من مهجرة الأميركي : الشاعر عزمي أحمد خليل يفرد جناحيه حنيناً وعشقاً

حاوره – محمد عبد الباقي

لم تبتلع الهجرة عقولنا العلمية فقط بل أصبحت تزداد شراهةً يوماً بعد يوم فامتدت إلى كوادرنا الفنية والثقافية والأدبية، فأخفتهم في دهاليز مظلمة بعيداً عنا لعقود طالت مستخدمة في هذا الشأن ضروب الأبعاد المتعددة حتى لا تنال من فيض إبداعهم ولو القليل. ومن هؤلاء شاعر غنائي عذب المفردة تنداح عباراته في دواخل المستمع كما تتدفق الدماء في الشرايين والأوردة.. إنه الشاعر الكبير عزمي أحمد خليل الذي عشق الترحال كما عشق الجمال فمزج العشقين في مفردات صارت نجوى العشاق عبر الزمان والمكان.
عزمي تنقل كثيراً بين الدول العربية والأفريقية حتى استقر أخيراً بأمريكا منذ سنوات عديدة (اليوم التالى) من العالم الثالث استطاعت أن تفرد ذراعيها للشاعر المهاجر بأمريكا، فسكب حنينه وشوقه للوطن والأحبة والأمكنة في حوار لم يكن له سابق فطالعوه.
* ألا تعتقد عزمي أن الهجرة غيبتك عن جيل كامل من الشباب، لا أحد منهم يعرفك؟
أبداً أنا لم أغب عن الساحة بل موجود وغنى لي عدد من الفنانين الشباب منهم معتز صباحي والراحل نادر خضر، عافية حسن والراحل محمود عبد العزيز الشاب سامي وهؤلاء في اعتقادي هم فنانو الساحة الآن.
* إذن أين أنت من الشعراء الشباب؟
للأسف لا يوجد شعراء شباب والدليل على ذلك أن شعراء الساحة الآن هم أصدقائي القدامى أمثال حلنقي، محمد يوسف موسى، سعد الدين إبراهيم ومختار دفع الله، هلاوي، التجاني حاج موسى، تاج السر عباس وغيرهم من الكبار.
* أستاذ عزمي،على ذكر الفنانين السودانيين في أمريكا.. هل يوجد مستمع للفن السوداني في أمريكا من غير السودانيين؟
نعم يوجد مستمعون كثر للفن السوداني، والدليل على ذلك أن أي فنان يأتي إلى أمريكا لا يدخل حفلاته السودانيون فقط بل لكل الجنسيات تستمع إليه والفنان الذي ينجح في أمريكا سوف ينجح في أي مكان.
? هل تخليت عن أصدقائك من قدامى الفنانين ولجأت للفنانين الشباب؟
لا أبداً لم أحد عن الخطى القديمة، ولم أتخل عن أصدقاء الأمس، والآن لدي أعمال جديدة عند الفنان عبد العزيز المبارك، علي إبراهيم اللحو وحمد الريح وبجانب هؤلاء أنا بتعامل مع الفنانين الشباب، ولذا أقول أنا معيني لم ينضب بعد.
*مَنْ مِنْ الفنانين الشباب لفت نظرك؟
والله الفنان الراحل محمود عبد العزيز أنا بعتبره أحسن فنان شاب ظهر فى العشرين عام الماضية، وهو الفنان الذي قدم لي أغنية (طروني ليك) أنا بعتبرها من أميز أعمالي الآن ومحببة إلى نفسي، وكذلك الفنان معتز صباحي والفنان عصام محمد نور أنا بعتبره يمتلك إمكانيات تفوق الأعمال التي قدمها حتى الآن.
* في اعتقادك لماذا ضعفت مفردة الأغنية السودانية في الوقت الراهن؟
المشكلة ليس في ضعف المفردة المشكلة في أن هل الغناء الموجود الآن سيخلف شيئا في نفوس الناس؟
لأن الناس الآن ترجع للغناء القديم لأنه كان خارج من دواخل ناس صادقين كانوا يتلقون الكلام من أفواه الناس ويضيفوه ويتم صناعته شعراؤنا ثم يعاد للجمهور، ولهذا أقبل الناس على الاستماع إليه لأنه منهم.
*هل تعتقد أنكم وضعتم سقفاً للأغنية السودانية؟
يا أخى، الإبداع الحقيقي لا يحتاج إلى واسطة لأن مبدعي الجرائد كما قال السر قدور لا يستمرون كثيراً، أما المبدع الحقيقي هو الذي يستمر، ولهذا الناس يستمعون إلى الغناء القديم بأصوات الشباب، وهذا هو الفرق..!
* من هم أكثر الفنانين الذين تعاملت معهم؟
هم كثر، منهم حمد الريح، خوجلي عثمان، هاشم ميرغني، محمود علي الحاج، أبوعبيدة حسن وآخرون.
*أكثرت الترحال بين الفنانين؟
أنا اهتديت بنصيحة صديقي الحلنقي.. مره قال لي ما تقيف على فنان واحد ولذلك بالإضافة لهاشم ميرغني تعددت تعاملاتي مع الفنانين.
* لكن ثنائيتك مع هاشم ميرغني كانت الأروع؟
الحق لله أنا ما بظلم الآخرين لدي أعمال جميلة مثل (في انتظار عينيك والظروف يا حلوة دائماً) لحمد الريح و(ما كلامك) لمجذوب أونسة وصلت للناس وداير أقول ليك غناها سلام وصلت أيضاً للناس، ومحمود علي الحاج غنى لي صحي مسافرة، وأبو عبيدة حسن غنى لي إنت تبري من الألم وسمحة الصدفة البيك جمعتنا وزي ما بنشفق نحن عليك لعبد العزيز المبارك وصلوا للناس، وأنا بفتكر ما دام هذه الأغاني وصلت للناس، إذن أنا غير محصور في فنان واحد، ولكن أغاني هاشم ميرغني كانت بتمثل حالة خاصة، رغم أن هاشم هو فنان أجيال، ولكنه غنى أغاني عبرت عن كل الناس في مرحلة من مراحل حياتهم.
وأيضا أنا وهاشم كنا عايشين الحياة مع بعضنا فبدأنا بحالة زفاف وعشان أملك بخيلك وأقبل وين وعشان عينيك ومات الهناء وعندي كم في الدنيا زيك وما خلاص نحن افترقنا وهسي خايف من فراقك.
ويا عزيزي أغاني هاشم ميرغني دي غريبة شوية كنت أكتبها اليوم وغدا تغنى في التلفزيون وبعد غد تجد كل الناس يغنونها.
* ثنائيتك الرائعة مع هاشم يمكن تكرارها مع فنان شاب؟
بصراحة أنا ما بهتم بالثنائيات كتير وأي فنان عايز يغني لي ما عندي مانع.
*ما هو جديدك الآن؟
أعمالي الجديدة الآن عند ملحنين كبار بالسودان أمثال بشير عباس وود الحاوي وغيرهم وكذلك أخذ مني محمد الأمين أعمال جديدة وحمد الريح.
* هل تعتقد أن صلاح إدريس ملحن جيد، هذا السؤال مرتبط بما آثاره ولوجه هذا الضرب من الإبداع من جدل؟
نعم، اعتقد أنه ملحن موهوب وجيد، وتكفيه أغنيتا صفق العنب والمواكب.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. والله يا عزمى بالغت صلاح ادريس دا ما عندو حاجة ويكون لحنهاليهو واحد بالقروش.لك الشكر الشاعر عزمى احمد خليل ثنائيتك مع هاشم ميرغنى هى المميزة مع احترامى لبقية الفنانين الذين تعاملت معهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..