الدبلوماسي والمصارع الياباني ياسو هيرو مورو… في أول حوار له: نسعى لنقل تجربة (المصارعة النوبية)..اللاعب (مديرية) حاضر في الصحف اليابانية

(…) هذا أكثر ما لفت نظري

ياسو هيرو مورو جاء إلى السودان بحكم عمله كـ(السكرتير الثقافي والعلاقات العامة والإعلام للسفارة اليابانية). مورو لم تمنعه البروتوكولات الرسمية من أن يقف على حلبة المصارعة بملاعب السلام بالحاج يوسف، وعلى الرغم من هزائمه المتكررة إلا أنه يحرص على ممارسة هوايته التي يفضلها دون غيرها. مورو في حديثه لـ (فلاشات) يؤكد على دور الرياضة في تعزيز العلاقات الدولية.. (فلاشات) جلست إلى مورو للكشف عن الوجه الآخر.

حوار: ولاء عبد الله عوض

* بداية مورو… انطباعك عن السودان؟
نرحب بصحيفة السوداني في سفارتنا.. مورو يعتبر نفسه أحد أفراد هذا الشعب الطيب الحبوب.. لذا فإنني في غاية الحزن لأن مهامي الرسمية شارفت على الختام. وعلى الرغم من زيارتي لأكثر من دولة عربية، ولكن السودان لها وقع خاص بداخلي.
* لغتك العربية جيدة نوعاً ما… كيف تعلمتها؟
حقيقة العربية من أصعب اللغات. ولكن كانت لدي رغبة أكيدة في أن أتحدث العربية. فالتحقت بمعهد بـ(طوكيو) لتعليم العربية. ومن ثم درست اللغة العربية بمصر والأردن، وجئت للسودان في عام 2012م وتعلمت الكثير من الكلمات السودانية البحتة.
كلمات سودانية مثل ماذا؟
(شنو ? كلام ساكت ? آي- صديق ? أرح)
علاقتك بالمصارعة الشعبية؟
مديري في العمل دعاني لمشاهدة المصارعة الشعبية، وأنا في الأصل لاعب مصارعة وجودو باليابان، وقمت بمتابعة المباريات من داخل ميدان السلام، وجذبتني المصارعة الشعبية، وقررت خوض مباريات والمشاركة فورا، وبالفعل حدث ذلك وانهزمت، ولكن كانت لديّ عزيمة قوية ألا أتوقف وأمارس النشاط.
* أسألك عن المعسكر الإعدادي الذي التحقت به في اليابان؟
كيف عرفت بذلك؟! بالفعل غادرت لليابان وتدربت على يد خبير، وكسبت خبرات كبيرة، ومن ثم عدت للسودان لإكمال المباريات المتبقية، ولكن وللأسف الشديد خسرت مرة أخرى، وخسارتي لا تعني أن اليابانيين ضعفاء.
* ماذا يعني؟
فقط أنا لم يلازمني الحظ، وسأخوض آخر مباراة غدا الجمعة ولديّ إصرار وعزيمة لا يحدها حدود على أن أكسب خصمي صالح عمر الشهير بـ(مديرية) الذي هزمني في المباراة الماضية.
* مصارع سوداني أثار انتباهك؟
مديرية واللاعب ضحية.
* أسباب خسارتك المستمرة؟
البنية التحتية للملعب غير مهيئة، بالإضافة للقامة الجسمانية للاعبين، والألعاب القتالية تعتمد على (الأوزان).
* بعد تلك المشاركة.. هل يمكن أن يكون هناك تعاون بين البلدين؟
بالتأكيد.. تبادل بروتكولات وتبادل ثقافة. ونحن كسفارة قمنا بإرسال برقية لطوكيو.. وأخبرناهم بمشاركتي وأنه لا بد أن يكون هناك تعاون بيننا، وأن ننقل ثقافة (المصارعة الشعبية) وكما هي معروفة لديكم (مصارعة النوبة) إلى اليابان. ونحن الآن في انتظار الرد.
* أسألك عن رأيك بالإعلام السوداني.. ومدى تعاونكم معه؟
أكثر ما لفت انتباهي بالسودان هو (الإعلام)، فمنذ مشاركتي الأولى بميدان السلام كان الإعلام موجوداً من صحف وإذاعات وتلفزيون، وفي الجولة الثانية حضرت القنوات الخارجية، وبثت المباراة.. وعلى المستوى الشخصي فإن مشاركتي وجدت اهتماماً كبيراً من القبيلة الإعلامية ووجود الـ(بي بي سي) كأول دبلوماسي يشارك في المصارعة دافع لكسب المباراة القادمة والإعلام الياباني، أصبح مهتما كثيرا بالمصارعة الشعبية بالسودان، واللاعب (مديرية) أصبح حاضرا في الصحف اليابانية.
* العادات والتقاليد السودانية… هل تعجبك؟
بالسودان عادات وتقاليد متميزة وأكثر ما لفت نظري هو الإفطار بالشارع في شهر رمضان، والشعب السوداني شعب طيب وحبوب، ووجدت ترحابا كبيرا في الشوارع السودانية. ودائما يقولون لي: (وين يا صديق) فأنا زرت أكثر من دولة عربية، ولكن ما وجدته هنا لم أجده في مكان آخر، لذلك أصبحت أحب هذا الشعب كثيراً.
* إذاً لِمَ هذا الحزن؟
مهامي الرسمية بالسودان ستنتهي بعد شهرين، ولكنني لن أنسى مؤازرة الشعب السوداني لي داخل الملعب، على الرغم من أنني أجنبي.
* وعلاقتك بالمطبخ؟
أنا عزابي لذلك أعتمد على نفسي، وفي أغلب الأوقات أقوم بإعداد طعامي، وأكثر ما أجيده هو عمل البطاطس المشوي والمحمر، بالإضافة إلى عمل سلطة الخضروات.
* عزابي… عندي ليك عروس سودانية؟
معجب بطقوس العرس السوداني، ولكن تباعد الثقافات لا يجعل زواجي من سودانية زواجاً ناجحا، وأكثر ما يعجبني في العرس السوداني طريقة (الرقيص).
* بالرجوع للطبخ… وجبة سودانية مفضلة؟
الفول والكباب والعصيدة والفسيخ الذي سأفتقده كثيرا إذا غادرت.
* ومشروب سوداني؟
التبلدي والكركدي و(الجبنة) السودانية لها مذاق خاص بالنسبة لي.
* وجبات مشتركة بين الشعبين؟
السمك، ولكن في السودان يتم تناوله مع الجرجير، وتصبح الوجبة شهية، لذلك قررت أن أحمل معي كمية كبيرة من الجرجير إلى اليابان.
* طيب ممكن تلبس الزي القومي السوداني؟
يعجبني الزي القومي الكامل، وتمنيت أن أرتديه ولكن أشعر بأنه سيكون (غريبا) إذا ارتديته. وما لفت انتباهي أيضا هو (الثوب السوداني)، ففكرته جميلة ومميزة.
* هل قمت بزيارة أية مدينة خارج الخرطوم؟
كسلا والأبيض وجوبا.
* بخبرتك في المصارعة… ماذا ينقص المصارعة السودانية حتى تحقق المطلوب؟
حسب معلوماتي أن حكومة السودان بالولاية أنشأت ميدان السلام للمصارعة، وهي خطوة تستحق الإشادة، ولكن لا بد أن يتم تأهيل الملعب بمواصفات عالية، والمصارعة الشعبية تراث قديم لا بد أن يجد الاهتمام.
* ختاماً ماذا تود القول؟
أشكر صحيفة (السوداني) وأنا أداوم على قراءتها… وسعيد أن يكون لي بها أول حوار بـ (صحيفة سودانية). وأكن بداخلي كل الأحاسيس الطيبة لهذا الشعب الطيب.
السوداني

تعليق واحد

  1. (عندي ليك عروس سودانية ) هههه هههههه منتهى المسخرة هسع عليك الله دي صحافية دا حوار و لا قعدة جبنة

  2. البت الصحفية نمرت في عمك ياخى ماتقولى ليهو تعال عرسنى وفكيناانتى من اول مش عارفة في تباعد ثقافات هسع في داعى للسؤال ده قال صحفية قال عالم وهم

  3. رايك شنو فى السودان؟

    اكتر شئ عجبك فى السودان؟

    رأيك شنو فى الشعب السودانى؟

    افضل وجبة سودانية تناولتها؟

    افضل مشروب شربته؟

    نفس الحوار الركيك يتكرر على مدى عقود من السنوات وللاسف هذه الأسئلة شائعة على نطاق الصحافة والتلفزيون السودانى.

    حسع بالله واحد جاى من اليابان أو دولة متحضرة حيعجبه شنو فى السودان؟. الناس ديل بجاملوا فينا بس.

    العقلية السودانية تبلدت أو من الأساس هى متبلدة منذ القدم و لاتستطيع التوافق مع العقليات الأخرى.

    قد اتى زمان الانهزام فلنرضى بذل أو هوان……ألم تكن الحروف تخضع لوطنى بأحترام….ولكنه اصبح كتلة من الانعدام … قد جاء زمان الانهزام…. قد جاء زمان الانهزام

  4. يااااااااااااا انتصار كبير جدا… بعد لململة حقائبه سوف يأخذ معه الجرجير** اهم شيء اكتشفه في السودان

  5. السودان اصبح مسخرة الكل ينهب منه ثرواته. جبهجية وصينيون حتى الكركدى زرعوه فى الصين واصبح الصين اكبر مصدر له الكل ياخد خته منه ، المصريون حلايب واللأثيوبيون الـ … والآ جاء دور المصارعة ، ولا حول ولا قوة الإ بالله .

  6. كثيرا ما تراودني أفكار حول أهلنا نوبة الجبال بأنهم في الأساس شعب ذو حضارة قديمة أندثرت ولكن بقي منها علامات ودلالات على أنهم شعب متحضر برغم من أن أوضاعهم حتى قبل الحرب هي كلها أوضاع تخلف .. ثم جاءت الحرب فازدادت أحولهم سوء على سوء ..
    من ضمن ما كنت أستشهد به في محاورتي للزملاء معرفتهم لمبدأ “الأخلاق الرياضية”.. بأكثر مما يعتقد الكثيرون.. فمن قدر له أن يشهد احتفالات المصارعة في كردفان حين يقدم أهل كل جبل مصارهم وهو “يقدل”..ويدور حول نفسه.. والدلاليك تضرب والنساء يزغردن ويشجعن بالغناء أقول أن من يشهد كل ذلك يوقن بأن الإشتباكات والدماء آتية لا محالة بين هؤلاء الأقوام (بالمناسبة كل جبل له لغته الخاصة)وبعد أن يبدأ الصراع يرتفع التشجيع وترزّ الطبول..وتنجلي المعركة عن هزيمة ونصر فلا ترى من المهزوم وعشيرته إلا كل تقبل للنتيجة وينتهي الموسم بفرحة جماعية..هذا المعنى ليس سهلا وأنت ترى حتى في أوروبا صدامات المشجعين الدامية وخاصة أصحاب الثارات التاريخية مثل إنجلتراواسكتلندا.. فمن أين جاءوا بهذه الروح الرياضية العالية؟ لو تمعنتم في تمثال ترهاقا لجاءكم قليل من الشك في أنه نوباوي قح!! أو هكذا يبدو لي..في تصوري المتواضع أنهم كانوا أصحاب الحضارة هناك وكانت الدولة عندما تنكسر بحرب أو غزو تتم إبادة أصحاب الدولة المهزومة جميعا أو استعبادهم وسبيهم ولا يقتصر الأمر على (انقلاب فوقي)كما صار يحدث بعد ذلك في الدول..هرب الناجون من الدولة المنهزمة في الشمال وعبروا صحاري شمال كردفان – حيث تخلف منهم فرع هناك هم الميدوب وهم على نفس سحنة نوبة الجبال ولكنهم استوطنوا وسط قبائل الكبابيش والمجانين العربية ووصلت البقية إلى الجبال الحالية حيث احتموا بها..

    وهم أهل اهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المسكن بطريقة مبالغ فيها وأعتقد أن النظافة بالنسبة للنوباوي أهم له من المطعم والمشرب فلا تزال تراهم نظيفين متنظفين مهما رق حالهم وقل دخلهم ولو كان للواحد منهم مجرد عجلة (دراجة) لرأيتها “تلمع” من النظافة وتراها مزينة مزركشة كالعروس..ثم هم أهل ذكاء فطري وإذا أتيحت له فرصة التعليم الحديث توقّد ذلك الذكاء والتمع حتى يبزوا الأقران .. أذكر منهم د. مرسال في السعودية الذي كان يشهد له الإنجليز بمقدراته العجيبة في علاج العظام – رحمه الله – قالوا إن الأمير السعودي المصاب بكسور مركبة في حادث كبير لم يقتنع به حكما على “شكله” الإفريقي البحت فركب طائرته إلى إنجلترا وقال للإنجليز لدي كل الإمكانيات فقط دلوني على أحسن طبيب في المجال ..فأوصوه بعامر مرسال فرجع إله معتذرا وتعالج لديه..وأعرف زميلا لنا كان بسيط الحال جدا عمل خفيرا في ناد وسكن في غرفة الخفير بالنادي وجاء امتحان الشهادة فدخل (معمار الخرطوم) من بين أربعين فقط كانوا جملة من تأخذهم الكلية.. أما عن علاقاتهم العاطفية فإنك تراهم أزواجا أزواجا يتناجون تناجي العشاق العذريين ويغني لمحبوبته أمامها بالربابة حتى يكاد الليل ينقضي ولكنه لا يمد إليها يده ولا يلمسها حتى تكون زوجته . يذكرونك بروميو وجولييت! ..وهم أهل “محنّة” شديدة وارتباط أسري وعائلي وثيق .. ويمكنك أن تضع طفلك لدى نسائهم فيحنون عليه ويرضعونه ولا يؤذونه أبدا كما نسمع ونقرأ كثيرا عن أقوام آخرين ..وهم أهل سلام في الأساس ولا يلجأون إلى الشدة والعنف إلا عندما يشتد عليهم الأذى والظلم فيدفعون عن أنفسهم بخبرة قتالية عالية تدعمها بنيات جسمانية قوية ومترابطة.. حدثني صديق لي منهم أن خاله – وكان جنديا في الجيش أيام الإنجليز -ضرب الجاموس “أم دلدوم” على جنبة صدره فسقط الجاموس وهو “يشخر” فكشفواعليه ووجدوا أنه قد جطم ثلاثا أو أربعا من أضلاع صدره وكان ذلك في مهرجان أقامه الإنجليز الذين صعقوا لمشهد الثور الصريع وقفزوا من كراسيهم واقفين! أعطوه الجائزة ولكنهم أنذروه بأنهم إذا وجدوه داخلا في أي مشكلة مع أي إنسان فسوف يسجنونه مدى الحياة!
    وكنت أعتقد جازما أنه كان يمكن للدولة إن هي أرادت أن تتوصل معهم إلى حلول عادلة ومنصفة لأنهم أساسا قوم معتدلون “وما بتاعين مشاكل” وعندهم الحكمة وسماع كلام الكبير..وعندي أن بلادهم هي من أغنى البقاع في أرض الله قاطبة فلا تكاد تزرع فيها شيئا حتى ينبت ويخضر … أخبرني من أثق به أنه كانت لديهم في حوشهم بكادوقلي أثنا عشر نوعا من الفاكهة من بينها الباباي والقشطة والمانجو وغيرها .. وأنهم كانوا يتخلصون من بقايا “خضار الملاح” بقرب صريف البيت “وهو الحائط الخارجي للمنزل” فإذا نزل المطر نبتت كلها خضروات يانعة..بل أن كثير من الحطب الذي يتخذونه شعبا “أعمدة” للرواكيب يخضر وتنبت نابتته عند هطول المطر .. وعندهم الدخن وهو من أقوى الإغذية وعندهم عسل الجبال الأسود ولا شك أنه أجود أنواع العسل في العالم..وأنا بذلك زعيم! وسمعنا أن الخواجات كانوا يأخذون من حجارة جبالهم كنوزا قيل إن فيها المعادن الثمينة كاليورانيوم وغيره .. ووجدوا الشاي نابتا في خيران رشاد دون أن يزرعه زارع وكان عندهم القطن ومؤسسة جبال النوبة ..ولكها صارت – ويا للحزن الممض – أثرا بعد عين.. أبعد كل هذا يهاجر النوبة من أرضهم باحثين عن الرزق ف أصقاع نائية لولا فشل الحكم والحاكمين؟ بعضكم قد يقول أني أتزلف للنوبة أو أني عربي جلابي وهذه التقسيمات المتعفنة التي ظهرت وفشت مؤخرا وحتى لو قالوا كل ذلك فأنا معجب حقيقة “بأهلي” النوبة ومحب لهم أيما حب.. دعائي أن يتعايش أهل السودان في محبة وأخوة ومودة وأن يجد كل واحد منهم نصيبه وحقه دون ظلم أو تبخيس أو احتقار فهذا البلد يسعهم جميعا من كل أصولهم الإفريقية أو العربية ويسع أضعاف أضعافهم وفيه ما يغنيهم جميعا فالله قد منحه كل شئ ..هذه نيتي وأمنيتي الحقيقية..وللجميع سلامي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..