أسباب استهداف المؤتمر الوطني للحركة الشعبية

أسباب استهداف المؤتمر الوطني للحركة الشعبية ،،

شريف ذهب
[email protected]

يُرجِع أهل دارفور أسباب المعاداة الشديدة من طرف الكلب ( للمهاجر ) إلي أنّ المهاجر عندما يأتي أحد البيوت طالباً ما أفاض الله لأهل الدار من رزق ، فغالباً ما يُعطى من فائض الطعام الذي من المفترض أن يكون من نصيب الكلب ، ومن هنا صار المهاجر غريماً تقليدياً للكلب ، بما يجعل الكلب يستميت في مهاجمته وصده عن دخول دار أسياده .
ولمن لا يعرف : فالمهاجر هو طالب العلم وهو ( الحُوار ) في لغة بعض أهل السودان ، حيث كان الناس قديماً يرسلون أبناءهم للخلاوى البعيدة لحفظ القرآن الكريم ، وكان يُطُلق على أولئك الطلاب لفظ ( المهاجرين ) وكان أولئك المهاجرين يعتمدون بشكل كلي على أنفسهم في توفير طعامهم وكسوتهم ، فكان الكبار منهم يقومون بالأعمال الزراعية في مواسم الأمطار لتوفير النقود فيما ينحصر مهام صغار السن في التطواف داخل القرى يتسولون الطعام ، فيبدءون يومهم بالصراع الطويل مع الكلاب .
وبالعودة لموضوع المقال ، فجماعة حزب المؤتمر الوطني الذين سطوا على السلطة في العام 1989م ، لم يدّخروا كل ما بوسعهم القيام بها من أعمالٍ مشروعة وغير مشروعة لأجل استدامة السلطة إلا وسلكوها ، بدئاً بتفتيت الأحزاب شذر مذر ، مروراً بتقسيم الشعب على أساس جهوي وقبلي وإشعال الفتن بينها ، وانتهاءً بفصل الجنوب بغرض التخلص من الحركة الشعبية التي كانت تعتبرها العقبة الكأداء أمام بقائها في السلطة أبد الآباد .
لذلك فليس من المقبول لديهم أن يروا شبح الحركة الشعبية تطل عليهم مجدداً في الشمال وبسند جماهيري كبير بوسعه سحب البساط من تحت أرجلهم في أيما انتخابات نزيهة تُجرى إقامتها في السودان ، لذلك كان لابد لهم من معاداتها والسعي بكافة الوسائل لإقصائها ، فكانت الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وإتباعها بهذه الحملة الإعلامية الشعواء بغرض تلطيخ السمعة وفض الشعب من حولها ، ولكن هيهات هيهات ، فستؤول كافة مساعيهم تلك إلي بوار وتغدو حرثاً على بحر لم يجنوا منها سوى الخزي والعار.
فالحركة الشعبية قد أضحت اليوم قبلة كافة المحرومين من أبناء هذا الشعب الأبيّ الذين سرقت حكومة المؤتمر الوطني قوتهم وسلبت حرياتهم وشردتهم في كافة أصقاع المعمورة . ومكاتبها في الخارج والداخل تشهد بذلك حيث غدت بوتقة انصهار لكافة الأجناس السودانية في شرقيها وغربيها ، شماليها وجنوبيها ( الجديد ) وجميعهم لا شاغل لديهم سوى إزالة هذا النظام المتسلط وإيجاد سوداناً جديداً يحفظ ما تبقى من أراضيه من الانقسام ، بل ويكون جاذباً حتى لمن نفر منه لإعادة الالتئام والتوحد مجدداً على أساس جديد من التسامح الديني والعرقي ينعمون جميعهم بالعيش الكريم في بلادٍ طالما حباها الله بكل خيارات الدنيا ” فوق وتحت أرضها ” ، فيما حُرِم شعبه من الاستمتاع بها بفعل السياسات الرعناء لحكومات متسلطة كانت السبب في محق البركة وإحلال البوار .

تعليق واحد

  1. فيما حُرِم شعبه من الاستمتاع بها بفعل السياسات الرعناء لحكومات متسلطة كانت السبب في محق البركة وإحلال البوار .
    ……………………………………………………..
    الاستاذ شريف هذا الذى وقع على السودان وأهله تماما تمحق البركة عندما توظف مدخراته فى غير محله وتبدد فيما لايرضى الله من الافعال المنكرة .مثل العنصرية وتفريق عباد الله فى أرضه وظلمه فى كل الاتجاهات وأكل ماله بغير وجه حق بفرض الامر الواقع بالقوة وإقصاء أصحاب الحقوق الحقيقين من إتخاذ القرار فى إدارة شؤن البلاد والعباد بإذكاء أنفسهم أنهم هم القدوة والصفوة والنقاء وفساحة اللسان والعرق واللون وأستغلال الدين الاسلامى فى تحقيق المارب الدنيوية ناسين قول الله تعالى ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو إن أكرمكم عند لله اتقاكم ) هم زكو أنفسهم بالنقاء .. وقال تعالى بل الله يزكى من يشاء ..نحن مشكلتنا للأسف أن حكامنا جهلة لايعرفون أحكام ومقاصد الشريعة الاسلامية . يتكلمو بالشرع وتطبيق الشريعة وهم أبعد الناس عن الشريعة والدين هؤلاء لو يقرأون التاريخ الاسلامى ومكون الدولة الاسلامية فى عهد الرسول عليه أفضل السلام لما طغو وتجبرو بهذه الصورة التى نراها الان هناك الحبشى والرومى والفارسى والعربى خليط شعب الله فى الارض دون تفريق بينهم فى كل الامور لان الهدف والمقصد هى إرساء دين الله فى الامة لم يكن قصدهم نهب الثروات او قتل الاقارب أو تشريدهم عن أوطانهم أو أقصائهم عن مكانتهم الاجتماعى فى مجتمعهم دى الواقع الذى نعيشه فى السودان الان .. الله يكون فى عون البلد ويأت إلينا حاكم يخاف الله فى العباد والبلاد يارب امين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..