الشباب مع الجديد وكبار السن يرفضون.. رياح التغيير تقصف بعادات أعراسنا

* الى وقت قريب، كانت عادات وطقوس الزواج في مجتمعنا محكومة بقائمة من التفاصيل لا يمكن تجاوزها.. ولكن يبدو أن رياح التغيير والانفتاح والعولمة أسهمت في كسرها، حتى الأطفال تأثروا بما حولهم في مراسم الزواج وغيرها من عادات وتقاليد كانت راسخة في مجتمعنا .
* الشباب من الجيل الجديد أصبح لا يقبل بما هو سائد ويعده موضة قديمة ، ويفرض رأيه بوجود الجديد من التقليعات بدءاً من حنة العروس التي تركت الثوب واتجهت الى ارتداء الساري الهندي وما يسمى بالغجري وفستان الزفاف الايطالي او السوري، ولا ننسى الزفة المصرية ورقصة (الاسلو) التي يعدونها من بين المهم في ليلة الزفاف، بين هذه وتلك اختلفت الآراء.. حيث كانت حصيلة جولتنا.. تقول ليمياء الطاهر التي أبدت اعجابها بالجديد الذي يصاحب طقوس الاعراس.. مجتمعنا يبدو الآن أكثر تحضراً وتأثراً بما حوله.. فلماذا لا نجدد في أعراسنا .. هي فرحة العمر لا بد أن تكون مميزة ومتفردة.
* ولكن.. يخالفها العم محجوب الرأي الذي قال: إن ضياع التراث حسرة للاجيال السابقة.. فهذا الجيل حرم من متعة طقوس الأعراس التي عشناها، وتزوجنا بها.. ما يحدث اليوم تقليد أعمى.. لا يشبه مجتمعنا.. ويضيف محمد عبدالله الذي لا يمانع في التجديد بشرط المحافظة على الطقوس المهمة التي تحمل النكهة السودانية المميزة في الأفراح، ويقول كل زمن وله جديده.
* أروى علي – طالبة جامعية: تعد التغيير الذي حدث في طقوس الزواج كغيره مما حدث في الكثير من العادات والتقاليد حتى تلك التي كانت في المناسبات الحزينة.. وتضيف: أنا مع الجديد ولكن بشئ من المحافظة على ما هو موجود.. يجب ألاّ ننسى آباءنا وأمهاتنا وما وصفوه لنا من عادات في افراحنا هي باقية. ولكن تماضر الحاج ربة منزل وأم لطفلين قالت: ما يحدث من جديد في أفراحنا كان تأثيره حتى على الاطفال الذين يقلدون ما يفعله الكبار في حفلات الاعراس الرقص وارتداء الازياء التي يرتديها العرسان، هنالك الكثير الذي كان تقليداً لمجتمعات أخرى خاصة دول الجوار.. القهوة وموسيقى الزفة، والبنات اللائي نسين اغانيهن واصبحن يرددن اغاني لا تشبهنا.. (دا شئ غريب) .. يجب ألا نترك تراثنا ونفخر به.. وتساءلت أين السيرة واغاني الحماسة والدلوكة وليالي الزواج.. اليوم فقد الفرح نكهته!
* الكثيرون تحدثوا خاصة كبار السن الذين نادوا بالعودة الى مراسم العرس السوداني الأصيل ونزع ما علق به.. ما أجمل الطقوس التي تسبق أيام العرس مثل (دق الريحة) التي تجتمع في يومها النساء في جلسات تعيد الصلات بين الأهل وتجدد الذكريات و(سد المال).. وروعة الغناء بالدلوكة.. والجرتق.. وكما تقول الحاجة فاطمة علي.. (من نسى قديمو تاه) يجب ألا ننسى الجميل من العادات والطقوس في أعراسنا.

الخرطوم: نجلاء عباس
الرأي العام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..