لماذا كان اسياس لايحب الاخوان ولماذا صار يودهم ؟

لماذا كان اسياس لايحب الاخوان ولماذا صار يودهم ؟

هاشم عثمان ابورنات
[email protected]

دولة اريتريا والتي نالت استقلالها عن اثيوبيا في نهايات القرن العشرين نشأت في كنف حركة سياسية قادها ظاهريا رمضان محمد نور بينما كان المحرك الفعلي لقيادتها هو الرئيس الحالي اسياس افورقي والذي تربع على كرسي السلطة بعد تحرير ارتريا من قبضة اثيوبيا وبعد ان تقاعد رمضان محمد نور . الحركة الشعبية لتحرير اريتريا كانت حركة يسارية صغيرة (شأنها شأن كل حركات التحرير التي نشأت في العالم في تلكم الحقبة ) وكانت هناك حركة تحرير اريتريا التي انشأها المناضل عثمان صالح سبي والتي بدأت النضال كأول حركة ولما ظهرت الانشقاقات والانتماءت السياسية ظهرت للعلن حركة تحرير ارتريا (المجلس الثوري ) تحت قيادة عبد الله ناصر فأصبحت هناك ثلاث حركات رئيسية في العمل التحريري وكانت حركة عثمان صالح سبي هي حركة ذات انتماء عربي وبحكم انها كانت الحركة الاولى والتي نشأت من رحمها لاحقا الحركات الاخرى فقد ساعد كثيرا في الترويج لها المرحوم الدكتور الرشيد الطاهر بكر وكان وقتها لازال قياديا في تنظيم الاخوان المسلمين (انسلخ عن التنظيم واصبح قياديا في الحزب الاتحادي الديمقراطي ثم انضم الى حكم الرئيس السابق جعفر محمد نميري ووصل الى منصب نائب رئيس الجمهورية). وتم تصنيف حركة التحرير الجلس الثوري والتي يقودها احمد ناصر على اساس ان حركته بعثية تابعة للنظام السوري الذي ينادي بالقيادة القطرية وكما اسلفت تم تصنيف الحركة الشعبية لتحرير اريتريا على اساس انها تتخذ الخط اليساري .
عندما بدأ نظام منقستو يتلقى الضربات خاصة من الدول الرأسمالية والدول العربية للشعور الذي ساد بدعم السوفييت لهذا النظام زائدا دعمهم لنظام الحكم في اليمن الجنوبي بدأت الدول العربية الموالية للغرب تبحث عن بدأئل للحكم في اثيوبيا واليمن كما انها بدأت تبحث عن قيادات بديلة لعثمان صالح سبي بعد ان وضح ان حركته بدأت تضعف امام المد الثوري الجديد وبداية وقفت الدول العربية مع البديل الجاهز وهو المجلس الثوري بقيادة احمد ناصر ذو الاتجاه البعثي وفعلا بدأ المجلس الثوري قويا في فترة ما بعد منتصف السبعينات من القرن العشرين , وفي تلكم الفترة كانت الحركة الشعبية لتحرير اريتريا اصغر نسبيا من المجلس الثوري الا انها كانت اكثر تنظيما وبالتالي عندما بدأ نظام منقستو في التراجع في مناطق ارتريا احتل المجلس الثوري تسني وسقطت المنطقة في يده ومن ثم تقدم نحو بارنتو ونجح في احتلالها وقد كنت مرافقا لهذه القوات في المعركتين وشهدت سقوط هذه المدن وذلك بحكم ان السودان كان من اكثر الدول دعما لهذه الحركات وبحكم اني كنت المسئول عن الامن بشرق السودان .
حتى تلكم اللحظة لم تكن الدول العربية لديها حماس للحركة الشعبية لتحرير ارتريا اولا للتوجه اليساري الذي قيمت به هذه الحركة وثانيا لعلمهم ان اسياس افورقي المسيحي هو القائد الفعلي للحركة الشعبية لتحرير اريتريا وليس رمضان محمد نور الذي يظهر في ادبياتهم كقائد فعلي وفي هذا نحن لانغبط دور رمضان ولكن الواقع كان يظهر ان القائد الحقيقي لهذه الحركة هو اسياس افورقي.
نسبة للتنظيم الدقيق الذي تميزت به الحركة الشعبية لتحرير اريتريا فقد كانت الحركة تعمل في الشمال الغربي لاريتريا ومن ثم التفت قواتها في سرية تامة ونجحت في احتلال اغوردات قاطعة الطريق امام المجلس الثوري الذي كانت عينه على كرن والتي سيتم احتلالها بعد سقوط اغوردات وكانت هذه بداية النهاية لنظام المجلس الثوري وبداية الصعود للحركة الشعبية لتحرير اريتريا وقد مرت بدايات الصعود هذه باشتباكات مريرة بين الحركات نفسها وقد حاول السودان ان يجمع هذه الحركات في تنظيم واحد وقد نظمنا اجتماعات في كسلا بغرض توحيد المجلس الثوري تحت اشرافي وبقيادة زميلي ادم امين اوشيك الذي كان مسئولا عن العمل الاستخباري العسكري بشرق السودان ولكن لم يخرج الاتفاق عن اطار مذكرة التفاهم.
تقدمت الحركة في عملها العسكري وبتنظيمها الدقيق في مجال العمل السياسي والاستخباري, ووقفت دولة الكويت معها وامدتها باموال ساعدت كثيرا في انتصارات الحركة وذلك للعلاقة الوطيدة التي تربط رجل الاعمال الاريتري محمد علي امين بالسلطات الكويتية .
ذكرت في بداية مقالي هذا ان الدكتور الرشيد الطاهر بكر وهو من اهالي القضارف كان من روج لموضوع الثورة الاريترية عام 1965 والحقيقة يبدو ان هذا كان توجه الاخوان المسلمين وليس الرشيد وحده . وعندما جاءت الانقاذ الى سدة الحكم في عام 1989 كان من اجندتها ان تقضي على النظام الشيوعي في اثيوبيا وبالتالي مساعدة الاريتريين والمعارضة الاثيوبية والتي صارت اقواها جبهة تحرير التقراي بقيادة ملس زناوي واما مساعدة الاريتريين فكانت تتطلب مساعدة الاقوى في الساحة وكان الاقوى هو الحركة الشعبية وبالتالي قدمت الحكومة السودانبة كل مساعدة ممكنة لهذه الحركة وكانت تعمل في محورين محور اثيوبيا ومحور اريتريا وقد ساعد انهيار الاتحاد السوفيتي في انهاك نظام منقستو حتى سقط .وتزامن سقوط منقستو مع انهيار جبهته الاريترية مما ادى سقوط اسمرا والتي كانت محاصرة في يد الحركة الشعبية لتحرير اريتريا ونال الشعب الاريتري ما كان يصبو له من الحرية والاستقلال بعد ثلاثين عاما من الحرب , ولكن هل كانت هذه النهاية؟؟؟ لا .. بل كانت بداية لمشكلات معقدة نتابعها في الجزء الثاني من هذا المقال.
هاشم ابورنات
القاهرة26سبتمبر2011

تعليق واحد

  1. I have been in ASMARA recently, I impressed how clean, safe and hospitable city, but what really captured my mind is the "ERITREAN" people, how polite and respected they were, .. unbelievably friendly people … The country crimes, corruption rates are almost zero,…Thanks to "AFORGI" zero tolerance policies against corruption…..I really wish that our country has a leader of his character….just a wish

    Mr, Aboranat, Please write something about ERITREA , people, Aforgi and that is for the benefit of all….because sometimes i read some negative comments about ERITREA from some people i am sure they do not know any thing about the subject, in other word,…Wild comments

    Best Regards

  2. استاذنا هاشم :
    بحكم عملك في تلك المناطق ومعرفتك الجيده بالشعبين وبحكم انتماؤك السوداني .. سؤال يشدني اليه مانكتوي بناره اليوم (التفتت والهويه— علي قول البشير المدغمسه) فإلي أي حد ترى امكانية نجاح وحدة حقيقية قد تنشأ بين الشعوب الثلاث ( السودان/ارتيريا/اثيوبيا ) ؟؟
    سؤالي ليس اعتباطيا فوجهة نظري والتي اتمنى ان يكون هناك من يشاركني فيها واتوقع ان تظهر لوحدها في المستقبل هي نشوء وحده بين السودان (ابومليون ميل) والحبشة (بدولتيها) وتشاد وذلك لوجود القواسم المشتركة الكثيرة إبتداءا من المصالح مرورا بالعرقيات الي الانسجام الشعبي الذي لايعكره الا التدخلات السياسية . والسؤال ايضا هو تساؤل لماذا لا يتنادى الناس علي مثل هذه وحده ولو علي مستوى منظمات المجتمع المدني الي حين ذهاب الديكتاتوريات ؟؟!!!!!!!!!!!
    ملحوظه : فحص الدي ان أيه للشعب السوداني اثبت اصوله الشرق افريقية والاوسط غرب افريقية

  3. dear eritrea is nice place and especially asmara since itis italian colony .no thing havebeen added by the dictator issias .except the killing of people and igniting wars here and there .i think u didnot hear by the hundred of innocent eritrean people whom they die when they trying to enter italy from libyia escaping from the hell of issias.the luck doesnot agree with u u in ur comment.and u didnot hear about the thousands people whom sent to prison without any crime and reason.and if u want more conformation just visit the eritrean refugee camps in eastern sudan.eritrea is now acountry for christian only..

  4. يا هاشم ابورنات لك التحيات ، سؤالى هل انت هاشم الظابط ايام النميرى وكنت فى الجنوب فى بداية السبعينيات ولا ده تشابه فى الاسماء؟

  5. ايوه انا ياهو ذاتو يا محمد محمدين بس كبرت وعقلت وبقيت جد لعدد 5 احفاد. الاخ عادل سأحاول الاستمرار في الكتابةوكذلك اقول للاخ تايقر شارك..مع اطيب تحياتي هاشم ابورنات

  6. قبل فترة طويلة أيام كان الترابي نافذا في الحكومة حكى لي أحد أتباعة القصة التالية ردا على سؤالى له (لماذا وانتم الاسلاميون جعلتم من افورقي المسيحي رئيسا لبلد مسلم؟؟)

    قال لي: كانت فكرة الترابي أن يستلم افورقي السلطة ثم يعمل الاسلاميون على الانقلاب عليه ، وبالفعل بعد الإنتخابات التي فاز بها أفورقي ، أرسلنا عددا كبيرا من كوادرنا لتجنيد عناصر في الجيش والشرطة وبين المواطنين الارتريين ، وطبعا كان مسموحا لنا بالعمل بكل حرية لأن أفورقي (زولنا) ، وكنا نتوقع أنه اذا استمر النشاط على هذا المنوال أن تغيير أفورقي لن يستغرق زمنا طويلاً.
    في أحد الايام فجرا ونحن نائمين جاءنا أمر بمغادرة أرتريا على وجه السرعة ولقد خرج البعض منا بملابسه التي كان نائما بها وركبنا عربات السفارة ولم نتوقف الا في كسلا.
    وعرفنا السبب بعد ذلك – المخابرات الاسرائيلية استطاعت أن تقنع افورقي بان حلفاءه السودانيين يعملون للإطاحة به وصدرت الاوامر بالقبض علينا جميعاً
    بعد ذلك ساءت العلاقات بيننا وبين أفورقي لفترة طويلة.

    سؤالى للسيد ابورنات عن صحة هذه الرواية!

  7. [عحبي] [ 30/09/2011 الساعة 12:13 صباحاً]

    ولله صحى كبرت وخرفت وبقيت جد , ما علاقة العنوان بالموضوع افدنا لو تكرمت ( ) ( ) ( )
    ==================================================

    هاشم ابورنات يتقمص ((نيولوك)) عسى ولعل ينسى الناس موضوع المائة وخمسون ألف دولار التي حاول أن يلحسها ولكن وكيل النيابه طرشها له 😎
    الموضوع فعلاَ لاعلاقة له بالعنوان وفحوى معلوماته منقول من الانترنت إضافةَ لأن صلة كاتبه بالامن ودوائر إتخاذ القرار إنقطعت فور نجاح إنتفاضة إبريل المجيده والتي أطاحت بنظام المخلوع نميري وحلت جهاز أمنه كما طردت عناصره ومنهم العقيد أمن مُنحل هاشم ابورنات والذي لم يُمارس عملاً إستخبارياُ ولم يعمل في المخابرات الخارجيه وإنما عمله كان إدارياً وينحصر في كونه مدير مكتب رئيس الجهاز
    أرجو ألآ يغضب مني الأخ هاشم أبورنات ولكن الدين النصيحه وأنصحه بأن يتذكر عندما يكتب موضوعاً أن للقراء عقول وذاكره وأن التاريخ لا يرحم 😉
    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-12443.htm

  8. To Mr. abdo
    الاجابة على سؤالك موجودة في الشق الثاني من المقال (2) مع اطيب تحياتي ..هاشم ابورنات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..