أبداً لا يثمر الشوك العنب

أبداً لا يثمر الشوك العنب

د. طه بامكار
[email protected]

الندم أبداً لا يأتي أولا ، أفعالنا وأعمالنا الخاطئة هي التي تتسبب في الندم حكومة البشير تريد منا أن نصدق أنه من الممكن تحقيق السلام والحرب معا، أو أنه يمكن أن تكون العربة أمام الحصان… لا يعقل أبدا ان ينمو الاقتصاد وتتحقق رفاهية الشعب في ظل موازنة حرب في كل الجبهات. ليس التمرد في جنوب كردفان وجنوب دارفور وشرق السودان هو التحدي الوحيد الذي يجابه حكومة البشير فالوضع الاقتصادي يحتضر والبلاد سوف تدخل في أزمة لا ينفع معها الندم. فاليعلم نظام البشير أن حصاناً برأسين لا يفوز في السباق أبداً، وأبداً لا يثمر الشوك العنب.
تكاثرت المحن والمصائب والبلاءات علي المؤتمر بسبب عناده وبسبب ليه عنق الحقيقة . أصبح المؤتمر الوطني من قلة الخيل في السياسة الاقتصادية يضع السروج علي الكلاب، المؤتمر الوطني كثرت عليه المصائب فلم يدر كيف الخلاص. تتناقض حلول المؤتمر للقضايا السياسية لأنه يريد مركزية قابضة بسلطة رمزية لأبناء الهامش. وتتناقض حلوله للقضايا الاقتصادية التي يعاني منها الشعب فهي عاجزة ومضحكة ومبكية ومقززة في طرحها فالمفلس أصلا لا يطلب منه مقاطعة اللحوم. فالمفلس يتجاوز الأسواق مسرعا، فالذي لا يملك مالا لا يضيع وقته في الأسواق أو في النظر الي ما لايمكن شرائه. وأجزم أن الحديث المنمق لا يشبع بطناً جائعة، ويقول غاندي (البطون الخاوية ليس لها آذان لتسمع النصيحة).
المؤتمر الوطني يساهم في تفتيت السودان بتأجيجه الصراع الإثني وهذا معلوم بالضرورة . الاقتصاد ينهار أمام عينيه بخروج البترول الذي كان يمثل أكثر من 90% من صادرات السودان وهو لم يجهز خطة بديلة وقد بني سياساته علي حاجة الجنوب الماسة للخط الناقل للبترول في شمال السودان وهذا التفائل مضيعة للوقت وهذا أيضا معلوم بالضرورة لمن له قلب او عرف شيئا قليلا عن نية الغرب تجاه السودان. لم تتبن حكومة البشير في عهد وفرة الإيرادات البترولية سياسة زراعية راشدة وموجهة لإحياء المشاريع الزراعية في الجزيزة ودلتا طوكر ومشاريع الصمغ العربي والثروة الحيوانية والسمكية التي كانت تسند الاقتصاد الوطني في الزمن الرائع.
الميزان التجاري في ميزان المدفوعات يترنح من جراح خروج البترول من صادراته وتزايد الواردات وحتما سيسجل عجزاً فاضحا في هذا العام. الحل ليس في محاولة تخفيض الواردات بل في تكثيف الصادرات وتبني سياسة قطاعية راشدة. أقول للمؤتمر الوطني لابد من ركوب الصعب ولا بد من الاعتراف بالفشل في قيادة السودان ولابد من القبول بحكومة قومية تتقاسم الحقوق والواجب بنسب عادلة في المشاركة. واقول لقادة المؤتمر الوطني عندما ترون الشئ الصحيح ولا تقدمون عليه يعني ذلك افتقاركم للشجاعة، فقديما قيل روما لم تبن في يوم واحد. فالسودان لا يبني بحزب واحد أفتحوا الأبواب واسعة وافسحوا في المجالس وأدعوا الآخريين ليشاركوا مشاركة حقيقية، نعم فالمثل يقول الدواء الأفضل يكون مراً . لا تطلبوا من الأحزاب أن يقبلوا دور المهرج في حكومة تقبضون علي مفاصل قراراتها.
فاليفهم القادة في الحزب الحاكم أنه لا يمكن أبدا حسم مشاكل الهامش عبر البندقية لأن ركوب البندقية المستمر يدهور ويدمر الاقتصاد الوطني. مشاكل الهامش متراكمة والظلم واضح لا يحتاج الي كثير تفسير لا تجعلوا سياساتكم الغبية في حسم الأمور تجعل من السودان صومالا آخرا. المؤتمر الوطني يجب أن يفهم سبب رفض الأحزاب الكبيرة المشاركة في الحكومة ، أفهموا جيدا أن قياداتكم هي الوحيدة التي تتمتع بإمتيازات الحكومة من ثروة وسلطة، وإعلموا أيضا أن إستئثار المركز بكل الصلاحيات والثروات هو أس مشاكل السودان. فاليفهم المؤتمر الوطني أنه لا يستطيع اللعب في الطين دون أن يتسخ.
الموضوع الأساسي هو التحدي الاقتصادي، لا ينبغي للمؤتمر الوطني إخفاء حقيقة الوضع الاقتصادي. ميزان المدفوعات الذي يعتبر أحد أهم الحسابات لتحديد مسارات الاقتصاد للدولة يسجل عجزاً وهذا ما يقوله بنك السودان المركزي، وهذا العجز يعكس ضعف قدرة الدولة علي بناء احتياطات نقد أجنبي. وهذا العجز هو الذي يجعل الدولة تتسول المغتربيين لتوجيه تحويلاتهم الي الصرافات بالسعر الرسمي الذي يتقازم ويتضائل أمام السعر الموازي الذي تجاوز الأربعة جنيهات سودانية مقابل الدولار الواحد. الخلل في ميزان المدفوعات أثر في المتغيرات الاقتصادية الكلية كسعر الصرف والتضخم ونمو الانتاج والبطالة ونسب النشاط الاستثماري والاستهلاك لذلك يمكن إعتباره واحدا من التحديات العميقة التي يجب حلها. الأوضاع الاقتصادية في الدولة تحتاج الي حلول عاجلة ومسارات اقتصادنا في التعامل مع الخارج غير سارة وغير ناضجة لذلك ميزان مدفوعاتنا يسجل عجزا متواصلا وهذا يعني تدهور الهيكل الاقتصادي للدولة .

تعليق واحد

  1. تقبل تقديرنا وشكرنا ,, ولكن الا .. تري أن الوقت قد فات ,, وأن قطار الوطنية قد تجاوز محطة المؤتمر الوطني يوم أن تجاوزت الحكومة الشعب ,, لا ثمة حل غير التغيير وهذا سنة الحياة,, أما دعاوي المشاركة التي تصرح بها الآن الحكومة ,, ما هي الا ..المشاركة في مراسم التشييع .. ولا أظن ,,أن القوي السياسية تنخدع بمثل هذه الدعوات التي جاءت متأخرة جدآ ,, مع أحترامي

  2. كمات اعجبتى:

    أن حصاناً برأسين لا يفوز في السباق أبداً، وأبداً لا يثمر الشوك العنب.

    أصبح المؤتمر الوطني من قلة الخيل في السياسة الاقتصادية يضع السروج علي الكلاب

    فاليفهم المؤتمر الوطني أنه لا يستطيع اللعب في الطين دون أن يتسخ.

    لا يعقل أبدا ان ينمو الاقتصاد وتتحقق رفاهية الشعب في ظل موازنة حرب في كل الجبهات

    لك التحية مؤمن آل فرعون

  3. شوف مندور المهدى قال شنو: ان حزبه يدرك ان كل التحركات المعارضة لا تلقى تجاوبا لان الشعب السودانى على دراية بالتطورات الجديدة و خروج مداخيل النفط من الموازنة ما اثر سلبا على الموارد و اشار الى ضرورةفرض الحكومة المزيد من السياسات التقشفية منوها ان خفض مخصصات الدستوريين ليس كافيا داعيا لاهمية اقرار معالجات اكثر صرامة و قوة!! و اعترف بوجود معاناة فى الخرطوم و الولايات كاشفا عن اجتماعات لاحتواء الزيادات الكبيرة فى الاسعار متوقعا صدور قرارات قريبا و مشيرا الى ان الحزب نبه الدولة للمعاناة الكبيرة التى يواجهها المواطنون!!! تعليق: اولا البترول ما اتصدر من السنة الفاتت ليه اكثر من عشرة سنين و هو خاشى فى الميزانية عملوا شنز عشان يدعموا و يطوروا القطاع الزراعى بشقيه؟ كل دول العالم بتدعم هذا القطاع سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة لانه بتعتبره اهم شىء للامن القومى لكن ناس الانقاذ عندهم رؤية تانية(امن الحكومة و الحزب فقط) و بعدين لمن الفاس يكون وقع فى الراس اجتماعات شنو و قرارات شنو البتخفض الاسعار؟؟ البخفض الاسعار هو الاهتمام و الصرف من بدرى على هذا القطاع وفق خطة علمية مدروسة و تنفذ مرحلة مرحلة!! والله ناس الانقاذ ديل واحد من اتنين لا ثالث لهما يا امتن مستهبلين و كذابين او جهلة !!!بالله شوف جنس الناس الحاكمننا ديل بيفكروا كيف و المصيبة الكبيرة انهم بيفتكروا انهم احسن ناس يحكموا البلد و باقى السودانيين عواليق!! لكن اتضح و بالبيان بالعمل انهم ما يستحقوا ان يحكموا انداية(محل بيع الخمور للناس الما بتعرف هذه الكلمة!! )ديل لا سمعوا بالمرض الهولندى فى الاقتصاد ولا ان احدى الدول الاسكندنافية و اعتقد السويد او النرويج لا تدخل البترول فى الميزانية بل تضع له محفظة خاصة و تصرف منه للمشروعات الاستراتيجية للاجيال القادمة!! ناس الانقاذ ديل غوغاء ساكت و قاعدين يظبتوا فى نفسهم فقط ما اصله عيونهم ما مليانة!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..