مكافحة العمى و .. (قصر النظر الرسمي)…!!ا

إليكم ………..

مكافحة العمى و .. (قصر النظر الرسمي)…!!

الطاهر ساتي
[email protected]

** أكرمنا الله وإياكم بنعمتي البصر والبصيرة ..كما تعلمون أيها الأفاضل، يحتفل العالم في مثل هذا اليوم من كل عام باليوم العالمي للبصر.. للأسف نحن في السودان – نهوى أوطانا – ونتجاهل بأن نعطي مثل هذا اليوم مايستحق من الإحتفاء، ولذلك يمضي كما جاء بلاحس أو أثر، بحيث لايستفيد المرضى.. بارعون نحن – لدرجة الهوس – فقط في الإحتفال بذكرى إنقلاباتنا العسكرية رغم ما فيها من مواجع وخيبات، كذلك بارعون بالإحتفاء بعيد الحب، ولكن يوما صحيا وإنسانيا – كما اليوم العالمي للبصر- لايجد من مجتمعنا ونخبنا وساستنا وإعلامنا غير الجهل به أو تجاهله، إلا من نفر قليل إختصهم الله بالوعي والعلم النافع ثم بقضاء حوائج الناس..وها هم اليوم – كما كل الحال كل عام – يحتفلون به وحدهم في الخفاء، وما ضرهم ألا يعرفهم أحد ..!!
** اليوم، بكل مشافي العيون – في طول البلاد وعرضها – الكشف مجانا وكذلك الفحص..هي فرصة لملح الأرض ليقصدوا مشافي العيون ويمطمئنوا على سلامة أبصارهم، شفاهم الله..ونأمل أن يجد الإعلان بمجانية الكشف والفحص هذا اليوم مساحة واسعة في فضائياتنا وإذاعاتنا، بحيث يعلم من لايعلم، وما أكثر الذين بحاجة إلى تلك المجانية في بلادنا، ولكنهم – بتجاهل الإعلام – يجهلونها..إذ يقول البروف كمال هاشم، مدير البرنامج القومي لمكافحة العمى : نريد بهذا اليوم المجاني لفت نظر الولاة والرعية إلى أسباب العمى في السودان، علما بأن المياه البيضاء – الكتراكت – تشكل ما نسبتها (55%) من تلك الأسباب، ويمكن علاجها جراحيا ..!!
** نسبة العمى في بلادنا كانت (1.5%) حتى خواتيم العام 2003.. ثم تدنت بفضل الله تلك النسبة إلى (1%)، في العام 2010 .. ثم إلى (0.7%)، بعد إنفصال الجنوب ..والوصول بتلك النسبة الي ( 0.3%)، عند العام 2020، هي غاية البرنامج القومي لمكافحة العمى، ونسأل الله التوفيق، ولكن ما نيل المطالب بالتمني فقط ..يقدر عدد المكفوفين بسبب المياه البيضاء – كتراكت – في البلاد ب(175 الف مواطن)، رغم أن المشافي تجري ما يقارب (80 الف عملية مياه بيضاء) سنويا، وهذا يشير إلى ضرورة تأهيل مشافي العيون العامة أو تأسيس أخريات، بحيث تجري المزيد من عمليات المياه البيضاء، وتقي الآلاف من مخاطر العمى..علما بأن تلك المشافي تجري (80 الف عملية سنويا)، وهذا فضل من الله، إذ كانت (20 ألف عملية سنويا)، حتى خواتيم العام 2003..نشكر الله ثم نطالب الحكومة – وبرنامج مكافحة العمى – ببذل المزيد من الجهد في مكافحة وعلاج (المياه البيضاء)، خاصة وأن كل الدراسات أثبتت بأن المياه المياه هي المدخل الرئيسي للعمى .. !!
** وقبل المياه البيضاء، كانت التراكوما تشكل سببا رئيسا للعمى حتى سبعينات القرن الفائت، حسب رصد برنامج مكافحة العمى، ولكن بفضل الله ثم بدعم مقدر من مركز كارتر نجح البرنامج في إجراء مسح شامل لهذا الداء، وتم تنفيذ بعض البرنامج بحيث يعلن عن القضاء على التراكوما نهائيا – بإذن العلي القدير – في العام 2015.. وقبل الإنفصال، كان الجنوب يشكل هاجسا بعمى الأنهار، ولكن اليوم مناطق أبوحمد بنهر النيل و القلابات بالقضارف وخور يابوس بالنيل الازرق والردوم بدارفور، هي بؤر عمى الأنهار.. مطلوب تضافر جهود الحكومة والمنظمات والجمعيات الخيرية في تلك البؤر، بحيث تصبح خالية من هذا الداء اللعين..وبالمناسبة، رغم أن الولايات والأرياف هي التي تتصدر قائمة العمى وأمراض العيون، إلا أن معظم مشافي العيون بالعاصمة، لماذا ؟..لاتوجد إجابة منطقية، ربما نهج الذين يرسمون الخارطة الصحية بالبلاد كان – ولايزال – مصاب ب(قصر النظر)..فالسواد الاعظم من أهل الأرياف النائية لن يستفيدوا من خدمات هذا اليوم المجاني، بسبب قصر نظر نهج الذين يخططون وينفذون خارطة مشافي العيون، ولذلك ليس بمدهش أن تصبح خور يابوس – وأخواتها الولائية – بؤرا لعمى الأنهار..!!
** ثم المطلوب – حسب معيار منظمة الصحة العالمية – إختصاصي عيون لكل (1000 مواطن)، ومستشفى عيون لكل (مليون مواطن)..ولكن واقعنا بعيد عن هذا المعيار العالمي، فالواقع يعكس وجود إختصاصي لكل (40 الف مواطن بالعاصمة)، وكذلك إختصاصي لكل (250 الف مواطن بالولايات)..وهي أرقام، بجانب بعدنا عن المعيار العالمي، تعكس أيضا مدى الظلم الذي تعيشه ولايات السودان، حيث لاعدالة في توزيع المشافي ولا مساواة في توزيع الأطباء، رغم كل الإحصائيات التي تؤكد بأن الولايات وأريافها هي بؤر أمراض العيون..على كل حال، نأمل أن يستفيد البعض من الخدمات التي ستقدمها المشافي اليوم مجانا، ونأمل أن تلعب دورا ? يا صديقي القارئ – بتنبيه من حولك ليستفيد، مع الدعوات بأن يحفظ الله الجميع، ويكرمنا وإياكم بنعمة البصر، ويكرم ولاة أمر الناس والبلد بنعمة (البصيرة وبعد النظر) ..نعم، عقولهم بحاجة إلى تلك النعمة ..!!
……………..
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. ليه انت ما كتبت عن اليوم دا قبل يومين او تلاتة لتعم الفائدة وبعدين كيف معاك بيع مستشفى العيون التعليمي فكرة كويسة لعدم تراكم المستشفيات في العاصمة ولا ما كدة  

  2. بصراحة … مقال غريب جداً

    أولاً لم أسمع بحياتي باليوم العالمي للبصر.. وأتساءل هل يوجد يوم عالمي ثاني للسمع وثالث للشم ورابع للإحساس وخامس للتذوق؟؟ سؤال مشروع جداً..

    وبصراحة أكثر، ما الهدف من تحويل كل أيام حياتنا لأيام إحتفالات عالمية.. يوم الحب.. يوم الاستقلال.. يوم الانفصال.. يوم مكافة المخدرات.. يوم مكافحة الإيدز.. يوم عالمي للسلام.. يوم عالمي للمرأة.. يوم عالمي للطفل… يوم عالمي للجريمة ووووووو؟؟؟

    ثم ما علاقة إنفصال الجنوب حتي تربط به إنخفاض نسبة العمي بالسودان لـ 0.3%..؟ هي تقصد مثلاً أن غالبية العمي في البلد من الجنوبيين وبالتالي إنخفضت النسبة في الشمال بعد إنفصال الجنوب بعميانه؟؟ لو كان هذا هو القصد فهو قصد أقل ما يمكن وصفه به أنه عنصري.

    بصراحة … مقال غريب جداً

  3. هذا المقال لم يوفق لشبهة ركوبك موجة التهريج؟ ما الفائده من جلد ذات الشعب السودانى بذكرى يوم من ايام السنه؟ ما فائدة المقال فى ايقاظ ضمير السياسى اذا فرضنا استهدافك له كمسؤول عن تعثر بقرة المواطن امام بوابة العمى و هو ابتلاء من الله سبحانه و تعالى ود ونك الحديث من ابتلاه الله بحبيبتيه وصبر فله الجنه؟ لتكون الدعوه اشمل لماذا لا تتبنى حمله كل ايام العام من اجل نشر الوعى الصحى بمخاطر المرض المعنى؟

  4. يا أستاذ أحمد الطيب هذه الأحتفاليات العالميه تعنى الكثير لأنها ليست إحتفالات للمسخره…وكوننا شعوبا متلقيه وغير مساهمه فأنا أؤيدك بأنها لا تعنى لنا أى شئ وأزيدك هناك يوم عالمى للأرض وقل لى عن أى شعب عربى أو إفريقى له إهتمام بهذه المظاهرات العالميه.

    الأستاذ الطاهر ذكر بأن النسبه تدنت بعد إنفصال الجنوب وهذا كلام صحيح…والأستاذ الطاهر فى مقاله الرصين لم يقل غالبية العمى فى البلد من الجنوبيين كما ذكرت أنت……أقولها ليك بطريقه مبسطه تعداد السودان قبل الأنفصال نقول أربعين مليون هل يعقل بعد الأنفصال نظل أربعين مليون ولا بنكون نقصنا شويه.

    البنك الدولى متبنى يوم الأيدز العالمى وعمى الأنهار وله ميزانيه سنويه لدعم الأبحاث ودعم بعض الدول فى مجابهة هذه الأمراض عشان كده بعض حكومات هذه الدول تتكتم على هذه الأشياء وأنا شخصيا إطلعت على التقارير وإذا حبيت ممكن تدخل على الويب سايت بتاع البنك http://www.worldbank.org لتطلع على نشاطات هذه المؤسسه الماليه.

    جنوب السودان بؤره لعمى الأنهار….وأطراف السودان وحتى المركز بؤره لمختلف الأمراض ومن أهم الأسباب إهمال الحكومات التى تعاقبت فى حكم السودان إضافه لعامل أساسى هو عدم الوعى.
    موضوع الأستاذ الطاهر بصوره عامه يا أستاذ أحمد خالى من أى عنصره لو تمعنت قراءته وأحى الأستاذ الطاهر بنشر الحقائق التى لا نتقبل حتى الأستماع اليها ونتوارى منها خجلا ولكن إلى متى.

  5. الاستاذ احمد الطيب كونك لم تسمع باليوم العالمي للبصر ليست مسؤولية الطاهر ساتي فهي مسؤلية وزارة الصحة و الجمعيات الطبية. فقد دأبت هيئة الصحة العالمية علي تحديد ايام بعينها طول العام للاحتفاء ببعض المشاكل الطبية لزيادة وعي الحكومات والمواطنين بخطورتها فهنالك مثلاً اليوم العالمى للدرن والايدز ومكافحة التدخين والسكري و غيرها من ايام الصحة و المرض.
    و لا ادري ما هي العنصرية في مقال الطاهر ساتي بان عدد العميان قد انخفض بانفصال الجنوب فبديهي جداً اذا انخفض عدد السكان ان يتبع ذلك انخفاض كل المعدلات الاحصائية الحيوية و عمى النهر الذي كان يسمى بعمى الجور لتركزه بمنطفة نهر الجور في ولاية بحر الغزال منتشر جداً بالجنوب وبالطبع انفصال المنطقة عن شمال السودان يقلل من عدد المصابين بهذا المرض.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..