أنا لست أمدرمان .. فلا تتأملين نجومى !!؟

أنا أمدرمان .. فلا تتأملين نجومى !؟!
بقلم د.فائز إبراهيم سوميت
كانت .. تدفعنا فيما يشبه الإنجذاب الروحى ونحن صغارا .. أصوات الطبول والصاجات .. ونفتتن بالمدائح النبوية .. فنغوص فى غبار البيارق وأمواج السيقان ..
حى قيوم .. حى قيوم .. مدد ..يا شيخنا مدد .. كرامات .. وإغماءات ..
وذياك الدرويش الذى يتوسط مسبحته الألفية , وهو يلف حولها دون أن تمس أى طرف من جلبابه الأخضر , ثم يلتقطها منسحبا من داخلها فى طريقة تقشعر لها أبدانا الصغيرة ..
وبعد خمس وعشرون عاما من المنفى الإختيارى ? عدت ? لاتزال أصوات الطبول والصاجات .. وحى قيوم .. تخترق أذنى .. كنت مندفعا ناحية البوابة المحببة لدى – فلنقل الأقرب إلى ّ – الجنوبية , كنت فى لهفة أبحث عن الدرويش ومسبحته الألفية , وتلك التهويمات والتمتمات والحوقلات .. كأن بينى وبينه سابق ميعاد , صورة طاغية تجعلنى أحث خطاى للوصول إلى البوابة الجنوبية .. ذهلت .. الوجوم يخيم على ساحة المولد .. والجكس يجدّع .. هنا وهناك .. من زاوية لأخرى , ومن مريد لآخر .. والأنوار والأضواء وصخب الطبول ترجحن .. وأنا أحن لكن لا أرجحن .. للدرويش والألفية .. وحى قيوم .. ومادلا .
العتبات المقدسة .. أمدرمان .. أو أمدرمان العتبة المقدسة .. تحية وإحتراما .. وبعد
الصلاة والسلام على البقعة الطاهرة , و بعد السلام على الشاشاية والرحاية والتكايا ..
وبعد السلام على مادلا الإمام البكايا والهدايا والغنايا والداية
.. أما بعد ..
لاتقولى لى ( أنا امدرمان تامل فى نجومى , أنا السودان تمثل فى ربوعى ) .. مزقيها كتبى الفارغة الجوفاء إن تستلميها .. وألعنينى وألعنيها . ( على إبن الجنوب ضميت ضلوعى ) .. فلا تعتقدى ما جاء فيها .. ( ينوحن لى حماماتن ملن عينىّ غمامات بريدن شوقى لأمهاتن ) .. إقذفى تلك الرسالات .. بسل المهملات اقذفيها .. ( بطير بى فوق على أمهاتن وبسوى القوق ) .. أتلفيها أدفنى كل رسالاتى بأحشاء الوقود .. ( القوق .. القوق ) واحذرى أن تخطئ تقرأى يوما بريدى .. ( أنا أهواك وإنت حبيبى ) .. فأنا لا أذكر ما يحوى بريدى :
وكتاباتى
وزعمى
ووعودى .. ( طريقك دايما فارشو ورد وطريقى أنا دايما فارشو شوك ) .. ادفنيها .. كذبا كانت .. وحبى لكى فيها دعوى إدعيها .. أحرقيها .. أمسحيها وأتلفى آخر حرف جاء فيها .. ( آه أنا من هواك ومن سحرك ومن بهاك .. بهاك ) .. لاتدوزنيها .. لاتموسقيها .. وإياك أن تزيينها .. ما عادت سوى الأهوال تطرز قوافيها .. ( كل طائر مرتحل عبر البحر حملت أشواقى الدفيقة ) أهمليها .. بعثريها ولاتذكرينى مراثيها .. ( الليلة لاقيتو ملاء السرور قلبى ويإسمو ناديتو .. الليلة لاقيتو ) .. دفقيها . . وأسكتى يا شهرزاد أسكتى .. أنت بواد وأحزانى بواد .. فأنا أبحث عن وطن من الرماد ( رحلت وجيت وفى بعدك لقيت كل الأرض منفى ) .. الذاكرة لاتسع الأوبة .. والجراح لاتقبل التوية . ( يا ريبع الدنيا فى عينى ) غيرى سيدتى الموضوع .. فالآن ليس أوان دموع .. ( قالوا الحجيج قطع طالب نور البقع قلبى إزداد وجع حمانى القيد منع ) .. كسرت أبريقى والدنا .. سكبت على الثرى كأسى .. وداعا معبدى القدسى وداعا .. فلاتترعينى . ( فى ربيع الحب كنا نتناجى ونغنى ) .. لقد سقط العالم سيدتى من حولك أشلاء .. ولاتزالين تعيدين مواويلك مثل الببغاء .. ( فرحة بالعود إذا غنى به لحنا حزينا ) .. سقط التاريخ .. وسقط الإنسان .. ومازلت تظنين أن الشمس تشرق من ثوب جميل أو حذاء .. ( اللول .. اللول .. يا لولوية بسحروك يا لولى الحبشية ) .. يا سيدتى . كيف أقولك شعرا ؟ .. كيف أقولك نثرا ؟ كيف أقولك يا سيدتى دون كلام ؟ .. كيف وكيف أبشر بالحرية .. حين الشمس تواجه حكما بالإعدام ؟ .. ( راح زمان ) .. سكنت الجراح وما عادت تناغى الأشعار والأشجان .. فأنا ببساطة سيدتى .. قاتلت كثيرا لأغسل القبح عن الوجوه والجدران . . كى يشتعل الورد .. وكى يرتفع البحر .. وتنزاح براكين الدخان … فأنا ما عدت أمدرمان .. فلا تتأميلن نجومى .. لتقولين راح زمان .. ببساطة لأنى لم أغادر المكان .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. فعلا انك لست امدرمانى وده كلامك براك

    ياسيد فائز سوميت ماتجهجه الحقيبه وامدر سرقت ملامحها ولكن ذاكرتها حاضره

    ينوحن لي حماماتن …….همن عيني غماماتن
    بريدن شوقي لي لماتن

  2. سلام د. سوميت،
    1- ربما لم توفق في إجابتك الأخ المعلق (هححم). لأنك لا شك تعرف أن من (نواصب الفعل المضارع)
    إذا كان واقعا بعد الفاء والواو (وهو جواب ):
    لأمر أو دعاء أو نهي أو استفهام أو عرض أو حض أو تمني أو رجاء أو نفي، يلخصه الناطم بقوله:
    مُر وادع وانْهَ وسَلْ واعرضْ لحضهم
    تمنَّ وارجُ كذاك النفي قد كملا
    و تعرف كذلك جوازمه الثمانية عشر:
    (لَمْ، لَمَّا، ألَمْ، ألَمَّا،ولام الأمر والدعاء،ولا في النَّهيِ والدعاء، واِنْ ، ومَنْ، ومهما، واِذْما، وأَيُّ، ومتى، وأَيَّانَ، وأينَ، وأَنَّى ، وحَيثُمَا، وكيفما)
    2- فما الذي ينطبق علي عنوان و ختام مقالك الجميل، و هما: (أنا أمدرمان .. فلا تتأملين نجومى) و (فأنا ما عدت أمدرمان .. فلا تتأميلن نجومى )، علي التوالي؛ يا دكتور؟
    3- {هل من محل للتوكيد بالنون فتبقيها، أم أن الذي أثبته هي نون المخاطبة (الأفعال الخمسة)، و كان وجب ذهابها جزما بـ(لا الناهية) كما قال مححم؟
    الموضوع واسع و لكن {{خصنا} بمقال آخر {فـ}نستفيدَ}.
    أرجو أن تتقبل وافر شكري لك علي روحك الطيب و تفاعلك المثمر مع المعلقين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..