عصير "فياجرا" الضفادع ! شاهد الصور

تعليق واحد

  1. عزيزى بكرى الصايغ لك التحية والتقدير والاحترام اقسم بكتاب اللة العظيم عندما اطلعت على ردك ششعرت باصالتك حقيقة انتم معدن نفيس وانت صديق حميم لاخى الاكبر في الخرطوم غرب فلك منى التحية والاجلا ل والافتخار بك والتقدير لك

  2. عناوين اخبار ومواضيع لها علاقة بالمقال،
    وتحكي عن حال السودان في زمن البشير!!
    ***************************
    1-
    أهوال كتائب قوش في دارفور ، موت وفحش وفجور…
    2-
    دارفور: النساء يتعرضن للاغتصاب كثمن لحماية الرجال من القتل…
    3-
    العفو الدولية: شهادات عن الاغتصاب في السودان…
    4-
    السلطات السودانية تحقق فى حادثة “اغتصاب جماعى” لطالبات جامعيات …
    5-
    عمليات الاغتصاب في دارفور..جريمة تخجل العالـم…
    6-
    غرب السودان: اغتصابات تحت جنح الظلام…
    7-
    هل شهد تاريخ السودان إغتصابات جماعية قبل دارفور؟؟ اين .. ومتي ؟؟؟!
    8-
    الاغتصاب: الخطر الماثل أبداً أمام النساء في دارفور…
    9-
    اغتصاب طبيبة سودانية!!!!!
    10-
    الاغتصاب يقض مضاجع نساء في دارفور…
    11-
    أحكام بالإعدام على سبعة رجال بتهمة اغتصاب طفلة في السودان…
    12-
    النازحات والناشطات بمعسكرات دارفور يعبرن عن غضبهن لعمليات عمليات الاغتصاب المنظمة من قبل مليشيات موالية للحكومة تجاه النازحات اللائي يخرجن لجمع حطب الوقود خاصة الفتيات صغار السن..
    13-
    النازحات والناشطات بمعسكرات دارفور يعبرن عن غضبهن لعمليات الاغتصاب المنظم وعدم محاكمة الجناة…
    14-
    الاغتصاب من دارفور الى ام درمان:
    اغتصاب بائعة شاى بواسطة (7) شبان…
    15-
    نضال نعيسة – اغتصاب جماعي ضد نساء دارفور…
    16-
    طبيبة تعرضت لاغتصاب جماعي في
    دارفور تفوز بجائزة لحقوق الانسان…
    17-
    قصص اغتصاب الدارفوريات من داخل المعسكرات…
    18-
    في دارفور كل شيء مباح الحرق والنهب واغتصاب النساء!!
    19-
    ميدل ايست أونلاين:
    مدعي المحكمة الجنائية: الجرائم في دارفور لم تتوقف…
    20-
    – النساء دوما ضحايا الحروب وفي
    (ابو زبد) تمت (اغتصابات) ضحيتها
    (11)أمراه من شمال كردفان!
    21-
    Women Activists:
    اغتصاب الاريتريات والاثيوبيات ومذلة السودانيات…
    22-
    ضرب واغتصاب الأطفال من قبل شرطة النظام العام!!

    23-
    استباحة 110 بكارة بسكن مدرسي لبنات”طويلة”
    ***********************
    المصدر: سودان موشن-
    بتاريخ: السبت, 23 آذار/مارس 2013-
    —————————
    ***- ثم هذه القصة الموثقة لما جري بداخلية مدرسة البنات في الطويلة، شمال دارفور، يورد البند 339 القصة ..

    ( أبلغت واحدة من الضحايا اللاتي اغتصبن خلال الهجوم على مدرسة داخلية في فبراير 2004، وهي فتاة صغيرة، اللجنة بأنه حوالي الساعة السادسة صباحا، هاجم عدد كبير من الجنجويد المدرسة…. احاطوا بالمدرسة قبل الهجوم بيوم ..عندما هاجموا مبنى الإقامة الداخلية صوبوا بنادقهم على الفتيات وأرغموهن على خلع ملابسهن تماما. وسلبوا ما لديهن من نقود وأشياء ثمينة وكذلك جميع مفروشات نومهن. وكان عدد الفتيات حوالي 110 فتيات بالمدرسة الداخلية… أُخذت الضحية من بين المجموعة، معصوبة العينين، ثم دفعت على الأرض على ظهرها واغتصبت. وتم الإمساك بذراعيها ورجليها.. واغتصبت مرتين. وأكدت حدوث إيلاج. واستمرت عملية الاغتصاب نحو الساعة. ولم يقل المغتصبان شيئا أثناء الاغتصاب. وقد سمعت أصوات استغاثة من فتيات أخريات وتعتقد أنهن أيضا كن يغتصبن. وبعد عملية الاغتصاب، بدأ الجنجويد أعمال الحرق والسلب.)حدث هذا رغم ( وجود القوات العسكرية بالمنطقة، حيث شاهدت في ذات اليوم طائرات هليكوبتر من التي يستعملها الجيش…حملت الضحية نتيجة لهذا الاغتصاب ووضعت طفلا فيما بعد.)!! أما ودراسة تفصل الهجوم على ترغا، غرب دارفور كما أوردها البند 340 نصا ، (فرت النساء إلى الوادي، حيث أحاط بهن رجال الجيش. صرحت الضحية بأنها تعرف 19 من النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب ولكن كان هناك أخريات كثيرات. وهي تعتقد أن مجموعهن كان 50 ضحية. واغتُصبت أولا الفتيات الصغيرات، واغتصب الضحية تسعة رجال… وجرى التحفظ على النساء لمدة ستة أيام في الوادي)!

  3. الاخ بكرى الصايغ لك التحية والاحترام مقال رائع وموثق لكن احاول ان اقول الاغتصاب ليس لعشرة وانما للسودان كلة من عصابة المشروع الحضارى لعنهم اللة في الدنيا قبل الاخرة

  4. بكري الصايغ الرجل الهمام .. كل الدعاوى الإسلاموية جاءت بنتائج نقيض ما تدعيه ، فالطهر تحول إلى اغتصاب ، و الأمانة تحولت لنهب حلال ، و باقي الشعارات يعرف نتائجها و يعيشها المواطن العادي … تقصير المثقفين و جبنهم في مواجهة الشعارات و الأفكار الإسلاموية هو ما ساعد في تمددها و رحم الله الأستاذ الشجاع محمود محمد طه حين قالها و بكل شجاعة و بعد إدامة الفكر : الشريعة كانت صالحة لزمانها و لكنها لا تصلح لإنسانية القرن العشرين (و بالتالي الواحد و العشرين) بينما الدين صالح لكل زمان .

  5. حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف ياأرحم الراحمين يحدث كل هذا وولاة الامر يتبجحون ويصرحون بتطبيق الشريعة وهم يفعلون المنكرات بحمايتهم لكل فاسد وزانى ومرتشى وسارق وخائن لامانة والشرف أننا نعيش فى زمان ظهرت فيه علامات الساعة الصغرى ومنها 1/أسناد الامر الى غير أهله 2/أن يؤتمن الخائن 3/ أن يخون الامين 4/ انتشار الفتن 5/ التنافس على الدنيا6/ انتشار الزنا 10/ شهادة الزور11/ التطاول فى البنيان 12/ كثرة الشرطة 13/ كثرة المال 14/ من فقه له يؤم الناس 15/ استشارة الجهلاء 16/ امارة السفهاء 17/ ان يتولى الاشرارالامر

  6. التحية للاستاذ بكري الصائغ في توثيقة لقضية تهز كيان أمة .
    الملاحظ أن معظم المغتصبين هم من القوات النظامية وافراد جهاز الأمن والدفاع الشعبي وميليشيات الجنجويد والفكي صاحب الاسم البراق ( نور الهادي عباس نور الهادي ) احد رموز النظام الذي كان من المفترض أن
    يكون قدوة وشعاع ينيرعقول الناس ولكنه للأسف يغتصب طالبة بعد تخديرها ويعفى بقرار جمهوري من مغتصب السلطة الحيوان عمر البشير .
    القضية المطروحة الآن تعتبر قضية شرف تهدد وتهز كيان المجتمع السوداني كله خاصة اذا كان من عهد عليهم الحفاظ على هذا المجتمع هم الذين ارتكبوا هذه الجرائم على مرآى ومسمع من الجميع ولا عقاب او حساب يطالهم .
    رسالتي لقوى المعارضة والشعب السوداني المنتهك في كرامته :
    لكي ينعم الناس بالأمن والسلم والطمأنينة لابد من اقتلاع هذا النظام من جذوره باي وسيلة كانت سواءا بالسلم أو بالقتال والرسول عليه الصلاة والسلام أكد لنا مشروعية قتال مغتصب السلطة .
    يقول الرسول الكريم ( من قتل دون ماله فهو شهيد ) ? مال الشعب منتهك ومغتصب .
    (ومن قتل دون مظلمته فهو شهيد ) ? ليس هناك ظلم اكثر من الفساد الحاصل في البلد الآن واغتصاب السلطة من الأمة هو مظلمة من المظالم ان لم تكن من اشد المظالم ومن حق الامة أن تقاتل لاسترداد ما اغتصب
    منها .

  7. تحية طيبة استاذنا بكرى الصائغ…فكل حالات الاغتصاب تدمى القلوب حقا…هذا من منظورنا الاخلاقى…اما من منظور الانقاذ فانها تعامل ما يخالفها من النساء كسبايا فى الحروب او ما ملكت ايمانكم فى الظروف العادية…اما اغتصاب الرجال فى المعتقلات فانها ظاهرة جديدة على السودانيين..ويرجع السبب فيها الى بعض الحالات من قيادات الانقاذ الشاذة جنسيا ومعروفة للمجتمع السودانى…وهم الذين يفرحوا عندما يسمعون ان سودانيا صار شاذا…حمانا الله واياكم

  8. لماذا لا تنشط ظاهرة اغتصاب الاطفال مؤخرآ و تفشي ظاهرة الزنا لدرجة صار المراهقين يتباهون بنشر فسوقهم علي شاشات الموبايل طالما كان كبير القوم يشجع مثل هذه الممارسات بدعوته ( الغرباوية ) للافتخار بأن وطأها الجعلي !!! و فك حبس الشيخ الزاني بعد ادانته من المحكمة و رفت الفتاة الضحية من الجامعة !!! و ذاك النائب الاضحوكة دفع الله الذي اختزل مهامه النيابية فى تتبع عورات النساء وفتواه بعفن الاعضاء التناسلية لغير المختونة !!! بينما يغض الطرف عن علاج ظواهر الانفلات بين الشباب و الشيوخ من اغتصاب للاطفال و التحرش و الزنا في دولة المشروع الحضاري !!!

  9. دارفور هل تعيش زمان القرن 2014 ?!!
    عن مخيم في دارفور تتعرض فتياته للاغتصاب…
    ************************
    المصدر: جريدة (الحياة) اللبنانية –
    بتاريخ: الأربعاء 9 أكتوبر 2013-
    ———————-
    شانغيل توبايا – رويترز:
    ***- يقع مخيم “شانغيل توبايا” في دارفور على بعد بضعة كيلومترات من قاعدة كبيرة لقوة حفظ السلام المشتركة التابعة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. وتبلغ الميزانية السنوية للقوة، التي تعد ثاني أكبر قوة حفظ سلام دولية في العالم 1.35 مليار دولار وقوامها نحو 20 ألفاً أغلبهم من إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. إلا أن هذه القوة تكافح لحماية المدنيين منذ تشكيلها عام 2008.

    ***- كانت عائشة إبراهيم تبحث عن حطب عندما تعرضت لهجوم بعد أن خرجت مع ثلاث نساء آخريات من مخيمهن، الذي يقمن فيه منذ اندلاع الصراع في دارفور بالسودان قبل عقد من الزمن.

    ***- قالت عائشة وهي أم لأربعة أولاد واقفة في مخيم شانغيل توبايا للنازحين “كل الفتيات يغتصبن هنا”.

    ***- ووفقاً لقوة حفظ السلام وجماعات إغاثة، فان هجمات ميليشيات عرب الجنجويد مستمرة. وشرد الصراع الذي بدأ كنزاع بين رعاة من اصول افريقية وبدو عرب على أراض أكثر من 200 ألف وأسفر عن مقتل مليونين. وقالت أم سلام آدم، التي تقيم في المخيم إن “الحياة خارج حدوده خطيرة”، مضيفة “حتى رجالنا لا يجرؤون على مغادرته”.

    ***- ولدى قوة حفظ السلام تفويض باستخدام القوة “لحماية أفرادها ومنشآتها ومؤسساتها ومعداتها ولضمان أمن وحرية حركة أفرادها وعمال الاغاثة.” إلا أنه وفقا لقرارات الأمم المتحدة التي تم إرسال البعثة بموجبها تجد القوة نفسها محاصرة بين المقاتلين المتمردين من جهة والحكومة التي لها ميليشيات مسلحة عربية. وقتل نحو 50 من أفراد قوة حفظ السلام.
    وقال دين سميث، المستشار الأميركي الخاص سابقاً لشؤون دارفور إن “السلطات السودانية لا تبذل جهداً لاعتقال الجناة”. وتنفي الخرطوم ذلك.
    ويقول منتقدون إن “قوة حفظ السلام يجب أن تكون اكثر جرأة”. ويقول مسؤولو القوة إن عليهم العمل مع الحكومة وإلا سيجازفون بطردهم.

    ***- وحتى إذا أرادت التحرك بجرأة أكبر فانها تفتقر لوسائل النقل والمعدات والجنود أصحاب الخبرة. ورفض السودان نشر قوات أكثر قوة من حلف شمال الأطلسي.

    ***- ولقوة حفظ السلام المشتركة قيادة موحدة، ولكن كل القوات ترجع إلى حكوماتها وهذا يجعل من الصعب التعامل مع الأوضاع الطارئة.
    وعندما سأل ديبلوماسيون قادة قوة حفظ السلام لماذا لا توفر دورياتها حماية أفضل للنساء ردوا عليهم بأن نظام التناوب الخاص بالبعثة لا يتناسب مع موعد خروج النساء للبحث عن حطب.

    ***- ويقول الجنود إن دورية تخرج بعد الظهر، وهو موعد لا يفيد بشيء لأن الناس يكونون في منازلهم في هذا الوقت للاحتماء من درجات الحرارة المرتفعة. وتخرج النساء للبحث عن الحطب في الليل عندما تقل درجات الحرارة إلا أن الدوريات لا تغامر بالخروج ليلا لأسباب أمنية.

    ***- وقال محمد بن شمباس، قائد قوة حفظ السلام إن قواته لديها موارد محدودة. وتؤكد القوة إنها تجعل المخيمات أكثر أماناً وتوفر الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والمستشفيات. ولكن النساء مثل عائشة إبراهيم فقدن الأمل منذ فترة طويلة. وقالت “ليس هناك أمن والحصص الغذائية ليست كافية ولا توجد مستشفيات. الحياة سيئة جداً هنا”.

  10. حق لنا أن نفتخر (بفحولة) الإغتصاب….!!!
    لسان حال البشير

    المكجول المتسرطن المنقطع المنبت عمر البشير…والذي يصلي مع وخلف ولصق عصام البشير في المسجد المزركش ,(الباهى لونو) بضاحية الإسلام السياسي (كافوري)…والذي لا يلهج لسانه إلا بالضحايا في بلاد الشام والشيشان وبورما وبلاد البيضان…وغزة بنى هاشم…وقاهرة مرسي والمرشد…ألم ينطق لسانه المتسرطن (من حق الدارفورية أن تلهج بالشكر والعرفان إذا إغتصبناها…)….
    الآن …الآن فقط…من خلال هذه الحادثة….يلتفت الناس إلى هذه الأهوال…عجباً!!!…هذا سلوك منهجى ومنظم كرسته مناهج الإسلام السياسي منطقا وفهما وممارسة في حقل التعامل مع الخصوم.

  11. مسألة رجولتك دي خليك منهاحننتهي منها بعد شوية..
    المحاكمة..
    تفاصيل تعذيب واستجواب د.فاروق محمد ابراهيم
    من قبل نافع على نافع وآخرين ببيوت الاشباح.
    **********************
    المصدر: موقع /الراكوبة/
    بتاريخ: 08-14-2011 03:31 AM-
    -:———————-:
    أجرى الحوار د.بشرى الفاضل-
    المحاكمة:
    ******
    بروفيسور فاروق محمد إبراهيم.
    ضد: نافع علي نافع ونظام الإنقاذ.
    ضد: إدارة جامعة الخرطوم.

    اكتسب الدكتور فاروق محمد إبراهيم أستاذ علم النبات بكلية العلوم بجامعة الخرطوم شهرة أكاديمية واسعة داخل الجامعة وخارجها واحتراماً مماثلاً ؛ فضلاً عن عطائه في العمل العام.
    ومعروف عن الأستاذ فاروق رصانته وحقانيته ولعله تأثر في ذلك بوالده مولانا محمد إبراهيم النور أحد رواد الحركة الوطنية والقضاء السوداني.
    في مطلع الإنقاذ تحديداً في 30 نوفمبر1989م تعرض الدكتور وهو على مشارف الستين لعملية اعتقال وعنف مما سيرويه في هذا اللقاء الذي قمنا به لإحقاق الحق أولاً قبل الضرورات التوثيقية فإلى مضابطه:

    س 1:
    —–
    ورد في الفقرة الثالثة من رسالتك للرئيس البشير عبر السفير السوداني بالقاهرة بتاريخ 13-11-2000 ما يلي:
    جابهني اللواء بكري شخصيا، وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي، ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم، كما قام حارسه بضربي في وجوده. ولم يتجشم الدكتور نافع، تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم، عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم، وعن زمان ومكان انعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة، ثم عن أماكن تواجد بعض الأشخاص – كما جاء في مذكرتي ? وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأفعال وأقوال أعف عن ذكرها. فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول فنجان قهوة في نادي الأساتذة.
    ندرك مدى إيلام استعادة تلك الذكريات، لكن التوثيق مهم. نرجو سردها مدققا فيها إن أمكن، خصوصا الأفعال والأقوال التي قلت أنك تعف عن ذكرها.

    ج 1-:
    ——
    خالص الشكر يا أخي بشرى. إنني أتفق معك تماما على ضرورة التوثيق. كذلك فأنا متيقن أنك تنطلق من أن قضيتي هي قضيتك وقضية الإنسانية والحقوق المنتهكة لكل الناس. هذا ما جمعنا سويا في المقام الأول. وهذا هو موضوع كل عمل إبداعي قرأته لك، وسر انفعالي به. ولكي أضع الأسئلة والأجوبة في إطارها الصحيح فإنني أستعيد أولا وبالتفصيل أحداث اليوم الأول لاعتقالي، الخميس 30 نوفمبر 1989 دون إغفال شيء، خصوصا الذي كنت أنني أعف عن ذكره، وكنت مرجئا له لحين المواجهة والاعتذار، وقد طال أمدهما. أما أحداث الأيام التالية له فأكتفي بما جاء في مذكراتي السابقة التي نشرت كثيراً. فقط أضيف حوارا أجراه معي مسئول إنقاذي قبل نقلي من بيت الأشباح للسجن العمومي، في وجود بقية المعتقلين، له دلالته بالنسبة لتصريحات نافع اللندنية.مدونة الخميس 30 نوفمبر 1989.

    الإضراب والاعتقال والاستقبال والثورة
    التعليمية في بيت الأشباح…
    ——————-
    وصلت لمكتبي بقسم النبات في تمام السابعة من صباح الخميس 30 نوفمبر 1989. برنامجي كان مزدحما: استكمال مقرر تصنيف الكائنات الحية لطلاب بكالوريوس العلوم المتوسط بمحاضرة (دوبل) عن الأساس التطوري (الدارويني) لذلك التصنيف، الشهير باسم تصنيف المملكات الخمس للكائنات الحية، من العاشرة حتى الثانية عشر. تطبيق مختبري للمحاضرة، من الثانية عشر حتى الثانية ظهرا. اجتماع طارئ وعاجل مع اللجنة التنفيذية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم، في الساعة الثامنة والنصف صباحا بمكتب رئيس قسم الآثار بكلية الآداب، أبلغني به الأخ الدكتور سراج إبراهيم، رئيس القسم وعضو اللجنة التنفيذية. موضوع الاجتماع بالطبع الإضراب السياسي الذي راجت له الدعوة، وكنت أرى أن الظروف ليست مواتية له. على أي حال فأنا لم أكن عضوا باللجنة التنفيذية، فلماذا يا ترى دعوتي لاجتماعها؟ راجعت تحضير المواد المعملية للدرس التطبيقي مع مساعد التدريس والمساعد الفني، ثم ذهبت للاجتماع النقابي في الموعد المحدد. أخطرتنا اللجنة التنفيذية، التي كان رئيسها الدكتور علي عبدالله عباس معتقلا مع قادة نقابيين وحزبيين آخرين، بأنها تحسبا للاعتقالات التي قد تطال بقية أعضاء اللجنة التنفيذية، قررت تشكيل لجنة لقيادة الإضراب المزمع برئاسة الدكتور محمد الأمين التوم (كان حاضرا)، وأكون أنا نائبا له. كذلك تقرر التنسيق مع النقابات المهنية الأخرى، ثم اللقاء في الثامنة من صباح السبت في مكان يحدد لاحقا، لاتخاذ خطوات الإضراب النهائية. لزمت الصمت تماما إزاء عضوية هذه اللجنة الfate accompli التي لم يشاورني بشأنها أحد، و الإضراب الذي لم يدرس بجدية وكان يصب، في تقديري، في مصلحة نظام الإنقاذ. غادرت على عجل إلى الشق الأكاديمي من البرنامج، ومنه لبوابة الجامعة الشرقية في تمام الساعة الثانية بعد الظهر. وجدت ضابطا أمن واقفان أمام سيارتي. تم اعتقالي بعد إبراز البطاقات الأمنية، بلا مقاومة من ناحيتي، وترحيلي مخفورا بين الضابطين في سيارة اتجهت بنا لرئاسة الجهاز بالخرطوم.

    وقد اشتبكت في إحدى القاعات بالأيدي مع مسئول كان يحمل كلاش تعامل معي بفظاظة. أومأ لي الأستاذ هاشم محمد أحمد، نقيب المهندسين الذي سبقني للجهاز مع آخرين، بعدم الاستجابة للاستفزاز. حدجني المسئول الأمني، مندهشا للتجرؤ على الاحتجاج والاشتباك، وكأنما يتفقد حشرة صغيرة. باب غرفة يفتح، يخرج منه الطيار جرجس الذي تم اعدامه مع الشاب مجدي محجوب لاحقاً، وتم زجي بداخلها. لم تكن تلك الزنزانة تتسع لأكثر من الجلوس أو الوقوف لشخص واحد، ولم يكن بها منفذ للضوء أو الهواء. ظلام أساسي دامس لم يسبق أن خبرت مثيله أبدا. أخرجت بعد حوالي ربع ساعة واقتدت للسطوح، حيث أجلست في مقعد وألبست قمعا تستحيل معه الحركة. صبية وقفوا حولي وهم يتلهون ويكيلون السباب. أجلست بعد قليل في صف مع آخرين على سور المبنى، بانتظار الدور للتحقيق. أقتدت بعد تسجيل المعلومات الأساسية (الاسم، السكن، العمل إلخ) لفناء المبنى، حيث عصبت عيناي وحشرت في سيارة انطلقت لما أدركت لاحقا في مساء نفس اليوم أنه المقر السابق للجنة الانتخابات، وأطلقنا عليه لقب بيت الأشباح رقم 1 فيما بعد. ثمة صبية آخرين يتلهون بعدما اقتدت من السيارة معصوب العينين: أقفز فوق هذه البئر. تشهد، أنت مقبل على الإعدام، وغير ذلك من الترهات والسباب.

    ثم أجلست في بيت الأشباح على كنبة، وقام شخصان متمرسان بتسديد لكمات متلاحقة لي في الرأس والوجه وسائر أجزاء الجسم في صمت، وغادرا المكان. أشخاص يتبادلون الحديث يدخلون بعد فترة. خاطبني أحدهم قائلا: نحن خارجين الآن يا فاروق من اجتماع قررنا فيه ثورة تعليمية. سنقوم بتعريب كل العلوم ونضاعف القبول في جامعة الخرطوم وننشئ جامعات جديدة كثيرة، ما رأيك؟ قلت إنني لا أعارض التعريب، ورأيي في التجربة سأقوله بعد أن تتحقق. لا تعليق. وجبة أخرى من اللكم والركل من ذات الأشخاص المتمرسين. العصبة تفك من عيني بعد قليل. جندي لا يكاد يتجاوز سن العشرين هو الذي فعل ذلك. كنا وحدنا في صالون كبير. قال لي الجندي بتأثر: يا عم فاروق ديل ناس بطالين جدا. أنا ح أفك الربطة من رأسك وأعيدها بطريقة تخليك تشوف الناس ديل كويس وتعرفهم. هذا ما فعله، وبسرعة. قفزت لذهني أول الأمر صورة المحققين في أدبيات الجاسوسية والثورات الذين يناوبون التعامل الساخن ب البارد لإرباك وكسر المعتقلين.

    الدكتور نافع والاستجواب
    والتهديد بالاغتصاب والقتل
    ————-
    فترة انتظار. يدخل الصالون حوالي 8 أشخاص. الجالس منهم قبالتي يتولى الاستجواب. عصبة العين فعلا شفيفة وخفيفة. الجندي الشاب وعد وفعل. السؤال الأول عن المكان المقرر لانعقاد لجنة النقابة التنفيذية. هذا الصوت لذات الشخص الذي تفضل بإبلاغي بقرارات الثورة التعليمية وأنا معصوب العينين، حارة وفي حينها. تركيز النظر من تحت العصبة، دون لفت الانتباه لحقيقة شفافيتها. إنه الدكتور نافع علي نافع. حقيقة لم تكن هنالك علاقة شخصية مباشرة بيننا. لكنه كان طالب برلوم سنة 1966، حينما كنت محاضرا بقسم النبات بكلية العلوم. لم أتذكره بالطبع، لكنني حسبت ذلك حسابا دقيقا حينما أبلغنا الدكتور فرح حسن أدم، عميد كلية الزراعة حين وقوع الانقلاب، أنه من خريجي العام 1971، وأنه انتدب بخطاب رسمي تمويهي للعمل "بالأمن الغذائي". كلنا كنا نعلم بالطبع أي أمن انتدب له. كنت أتردد على كلية الزراعة التي منها تخرجت كثيرا، وكان يتردد بنفس الوتيرة على قسم النبات الذي تولى فيه تدريس بعض المقررات التي خلت له بعد أن فصلت من الجامعة على عهد النميري. ونافع زميلي في الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم في حقبة الاستقطاب السياسي المحتدم …. فكيف تخطئه العين؟ وإليكم تفاصيل الاستجواب الذي يكشف بلا مواربة شخصية المستجوب:

    نافع:
    اللجنة التنفيذية للهبئة النقابية للأساتذة ستجتمع في الساعة الثامنة من صباح السبت بعد غد لموضوع الإضراب. أين سيكون الاجتماع؟
    قلت:
    أنا لست عضوا في اللجنة التنفيذية، فلم تسألني هذا السؤال، أنا طبعا لا أعرف.
    نافع:
    محمد الأمين التوم يتردد عليك كثيرا.ساكن في مكتبك تقريبا.
    قلت:
    محمد الأمين التوم أحيانا يسكن في بيتي، لأنه صديقي، ما الغرابة في ذلك؟
    نافع:
    كان لك رأي غريب في الجمعية العمومية للهيئة النقابية عارضت فيه مطلب زيادة المرتبات للأساتذة، ماذا كنت تعني؟ (كانت اللجنة التنفيذية للهيئة النقابية طالبت قبيل انقلاب 30 يونيو برفع مرتب الأستاذ إلى 6 آلاف جنيه، ما يربو على ثلاثة أضعاف المرتب الذي كان يتناقص يوميا بفعل التضخم المفرط. وكان رأيي القبول بالتناسب السائد حينئذ للأجور والمرتبات، وعوضا عن الزيادة نطالب بربط الأجور والمرتبات مع مؤشر ارتفاع الأسعار للجميع، وذلك تفاديا لتضارب مطالب المهنيين الذين يتشكل منهم التجمع النقابي، ما يقود لإجهاض مكاسب انتفاضة أبريل السياسية).
    قلت:
    وهل هذا هو المناخ والطريقة التي نناقش بها مثل هذه الإمور؟
    نافع:
    تصلنا تقارير كثيرة عن نشاطك المعارض. هل لديك أعداء يفعلون ذلك؟
    قلت:
    لي مخالفين في الرأي، أما الأعداء فلا علم لي بهم.
    نافع:
    أين يختفي عبدالحميد علي (ذكر عددا من أسماء الشيوعيين المعروفين، من بينهم عبد الحميد علي، النقابي المتفرغ بالحزب الشيوعي).
    قلت:
    أنا بالكاد أعرف عبدالحميد علي، فكيف أعرف المكان الذي يختفي فيه؟ وكذلك بالنسبة للآخرين.
    نافع:
    ماذا كانت خلافاتكم، أنت وأحمد سليمان ومعاوية ايراهيم مع عبد الخالق محجوب؟
    قلت:
    هل هذا هو مكان وطريقة مناقشة مثل هذه المواضيع؟ (همس وتساؤل إن كان حتميا تعرض نظامهم لمثل هذا الصراع لاحقاً، وكأنما ينتظرون الجواب مني. لا تعليق من جانبي. طمأن أحدهم الآخرين بمناعة الإسلاميين من مثل هذه الانشقاقات).
    نافع:
    من هم الذين خرجوا معكم من الحزب الشيوعي؟
    قلت:
    هذه أسماء معروفة، لكن رجولتي لا تسمح لي بالرد على هذا السؤال.
    (صاح شخص من خلفي بالقاعة، أسميته حينها المغتصب العام وأرمز له هنا ب م.ع.
    م.ع: مسالة رجولتك دي خليك منها. حننتهي منها بعد شوية).
    نافع، مواصلا ما سبق:
    كتبتم أنت وفاروق أبوعيسى وسمير جرجس للحزب الشيوعي، قلتم أنكم عايزين تناضلوا. خذ ناضلوا.
    قلت:
    لم أقل ذلك.
    نافع:
    ماذا قلت؟
    قلت:
    كل ما في الأمر أنه كانت لي خلافات مع الحزب الشيوعي قمت بتسويتها …….
    (شعرت خلال السجال مع نافع ب (م.ع.) يجلس بجانبي، ويده تندس تحت القميص وتتلمسني بطريقة أقنعتني أن التهديد بالاغتصاب تحول إلى شروع في الاغتصاب).

    أردفت مواصلا الرد على نافع:
    …… لكنني يمكن أن أعطيكم كل المعلومات التي تطلبونها، شريطة أن يكون معكم رئيس أركان الجيش، الفريق إسحق إبراهيم عمر.
    نافع وآخرين، باستغراب، في وقت معا: ما دخل الفريق يهذا؟
    قلت:
    إنه منكم، وأستطيع في نفس الوقت أن أتعامل معه بثقة، لأنه قريبي
    (العصبة تسقط عن عيني تماما، ولا أحد يلاحظ أو يكترث. آمر شاب، فلنرمز له بالأحرف (أ.ش)، كان صامتا، يدخل في الخط ).
    (أ.ش):
    ماهي قرابتك للفريق؟
    قلت:
    خالي
    (أ.ش)، بإنفعال: قلت لكم ألف مرة أن إسحق لا يصلح لهذا المنصب.
    (م.ع)، بعد أن سحب يده من تحت قميصي، مغنياً بصوت خنثوي سخلي، أستطيع تمييزه في طابورصوتي مليوني: يا خالييييييييي. حنان بلوبلو. ألا تحبها؟
    (أ.ش) موجها الكلام للحضور:
    قلت لكم أن إسحق لا يصلح لهذا المنصب.
    ثم، موجهاً لي الكلام:
    وأنت لن تخرج من هنا حياً بعد كل الذي جرى.
    نافع، مواصلاً الاستجواب، بهدوء:
    غدا الساعة 8 صباحا تفيدنا بمكان اجتماع اللجنة التنفيذية وأماكن تواجد الأشخاص المطلوبين.
    قلت:
    لماذا غدا، فأنا أقول لك الآن أني لا أعرف.
    نافع، وهو خارج أيضا، يتناول ورقة وقلم. يكتب المطلوب بخط يده ويمد لي الورقة. رددتها له، مكررا، قلت لك أني لا أعرف (م.ع) يمسك بالورقة ويضعها في يدي، ثم يضع يدي والورقة معا في جيب قميصي. ابتسمت ابتسامة عريضة برغم الوضع المزري. كان واضحا أن كرت الفريق إسحق، وليد اللحظة، أفلح في قلب المائدة عليهم. علاوة على ذلك، فكما يقول عنوان أحد أفلام إحسان عبدالقدوس عن حرب أكتوبر 73: الرصاصة لا زالت في جيبي.
    (أ.ش) يخرج مغاضبا، يتبعه الآخرون.
    أعاد الجندي ربط العصبة في رأسي وقام بتسليمي لجندي آخر في نفس المبنى. أدخلني هذا الآخر في الحمام الصغير القذر الشهير حيث قمت بفك العصبة عن عيني. لم يبد لي بسبب الهدوء أن هنالك نزلاء بالمبنى غيري. أدهشني هذا الجندي لأنه، كسابقه، كان إنسانيا رائعا. لم يبد تعاطفه معي بالكلمات، لكنه كان يغني ويدوبي طول الليل، ويعينني على معرفة المكان الذي كنت فيه بالأسئلة. في مرة من المرات مد لي بعض أوراق لجنة الانتخابات المشتتة على الأرض، وقال لي: خمن، أين أنت؟ شربت الماء الذي قدمه لي، لكنني امتنعت عن أكل ساندوتش الفول.

    أما بقية أيام بيت الأشباح التي استمرت حتى فجر 12 ديسمبر الذي نقلنا فيه إلى السجن العمومي بكوبر، فلبس هنالك ما أرغب في إضافته لما جاء في مذكرتي للرئيس البشير سوى الطريقة التي أخطرت بها بقرار نقلي من بيت الأشباح إلى السجن العمومي (كوبر). فقد سمعنا عند منتصف تلك الليلة همهمة وحركة غير عادية، ومسئول تتبعه حاشية يسأل: أين فاروق؟ لم يفتح باب الحمام، لكن المسئول ناداني باسمي من خارجه، ودار الحوار التالي:
    المسئول:
    ليس لنا شيء ضدك يا فاروق.
    قلت:
    إذن لماذا هذه المعاملة؟
    المسئول:
    إن لك مكانة في جامعة الخرطوم. أليس كذلك؟
    قلت:
    آمل أن يكون ذلك كذلك.
    المسئول:
    إن علينا اتخاذ الاحتياطات الكفيلة بحماية النظام.
    قلت:
    ألا يكفي الاعتقال التحفظي؟
    المسئول: (صمت).
    قلت:
    هل يمكن أن يسمح لنا بالخروج للحمام؟
    المسئول:
    رد بالإيجاب، وأمر بذلك، وبتوفير عشاء لنا.
    سمح لنا فعلا بالخروج للحمام، واحدا بعد الآخر، وأولمنا بقدح فول كبير ساخن. بعد ذلك نودي باسمي، ضمن آخرين، للخروج إلى باحة البيت، ومن ثم نقلنا، تسعة عشر من القادة النقابيين، إلى كوبر، ولم يكن قد تبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر. أما بدرالدين، الذي ساءت حالته كثيرا، فقد نودي باسمه محولا للسلاح الطبي

    س2:
    —–
    جاء في مذكرتك للرئيس البشير عن مأساة المعتقل بدرالدين ما يلي:
    إنني أكتفي فيما يخص حالتي بهذه الأدلة الدامغة. ومع أن هذا الخطاب يقتصر، كما يدل عنوانه، على تجربتي كحالة اختبارية، إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج معها حالة موظف وزارة الإسكان السابق المهندس بدرالدين إدريس التي كنت شاهدا عليها. وكما جاء في ردي على دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبدالعزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتاريخ 18 أكتوبر 1998 (مرفق) فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا- أخلافي شديد البشاعة، ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته. كان في ثبات ذلك الشاب الهاش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيدا لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان. وكان أحد الجنود الأشد قسوة ? لا أدري إن كان اسم حماد الذي أطلق عليه حقيقيا ? يدير كرباجه على رقبتينا وجسدينا في شبق. وفي إحدى المرات أخرج بدرالدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعات مذهولا أبكم مكتئبا محطما كسير القلب. ولم تتأكد لي المأساة التي حلت ببدرالدين منذ أن رأيته ببيت الأشباح عند مغادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليلة 12 ديسمبر 1989 إلا عند إطلاعي على إحدى نشرات المجموعة السودانية لضحايا التعذيب هذا الأسبوع. ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقى من أسرته. فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقى هذه الأحداث معلقة هكذا، بلا مساءلة
    هل هنالك ما تود أن تضيفه لهذه الحالة؟
    ج – 2:
    لا. وهل هنالك حاجة لأية إضافة؟

    س 3:
    ——–
    ورد في الصحف في مارس الماضي أن نيابة أمبدة فتحت بلاغا ضدك وآخرين بتهمة التحريض على الكراهية وإشانة سمعة جهاز الأمن لزيارتكم لأسرة صفية إسحق التي تعلقت بدعوى تعرضها للاغتصاب في الجهاز بواسطة منسوبيه بمكاتبهم بالخرطوم بحري. هل حقيقة تم اعتقالك والتحقيق معك؟ ما الذي جرى بالضبط؟
    ج 3
    ما جرى أنني علمت بقصة دعوى اغتصاب صفية إسحق من عاملين في مجال حقوق الإنسان كانوا على قناعة بتلك الدعوى، واستجبت للدعوة لزيارة تضامنية لأسرتها بغرض المؤازرة والمناصرة، خاصة وقد عجزت صفية عن إبلاغهم بحقيقة ما جرى لها، لأسباب مفهومة تماما. وقد نقلت المجموعة التي شاركت في الزيارة المشكلة من الدكتورة عشة الكارب، والأستاذة سارة نقدالله والدكتورة مريم الصادق المهدي والدكتورة إحسان فقيري والدكتور الباقر العفيف وشخصي للأسرة في الزيارة التي تمت عصر الجمعة 26 فبراير أن صفية كانت في حالة إنهيار وخوف على حياتها، وأنها سافرت إلى جوبا، بوصفها الملاذ الأكثر أمانا لها من سطوة أجهزة الأمن، ومن ثم أوصلوهم بها تلفونيا، عبر أقارب للأسرة يعملون بجوبا. وما قلته في تلك الزيارة التي أذيعت صوتيا عبر الإنترنت، أنني اصدق تلك الدعوى لتجربتي الشخصية. وقد سردت لهم مأساة المهندس بدرالدين وأشدت بشجاعة بنتهم التي تستدعي تضامنهم لكيلا تتكرر المأساة. كذلك ذكرت لهم أن المحكمة برأت بدرالدين في تلك القضية التي دافع عنه فيها المحامي مصطفى عبدالقادر وكتب عنها في الصحف. ذكرت لهم أن المتهم الحقيقي الذي ينبغي ألا يفلت من العقاب هم الذين عذبوه بالصورة التي أودت به للجنون.
    وفد أبلغتني كل من الأستاذة سارة نقدالله والدكتورة مريم الصادق بتاريخ 4 و5 مارس الماضي على التوالي، والدكتور الباقر العفيف في تاريخ لاحق، أنهم مثلوا أمام وكيل نيابة أمبدة الذي أخطرهم ببلاغ ضدهم بناء على طلب جهاز الأمن، بتهمة استدراج صفية أو الحض على الكراهية أو إشانة سمعة الجهاز، لا أدري إن كان البلاغ بإحدى التهم أو بها كلها، وأنهم أفرج عنهم بضمانة شخصية، وأن وكيل النيابة يطلب حضوري لنفس الغرض. وقد امتنعت عن المثول أمام الشرطة بتلك الدعوة الشفاهية، وطلبت خطابا رسميا بالتهمة والأمر بالمثول، لو أن ثمة تهمة توجه لي. وها قد مضى قرابة نصف عام وما من ذكرللبلاغ. واضح إذن أن وكيل النيابة تغاضى تماما عن إصدار بلاغ لا تسنده بيّنة على الإطلاق. ولو أن ثمة بلاغ ينبغي صدوره، فالأحرى أن يكون بصدد مأساة بدرالدين التي لن يفلت مرتكبوها من العقاب، طال الزمن أم قصر.

    س 4:
    —–
    ذكر الراحل الصادق الشامي المحامي الذي توفي في 8 يوليو 2011م أنه عندما كان المعتقل بدرالدين قد جاء ينزف ثم فقد الوعي طرق المعتقلون الباب فصرخ فيهم الحراس، وأنت كنت معهم، مالكم يا وهم؟ ونقل إليهم المعتقلون حال بدرالدين وجاء رد الحراس: ما معاكم دكتور فاروق محمد إبراهيم خلوه يعالجه فرد عليهم فاروق بأنه دكتور في الزراعة وكان ردهم العجيب، ما كلو واحد. نريد التأكيد على ما قاله الراحل الصادق الشامي وأن تعلق على الحادثة إن كنت تذكر.

    ج 4:
    ——
    فعلا تنصت الأستاذ الصادق، عطر الله ثراه، لهذه المحادثة حينما كان مستضافا بحمام القاذورات ذي الأبعاد 100سم في 80 سم، مقامي الأول، وقام بسردها في سلسلة مقالات شهيرة بصحيفة الأيام. ولست أنت يا أخي بشرى أول من يطلب تأكيد ما قاله الراحل. فقد فتح الأمن إثر تلك المقالات بلاغا ضده بتهمة التشهير، فاستنجد الراحل بقائمة من الشهود كنت أولهم. استفسر وكيل النيابة، وهي تقع في ملتقى شارع السيد عبدالرحمن مع شارع الحرية، عن مدى علمي بما ورد في المقال، فأكدت له لا ما كتبه الصادق وحسب ولكن ما كتبته أنا أيضا. وكان هذا كافياً لأن تغلق القضية ويسدل عليها ستار النسيان، ولم يستدع شاهد آخر بعدي.
    إن تذكر ما جرى لبدرالدين مؤلم ومقرف تماما. ولا أدري حتى الآن لماذا نكلوا به بهذا القدر. كان الأقوى والأطول والأشد حيوية والأصغر سنا بيننا (30 سنة حينها)، وربما ذلك كان السبب. ولم يكن الضرب والتعذيب الذي تعرض له سائر المعتقلين كافياً لكسر شوكته. لم يتم لهم ذلك إلا بعدما صاروا يأخذونه من بيننا لفترات طويلة، ليعود لنا أبكم كسير القلب كما ذكرت. وأذكر أن أحد الحراس صاح فينا مرة، وبدر الدين بيننا: اللباس المشرور بره حق منو فلم يرد أحد، لأنه أصلا لم يسمح لنا بغيارات أو الخروج للغسيل أو غير ذلك. كرر الضابط نفس العبارة، ولما لم يرد أحد وجه الكلام لبدرالدين بخبث: اللباس البره ده مش لباسك؟أومأ بدر الدين في ذهول بالإيجاب، فقال له الضابط، أمشي ألبسه وتعال. وحينما عاد بدر الدين أمره الضابط أن ينبطح، ثم تناول سوطا بيده وقال لنا: ده انتهى خلاص. خذوا السوط واضربوه أنتو. إذا ضربته أنا ضربي شديد ما بيستحمله. أمسك أحدنا بالسوط الذي مد إليه، ونظر إليه وإلى الضابط، ثم رمى به في الأرض. بدرالدين كان جثة هامدة تماما، أشبه بدمية من الدلاقين، طوع إرادة الضابط، فاقدا كل إحساس. وكان ذلك لقائي الأخير به، إذ نودي بنا في منتصف الليل للإفراج النسبي بكوبر، ونودي به للسلاح الطبي العسكري.

  12. والله إنت ياكاتب المقال إنسان وهم وواعم نفسك إنك بتعرف الحالات الذكرتها دي تعتبر محمدة للنظام لانو طول 25 سنة تصرفات فردية لاتعبير أكثر من ذلك ونوع الحالات دي كان مشيت دفاتر جنايات مكه المكرمة بتلقي فيها بلاوي أكثر من دا إنتو ياناس المعارضة ماعندكم برنامج وماعندكم موضوع وطرحكم الحالي مابيقنع طلاب الروضة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..