التطبيع مع إسرائيل …( شمار حار)!ا

إليكم

التطبيع مع إسرائيل …( شمار حار)

الطاهر ساتي
[email protected]

** وثائق وكيليكس الأخيرة، والتي تخص الشأن السوداني، تذكرني بمجالس الناس في بلادي في أوقات فراغهم، حيث الأمكنة والأزمنة المناسبة للإندياح بلا قيود..نعم، الناس في بلدي ينداحون – وبيأخدوا راحتهم على الآخر- في بيوت العزاء وصالات الأفراح وسوح الأندية وقعدات العرقي والقهوة، ويخرجون كل ما في عقولهم وقلوبهم بمنتهى الأريحية، وكأن (يا دنيا ما فيك غيري )..أحاديثهم في تلك المجالس هي خفايا وأسرار، وتسمى – بلغة الراندوك – بالشمارات.. وهي أحاديث تمزج الحقيقة بالخيال، بحيث يستعصى على سامعها تكذيبها أو تصديقها.. ومع ذلك، يأخذ بها ثم يوزعها على الآخرين بعد مقدمة شهية من شاكلة ( عندي ليك شمار حار)، ليسيطر على إنتباهتهم وليكسب حديثها المصداقية.. !!

** بعض ساسة بلادي ينداحون امام ألامريكان، حسب إفادة وكيليكس، كما تنداح العامة في مجالس الانس..ولكن إندياح الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، مستشار رئيس المجهورية، أمام القائم بالأعمال الأمريكي السابق البيرتو فرنانديز، كان مثيرا للغاية..مجرد التفكير في التطبيع مع إسرائيل كان بمثابة (خط أحمر) عند الإسلاميين وبعض العرب، ناهيك عن إبداء الرغبة في التطبيع، أو كما نسبه وكيليس لمصطفى حسب تقرير القائم بالاعمال الأمريكي ..ولو لم يكن يتكئ هذا الموقع على التقارير الصادرة عن السفارات والمؤسسات الأمريكية، لما إكتسبت تسريباته كل هذه الأهمية والمصداقية..فالامريكان، كما كل الغرب، يتسمون بشفافية ( بلاحدود) في معاملات وعلاقاتهم ومقابلاتهم، ويتقنون ثوثيق حركة وسكون من يعمل معهم أو يتحدث معهم بمهنية عالية، وبين والآخر – كل 30 سنة تقريبا – يبعثرون حقائق ووثائق كل تلك المعاملات والعلاقات والمقابلات في الهواء الطلق بلا خوف أو حياء.. وكثيرون هم الذين إحترقوا في أوطانهم بفضل تلك الشفافية الأمريكية التي تقول بمنتهى الوضوح ( هؤلاء كانوا أفضل عملائنا )..!!

** ربما هناك ما يستدعي بعثرة بعض الوثائق والحقائق، بكل ما فيها من شخوص وشمارات(أول بأول )، بدلا عن إنتظار (30 عاما)، لخدمة أجندة محددة..ولذلك، إخترعت عبقريتهم هذا الموقع المسمى بوكيليكس، ربما ..المهم، مصطفى يبدي لفرناديز رغبة الحكومة السودانية في تطبيع علاقتها مع إسرائيل، ويطلب من أمريكا مساعدتها في تسهيل ذلك، أوهكذا يقول الموقع على لسان تقرير فرنادير..مصطفى ينفي للأخبار برد مكتوب يقول فيه بالنص ( ما ذكر على لساني في موقع ويكيليس الأفاك مجرد إفتراء صريح على شخصه وحكومة السودان المجاهدة .. وتعودنا على مثل هذه الإتهامات الشائهة، وسبق لهذا الموقع أن اتهم رئيس الجمهورية بامتلاكه رصيدا ماليا يقدر ب(9مليار دولارا ) في أحد البنوك البريطانية..اننا ماضون في عملنا من أجل رفعة السودان وحماية ارضه ورفاهية شعبه .. وموقف السودان الرسمي والشعبي من العدو الاسرائيلي معروف سلفا، وهو موقف يرفض التعاون مع الكيان الصهيوني جملة وتفصيلا )..هكذا رد مصطفى على تسريب ويكليكس ..!!

** التوتر يتجلى في ثنايا رد مستشار رئيس الجمهورية، وكذلك الإضطراب والهتافية الزائفة، ثم الإحتماء برئيس الجمهورية غير مخفي في ثنايا الرد.. وكيليكس لم يتهم رئيس الجمهورية، بل نشر بعض تكهنات أوكامبوا، اي حتى أوكامبو ذاته لايملك الدليل، وسأل بريطانيا ومصرفها بحثا عن الدليل، ولم يجده الى يومنا هذا، بحيث لم يؤكد المصرف ولم ينف..ولذلك الحديث الذي من شاكلة ( الموقع ده قبل كدة إتهم الرئيس) غير مجدي حين يستخدمه مصطفى في موقف كهذا، ما لم يكن القصد من الزج بالرئيس في مرافعته تلك هو الإحتماء به أمام الرأي العام السوداني الذي يستنكر مثل تلك الرغبات ومجرد التفكير فيها..مطلوب من مصطفى تكذيب القائم بالأعمال الأمريكي والذي من تقريره – أو برقيته – كتب ويكليكس ما كتبه، وحين يكذب القائم بالأعمال للناس حق التساؤل : ما مصلحة القائم بالأعمال الأمريكي في حديث كهذا؟، ولماذا إختارك – انت بالذات – لينسبك لك تلك الرغبة؟، وهل هناك سفير أو مبعوث أو قائم بالأعمال – في العالم – يمد حكومة دولته بالمعلومات غير الصحيحة، أقوالا كانت أو أفعال ؟..أوهكذا الاسئلة التي حول حمى إجاباتها تحوم الحقيقة.. أما بقية رد مستشار رئيس الجمهورية، فهي هتافات من شاكلة (حماية أرض، رفاهية شعب، رفعة السودان)، فهذا الهتاف لايقدم ولايؤخر، لأنه خارج شبكة القضية، ولأنه مستهلك و( طق حنك ليس إلا)..ولا أدري هل يقصد المستشار بحماية الأرض ( حلايب والفشفقة)، أم يقصد برفاهية الشعب ( سعر الدولار وأسعار السلع)، أم يقصد برفعة السودان ( سمعة السودان التي لم ترد في الوكالات إلا حربا ونزوحا وتشردا و فقرا وبؤسا)..؟..على كل حال، في خاطري قصة فيليب عباس غبوش، إذ هاجمته الصحف ومجالس الناس بعد أن (كسر التلج) للرئيس الراحل نميري، عقب الحكم عليه بالإعدام ، قال مبررا ( قلت يا ود يا فيليب العب بولتيكا )..ربما مصطفى أيضا كان يلعب (البولتيكا) مع القائم بالأعمال بحكاية التطبيع مع إسرائيل، ربما..ولكن لصالح من كان يلعب؟..لصالح حكومة السودان أم لصالح مصطفى الذي كان – قبل الثورة المصرية – قاب قوسين أو أدنى من منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية ؟..لست أدري، فالحكاية كلها ( شمار في شمار)..ولكن رب شمار كهذا خير – للناس والاعلام – من الف بيان..واللهم أكثر من أمثال ويكليكس..!!
………….
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. لله درك ياود ساتى… فهؤلاء القوم لايهمهم اذا تحالفوا مع الشيطان او اسرائيل فى سبيل بقاءهم فى مناصبهم .. والمعلومة المؤكدة ان هذا المدعو مصطفى اسماعيل كان يسعى حثيثا لتقلد منصب الامين العام للجامعة العربية وبالتالى كان لابد من كسير الثلج ده واذا استدعى الامر كسير الطلح ذاتو ولايهم بعد ذلك اى شيئ .. حريقة فى المبادئ وحريقة فى السودان وحريقة فى العالم كلو …حسبنا الله ونعم الوكيل

  2. لا اظنك تقصد ما كتبت انت صحفي حصيف كيف تؤكد ان ما اوردته من معلومات لا بد ان يكون صحيحا من دون ان تجهد نفسك لتوثق ما تاتي به من اخبار انما وضح جليا انك تبحث ان اي تهمة وباي طريقه لتلصقها باي سياسي او مسؤول يا اخي اتقي الله واكتب الاشياء الصحيحة وبرضوا القراء منهم من يفهم وليس كلهم من جنس الذين يعلقون علي ما يكتب من اجل الظهور فقط
    ولك كل الود

  3. الطاهر ساتى كان وغيره كثيرون ممن خدعوا بهذا النظام البائس …. وعندما اكتشف زيغه وخطيئته انحاز لمهنيته ….شخصيا" أصبح كاتبى المفضل برغم الكيزانوفوبيا التى تعترينى والغالبية العظمى من السودانيين حتى ولو ابوا واغتسلوا من رجس الكيزان ……. مثل هذا المقال وغيره تأتى أهمية الوقوف عنده ليس من باب أنه فيه من السبق الصحفى أو المصداقية العالية .. فموضوع المقال متاح للجميع وكثير من الصحفيين الشجعان والشرفاء يتمتعون بالمصداقية والمهنية ..ولكن قليلون هم من يراجعوا ذاتيتهم ويصححوا مواقفهم وينحازوا للحقيقة بمثل شجاعة الطاهر ساتى ….

  4. فعلاً المؤمن مصاب ، ( وسأل بريطانيا ومصرفها بحثا عن الدليل )?! طبعاً دة كلام نجر ساي ! فالمعلومة يا ساتي كانت ولا تزال متاحة ، فبعد كلام اوكامبو الفارغ ( زي كلامك دة ) بإتهام الرئيس البشير بإيداع أموال في بريطانيا ، كان هناك تكذيب واضح من البنك المعني ، حتي أن هنالك أخبار كانت تقول برفع دعوة ضده نتيجة الإضرار بالسمعة . أما تبرير وتوضيحات دكتور مصطفي وحتي هتافيته إن كان يرضيك ذلك ! فهي في سياقها وليس فيها ما يمكن أن يكون مستهجناً .
    لقد كتب أحد المعلقين في مقالة سابقة للأخ ساتي يقول فيها بعجزه عن الكتابة في الشأن السياسي وأن علي الأخ ساتي الكتابة فقط في الجوانب المطلبية التي تهم المواطن ، ولا ازيد !!..

  5. مافى افاك غيرك انت يامصطفى عثمان

    وغير رئيسك البشير

    عالم جنها نفاق وكذب

    وعاملين فيها اذكياء

    جاتكم داهية

  6. أصبت كبد الحقيقة خاصة عند الوصول إلى الخلاصة الأخيرة الخاصة بالجامعة العربية وبالمناسبة د. مصطفى أحسن واحد في الانقاذ يكسر ثلج . دا كان بيكسر ثلج لأحمد بلال الطيب أيام كان وزيرلا خارجية عشان يستضيفه كل مرة والثانية وهو معروف بقدر خرافي من النرجسية وقال كنا شحادين.

  7. والله يا استاذ الطاهر طولنا من كتاباتك الجاده الى ان خرجت علينا بهذه التحفه حتى انك لم تترك له مجال للدفاع عن نفسه اللهم الا ان ينفى التاكيد كما هم دائمآ

  8. الراجل ده ونحن هنا نسميه الطفل المعجزة أرجو أن تسأله عن مخرجات مؤتمر الاستثمار الذي أقامه في الشارقة ليصطاد بعض المغتربين. الحكاية وما فيها أنه الود اتعلم على السفر والكذب وبقى ما قادر يعقد في السودان. الحمد لله على سلامة عمرو موسى لأن الود ده كان عامل ليه كباس كلما يتلفت يجده بالقرب منه وما فضل ليه إلا يمسح جزمة عمرو موسى ده كله علشان يجد ليه وظيفة في الجامعة ولكن نسوي شنو مع الثورة المصرية. المهم الود عايش على النثريات وقال ليك ما بهبش راتبه مخصصاته أبدا وعشان كده عمل جامعة الرازي.

  9. البنك الذي نفى وجود حساب للبشير هو فرع بنك لويدز في بريطانيا ومعلوم ان لهذا البنك فرع في سويسرا وجماعة اوكامبو ما حكو في الموضوع كتير لانهم محتاجين للبشير لسة 

  10. اقرأ لك باسمرار و تعجبنى كتاباتك ولكنك فى هذه المرة اخطات , حاولت ان تنسب ما عرضه مصطفى كانه عرض شخصى مع انك و الجميع يعلم ان قرار كهذا لا يمكن ان يتخذ الا بموافقة الانقاذ و البشير و ذاته و وفقا لهذا كان عليك توجيه اتهامك للنظام (من راسه و حتى اخمص قدميه)
    و لكنك حاولت التضحية بمصطفى كبيدق فى مجمل ردك على هذه التسريبات و محاولة عدم نسب نفس التهمة الى البشير بل انك حتى قمت بالدفاع عن البشير فى عرض هجمتك على مصطفى و ذلك لاستمدادك تهمة الاتهام لوثائق (ويكيليكس) التى -هى ذات نفسها- تتهم البشير بتهمة مالية
    لا يمكن ان اتهمك بالجبن فانا لست فى موقعك و اعرف الاختلاف المهول بين التعليق باسم رمزى و بين الكتابة فى صحيفة فى وجود نظام قهرى لا يعرف الله و لكنى قلت ما قلت لانى احسست ظلما فى ان يهاجم-بضم الياء- شخص ارتكب خطا بينما يترك الاخر رغم ارتكابه لنفس الخطأ و ذلك لضعف الاول و قوة الثانى
    و لم اكن اريد ان ياتى مثل هذا من اشرف و اشجع صحفى حاليا

  11. طيب يا مكاريييين مادام تمرغون وجوهكم في التراب والسجود لاميركا عشان تعملوا علاقة مع اسرائيل.لماذا تبهتون وتتهمون ياسر عرمان بالخيانة والعماله؟ بل نتم الخونة يا عملاء

  12. هاك شمار تاني ياحبيب …. اللواء الركن يحي محمد خير الحاكم العسكري لولاية النيل الأزرق……. هو نفسه اللورد يحي محمد خير مالك أكبر عدد من الأراضي جنوب الخرطوم والتي تتحول في فترة زمنية قياسية الى فلل فخمة ويتم بيعها للمغتربين وغيرهم ولبعض أقربائه…. هو اللورد يحي محمد خير المورد الرئيسي لمواد البناء سيئة السمعة القادمة من الصين …. هو اللورد يحي محمد خير الحاصل على أعلى نسبة اعفائات من الجمارك السودانية بتوثيق عدد الحاويات القادمة بأسمة أو عبر أعوانه….. هو اللورد يحي محمد خير المتحكم الرئيسي بجميع موارد القوات المشتركة والتي لم ولن يتم جردها أبدآ……… انه اللورد يحي محمد خير نسيب الزبير محمد صالح !!!!!!!!!!! وما خفي كان أعظم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..