أخبار السودان

نضجت أزمة البلاد واستحكمت حلقاتها وضاقت، التغيير الذي يحتاجه السودانيون.

خالد التيجاني النور

لم يشهد السودان في تاريخه الطويل وضعاً مأزقياً كما يواجهه اليوم, ليس فقط على صعيد أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية المضطربة بشدة بل كذلك على صعيد فرص بقائه كدولة تملك الحد الأدني من القدرة على التماسك والحفاظ على ما تبقى من أراضيه بعد زلزلة التقسيم وعلى إيمان شعوبه بوحدة الشعور الوطني وتوفر الإراة على التعايش السلمي المشترك.
وما من شئ أضر بقضية السودان وخطورة التحديات المصيرية التي تتهدد مصيره أكثر من التعاطي الجزئي القصير النظر العاجز عن الإحاطة بجوهر أزمته المتطاولة, والمنشغل بالأعراض الناجمة عن المرض وليس بمسبباته, ولذلك ظلت البلاد منذ بداية تشكل الوعي الوطني في عشرينيات القرن الماضي في حالة هروب دائم إلى الأمام كل أزمة تسلم الراية إلى أختها, لتغرق البلاد في بحور من الأزمات التي تتغير أشكالها وملابساتها ويبقى جذرها واحد, غياب الرؤية والافتقار إلى مشروع وطني جامع قادر على الوعي بطبيعة التنوع التي تذخر بها البلاد وتشكل مصدر إثراء مع عجز ظاهر مستدام عن استيعابه في جهد وطني خلاق.

ما يحتاجه السودان للخروج من الحلقة المفرغة التي يدور فيها الجميع بلا هدى إلا من أجندة محدودة الهدف أبعد بكثير من مجرد إسقاط نظام حكم قائم جسد أزمة النظام السياسي السوداني, الذي تشكل على مدار قرن مضى, كما لم يجسدها أي نظام حكم سبقه إلى سدة الحكم, وما استبانت عورة الأزمة السياسية السودانية الخانقة فاضحة إلا بسبب استطالة حكمه بأكثر مما يتحمله الناس من سقطات لا تتراكم إلا لمن طال وطاب مقامه في سلطة مطلقة منفلتة من كل قيود الرقابة والمحاسبة والاستدراك على فعائلها, والسلطة بطبيعتها مفسدة كما ذهب إلى ذلك اللورد آكتون, وتكتمل أركان فسادها حين تجد نفسها مطلقة السراح مستندة على فوهة البندقية مستعصمة بالقوة سبيلاً للحفاظ على مصالح الطبقة الحاكمة.

يحتاج السودانيون, وقد نضجت أزمة البلاد واستحكمت حلقاتها وضاقت, إلى التغيير, دعوة لتغيير حقيقي يقوم على أفكار جديدة ورؤى مبصرة وحوار عميق ممتد ومتسع الآفاق حول أي مستقبل نريده لبلادنا, مستقبل لا تصنعه طبقة سياسية أنانية لا ترى أبعد من أرنبة أنفها ولا تطمع إلا في تحقيق مصالحها تحت ستار دعاوى زائفة باسم الدين تارة وباسم ديمقراطية مزعومة تارة أخرى, تغيير يضع أجندته للمستقبل ويصنعه أصحاب المصلحة الحقيقية من الجيل الجديد, من أجلهم وليس من أجل جيل قديم متكلس سيطر على الحياة السياسية السودانية على مدى الخمسين عاماً الماضية ولم يكفه أن دمر ماضيها وحاضرها, ويصر كذلك علىلعب دور في صنع مستقبل ليس لهم, أو لعلهم يريدون توريث الزعامة لأبنائهم, وكأن مصير البلاد سقط متاع يتوارثونه, وليتهم كانوا فلحوا إذن لقلنا لهم هنيئاً لكم.

يحتاج السودانيون, وأكثر من ثلثي سكانه من فئة الشباب, أن يتعلموا الدرس وألا يعيدوا إنتاج خيبات الطبقة السياسية المتكلسة الحالية على مدار أكثر من نصف قرن التي أنتج تراكم أخطائها المأزق الذي نواجهه جميعاً اليوم في حالة نادرة من العجز لم يسبق لها مثيلاً يشترك فيها أهل السلطة والمعارضة معاً, فمن هم في الحكم بكل خيلهم ورجلهم وخيلائهم نعم يسيطرون على السلطة ولكن مع ذلك عاجزون عن القيام باستحقاقات الحكم وإدارة شؤون البلاد العامة في حدها الأدنى حتى أوصلوا البلاد إلى حالة الإفلاس الاقتصادي والسياسي الراهنة ولم تكن ثمة حاجة لاعترافات رسمية بذلك والمواطنون يشهدون بأم أعينهم وعسر معيشتهم كيف بلغ الحال الذي لا يحتاج إلى توصيف. أما مناوئ الحكم الذين تمثلهم المعارضة السياسية والمسلحة فليست أحسن حالاً وقد أظهرت في مناسبات عديدة أنها أعجز من أن تعارض, تتحدث عن النظام بألسنة حداد ثم لا تلبث تراها ساعية للتفاوض معها أو التفاهم معها على شئ من كيكية السلطة, فدخل في رحابها من دخل بقسمة ضيزى, ومنهم من رضي بنصف مشاركة, رجل في الحكم وآخرى في المعارضة, ومنهم من يمنعه عن اللحاق بسوق السلطة استغناؤها عن الحاجة إليهم.

لقد كان كافياً للجيل الجديد أن يكتشف بعد تجربتين بتضحيات كبيرة خاضهما للتعبير عن نفسه ومطالبه في مستقبل أفضل, في منتصف العام الماضي وفي الأيام الفائتة, الخذلان الذي وجده من هذه الطبقة السياسية العاجزة في المعارضة التي كانت تنتظر متفرجة على الأحداث تتسقط إتجاهات الريح فإن هي أفضت إلى تغيير للنظام جهزت نفسها للقفز إلى مركب الثوار لترثه دون أن تدفع تضحيات واحدة, وإن سارت الأمور بغير ما تشتهيهه تجنبت التورط وطفقت تحدث الناس بحكمة مصطنعة عن مخاطر سوق البلاد إلى الفوضى والمجهول, ولا شئ في الحقيقية يقود البلاد إلى ما تحذر منه إلا هذا العجز الذي وصل إليه النظام السياسي السوداني بشقيه في الحكم والمعارضة الذي يطيل حالة اللا- استقرار, واللا ?سلم, واللا-حرب, واللا-مستقبل.

وليس في ما يحدث من حالة التوافق الفريد هذه على التواطؤ شيئاً مستغرباً في سيرة النظام السياسي السوداني المتشكل على مدار سنوات الحكم الوطني, الذي تشكل الانتهازية ركناً ركيناً في مواقفه وممارساته وتقلبات تحالفاته المشبوهة, وإلا فالسؤال ما الذي يجعل بلاداً تنجز ثورتين شعبيتين تطيحان بنظامين عسكريين في غضون ثلاثة عقود من استقلالها تعجز عن تأسيس نظام ديمقراطي سليم وتوفير القدرة له على الاستدامة؟.فتش عن هذه الطبقة السياسية التي لا تزال تتحكم في مصائر السودان.

تنصرف معظم الأذهان إلى النظام الحالي باعتباره “نبتاً شيطانياً” هبط من المجهول على الحكم, وليس بحسبانه وليداً شرعياً للنظام السياسي السائد, ولئن تفنن في قدرته على البقاء وفي أن يذيق السودانيين الأمرين, فما ذلك إلا اختلاف مقدار في اتقان أفانين لعبة السلطة وليس اختلاف كيف بأي حال, ولئن فات “الكبار والقدرو” فلأنه وليد فئة متعلمة لم تشفع لها الشعارات البراقة التي رفعتها من أن تنخرط في ممارسات سلطوية مستبدة, قد يبدو مريحاً للبعض أن يجد عزاءً في تساؤل الروائي الكبير الراحل الطيب صالح “من أين جاء هؤلاء”, ولكنه لا يقدم الإجابة الصحيحة لأنه لم يبحث في جذور مسؤولية عقلية النظام السياسي السوداني التي قادت البلاد إلى الوقوع بين براثن هذه المصير البائس.

من الطبيعي أن ينشغل الناس بالخطر الماثل الذي يرون فيه تجسيداً لكل مآسيهم, ولكن الخروج الحقيقي من المأزق الحالي إلى آفاق جديدة لا يتم باستسهال الأمر وابتسار التشخيص وإراحة النفس من الهم بإلقاء اللوم كله جملة واحدة على طرف السلطة الحاكمة, واعتبار أن الحل الوحيد يأتي بإسقاطه فحسب وليس بإسقاط العقلية السياسية التي أورثت البلاد هذه الحالة المأزومة.

لقد كانت الآمال العريضة مثل هذه بالحلول السهلة والمستقبل المشرق تراود الثوار غداة ثورة أكتوبر في العام 1964, وثورة رجب أبريل في العام 1985, ولكن ويا للمفارقة تكرر السيناريو نفسه, وللغرابة في مدة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة, عودة النظام العسكري محمولاً على أعناق أحزاب أيدولوجية في انقلابات لم يكن للمؤسسة العسكرية فيها إلا فضل التنفيذ, فعلها اليساريون في الأولى, واتبعهم بغير إحسان الإسلاميون في الثانية, وسبق الطرفين في سن معصية إخراج العسكريين من ثكناتهم والإتيان بهم إلى دست الحكم حزب الأمة “الديمقراطي” العريق في العام 1958, ولأنه شرف لا يُدعى بعد أن أضحى ضحية له ولغيره من الانقلابين اللاحقين فقد ظل الحزب ينفي فعلته المنكرة أشد النكران ويحاول أن يجد لها مبررات تغسل يده منها.

ليست هذه حكايات من التاريخ عفى عليها الزمن تُروى لدواعي التسلية, أو للتخفيف من جرائر العهد الحالي, ولكنها حفريات ضرورية لاستكشاف مكنونات عقلية الطبقة السياسية السودانية المتضامنة على ما يبدو من خلافات ظاهرة بينها في التواطؤ للحفاظ على ما تعتبره مسلمات في احتكار السلطة للنخبة النيلية, ولذلك لم نجد حزباً أو جماعة بريئة من التورط أو تأييد أو الانخراط في الأنظمة المستبدة التي سيطرت على الحكم أغلبي سني الاستقلال, ومحاولة بعضها إعطاء نفسها ميزة أخلاقية باعتبارها ديمقراطية حقاً كاملة الدسم ومجرد إدعاء لا يقوم عليها دليل, إلا العجز من إيجاد فرصة وشعارها المشترك “إنما العاجز من لا يستبد”.

وهذا ما يكشف فرية التوصيف السائد عن ما يسمى ب “الدورة الخبيثة” في السياسة السودانية للأنظمة المتقلبة بين مدنية قصيرة العمر وعسكرية تطاول حكمها لقرابة نصف قرن, فالواقع أن عقلية واحدة ظلت تسيطر على النظام السياسي تتبادل الكراسي بديمقراطية منقوصة مفتقرة للإيمان العميق بها وللممارسة والتقاليد المرعية, وبانقلابات حزبية بغطاء عسكري, ولئن كان ثمة تبرئة للمؤسسة العسكرية السودانية فإنه لم يحدث لها طوال تاريخها, وعلى طول فترة السيطرة باسمها على السلطة, أن كان أياً من تلك الانقلابات عسكرياً صرفاً.

ويكفي أن تنظر لكل الأحزاب السياسية السودانية لتجدها تشترك, مع تعدد أيدلوجياتها وخلفياته واختلاف طيفها, في افتقارها الشديد للممارسة الديمقراطية الحقيقية وفي بؤس قدرتها على الإصلاح والتجديد ومقاومة أية محاولة لإفساح المجال أمام الأجيال الجديد, أليس غريباً أن تجد قيادات أحزاب اليمين واليسار والتقليدية والحديثة وما بينهما يقودها الجيل نفسه من الزعماء الذين صعدوا إلى القيادة منذ منتصف ستينيات القرن الماضي لا يرون لأنفسهم بديلاً وأحسن الله إلى وليم هيج وزير الخارجية البريطاني الذي استقال من زعامة حزب المحافظين وهو بعد إبن أربعين بعد اربع سنوات قط على تسلمه قيادة الحزب قائلاً إنه لا يوجد رجل لا يمكن تعويضه. ولكن هل هذه مجرد مصادفة هذه التشابه العجيب والتشبث بالمقاعد, ألا ينم عن عقلية واحدة تتوزع على هذه الأحزاب, ولذلك اتسم النظام السياسي السوداني بكل هذا التكلس وبكل هذه القدرة الفائقة على إعادة إنتاجه أزماته, وبعجزه الكامل عن إصلاح السياسة السودانية وهو عاجز تماماً عن إصلاح نفسه, وهل لفاقد الشئ أن يعطيه.

ولذلك كله تدور البلاد في حلقة مفرغة, وتعيش هذا الفراغ العريض المخيف بين سلطة عاجزة عن الحكم ومعارضة فاشلة في القيام بدورها, وجيل متطلع لأن يصنع مستقبل بنفسه بلا نصير إلا تمسكه بالأمل في غد أفضل, وإن كانت ثمة ما تحتاجه البلاد في هذا الوقت العصيب فهو إطلاق مبادرة جديدة للتغيير تتجاوز الحلول الجزئية, أو تجريب المجرب, مبادرة تطلق حواراً وطنياً عريضاً وشفيفاً يشارك فيه أصحاب المصلحة الحقيقيون وهم مدركون لأصل الداء بتشخيص سليم يتجاوزون التعاطي القاصر مع الأعراض, فالسودان لم يعد يتحمل المزيد من التجارب الفاشلة, ولديه من العبر والعظات ما يكفي لابتدار طريق ثالث جديد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أين هم السودانيون الذين يستحقون التغيير ؟ أليسو هم من إختبأ داخل البيوت وصم أذنيه وأغلق عينيه عن ما يدور في البلاد لمجرد سماعه صوت الرصاص ؟ أليسو هم من يرى أن البلد خاليه من الكفاءات لذلك يفضلون بقاء لصوص الإنقاذ على ذهابهم عموما إذا كنت منتظرا تغييرا من الشعب السوداني فسيطوا انتظارك جدا

  2. الشعب السوداني شعب واعي جداجدا جدا حدا ياخوان ما هو البديل المشكلة التي لا يعرفها الناس وهي السبب الا ساسي ان هناك حصار مفرروض فرض عين علي السودان منذ زمن طويل والهدف هو هدف استعماري ومحاربة الاسلام هو الهدف الجوهري وكاتب هذا المقال موجود في لندن لماذا لاينزل الشارع هل ىموت الشعب السوداني ثيم تحدث انتخابات ويجي المهدى والميرغني لسدة الحكم وبعد ذلك يحدث الكيد السياسي ومشاكل في توزيع الوزارات وكوتات السكر والقمح وبالواضح الشعب لايرضي الا بالشريعة الاسلامىة وىاعلمانيون فاتكم القطار موتو بغيظكم وىاناس الراكوبة نص كتابكم فاقد تربوي ورواكيب وفي الختام لاتبديل لشرع اللة

  3. العالم كله مازوم يا دكتور خالد

    فلسنا وحدنا فى مازق تاريخى… انظر الى مصر وكل دول الربيع العربى ماذا ترى

    انظر الى امريكا… خلاف عميق بين الجمهوريين والديمقراطيين وانتظر يوم 17 اكتوبر

  4. الحل الوحيد يكمن في تحديد هوية السوداني وإنتمائه ﻷصله وجذوره وتقاليده وموروثاته وثقافاته ولهجاته وتاريخه العريق الذي ﻻ تشبه العرب في شيئ وﻻ يمت له بصلة إن لم تحدح هوية السوداني فﻻ يمكن الشعور باﻹنتماء الوطني للفرد

  5. نحتاج لدولة حقوق الأنسان والمواطنه وما أفقرنا وجعلنا في مؤخرة الدول الناميه هي الأنظمه الأيدلوجيه الحقيره

  6. نحن لا ندعم الظلمة ولكن لا اجوز الخروج على الحكام حتى لا يصير حال السودان كحال ليبيا التي اختطف رئيس وزرائها بالامس في وضح النهار (اعلى سلطة في البلاد) وصار يساوم عليه بالمال لاطلاق سراحه وقيل صور عاريا واطلق سراحة صراحة هزني هذا الحادث نظام البشير صار تترصد له دول عظمى ودول اقليمية لاسقاطه كمصر السيسي والسعودية اتوقع ان يتم اختراق النظام او الجيش لاسقاط النظام من الداخل كما فعل المشير سوار الذهب مع نظام النميري فذلك يجنب البلاد الفواتير الباهظة لاسقاط هذا النظام ان تدخل الشعب لاسقاطه لان النظام صار ذو قابلية اكثر من ذي قبل لتنفيذ هذا الاختراق والانقلاب بسبب ترنحه وتهاويه وعزلته وافلاسه المدقع وشح موارده فالنظام في النزع الاخير فنصيحتي للسودانيين بان يصبروا فقد صبروا الكثير وبقي القليل بإذن الله فقد عرف الصبر بان صبر المرء اذا نفد ان يصبر قليلا بعد نفاده فحين ذلك ياتي الفرج

  7. اخى الكاتب اولا نحن نوافقك الراى فى ماتناولتهولاكن انتم الكتاب لاتبحثون عن الحلول وتوجهنهاالى من المسئول عن عدم وجد نظام دولة فى السودان وانتم تتابعون منذ الاستغلال من هم على سدة الحكم اذا كانو من الاحزاب اوالعسكر هل هم كانو يحكمون بهدف مصلحة البلد ام لمصلحة الهيمنة على سكان البلد كل واحد منهم على طائفة
    الانقاز هم من نفس التنظيمات السابقة ولم يكنو نبت شيطانى كما يدعى الاخرون واذا اردنا استقرار البلد فى ظل الازمة الاقتصادية الحاليةنرجو من كل المارضين التفكير بعقلية المصلحةالعامة وليس بفكر السلطةوانا اجزم اذاتم تسليم الدولة الى المعارضة الحالية لم يستطعوا ادارة الدولة الا بعد ان يقصى من لديه القوة اكثر من تسعون فى المائة من كانو مع
    لذلك نامل من الجميع التفكر لمصلحة البل

  8. يا شماليي السودان…هذا الخوف هو من سيطرة ثوار الهامش ثوار الجبهة الثورية هو مايشغل بال الكثير منكم الان… شماليي السودان يرون ان نظام (الأنجاس) افضل لهم من سيطرة هؤلاء الثوار الزنوج … ولكن هذا حلم لن يتحقق لهم والى الأبد … والسبب هو ان هؤلاء الثوار هم (البديل) القادم بقوة هذه المرة وبكل سلاحه ليبنى السودان الجديد… ولو كره الشماليون. والفجر ات والصبح قريب

  9. ظلت البلاد منذ بداية تشكل الوعي الوطني في عشرينيات القرن الماضي في حالة هروب دائم إلى الأمام كل أزمة تسلم الراية إلى أختها, لتغرق البلاد في بحور من الأزمات التي تتغير أشكالها وملابساتها ويبقى جذرها واحد, غياب الرؤية والافتقار إلى مشروع وطني جامع قادر على (الوعي بطبيعة التنوع)التي تذخر بها البلاد وتشكل مصدر إثراء
    ممتاز …
    نعم الهروب من التنوع العرقي والثقافي والديني الذي يسكن السودان هو سبب ما نحن فيه ….هذا الهروب الذي أدي الي انفصال الجنوب (المختلف الاخر) والذي عبر عنه البشير في القضارف يعد الانفصال مباشره وصرح بإعلان تطبيق الشريعة !!!
    نعم الهروب من الواقع ورؤيه التنوع الذي يسكن السودان أدي الي الفشل الذي نحن فيه ولكني أزيد بما اسميه العقلية القرويه لسكان السودان الا من رحم ربي!
    فمن شب علي شئ شاب عليه والقلم ما بزيل بلم لذالك تجد القريه وثقافتها تسكن السوداني مهما حصل من درجات علميه….فهو ظاهر متمدن وباطن قروي!
    بس أشرحوا لي دي …القروي وبعد ما أتعلم بالإنجليزي في جامعه الخرطوم وسافر وعرف اهميه تعلم لغة (العدو) يقوم في اول فرصه يلقاها يعرب التعليم ؟!!!
    بالله دي قروي ولا ما قروي؟ ووبالتمعن في رجال الإنقاذ تتأكد الفكره!!
    حين أقول قروي فأنا اقصد مجموعه الأفكار التي تحكم اي قريه وليس المكان!
    لذالك تجد فهم وتصور كل منا للوطن السودان يتجسد بالتحديد في ((قريته)
    بعكس مثلا المصري الذي يتجسد الوطن عنده بالمركز (القاهرة)… التي يسمونها (مصر)!!!
    رفض الاخر وبالتالي (التنوع) يرجع لعقليه (وثقافه) (القريه) ….

    ثقافه القريه ترفض الجديد (والتجديد) والتنوع والاخر …والكبير كبير والصغير صغير ولو الكبير ما مات يستحيل الصغير يحل محل الكبير!!
    يعني نقد …الله يرحمه لو ما كان مات ما في شيوعي يحل محله ….والصادق والميرغني والترابي والبشير وعلي ونافع والي اخره
    المشكله ليست سياسيه ولا اقتصاديه المشكله عندنا تربويه وبامتياز….
    وعاش السودان الجديد

  10. للاسف الشديد فان ما هو مدعاة لفخرنا نجده هو سبب شقاءنا ،فنحن نتبجح باننا ارض المليون ميل مربع _كنا كذلك- وبالتالى فان اتساع عذه الرقعة الجغرافية ساهم فى تعدد الاعراق والثقافات والبيئات مما كان له اكبر الاثر فى فرقتنا وشتاتنا، وان ما نفتخر به من اننا الشعب الوحيد الذى فجر ثورتين فى اقل من ربع قرن من غير اراقة دماء ايضا القى بظلاله السالبة علينا ، فلو كنا قد دفعنا ثمنا مقدرا لثوراتنا هذه لعرفنا كيف نحافظ عليها فان ما ياتى بسهولة يذهب ايضا بسهولة ،واتت هذه العصابة لتكمل الباقى باعادة تشكيلها للمواطن السودانى الذى اصبح مسخا مشوها لايقدر على الحركة ولا على فعل شئ وهو يرى هؤلاء الاوباش يعبثون به وبمقدراته ويحركونه كقطع الشطرنج انى شاؤا

  11. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا مابانفسهم
    لقد بدات مرحلة الحرمان منذ الآن وهاهو الشعب السوداني يكابد الجوع والمرض نتيجة الفقر المدقع
    الواقع
    ان الوطن فقد ثلث مساحته وربع سكانه وثروته البترولية نتيجة للرعونه السياسية ومازالت اطراف من الوطن في جنوبه وغربه تسير على ذات النهج ويتململ شرقه ويشتعل وسطه سخطا ويعاني شماله من انخفاض الكثافة السكانية
    وصل الاقتصاد مرحلة الانهيار وفي طريقه للانهيار التام وترفض الحكومة اعادة هيكلة نفسها وتتستر على الفساد
    الشعب ادرك خطورة الامر وخرج للشارع ولكن تمت هزيمته هزيمة نكراء بقوة عسكرية لم نجد للنظام عذرا بعد ان تاكد توفرها ان تظل حلايب والفشقة محتلتين حيث كان الاجدر توجيه الالة العسكرية الضخمة هذه لتحرير الارض
    الاجيال القادمة يلف مستقبلها السواد والظلمة والعتمة اذا بقي الحال على حاله على ايتها حال

  12. جداد اليكترونى كتير أزعجه ما كتب د. خالد لذلك انتشروا فى مداخلات للتشويش … موتوا بغيظكم فهاهو واحد منكم يقول لكم بملء فيه ما أنتم فيه من غباء وضلال

  13. بالمناسبة يا سادتي القراء الأستاذ خالد التجاني النور كان أحد أفراد التيم الخاص لشيخ الضلال حسن الترابي أيام مجده الآفل.. يعني في أسوأ أيام الإنقاذ المقبورة إن شاء الله.. الكاتب كان من المقربين من رأس الحية أيام بيوت الإشباح وإعدامات ضباط رمضان ومجدي وجرجس وأركانجلو وأيام الفصل التعسفي الذي طال الآلاف .. . يا أستاذ: لماذا لم تستنكر تلك الأفعال على شيخك في تلك الأيام؟.. كنت بتعمل شنو يا أستاذ هناك (في مكتب الترابي الخاص)؟ كنت سكرتيره الخاص؟ كنت مشاركا في كل تلك الجرائم بالرضى أو بالصمت؟ لماذا تتحدث الآن؟..ما يحدث هو فقط أثر من آثار شيخك الذي أضاع كل شئ..حدثنا يا شيخ الكتاب عن تلك الأيام السوداء..ضع تحت اسمك خطاوصف لنا دورك أيامها..هل مثل تلك الأيام السوداء يمكن أن تُنسى “هكذا” وبس؟.إعتذر للشعب قبل أن “تندمج” في تحليلات جديدة..قدم لقرائك الكثر يا أستاذ “أوراقك الثبوتية” أولا!..هذا حق أصيل من حقوق القراء على الكاتب..

  14. الدكتور الجليل خالد التيجاني. هذعرض رصين وشامل وتحليل شديد العمق لتجليات الأزمة وكذا توصيف بائن للخروج منها . هذا النوع من الكتابات شديد الأهمية فى هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن . التغيير أصبح ضرورة اليوم وليس غداً ، مهما كابر عبيد السلطة الذين تفتنهم هذه السلطة حتي ما عاد يهمهم قتل الشباب السودني بهذه الوحشية والبربرية ، لمجرد أنهم خرجوا فى تظاهرات سلمية، يمارسون حقهم الذي كفله لهم الدستور . الكتابات التي تؤكد على إستمرار الثورة يجب أن توضع في الواجهة . في هذه المرحلة، لاتلزمنا كتابات الإحباط أو الكتاب الإنهزاميين ، الذين يصنفون بما يكتبون لصالح النظام وليس لصالح الثورة .أنا أفضل أن نختار ” مفرداتنا ” بعناية فائقة . مثلا يجب أن نستخدم مفردة الثورة وليست التظاهرات ، لأن التظاهرات كانت مرحلة كشفت عورات النظام ووحشيته وبربريته فى قتله هذا العدد الكبير من الشهداء .كما يجب إستخدام مفردة ” المقاومة ” بدلا عن ” المعارضة ” لأن الأخيرة ظلت تمارس رذيلة التقاعس والفشل واللامبالاة خلال عمر الإنقاذ وكانت تتفرج والإنتخابات تزور وتتفرج ودارفور تحترق وتتفرج والجنوب يفصل وتتفرج والفساد يصبح أكبر معلم يميز الأنقاذ وحكمها !.يجب عدم الزج بأسماء رؤساء الأحزاب ” الدينوصورات” في هذه المرحلة حتي لا نستفز الشباب ونحبط ثورتهم .لا أدري ربما يكون دكتور تيجانى أصغر منا سنا، لكن بالتأكيد أن جيلنا ( جيل السبعينات ) أيضا مطالب أن يكون بعيدا عن هؤلاء الشباب حتي لا ينقل لهم عدوي الفشل وإستمراء الحياة تحت سلطة فاسدة كل هذه السنين دون أن يكون له أي رد فعل !. هكذايندرج هذا الجيل في نفس خانة الدينوصارات !!الثورة تلتقط أنفاسها وتستأنف مسيرتها لأن الشباب مصرون علي القصاص لزملائهم الشهداء الذين قدموا أرواحهم الغالية رخيصة مهرا للثورة .

  15. ***يجب ألا نعيد تجربة أبريل 85…انتفاضة أبريل هزمها الخائن سوار الذهب…كانت الأهداف أربعة…حلول عاجاة ل: الوضع الاقتصادى…أزمة الجنوب…اطلاق الحريات…ثم الانتخابات…قفز سوار الذهب والجزولى على كل هذه المحطات وسارعوا الى الانتخابات فجاء أس البلاء الصادق المهدى وبقية الاحزاب …لم تحقق أى من الأهداف الثلاثة المتبقية…بل زادت الأوضاع سوءا فى ظل ديمقراطية عبثية لم تقدر حجم التضحيات …فعبثت الأحزاب الطائفية وجماعة الاسلام السياسى بكل الطموحات…وانتهى الحال الى الانقاذ
    *** نحتاج لا لأحزاب طائفية ودينية تسرق جهد الشباب كما تعودت…فى ظل الحروب فى كل ولايات السودان…وفى ظل انتشار الحروب القبلية والاثنية…وفى ظل حالة الانفلات فى كل أنحاء البلاد…نحتاج الى وطن…نحتاج أن نعيد تعريف هويتنا كسودانيين يجمعنا وطن واحد…نحتاج الى هوية سودانية…الحل فى قيادة عسكرية من قلب القوات المسلحة…تعيد تجميع الأطراف التى كادت تنفرط…تعيد الانضباط ووقف الحروب العبثية…قيادة عسكرية تضرب بقوة على الذين عبثوا بهذه البلاد لما يزيد على الخمسين عاما…تمنع قيام الأحزاب على أساس طائفى ودينى واثنى…تعيد تجميع كل السودانيين تحت راية واحدة…فترة انتقالية لاتقل عن 5 سنوات تضبط فيها الأمور ويعود الأمن والاستقرار…لا نريد ديمقراطية …نحن فى حاجة الى وطن أولا…

  16. نترحــــــم عـلـي شـهـدائنا .. شـهـداء الـحـرية والـعـزة والـكـرامـة ..
    ونــدعــوا بالـشـفـاء الـعـــاجـل لـجــرحــانا ..
    إذا الـشــعـب يــومــا أراد الـحــياة .. فـلابـد للـحــق أن ينتصـــر ..
    ولابــد للــقـــيد أن ينكســــر ..
    ولابـــد للـــيل أن ينجـــلـي ..
    لا يـعـــرف الـشـعـب الـســودانـي الـعـظـيم مـــن يراهـــن عـلـي مــن يـكــون الـبـديل !!!.
    حــواء الـشـعـب الـســودانـي لــم تـعـقــر يومـــا عــن ولادة الأبـطـال ،الـقـادة الأفــذاذ ..
    حــواء الـشـعــب الـسـودانـي ولاده .
    إن مـيثاق الـفـجـر الـجــديد .. فـجـر الـحـريه ، فـجـر الـخـلاص .. فـجـر الإنـعـتاق الـنهـائـي مـن نير الـرجـعـيه ، والـتخـلـف ، والـشـعـوذة ، والـدجــل ..
    فــجــر الـتطـلـع لـغــد مشــرق .. مـلـوءه مـسـتقبل ذاهــي مشــرق وضــاء ..
    نـعـيد مــن خــلالـه إعـادة بناء وطــــن شــامـخ ..
    دولــه عـصـريه مــدنيه ديمـقـراطيه تـعــدديه حــديثه ..
    يتـم تـداول الـسـلـطـه بصــورة حـضـاريه مـلـوءهـا الـسـلـم والـتوافـق ، وحــب الـوطــن ..
    تـسـعـنا جـمـيـعـا بفســيفســائهـا الـمبهــرة ..
    تسـعـنـا بــكـل أدياننا .. بكــل رطــاناتنا ، بكــل الـواننا الـجـمـيلـه الـوضـاءه .. بكــل ثـقـافـاتنا الـغـنيه الـضـاربه فــي عـمـق الـتاريـــخ ..
    مـــن أجـــل هـــذا .. يـحـمـل الـمــلايين الــتي تهـــدر الآن فـي الشــوارع كـالـســيول ..
    يحـمـلـون أرواحـهـم فـي أكـفـهـم .. رخــيصــة مــن أجــل الـوطــن .. والـغــد الآتــي ..
    للــذين فـي عــيونــهـم وقـلـوبـهـم عــمــي ، ومــرض ..
    نـقــول .. فــجـر الـحــريه آتـي لاريب فـــيه ..
    نراه بأم أعــيننا .. نهــارا جـهــارا .. يأتـي حــثيثا .. عــنوة وإقـتـدار .. فـي شـمـوخ وعــزة .. يـخـلـب الألـباب .. يـلـهــب الـمشــاعــر .. يبهــر الأبصـــار ..
    الــيـس الـصــبـح بـقـريب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..