولة يوغندا، وهو يحمل معه مصاريف دراسته بالعملات الحرة، بعد أن باع جزء من أبقار أهله بالجنوب .. ومتهم آخر يدعى (هانئ وليم شكور )تم إستبدال حكم الإعدام ضده بمبلغ (30) مليون جنيه سوداني، لأن والدته ذكرت أنه وحيدها .. وتم دفع المبلغ .. وأطلق سراحه لاحقاً . وكان يسمح لهم جميعاً بزيارة معتقل السياسيين في قسمهم نهاراً، وتبادل الأحاديث معهم
    الأيام تمر ببطء، والكل في إنتظار نتيجة الإستئناف الذي تقدم به المحامي الأستاذ (عبد الحليم الطاهر ) ، نيابة عن (مجدي).. تم تقديم الإستئناف للسيد رئيس القضاء (وقتها ) والرئيس الحالي !! للمحكمةالدستورية القاضي (جلال علي لطفي )ورغم ذلك كان الكل يركض في جميع الإتجاهات، بحثا عن مخرج أو بصيص أمل .. حتى بعض السفراء الأجانب استغربوا من قسوة هذا الحكم وكان يقود محاولاتهم السفير المرحوم (عبدالله السريّع ) سفير دولة الكويت، وسفير حتى السودانيين داخل بلادهم .. لما امتاز به من حسن الخُلق، وطيب المعشر، وعلاقات شتى مع قطاعات عريضة من مجتمع الخرطوم .
    ما زالت الأيام تمر ببطء .. والدته تحركت مع مجموعة من الشقيقات، ونساء الأهل والمعارف علهن يحلن دون وصول حبل المشنقة إلى رقبة (مجدي). قابلن السيد رئيس القضاء بمنزله، علّه يطلب منهم تقديم إسترحاماً .. أو ينير الطريق أمامهن بصورة قانونية .. ولكن سيادته قال لهن جملة واحدة،أصابت الكثيرات منهم بالإحباط : ” اخوته .. هم الذين تقدموا بالبلاغ ضده “. انتهت المقابلة وطُردن من المنزل .. حاول معه السيد محمد توفيق، والسيد داؤود عبداللطيف رجل الأعمال المعروف .. ولكن !.
    حاولت (الأم ) عدة مرات مقابلة رئيس مجلس قيادة الثورة (الفريق) عمر البشير .. في أحداهاقابلها رجل متوسط العمر، به شبه منه، قال لها إنه إبن عم الرئيس، وطلب منها أن تحضر في صباح الغد مبكرةً، ليدخلها المنزل الرئاسي (الجديد) مع الرجل الذي يأتي باللبن يوم يا .. نفّذت نصيحته .. أتت في الصباح الباكر، وجدت الرجل الذي قال لها إنه أخبر (الرئيس) ، الذي يطلب منها الحضور بعد ستة أيام، لأنه مسافر .. إلى أين لا تدري؟ ولا إجابة للهفتها على إبنها، .. ستة أيام .. كثيرة جد .. خاصة وان حبل المشنقة صار يقترب، ويتأرجح .طرقت أبواب أصدقاء زوجها .. أحمد سليمان المحامي المعروف (أحد مفكري الإسلاميين، بعد أن كان عضو مشهورًا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ، وأحد أعمدته).. عز الدين السيد رجل الإقتصاد المعروف .. عبد اللطيف دهب، سفير السودان الأسبق بالمملكة العربية السعودية .. ولكن لا شيئ !!
    بعضهم حاول .. وبعضهم (غفر الله له)!..الساعات تتناقص وتركض نحو لحظة التنفيذ .. والأم زرعت العاصمة طولاً وعرضاً، تحاول وتحاول ..وتحاول مرة أخرى .. وتتصل .. عسى أن يكون هنالك بصيصاً من الأمل .. وصلتها معلومة مفادها أن (رئيس مجلس الثورة ) سيكون في (استاد الخرطوم) عصر اليوم، ليشهد حفلاً لتخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة .. ذهبت وبناتها وبعض النسوة من الأقارب .. انتظرن أمام بوابة الخروج الرئيسية ..!.. ولكن ، كعادة حكام العالم الثالث، خرج موكب السيد (الرئيس) بسرعة لم تمكنها حتى من رؤيته، فضلاً عن الحديث معه، ولكنهن لحقن به .. وبسرعة يضا إلى (منزله) بالقيادة العامةللقوات المسلحة .. أحد الحرس أمام بوابة المنزل الضخمة .. سمح لها هي فقط بالدخول .. دخلت إلى صالة الإنتظار التي بها عدة كراسي
    للجلوس، تهاوت على أحدها من الألم .. والغبن .. والقهر، ولكنها لم تكن تشعر بالتعب أو الجوع .. كانت زوجة الرئيس (الأولى) ? ( إذ أنه تزوج مرة ثانية .. من زوجة زميله عضو مجلس الثورة العقيد -لاحقاً- إبراهيم شمس الدين، الذي أحترقت به طائرته العسكرية مع بعض قيادات القوات المسلحة .. في جنوب السودان )!..كانت زوجة ( الرئيس ) تتبادل الحديث مع إحدى ضيفاتها، وتصف لها روعة الإحتفال الذي كانت
    قادمة منه مع زوجها .. جاءت والدة (الرئيس) وجلست بالقرب منها .. أخبرتها الأم بقصتها، وانها والدة (مجدي).. أبدتً تعاطفا معها، ونهضت وإتجهت إلى غرفة في نهاية الصالة، تفصلها ستارة من القماش الخفيف لا تمنع الرؤية بعد التدقيق بالنظر بالنسبة للجالسين بالصالة، خلفها كان يقف السيد (الرئيس ) مستعد للخروج .. وشاهدت الأم من مكانها طيف والدة الرئيس .. وهي تخاطب إبنها (الرئيس)..! وقليلاً ً من الوقت عادت لتقول لها : أن (الرئيس) خرج، وهو غير موجود ! ؟ .. نظرت الأم إليها بدهشه، لكنها صمتت ولم ترد عليها إلا بالقيام مسرعة لتواصل محاولاتها .. ولم تستمع الأخرى إليها .. وهي تدعو الله ..دعاء حار من قلب أم .. بدأ فعلاً في الإحتراق .. وكانت حرم (الرئيس) كل ذلك الوقت، تحكي لضيفتها عن ( روعة ) إحتفال، ضباط القوات المسلحة، في ذلك اليوم .الساعات تتراكض نحو النهاية ..و (الأم ) لم تفقد الأمل، هرولت (إن صح التعبير) ، نعم هرولت إلى سجن (كوبر ) لتملئ عينها من (مجدي ) ، وكان قلبها يحدثها – وقلب الأم د ئما دليلها – إن هؤلاء ( الناس ) ينوون شر بإبنها .. وإن الحكم ي سينفّذ !. لم تستطع مقابلته وطلب منها الضابط (المناوب ) بالسجن أن تحاول الإتصال بالسيد (زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر) أحد رجالات (نميري ) الأقوياء، وأحد نجوم مجتمع الخرطوم وقتها .. فعلاً ذهبت هي وإبنتها .. وتعاطف الرجل معها بشدة، هو وزوجته، وركبا معه في سيارته وعند بوابة منزل (الرئيس ) بالقيادة العامة، إعترضهما الحرس .. عرّفهم بنفسه ولكنهم أجابوه بغلظة واضحة : “الرئيس .. غير موجود ” ؟ !. أخبرهم بالقصة .. وأن والدة ( مجدي ) معه بالسيارة، ولم يتبق إلاّ ساعات لتنفيذ حكم الإعدام .. ولكنهم هذه المرة أشهروا مسدساتهم وهم يرددون : ” الرئيس .. غير موجود “!.. لحظتها بكى هذا الرجل .. القوي، من القهر .. وأنسحب . رجعت (الأم ) إلى المنزل ومعها إبنتها، وكل الخرطوم في ذلك الوقت كانت بالمنزل، ولكن ..لعبة ( الروليت ).. كانت قد بدأت في الدوران .
    *****
    ( عادل ).. تحرك في جميع الإتجاهات . لم يترك باباً إلاّ وطرقه آملاً في نجاة صديقه . كان يأتي يومياً .. في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً إلى سجن (كوبر) ، يحمل معه اللبن، والجرائد، والمجلات، وبعض ألعاب الكمبيوتر الصغيرة .. يتبادلان الحديث، والمدهش أن (مجدي ) كان يتصرف، ويتحدث بتلقائيته المعهودة، بينما كان (عادل ) يجاهد ليبدو طبيعياً، وكان صوته يخرج عميقا ومرهقاً، كأنه قادم من أعماق سحيقه داخل نفسه، ويتجنب النظر في عيني صديقه حتى لا يرى ألمه الهائل .. وفي المساء يحضر معه طعاماً، وبعض الملابس ويجلس معه لفترة . أخبره في أحدى هذه الزيارات أن (الوالده ) لها محاولات مع السيد (الرئيس ) حاكم النظام الجديد . أمتعض وطلب منه أن ينقل إليها رفضه لذلك .. والدائرة تدور ..والساعات تتناقص نحو المصير .. المحتوم .
    *****
    كأي يوم سبت عادي، أشرقت شمس ذلك اليوم على الخرطوم، في منتصف ديسمبر 1989م
    ظهرت صحف ( الثورة ) ، كالعادة تُمجِّد رجالها، وتلعن الأحزاب ورجال الحكم السابق، ولكن لفت نظرالناس أن هناك عناويناً بارزة في كل الصحف ذلك الصباح تقول :ً
    ” تم أمس تنفيذ حكم الإعدام على تاجر عملة .. ومخدرات .” الخبر بصورته تلك، كان يُقرأ على أن تاجر العملة هو نفسه تاجر المخدرات .. رغم أن المقصود بتاجر العملة (مجدي)..! أما المخدرات فكانت تخص مو اطناً مصرياً، اُتهم مع بعض السودانيين، ولكن
    الأدلة أثبتت انه صاحبها .. كما يقولون . وكان الخبر أيضا لقراءة رد الفعل لدى الشارع السياسي، وخاصة ً لدى العسكريين منهم، الذين في الخدمة أو الذين تم طردهم منها تحت مُسمى ( الصالح العام ) ، وخاصة رد فعل (خبر ) قتل (مجدي ). أكتمل شروق الشمس، والمعتقلين السياسيين يتجولون في فناء السجن، بحثاً عن الدفء في بداية هذا اليوم البارد، وبالقرب منهم بقية المحكومين، والمنتظرين لأحكام .. و (مجدي) ومجموعة الإعدام .. أي أنه كان حيّاً يرزق . تقاطر أهله أمام بوابة السجن فور قراءتهم لخبر صحف ذلك اليوم . وجاء (عادل )مسرعا .. همس أحد المعتقلين السياسيين لجاره بالأخبار .. لم يصدقها لأنه أشار بيده ناحية (مجدي ) ، الذي كان وقتها يقترب منهم ليبادلهم التحية ويجلس معهم .. ولم يخبروه .مدير السجن العمومي اللواء سجون (حجازي عابدون ) عندما قرأ الخبر هرول إلى بوابة السجن الرئيسية، حيث تجمع أهل (مجدي) تتقدمهم والدته وأخوته، وأخبرهم أن الخبر غير صحيح !.. طلب منهم الدخول فدخلوا إلى مكتبه، حيث أحضر لهم (مجدي ).. ولم تنطق الشفاه .. ولكن الدموع كانت تنساب بحرقة، ملهبة حتى للقلوب .. طمأنهم (مجدي ) أنه بخير وطلب عودتهم للمنزل، كما طلب من صديقه (عادل ) أن يحضر له بعض الأشياء الخاصة عند عودته مساء بطعام (الغداء).. وخرجوا .. لكن نظرات ( الأم ) كانت تقول أن هناك ً شيئا !.
    انتظر (عادل ) قليلاً مع صديقه لحين إكتمال إنصراف أفراد الأسرة للمترل، عندما نهض ليودعه، على أمل اللقاء به في ظهر ذلك اليوم كالعادة، همس له مدير السجن : (بأن يأتي إليه لوحده الساعة الحادية عشر قبل الظهر !) ، حينها كان (مجدي ) متجها بصحبة حرسه إلى زنزانته، بينما كان (عادل )يجاهد الأّ تقع عيناه عليه، واضطرب وجيب قلبه .. ولكنه تماسك .. خارجاً، لايدري إلى أين؟!
    عاد مسرعا إلى مكتب مدير السجن، وطلب منه أن يخبره بالحقيقة مباشرة، وإنه أو (مجدي ) سيتحملان هذه الحقيقة .. مهما كانت النتائج .. كان الحزن يكسو وجه المدير، الذي أخبره بصوت متأثر، بأن الإستئناف المقدم من المحامي تم رفضه، وقرأ عليه قرار رئيس القضاء الذي كان فحواه : ” أن المتهم من الذين يشتغلون بالتهريب، وأنه من أسرة تمتهن التهريب وتخريب الإقتصاد، ويطالب بتوقيع أقسى العقوبة، والتشديد فيها .. وإنه يؤيد .. الإعدام .” وبالقرب من هذا القرار كان هناك توقيع رئيس مجلس الثورة، .. الشهير .. (أوافق)!!.. وأخبره ايضاً، أن تنفيذ الحكم سيتم الليلة، بعد أن أحضر (الملف) إبراهيم شمس الدين، عضو مجلس الثورة .. أحضره بنفسه إلى إدارة السجن، حيث سيتم التنفيذ .. والإعدام .ولأنه مقاتل، وخاض غمار الحروب، خاصة في جنوب البلاد ورأى فيها ما رأى، تلقى (عادل )الأمر بثبات الفرسان عند المحن، وطلب من المدير أن يسمح له بمقابلة ( مجدي ).. أستجاب لطلبه .. أندهش (مجدي) عندمل رأى صديقه بالمكتب وهو لم يفارقه إلاّ منذ قليل، ورأى في نظرات صديقه لمعاناً وبريقاً، يبدو كالضوء الخافت قادماً من على البعد، وبادره قائلاً : ” عادل .. ماذا هناك؟ !!”. لم يتمالك (عادل ) نفسه أخبره بفحوى قرار السيد رئيس القضاء وتأييده من رئيس مجلس الثورة .. وهو الإعدام، وسيتم التنفيذ ..الليلة .
    لم يصدقا نفسيهما عندما رأيا (مجدي ) يبتسم وهو يمازح صديقه قا ئلاً : ” هل تصدق يا عادل انني حلمت بأبي اليوم ..” . وصار يهدئه، مو اصلاً أن الأمر لله وحده .. وأجهش (عادل ) ومدير السجن بالبكاء هذه المرة .. ولكن بصوت مكتوم، كدوي المدافع، ومراجل الصدور عندما يعتريها الغضب والشعور بالغبن والمهانة . أمر المدير بفك قيوده، وأجلسه قرب صديقه، وجلس ليدون على بعض الأوراق إجراءات الإستعداد .. لإعدام (مجدي ).. و (مجدي ) هاد ئاً يوصي صديقه :-
    ” بداية أوصي الجميع بالصبر، لأنها إرادة الله . لا تعملوا لي مأتماً .. ووالدتي بعد الوفاة تذهب إلى القاهرة، تبتعد عن البلد لفترة، لعل الزمن يداوي جراحها . آرجو أن يأتي فوراً محمد ومندور وكذلك الأخ مجدي مأمون حسب الرسول . وحساباتي المالية عندك، أرجو أن تتركها معك، إذا ظهرت لي ديون من أي شخص، أرجو أن تسددها بنفسك لألقى الله بريئا منها، وإذا تبقى منها شيئ وزعه على الفقراء من ( الأهل .. والناس ).. كان هاد ئاً وهو يتكلم ، و (عادل ) في حالة لا يعلمها إلاّ الله ولكنه يحاول التماسك .. في حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر تم إجراء الكشف الطبي عليه، وتم أخذ وزنه وطوله .. وهوكان رائعاً كالعهد به، شامخا بتاريخ أسرته .. ووالده .. وفي منتهى الثبات . كان الوحيد الذي تابع معه هذا الإجراءات (عادل ).. هذا الوفيِّ حتى في لحظات الموت الذي يخيم بشبحه الرهيب على المكان .. و يضا كان يراقب الأحداث بصمت، لأن زمن الخوف .. والرهبة أنتهى، وأصبح الأمر و اقعاً .. وهم اولئك الجلادون، حتى غريزة الخوف داخل النفوس ! ، وعندما تموت مثل هذه الغريزة (الإنسانية ) داخل النفوس ! تبدأ لحظات المواجهة مع التحدي، ورغم الألم، ومرارة الإنتظار، لابد أن تشتعل جذوة الأمل في الحق .. والحقيقة .. والإنتصار .
    أنتهت ” مراسم ” الإستعداد، لإعدام ( مجدي ) ، وسار بهدوء يتبعه حرسه، وتشيعه نظرات مدير السجن، (عادل) وبقية الموظفين الذين كانت دموعهم تسبق إجراءاتهم إلى زنزانته، وفي الطريق إليها عبر القسم (ج) ، حيث كانت أنظار كل المعتقلين السياسيين تتابعه، وبعضهم أجهش بالبكاء، وانسابت دموع البعض .. بهدؤ وهم يهدئون زملائهم .. ابتسم لهم (مجدي ) ، وأقترب من أحدهم، وهو (محامي ) مشهور طالباً منه بأدبه الجم ، أن يرسل إليه كو با من الشاي .. أرسله إليه في زنزانته مع حارس عابر في الممر والعبرات تكاد تخنقه من الحزن على هذا الشاب الوضئ .. الخلوق .. المهذب والهادئ حتى في أحلك الظروف .. وفي المساء أ ُضيئت الأنوار الكاشفة، بعد المغرب مباشرة، داخل السجن وخارجه، وانعدم الهمس والكلام بين الناس بداخله، حتى موظفي السجن كانوا يقومون بأعمالهم، وهي أشياء تعودوها بالممارسة ..كانوا يقومون بذلك في صمت، ونظرات زائغة، كأنها شعور بالذنب .. والظلم .
    *****
    إتصل ( عادل ) بممدوح في القاهرة، وأخبره بتسارع الأحداث والمستجدات . هرول الشقيق وسط زحام القاهرة المعروف إلى منزل الرئيس الأسبق ( نميري ) ، طالباً تدخله .. إتصل الأخير بالرئيس المصري ( حسني مبارك ) ، الذي بادر فور تلقيه النبأ بالإتصال بقائد (الثورة) الجديد في السودان، الذي أفاده أن ضرورة إستمرار الثورة تقتضي قرارات حاسمة !.. عادت كل هذه الإتصالات (لممدوح ) بفقدان الأمل وأخبر ( عادل ) في الخرطوم بذلك .. كانت الساعة تقترب من التاسعة مساءً (في ) ذلك اليوم، و (عادل ) مرابط داخل مباني السجن . أتاه ضابط سجون وأخبره أن التنفيذ .. بعد قليل وأنه سيذهب إلى (مجدي ) في زنزانته ليقرأ معه بعض آيات من القرآن الكريم .
    نعم .. لقد أحب هذا الشاب كل من رآه . خرج (عادل) وجهز تصاريح المرور اللازمة لمرور جثمان (مجدي) إلى أهله عبر نقاط التفتيش العسكرية، لوجود حالة الطوارئ وحظر التجوال أيامها .. وفعلاً، جهّز أوراقاً لأكثر من ثلاثين عربة كانت تخص الأهل والأصدقاء والمعارف، المتجمعين خارج أسوار السجن .. ًوعند عودته في منتصف تلك الليلة، قابله (ملازم ) سجون خارجاً من غرفة الإعدام وهو يبكي بألم، وقال : ً” ياسيد (عادل).. أخوكم مات .. راجل؟

    أستلم أحد الأقارب حاجيات (مجدي ): النظارة، وبعض الملابس، بينما تطايرت أوراق تصاريح المرور من يد (عادل ) ، الذي كان مذهولاً وقتها، حتى جمعها أحد الجنود من الأرض ووضعها في يده .أصطفت سيارات الأهل والأصدقاء والمعارف، بعد منتصف الليل بقليل، خارج أسوار السجن، وجاء(عادل ) واشقاء (مجدي ) يحملون جثمانه من الداخل عبر البوابة الرئيسية، ووضعوه في سيارة صديقه (مرتضى حسونه ) ، واتجهت السيارات عبر (جسر ) القوات المسلحة متجهة جنوبا إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سمحت نقاط التفتيش وقتها بمرورهم السريع، لأن على جانبي الطرق كانت تتحرك
    سيارات أخرى تراقب .. وتتابع هذا الموكب .. بداخلها (الزبير محمد صالح) ، (فيصل أبو صالح ) وكان وز يرا ً للداخلية، و (صلاح الدين كرار ).. و (إبراهيم شمس الدين).. أعضاء مجلس الثورة (الحاكم ) ، ولكن لعبة( الروليت ).. ما زالت مستمرة .. ولابد لها من أهداف أخرى .وصل الموكب إلى المنزل، حيث كانت كل الأنوار مضاءة .. والزحام رهيب، ولا يوجد موضع لقدم أو مكان لسيارة .. كل الأهل هناك في الخرطوم ) ).. 2 وكل أصدقاء الأسرة .. وحتى أ ُناس لا يعرفو??مأتوا .. والأقارب الذين أتوا من (سُُُرّة) وبعض قرى حلفا القديمة، وحلفا الجديدة، وسفراء وقناصل بعض الدول يتقدمهم صديق الأسرة .. وكل السودانيين، سفير دولة الكويت المرحوم (عبدالله السريُع ) ، وبعض
    رجال المال والأعمال والإقتصاد من أصدقاء والده المرحوم (محجوب) ، وبعض الدبلوماسيين من أصدقاء المرحوم (جمال محمد أحمد).. ذلك الدبلوماسي والأديب الرائع الذائع الصيت، في حياته .. وبعد مماته، وكل أبناء وبنات الأهل .. وكل كهولهم .. بإختصار كل من كان يعرف تلك الليلة .. بالخرطوم وما يدور فيها، خاصة سكان الأحياء القريبة من الخرطوم (2) ، والذين تحدُوا حظر التجوال، وهي شهامة عُُرف بها أهل هذا البلد .. وفعلاً، وكما قال الأديب ( الطيب صالح ) ” من أين أتى هؤلاء القوم؟ “.. هل يعرف الحكام الجدد مثل هذه الروح السودانية .. التي أزهقوا واحدة منها هذه الليلة؟ !.. كانت مخابراتهم ورجالها، حركاتهم وتحركاته?م ظاهرة للعيان .. في كل الشوارع المجاورة، وأجهزتهم الصوتية واللاسلكية يتردد صوت وشوشتها أحيانا ً، لأن كل المنطقة في ذلك الوقت .. وكل الناس، كانوا في حالة من الصمت الرهيب لا يسمع خلالها إلأّ بعض هنات وآهات حرُى، يكاد زفيرها يحرق حتى الأشجار المجاورة، لأن القهر يحجر حتى الدموع في العيون ويمنعها من التساقط .. (ولذلك .. ورغم مرور كل هذه السنوات مازال الجرح .. ند يّاً .. طرياً في قلوب الكثيرين .. والكثيرين جدا ..).
    تم إدخال (الجثمان ) إلى غرفته، وحاولت وا

  18. هل تذكر ذلك اليوم الذي جئت فيه إلي النادي السوداني بمدينة (العين) عندما كنت في جولة في الإمارات.. منتشين بخندريس النصر الكذوب مخيلاء السلطة الكاذب… وشتمت ولعنت…وشرحت بجهل قصيدة (ملعون أبوك بلد) للشاعر الدبلوماسي الأديب الفذ..سيدأحمد الحردلو(رحمه لله) وشتمته…وقلت كلامك المجوج السخيف الجاهل.. عنه.. وعن الوطنية.. وعن الإقتصاد وأنت العسكرى البحري..في بلد لا يملك قطعة بحرية واحدة عليها القيمة.. ولو (بنطون) “كان ما جينا كان الدولار من 11 تقريباً في السوق الموازي..(كان وصل 20 جنيه…!!؟؟) أيها السارق القاتل الأشر…قاتل الروح وين بروح…دماء الشهداء الكرام.. مجدي وجرجس وغيرهم في عنقك الي حين يوم الحق..

  19. اللهم ألعن صلاح كرار لعناً كبيراً .. رجل بلا ضمير و لا حياء .. إيه علاقتك بالاقتصاد لتكلف تكليفاً إقتصادياً .. لعنة الله عليك القاتل الجاهل … سترد الي عالم الغيب و الشهادة و ستري ما ذا إرتكبت من كبائر يا فاسق..

  20. كل من صدر بحقه عقوبه منذ مجئ الانقاذ صدرة بموجب قانون واخذت كامل المراحل القانونيه لذا لاينبغي المزاوده في هذا الموضوع ، وانا اذكر بداية الانقاذ بلغ علم كل الشعب بان ممنوع التعامل او الحياذه للعمله الصعبه بدون الابلاغ يصبح جريمه . اذا هذا من باب الحمايه للاقتصاد من الانشطه خارج النظام المصرفي . ايه الموضوع عاملين ليه كسور وبواقي . نميري قصقص كل الرقاب الشيوعيه وغيرهم من السياسيين ثم قامت الانتفاضه وين كانت رجالتكم مع المايويين ما نميري مات علي سريرو ولاحد قدر يلمس حتي السرير .

  21. برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا .. انت ياصلاح دولار عايز تتكلم عن الاصلاح والفساد .. اختشي .. انت لو ما كانو جماعتك همشوك وشاتوك وبقيت خارج اللعبة ما كان وقفت ضدهم .. انت همكم القروش والسلطة وما همكم السودان 24 سنة شوفو وصلتونا وين بمشروعكم الحضاري .. لكن الحساب جاي وتاني الكيزان ديل الا يشوفو ليهم مكان يدسو فيهو .. يا حرامية

  22. باختصار شديد جدا الوصل البلاد الى هذه المرحلة هو حكم العسكر او الكاكى مع العقائديين!!!!!
    اكثر من 46 سنة حكم عسكرى او شمولى وما حققتوا استقرار سياسى ودستورى !!!!!!
    ولابسين لى النياشين والدبابير زى الطاؤوس وانتوا غير محاربة شعبكم ما عملتوا اى انجاز عسكرى !!!!!!!!!!!!!!
    لو خليتوا الديمقراطية استمرت بى سجم رمادها وطائفيتها كان الوضع اتغير وتطورت واصلحت من اخطائها وظهرت احزاب وقيادات جديدة بدل ما كل مرة ناطى واحد لابس كاكى ويجوط البلد زى ديك العدة!!!!!!! هسع ورينى دولة عربية كان حاكمها عسكرى او عقائدى ناس الرئيس القائد والحزب الرائد نجحت؟؟؟؟
    رفع دعم شنو واستقرار عملة شنو فى ظل وضع غير مستقر سياسيا ودستوريا؟؟؟؟
    الاولوية ايها العساكر الجهلة الفشلة الاغبياء هو للبناء الدستورى والتراضى والتوافق الوطنى فى ظل الحريات والنقاش السلمى ومكانكم ايها الكاكى هو حماية تراب الوطن والدستور وامن الوطن والمواطن ولا محاربة الجيوش المحترفة صعبة عليكم واسهل ليكم تعملوا انقلاب وتحاربوا المعارضة السودانية؟؟؟؟؟؟
    الف مليون تفوووووا على اى انقلاب عسكرى عطل التطور الديمقراطى!!! ياخى كان بقينا زى الهند مثلا ايها الفشلة!!!!!

  23. بوصفك أحد الاقتصاديين.. هل ستحل القرارات الأخيرة مشكلة؟

    هل حقآ صلاح دولار ، آسف صلاح كرار ، هو أحد الاقتصاديين ؟

    الله يرحم البروفسور فاروق كدودة ، مات وهو يدق أجراس الإنزار من مغبة سياسات الانقاذ الاقتصادية ، والتى كان صلاح كرار يومآ فى قمة وزارتها ..
    صلاح كرار بدل ما يفتى فى الاقتصاد ، ليه ما يتحدث فى تخصصه عن وزارة الدفاع ، ما برضو محن الدفاع تفوق محن الإقتصاد ، وعشانها ناس ود ابراهيم حاولوا الانقلاب ..

    يا سعادتو صلاح كرار ، مجدى وجرجس ، و28 ضابط من زملائك يهدوك السلام ، ويذكروك بأن الله بيقبل التوبة إذا كانت نصوحة . فلا داعى الانغماس فى مستنقع الانقاذ لآخر يوم فى حياتك .

    صديقك / مجدى محجوب

  24. غايتو انا لو في محل اهل المساكين ديل وديني وايماني اموت بي واحد فيهم وما اخلي حقي… ياجماعة دا ذاتو ماالمضيع السودان ..

  25. قفزك او طردك من سفينة الانقاد الغارقة لن يعفيك من المسائلة ايها اللص الحقير .كل من اشترك في عصابة المؤتمر الوطني قديما او حديثا سيجد المحاسبة وكل من سرق مال الشعب ولو مثقال زرة سيجد المحاسبة وكل من تلتخطت يداه بدماء الشعب السوداني سيجد المحاسبة وكل من اشترك في مؤامرة نيفاشا لفصل الجنوب سيجد المحاسبة .كل من غض الطرف عن احتﻻل حﻻيب وشﻻتين سيحاسب ..وعند نجاح الثورة اتمني تكوين محاكم شعبية من الثوار لمحاكمة اﻻخوان المسلمين في الساحات العامة و نحن جنود القوات المسلحة السابقين جاهزين لتنفيد عمليات اﻻعدام رميا بالرصاص

  26. يا ناس دا ما الزول الزمان كان بلبس ابيض بكحلي باحمر زي معجون سيجنال .. ظهر من وين ؟؟ كل قيادة مجلس الثورة انظروا لقد تم تشتيتهم من الخرطوم بعد ان انجزوا مهامهم القذرة, منهم من قضي نحبه بطياره ومنهم من ينتظر الثوار ليقتصوا منهم .. كانوا مطية الترابي و اعوانه كما تدين تدان مجدي محجوب و جرجس و اركانجلو وغيرهم..

  27. هل قرأتم كتاب (أحاجي من أفريقيا) لكابته السفير جمال ممد أحمد؟ إهداء هذا الكتاب كان موجه إلى حفيده مجدى الذي اغتالته عصابةالانقاذ. كان مجدى في زيارة لجده في أديس أبابا في عام 1964م عام تأليف هذا الكتاب وانتهزها جده السفير الالمعي مناسبة عظيمة لأن يهدي هذا الكتاب إلى حفيده المرحوم مجدي. ترى أين كان صلاح الدين كرار في عام 1964؟ ربما كان…………. أترك ذلك لخيالاتكم.

  28. (هم غاب عليهم أننا لا نستطيع الوصول إلى الرئيس بسبب ما نواجهه من معوقات، وأنا على المستوى الشخصي لست عضواً في اللجنة الاقتصادية للحزب ولا تتم دعوتي لأي اجتماع رغم أنني كنت رئيساً للجنة الاقتصادية في مجلس قيادة الثورة، وبعد ذلك تم تأسيس الحزب، وفي الأيام الأولى أنشأنا اللجنة الاقتصادية، ورغم ذلك لا يدعونني أصلاً، فكيف يصل رأيي وأنا لست عضواً في أية أمانة في الحزب.)
    أنت طردوك عديل كدي عندما جيئت بدون دعوة لاحتفالات ثورتهم يا تمومة الجرتق , فاكر الناس ما عارفا, كيف يدعوك وقد أستنفد غرضك يا تعيس, أرجا الراجيك, وبعدين ما تجقلب الناس, والاصلاحيين ديل غلطو لما ضموك ليهم ودي من أخطاءهم.

  29. عن اي سعر صرف تتحدث ايها العسكري الجاهل الاهبل, سعر صرف من ناحية اقتصادية ام اعدامية(رحمة الله علي مجدي وجرجس.
    نحن في الفترة من 89 / 90 إلى 99 بدأنا برامج ثلاثية توصلنا فيها إلى استقرار سعر الصرف، وهذا كان قبل تدفق النفط، وانخفض معدل التضخم إلى أقل من (10%)، لكن للأسف الشديد عندما دخلنا مرحلة إنتاج النفط لم نربط هذه الفترة مع فترة الوفرة، كما أننا لم نسخّر إمكانيات هذه المرحلة.

    انت اقل من جرزان او كلب ينبح قبح الله وجهك ايها القبيح ويوم حسابك ات واراه قد حان ايها القواد.

  30. أنت يا قاتل ، لست أفضل من أي مجرم من مجرمي الإنقاذ . لأنك قتلت شباب بلا ذنب جنوه فقط لتصادر أموالهم بعد أن اخترعت قانون لم يفكر فيه بشر من قبل ، أن تعدم كل من بحوزته عملة صعبة . سبحان الله. اليوم تجي وتهاجم أسيادك وكلابك ، شوف غيرها كل من شارك في الإنقاذ بدأ يتبرأ منها ظناً منه أن هجومه على العصابة سيشفع له عند الجماهير … هيهات

  31. كمان صلاح دولار عاوز يعمل ليه بطولات الأن، هلى نسي مقولته الشهيرة: “لولا فضل الله وثورة الإنقاذ لوصل الدولار 14 جنيه” بعد أن اشتهر ببيع الدولارات وهو في المجلس العسكري الانتقالي، يعني رأس دولة يكسر اقتصاد البلاد (في عهد المشير سوار الدهب، بعد الانتفاضة) وبعد أن اغتنى من شركة أرياب للذهب عندما كان وزيرا للصناعة حيث كان الفرنسيون “يظبون” له الإجازات “المدنكلة” حيث يتجول مع أسرته في ايرو ديزني لاند وفي شانزاليزيه مصطافا والشعب السوداني مغلي بالحر والعطش. الآن وبعد أن أبعد من الكعكة بعد أن استفاد الكيزان منه أخذ يتصدر كل مشكلة لكي يخلق له بطولات، رأيناه أثناء احتجاج المعترضين على سد مروي والأن عاوز يعمل فيه معارض؟ سبحان الله “الاختشو ماتو”.

  32. اخونا ابن السودان المتجهجه بسبب الانفصال الانحناءه لك لهذا السرد الدقيق المحزن فى تفصيل تلك الايام البارده فى سجن كوبر والكل خائف على مجدى وهو خائف على السودان من الظلم الذى نشهده الان والله كان يمسك بتلك الجريده وهو يقرأ خبر اعدامه والبسمه تعلو وجهه , كنا كلنا جبناء فى عدم التصدى لهم اما اليوم جاء وقت الحساب وهى قائمه طويله ومعروفه اذا عفى عنكم الصادق كما قال تندموا على فعلتكم , لن نرضى بغير القصاص من كل اولادكم حتى لا يهناء منكم كبير او صغير ونحن لن نخسر شىء بعد الذى خسرناه اخيرا مرحب بالموت الذى واجهه اشجع الشباب الشهيد مجدى محجوب اسألوا عنه الشناق كتره وسوف يحكى لكم العجب عن هذا المؤمن ( جاينكم جاينكم يا اولاد هديه) وراكم شيخكم وغفيره.

  33. القصاص .. القصاص .. القصاص.. من القاتل.. لن نرضى بغير ذلك أبدا .. وعقبى في نار جهنم إن شاء الله..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..