التفتيت والتفتيت المضاد..من الذي صبر على من؟

د.بشرى الفاضل

التفتيت والتفتيت المضاد

لا نشك إطلاقاً في أن المؤتمر الوطني كان يعمل طوال ربع قرن على تفتيت معظم أحزاب المعارضة مستخدماً أسلحة عديدة مثل الاختراقات بواسطة الغواصات والترغيب وتوزير بعض العناصر بغير رغبة قيادات أحزابها والدعوة للحوار وغير هذه المناورات لكن معظم الأحزاب أيضاً لديها عوامل قصورها الذاتي مما أدى لتشرذمها بهذه الكيفية. أو تلك فقدت فسيفساء أحزاب غير فاعلة ولا منفعلة بهموم الشعب ناهيك عن أن تكون فعالة تعمل على حل قضاياه الوطن العاجلة الواضحة وضوح الشمس.
لكن الحركة الإسلامية تفتتت بعوامل أخرى لعل أبرزها القرب من السلطة والبعد عنها فهذا ما قاد إلى تشظّي الحركة الإسلامية نفسها قبل الانقسامات السابقة للانقلاب إذ أصبح هناك
1- المؤتمر الوطني
2- المؤتمر الشعبي
3- مجموعة غازي
4- السائحون
5- مجموعة الطيب زين العابدين
6- منبر السلام العادل بقيادة الطيب مصطفى
وسابقاً كان هناك
7- الإخوان المسلمون
8 مجموعات السلفيين
ويمكننا رصد الانقسامات والمفاصلات والتشظّي في حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي أيضاً وحتى في أحد أحدث الأحزاب مثل حزب حق. وبعيداً عن البحث في أسباب هذا التفتت لابد أن نقر بأن هذا نذير بفشل الطرق القديمة في العمل السياسي فيما يتعلق بالمعارضة وبفشل سياسات الإسلاميين ممن اشتركوا في الانقلاب خلال ربع قرن في إدارة شئون البلاد .ومع ذلك (ينذرنا) ولا (يبشرنا) أحد مفكري الإسلاميين هو البروفيسور حسن مكي بديمومة حكمهم فيقول:
(لا أرى أي مستقبل في العالم الإسلامي كله إلاّ للإسلاميين، لأن القومية العربية سقطت والقوميات الصغيرة سقطت. وفي السودان إذا نظرتي تجدي في الخرطوم قرابة الـ1000 مسجد جديد. الإنسان مهما قيل عن تراجعات لا ينال الثقة إلا عن طريق الغاية الدينية خاصة بعد انفصال الجنوب، لا يتم إصلاح إلا عن طريق الغاية الدينية، صحيح أنها محتاجة إلى مراجعات، والناس مصدومين فيها خاصة في الجانب الاقتصادي، ومشكلة الذين يرفعون الراية الدينية لديهم قصور في فهم الحداثة والنظريات الاقتصادية، وخطاب الذين يرفعون الراية الدينية ومن يشكلها؟ هم أئمة المساجد الذين في معظمهم خريجو فقه العبادات وقليل من فقه المعاملات. وكثير من المساجد يطغى عليها السلفيون بما في ذلك من تشدد وغلو. استنساخاً للماضي الذي يشوه المستقبل بأشياء مجزأة ومنتقاة من الماضي. لذلك الراية الدينية محتاجة إلى تجديد وخطاب جديد ولا يمكن أن يشكل بخطابات التعبئة والحشد وشعارات الإسلام دين ودولة ولا خطابات أئمة المساجد, فالقنبلة الذرية والتقنية والثقافية لا يمكن أن ينتجها أئمة المساجد فهي لا تحتاج إلى لسان فقط، وإنما إلى عقل أيضاً).
قصدنا أن نورد حجته فأوردنا نصه كاملاً معذرة . وفي النص هذا البروفيسور كما ترون يفلق ويداوي (الحركة الإسلامية ) لا غير بنظره هي مستقبلنا، لكنها ( تحتاج إلى مراجعات) و( مشكلة الذين يرفعون الراية الدينية أن لديهم قصور في فهم الحداثة والنظريات الاقتصادية) يفلق ويداوي . فهو من ناحية قال في تلك المقابلة (لا أعتقد سيكون هناك جديد، المطلوب تغييرات هيكلية، وهي لا تتم إلا بشرطين الأول أن يعلن الرئيس “البشير” عدم ترشحه مرة أخرى التزاماً بالدستورية، ولأن ما لم يقدمه في الـ(24) عاماً لن يستطيع تقديمه مستقبلاً. الأمر الثاني أن يفوض سلطاته إلى شخصية قومية تدير المرحلة الانتقالية وتكون حكومة انتقالية) فهل الشخصية القومية ستكون إسلامية؟ وإذا لم تكن إسلامية فكيف يستقيم ذلك مع رؤيته الأولى التي يقول فيها إنه لا يرى مستقبلاً لغير الإسلاميين؟ الشخصية التي يقترحها قد تقود لدولة مدنية بل ربما لدولة العلمانية.أم أن لهذه الشخصية مواصفاتها التي تدخلها من جديد في دائرة الدولة الدينية؟وهل تقبل الإقاذ بمثل هذا التفكيك الطوعي المجاني بمجرد اقتراح من إسلامي سابق لا زالت أشواقه تراوح مكانها مع الدولة الدينية.
وبما أن حسن مكي قال رأيه بقطعية وعن العالم الإسلامي كله فدعونا نقصر حديثنا عن السودان وأقول بقطعية أيضاً للبروفيسور حسن مكي : إنني لا أرى أي مستقبل للسودان غير دولة المواطنة وهي دولة مدنية.هدفها بناء نهضة السودان مما جميعه بغض النظر عن الايدولوجيا.نحن سنبني دولة قانون تقوم برد المظالم ووقف القتال وحقن الدماء وبناء الاقتصاد بشفافية و تسريح جيش الدستوريين الجرار؛ ورد السودان لأقاليم قليلة كما في السابق وتقديم خدمات نوعية في الصحة والتعليم. وإذا كانت رؤيتكم قد فشلت خلال ربع قرن وهي تتمسح بالدين فإن رؤيتنا نحن بقية السودان التي لا تتمسح بشيء سوى بالعلم والتخطيط والشفافية وستخرج السودان وإن طال السفر من حفرته الراهنة.

من الذي صبر على من؟

قال القيادي بالمؤتمر الوطني رئيس مجلس شورى هذا الحزب مهدي إبراهيم إن رفع الدعم كان يجب تطبيقه قبل أحد عشر عاماً لكننا صبرنا. وحسب ما جاء بإحدى الصحف فإن مهدي إبراهيم قال:
– إن أهل السودان نسوا أنهم تمتعوا بأوضاعٍ جيدة ومعتدلة في السنوات الماضية، ونحن آثرنا أن نصبر على ذلك.وهكذا وضع هذا القيادي الشعب في جهة وهم أي المؤتمر الوطني في جهة مقابلة .وهذا الشعب الذي نسي في ظن مهدي إبراهيم هو الذي صبر على الإنقاذ لا هي التي صبرت عليه ولو أن رفع الدعم تم قبل أحد عشر عاماً ربما كان قد قصر من زمن معاناة شعبنا فمن يدري؟
صبرنا قال . من أين وكيف تصك قيادات المؤتمر الوطني مثل هذه العبارات المستفزة؟

على الإسلاميين العودة إلى الله
هكذا طالب كبير الحركة الإسلامية في تشكيلها الجديد.هو لم يطالب الشعب فإذا كان الإسلاميون بعيدين عن الله يطالبهم بالعودة إليه فكيف يكون حال الشعب؟لابد أن الصورة بدت الآن فيها مفارقة.كان الأحرى بهذا الزعيم الإسلامي أن يطالب عضويته بالعودة إلى الشعب عن طريق رد الحقوق المسلوبة لهذا الشعب المنكوب فعن هذا الطريق وحده تكون عودة الإسلاميين لله.

فسيولوجيا الطفابيع

الطفابيع كائنات خاطفة نوعين، فهي شبه بشرية شبه حيوانية. هم
الحلقة المفقودة دون شك. لكن العلم الحديث لا زال يتعامل معهم كبشر.
يطولون فجأة
حكى عابر السبيل معتصم فقال كنت سائراً في العقبة التي تربط بين
قريتنا وقرية تمري؛ حين أبصرت شخصاً يسير أمامي وما أن أبصرني حتى تباطأ
في سيره فحاذاني. حين أقريته السلام رد بجملة سلامية طويلة مجلجلة لا
ادري لم خيل إلي انه تفوح منها رائحة النحاس. وسرعان ما أدركت أن عباراته
تلك كانت خالية من أي معنى. كان كمن يسمّع نصاً حين رددها. سرنا مسافة
طويلة سوياً. أنا صامت أبحث عن مفتتح جملة للحديث معه بهدف أن أبدد
مخاوفي؛ وهو ينظر للبعيد كأنه يحادث الجبال. وحين لمحته خلسة رأيت
فراغاً هائلاً في عينيه. ويبدو أنه أحس بنظرتي إذ أن ذلك الفراغ اختفى فجأة.
وعادت عيناه لحالتهما الطبيعية. طفق يسألني عن سعر السمسم في هذه
المنطقة التي لم تسمع باسم هذا المحصول حتى. وسألني عن محاصيل لم
اسمع بها أنا نفسي، الذي يسمونني في بلدتي السندباد. كان كمن يستجوب. ما
ارتحت للرجل لكنها رفقة على أية حال.
عند مشارف تمري تمتم الرجل بشيء لم أفهمه؛ فخلته يودعني لكنه
استدار وطال فجأة حين اقتربنا من أحد الأسوار. طال بقامة خلعتي، ومن
جديد رأيت الفراغ في عينيه. وقبل ظهور فزعي كاملاً انحنى من فوق
السور على أشخاص يبدو أنهم كانوا داخل البيت. وسمعت صوته كالرعد
– ما قلنا الحركات دي تبطلوها!
والتمعت السماء فوقي فرأيت فأساً مكان يده اليمنى تقطر دماً. طبعاً
جريت لا ألوي على تمري وعند منحنى الطريق رأيت الكائن وقد عاد لحالته
الطبيعية وهو يصيح خلفي:
– تعال ما تخاف
جريت وجريت. كنت كتلة من الخوف. واعتصمت بآية الكرسي. ومن
يومها كلما أحكي هذه الواقعة لا يصدقني أحد؛ رغم أن المنطقة كانت حتى
عهد قريب تضج بقصص السحاحير الذين يخرجون من النيل. جريت.. جريت
قال معتصم ولا زلت حتى اليوم أجري من ظلي حين أسير وحيداً.
أيديهم فأسية
اكتشف أيدي الطفابيع الفأسية في نواحي القصبة وضواحيها متقصي أثر
في منتصف القرن الماضي. لم يفصح عن كيف ربط بين آثار الأقدام في التراب
والرمال وبين كون الأيدي صناعية. قال للسائرين معه من أصحاب عدد من
المواشي التي نهبت ويبحثون عنها طائعين لقدراته الفذة، إن درب الهمباتي
اختلط عليه بدرب هذا الشخص الذي لديه يدان صناعيتان. ولم يلبث بعد
مسيرة عدة ساعات أن قطع المتقصي عمله فجأة وقاد الجميع إلى تنضبة
ما أن وخز داخلها بعصاه حتى التمع برق خاطف غاضب وامتدت يدان
فأسيتان لعصا المتقصي فقطعتاها في لمح ذلك البرق؛ وهدر صوت كالرعد
يرغي ويقول:
– أبعد من هنا يا زفت
بالطبع جرى المتقصي ومن معه لا يلوون على تنضبة.
ولم يعثر لهما من يومها على أثر. واستعصى العثور عليهم
على كل متقصي الأثر قبل ظهور متقصيات الأثر الإليكترونية.
من بعد حكى الناس عن أيدي الطفابيع الفأسية برواية متقصي الأثر
المختفي الذي أصبح من رعب به مثل الموتورين من جنود الحرب
العالمية الثانية الذين لا زالوا يختبئون في الأحراش والأكمة منذ انتهاء
تلك الحرب. وعندما استولى الطفابيع على الحكم قتلوا جبلاً بعد أن
ارتفعت أيديهم بأكف فأسية حتى أصبح الدعاء في ذلك اليوم في مدينة
القصبة حربياً كأنهم ما كانوا يتضرعون بسحل الشيخ بل يأمرون.
حكى أحد اللصوص أنه شاهد التماعة فئوس مكان الأيدي لدى قوم يسيرون
وهم يغمغمون في الظلام لكن لا أحد يصدق نصوص اللصوص. والطفابيع
في حقيقة الأمر أيديهم فأسية. لكنهم يتضايقون من هذا التحوير ويعملون
على إخفائه وتظهر الخاصية الحديدية ثم تغيب في لحظات عند اتخاذ قرار
بالفتك السريع المريع. ولا شك أن متقصي الأثر كان يبالغ حين قال في روايته
التي تم تداولها شفاهة: أن الفئوس مقام الأيدي ظهرت لربع ساعة. ومنذ
التماعة الفئوس في الدعاء الحربي لم ير فئوس الطفابيع النابتة إلا عابر السبيل
معتصم وامرأة من القصبة قيل أنها معتوهة حين ذكرت أن رجلاً مد يده
الفأسية وسط الزحام في مظاهرة عامة تكتظ بالحشود فقطع يداً معلقة في
هتاف. لكن الطفابيع يفتكون بأيديهم الفأسية في بيوت معتمة بعيداً عن
أعين الشعب الماكرة. يفتكون ويفتكون المئات دون أن يطرف لهم جفن كأن
الأمر عبادة.

جدة- 2002م
_________________
إطلالة السبت نشرت بصحيفة الخرطوم يوم السبت 23 نوفمبر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. دكتور
    سلامي مع التحايا والاشواق
    ليك مدة مابنت وانا في اشياق لشوفتك … من الاعناء الشعبي المحبب لشباب سبعينات القرن الماضي
    الطفابيع … تغلغلت في دواخل العصبة … وضاع الحوش الكبير وتهنا معاكم يا طفابيع

  2. دوما جبلا من الابداع و بحرا من الروعة.. لا شي يشبه هذه العصابة الا الطفابيع فهم كما وصفتهم كائنات خاطفة نوعين، فهي شبه بشرية شبه حيوانية. هم
    الحلقة المفقودة دون شك. لكن العلم الحديث لا زال يتعامل معهم كبشر.و ايضا من افعالهم انهم يفتكون بأيديهم الفأسية في بيوت معتمة بعيداً عن
    أعين الشعب الماكرة. يفتكون ويفتكون المئات دون أن يطرف لهم جفن كأن
    الأمر عبادة. لك التحية د. بشري ان خير من شخص الكيزان …

  3. من صبر على من؟: شوف يا بشرى الراجل “الوجيه” دا مهدي إبراهيم كلامه صاح كونه هم صبروا عليكم قريب ربع قرن! وإنتو ما دايرين تحسوا ولا تشعروا وفي النهاية إضطر يكون صريح معاكم.. أولا: الآن البلد دي من حدها لي حدها حقتهم هم براهم.. صاح وله ما صاح يا بشرى؟.. ما تقول لي جدي مولود في الجزيرة وأهلي من وين وكلام زي دا.. دا كان زمان.. الآن الأوضاع تغيرت والملكية آلت إليهم بالكامل “والأرض لله يورثها من يشاء” .. كل البلد .. مواردهاواقتصادها ووظائفها وتجارتها وكورتها كمان حقتهم براهم.. والشعب الفضل دا بقى زيادة غير مرغوب فيها .. الآن “الجماعة ديل” عندهم مشاريع واستثمارات وشراكات استراتيجية وحاجات كتيرة دايرين ينفذوها وانتم تضايقونهم في ملكيتهم وهم محرجين ما قادرين يقولوا ليكم “يلا يا جماعة ورونا عرض أكتافكم نعمنهم ناس ذوقيين ومشاعرهم رقيقة.. شوف الجزيرة الكانت حقتكم دي هم باعوها لمستثمرين برازيليين وإماراتيين وامازيغيين وناس تانين .. أها المستثمرين ديل يتصرفوا فيها كيف وأهلك ديل لسه قاعدين فيها؟ الآن لو دايرين “شهادة بحث بملكية عين للبلد دي كلها ممكن يطلعوها ليكم في دقايق ومختومة بختم المحكمة “الدستورية” ومصادق عليها البرلمان “القومي” .. لكن بحست الذوق والورع قالوا: لا.. لا الناس القاعدين في البلد دي ما ممكن نفوّرهم منا طوالي كدا.. نديهم فرصة يتخارجوا براهم سلميا! وإنتو صهينتوا وقاااعدين ليهم في أرضهم وممتلكاتهم .. وفي ناس منهم بتاعين مشاكل قالوا نحن نضرب الناس ديل ونخرجهم بالقوة من “أرضنا” وضربوا في دارفور والجبال والنيل الأزرق وقتلوا خلقا كثيرا لكن برضوا الباقين قاعدين .. بعدين ضربوا في الخرطوم وقتلوا متين زول بس – الله يرحمهم – وطبعا الخرطوم دي ناسها كتار ومتين زول ديل ما بينقصوا منها كتير وتانيا والأهم إنه المسألة دي جابت ليهم “هوا شديد” من الخارج والحكومات والمنظمات وكمان المحكمة الجنائية.. الآن ف الخرطوم دي الناس الفضلت دي عاملين “للجماعة ديل” زحمة ومضايقة ومالين ليهم الشوارع بالحافلات والركشات وهم دايرين الشوارع دي تكون فاضية عشان يقدروا يصلوا لأعمالهم واستثماراتهم بسرعة وإنتو حايمين ولافّين ف الشوارع بدون هدف وبدون عمل … طيب ف الحالة دي الأولوية تكون لي منو؟ وبعد دا كله إنتو ضيوف ثقيلين تزعجون أرباب الدار بالمطالب المتوالية .. دايرين رغيف ودايرين غاز وداير دوا ودايرين تعليم .. شنو الحكاية؟؟ ومرات كمان المتعلمين الكبار زيكم كدا يا بشرى بقولوا دايرين ديمقراطية وحريات وحقوق إنسان و”حاجات غريبة ودخيلة على ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا”.. ياخي هم لمن رضوا بيكم قاعدين ليهم في حلقهم الزمن دا كله كمان دايرين تشاركوهم في حاجاتهم الخاصة وف أرضهم وسلطتهم.. ! .. وهم ساكتين وصابرين عليكم الزمن دا كله!

    عموما وفي الخلاصة العبد لله كاتب هذا التعليق عنده “مبادرة” مبنية على ثقة كبيرة في “الجماعة ديل” وف تمسكهم بأهداب الدين الحنيف وإنهم يعلمون أن الصلح خير .. وإذا فوضتوني أنا مستعد أتطوع وأتصل بيهم عن طريق بعض زملاء الدراسة “العندهم وضع” في داخلهم يشوفوا ليكم جميعا أيها الشعب الفضل حتة مناسبة يتنازلوا ليكم منها نهائي وبشهادة بحث ملكية عين تتلموا فيها وأقترح المنطقة جنوب وشرق وغرب جبل عوينات ف رأس المثلث السوداني مع ليبيا (راجعوا الخريطة) ودا موقع ممتاز .. ناصية وفاتح على الصحراء الكبرى ذاتها.. يعني فيه هدوء خرافي وصالح جدا للشعراء والمرهفين أمثال إبن دفعتي بشرى! وأن يتم تسويرها وتسجيلها في الأمم المتحدة باسمكم “على الشيوع” ويتعمل ليها كمان منطقة عازلة عرض عشرين كيلو مراقبة بقمر سنتينتل بتاع كلوني .. لا ديل يدخلوا على ديل ولا ديل يدخلوا علي ديل .. وليكم علي أن أطلب من “الجماعة ديل” – وأتوقع منهم كل الإكرام “شنشنة أعرفها من أخذم!”- إنو يرحلوكم كلكم من جميع نواحي “بقية السودان” بتاتشرات “الديش” و عربات الإحتياطي أبو طيرة وعلى صهوات أحصنة الجنجويد المستأجرنهم من حر مالهم.. وواحدين كمان زي العجزة والمقعدين والأطفال “مجهولي الأبوين ” يلتزموا يرحلوهم بالطيارات الحربية التي يقودها كباتن من أوكرانيا وإيران ومن سلقط ملقط وممكن يشحنوهم محل القنابل .. يعني عز في عز ما ضقتوه قبل كدا أبدا.. بعدين يوفروا ليكم تعيينات سنة كاملة مما جميعه: عيش ذرة ودقيق سيقا وعدس ماركة السلطان وزيت “صباح” بالبراميل الكبيرة وأرز مصري وبسمتي وسكر وشاي وبن و “لزوم الكيف في جو الصحرا” – بس ما متأكد حيقبلوا ينقلوا سجاير وود عماري أم لا لأنه طبعا “الجماعة ديل” ملتزمين شديد ويمكن يقولوا الحاجات دي حرام شرعا.. دي إنتو إتصرفوا فيها بطريقتكم أحسن.. وبعدين يوفروا ليكم مياه شرب صحية أحسن من بتاعة مواسيركم دي معبية جاهزة ف البراميل والصهاريج وكافية وصالحة للإستعمال البشري لمدة سنة كاملة وخيم ومشمعات “وما ياكلوها ولا يبيعوها في السوق!” ودا كلو على حسابهم ..يا جماعة أنا ملتزم أقنعهم ليكم بأنه هم يتحملوا جميع تكاليف “الرحولة” ومستلزماتها وما فيكم زول يتكلف مليم أحمر وأنا عارف “الجماعة ديل” ضكرانين وحلايفهم سوف “تتخابت” “حرّم وطلّق ما زول منكم يدفع حاجة”! .. وبعد داك تتعافوا وتتقالدوا معاهم ولا بأس بشئ من البكا “أبو نخيخ” ما هو العشرة ما بتهون.. و”الجماعة ديل” أصلا قلبهم رهيف ومع السلامة مع السلامة يا جماعة وربنا يحفظكم ويغطي عليكم.. أها يا دفعة دي”المبادرة” بتاعة العبد لله .. تكون شاهد على ملكيتي الفكرية لها أولا.. بكرة يجي بتاع الإتحاد الأفريقي داك “أمبيكي “وينقل كلامي بضبانتو وما يدوني أي تعويض .. وعشان أكون عملي أكتر أنا مستعد أتقاسم معاك المهمة: إنت تمسك الجانب بتاع الشعب الفضل دا وتقنع الناس الراسهم قوي فيهم وبتاعين مشاكل بمبادرة “الرحولة” خاصة وإنت بتاع “فلسفة” وتعرف المنطق “الوضعي والصوري والرياضي” وعندك صلات بناس الديمقراطية وحقوق الإنسان والأفكار الغريبة دي.. وأنا من جانبي ليكم على أتولى ليكم – بعون الله – جانب أصحاب الحق يعملوا ليكم التنازل وينفذوا كل العملية على حسابهم ويعفوا ليكم كل مضايقاتكم ليهم في بلدهم على مدى ربع قرن لوجه الله لا يريدون منكم جزاء ولا شكورا.. رأيكم شنو ؟والسلام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..