إجراءات قاسية بلا أفق … ولا يزال الأسوأ قادماً

لو كنت صاحب القرار لأمرت المسؤولين الذين طفقوا يحاولون عبثاً تبرير الإجراءات الحكومية الأخيرة، التي أصابت حياة المواطنين المطحونين أصلاً، بالكف فوراً عن الإدلاء بتصريحاتهم التي فضلاً عن استفزازها واستهانتها بالعقول، فإن تضارب المبررات التي ساقها كل واحد يغالط بعضها بعضاً، وتغالط الواقع أيضاً، كشفت عن أمرين مهمين أولهما أن هذه القرارات لم تصدر عن رؤية موحدة لإنقاذ الوضع الاقتصادي المتداعي، ولا عن بصيرة مستقبلية ولا بعد نظر لمآلاتها، بل مجرد إجراءات تحت وطأة الخشية من حدوث انهيار اقتصادي بأعجل مما هو متوقع، وبدلاً من أن تعالج جذور الأزمة بسبب سوء الإدارة السياسية والاقتصادية التي قادت إلى هذا المصير المحتوم فقد لجأت الحكومة كالعادة إلى الحل الاسهل، تحميل المواطن كلفة تبعات هذا الفشل وهي تستند في ذلك أن المواطنين المغلوبين على أمرهم لن يثوروا ضد هذه الإجراءات بسبب ضعف المعارضة السياسية، وإن ثاروا فإن استعراض القوة الذي عمدت إليه الحكومة قبل الإعلان عنها بدعوى تأمين الاستفتاء، وهو أمر لا معنى له بعد أن سلمت الحكومة حتى قبل قيام الاستفتاء بانفصال الجنوب، كافياً لقمع أية محاولة للخروج للشارع.
والأمر الثاني الذي كشفته عن هذه التصريحات المتضاربة ان جوهر الأزمة سياسياً لا اقتصادياً، فقد فشلت محاولة تصوير هذه الإجراءات باعتبارها تأتي من باب برنامج إصلاح اقتصادي مستمر، في حين أنه يصعب حتى وصفها بأنها إجراءات اقتصادية، ففي خضم التبريرات المتزاحمة لهذه القرارات المثيرة في مضمونها وفي توقيتها سقطت من أحد المسؤولين عبارة كشفت عن حقيقة كون الأزمة سياسية حين حاول التبرير بأن تخفيض مرتبات الدستوريين تعادل كلفة إعفاء نحو عشرين بالمائة منهم وهو خيار لم يستطيعوا اللجوء إليه لاعتبارات سياسية، والمعنى واضح أن الحزب الحاكم يستطيع أن يجرؤ على مضايقة المواطنين في لقمة عيشهم ولكنه لا يستطيع المخاطرة على معالجة الخلل الخطير الذي أحدثه الترهل الحكومي وضغطه على الإنفاق العام بسبب التوسع غير المسبوق في كسب الولاء السياسي عن طريق توزيع هذا العدد الكبير من الوظائف الدستورية مركزياً وولائياً في سابقة لا نظير لها عالمياً حتى في أعتى الأمبراطوريات وأغنى الدول.
تلك هي إذن هي علة الاقتصاد السوداني اليوم انه يدار وفق اعتبارات ومصالح سياسية ضيقة، وليس وفق رؤية وطنية مبصرة وحسابات اقتصادية سليمة لا تحتاج إلى عبقرية لإدراكها، ولذلك تتعثر محاولات النهوض الاقتصادي، ولذلك بلغ العجز مبلغه بوزارة المالية والاقتصاد الوطني على مر السنوات الماضية فلا هي قادرة على القيام بواجبها في ولايتها على المال العام، ولا هي تملك المبادرة في إدارة الاقتصاد الوطني، فكلاهما أصبح خارج سيطرتها ولذلك تحديداً انتشرت الفوضى والفساد اللذان ينبه إليهما تقرير المراجع العام كل عام، ولا يجد إلا رجع صدى صوته، لأن البرلمان المناط به محاسبة ومراقبة الجهاز التنفيذي يؤكد كل يوم أنه لا ضرورة البتة لوجوده ما دام مستعداً دائماً ليبصم بالعشرة على كل ما تفعله الحكومة.
وكانت ثالثة الأثافي ليس تمريره لإجراءات الحكومة الأخيرة في وقت أقل مما استغرقه مجلس الوزراء في إجازتها فحسب، بل في الترحيب بها والتصفيق لها في سابقة غير معهودة أثارت الحيرة، وهو ما لم يحدث حتى في برلمان ألبانيا على عهد أنور خوجة مما يثير تساؤلاً مشروعاً عن من يمثل هؤلاء النواب حقاً، وقد قيل إنهم فازوا بتسعين بالمائة من تأييد الشعب، وإذا كان البرلمان لا يستطيع الدفاع عن حقوق المواطنين الذين يفترض أنه يمثل مصالحهم الحقيقية، فما هي الحاجة لوجوده أصلاً، وإذا كانت الحكومة تتحدث عن إجراءات تقشف في الإنفاق الحكومي أليس يجدر بها حل هذا البرلمان وتحويل مخصصاته المهولة لصالح مشروعات أجدى لنفع المواطنين، كيف نتحدث عن تحول ديمقراطي، والفصل بين السلطات هو أدنى شروط تحقق الديمقراطية. لا وجود له في ظل هذا التماهي بين مؤسسات الحكم.
على أي حال حين عزمت الكتابة عن الإجراءات الحكومية هذه تساءلت عما عساي أضيفه لمقال كتبته بعنوان «الأسوأ قادم .. أزمة النقد الأجنبي مجرد رأس جبل الجليد» ونشر في هذا المكان في 22 سبتمبر الماضي عقب إجراءات اتخذتها الحكومة حينها بزعم معالجة تدهور الوضع الاقتصادي، وحذرت من تدهور أكثر سوءاً ما لم تعالج جذور الأزمة لا أعراضها، وهو في الواقع صدى لمقالات ظللت أكتبها على مدار عامين منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية، تحذر مما يحدث الآن «لو اسمعت حياً»، والآن حدث ما توقعناه، ولا يزال أيضاً ما هو أسوأ قادم ليس لأن ذلك حتمياً، ولكن لأن من بيدهم الأمر لا يريدون لأحد أن ينصحهم أو يراجعهم، وسيحدث الأسوأ ما لم ينتبهوا إلى ضرورة إجراء إصلاح سياسي واقتصادي جذري كامل وشامل قبل فوات الآوان خاصة بعد واقعة الانفصال.
واستميح القارئ عذراً في إعادة ذلك المقال المنشور قبل أكثر من أربعة أشهر، فقط للتذكير بأن ما حذرنا منه لا يزال ماثلاً، وإلى نص المقال:
الإجراءات الحكومية التي أعلنت أخيراً للحد من الاستيراد كوسيلة للتقليل من نزيف موارد النقد الأجنبي الشحيحة لا تكشف في حقيقتها سوى عن جانب من رأس جبل الجليد، فالقادم الذي ينتظر الوضع الاقتصادي للبلاد أسوأ بكثير مما هو واقع الآن، ولن تنزلق الأمور إلى وضع أكثر كارثية لأن ذلك سيحدث حتماً على أي حال، بل لأن الحزب الحاكم وفريقه الاقتصادي لا يزال مصراً على التمسك بالنهج والسياسات ذاتها التي يدير بها الشأن الاقتصادي والتي أفضت إلى هذا المأزق الخطير الذي ينذر بعواقب وخيمة، والله تعالى وحده يعلم كيف ستكون مآلاتها وإلى أين ستقود البلاد والعباد.
لقد بددت الحكومة وقتاً ثميناً وفرصاً ذهبية إبان سنوات رخاء العائدات النفطية على مدار العقد الماضي، وقد أطلت السنوات العجاف بلا تحسب لها، وما كان الأمر ليحتاج إلى عباقرة في علم الاقتصاد لاكتشاف هذه الحقيقة العلمية البسيطة التي جرت قبل آلاف السنين على لسان وزير مالية العزيز، يوسف بن يعقوب عليهما السلام، وأوردها القرآن الكريم ( قال تزرعون سَبْعَ سِنِيْنَ دَأْباً فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوْهُ فِيْ سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيْلاَ مِمَّا تَأْكُلُوْنَ٭ ثُمَّ يَأْتِيْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيْلاً مِمَّا تَحْصِنوْنَ).
وثمة أمران يستحقان التعليق بشأن هذه الإجراءات المقتصرة على قطاع الاستيراد والتي تستهدف تخفيف الضغط على موارد النقد الأجنبي التي باتت محدودة حتى قبل الاستفتاء المنذر بذهاب ريح العائدات النفطية التي ظلت تشكل نحو 95% من موارد النقد الأجنبي للخزينة العامة على مدار الأعوام العشر الماضية، ومن ثم محاولة انقاذ العملة الوطنية من التدهور المتزايد في قيمتها، أما الأمر الأول فهو توقيت إعلان هذه الإجراءات والتي جاءت، وبغض النظر عن نجاعتها أو قدرتها على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، جاءت متأخرة، فأزمة النقد الأجنبي لم تبدأ في الأشهر القليلة الماضية، بل بدأت معالمها بوضوح في الظهور منذ انهيار أسعار النفط في النصف الثاني من العام 2008م أي قبل أكثر من عامين.
وكان جلياً منذ ذلك الوقت أن الاسوأ قادم، ولكن ما الذي حدث؟، عندما بلغت الأزمة المالية أوجها في منتصف سبتمبر من العام 2008م بانهيار كبريات مؤسسات التمويل الأمريكية على خلفية أزمة التمويل العقاري الممتدة، تسابقت الإدارات الاقتصادية للدول في أركان الدنيا الأربعة بحثاً عن سياسات تقيها تداعيات تلك الأزمة، فقد كانوا حصيفين يدركون أنه في عصر العولمة الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية، إذا عطست نيويورك، أو واشنطن فلا محالة أن العالم أجمعه سيصاب بالزكام، وتتداعى له الدول بالسهر والحمى، ولذلك نجحت العديد من الدول في تلافي الآثار المدمرة لتوابع الزلزال الأمريكي على اقتصاداتها، وإن لم تنجُ منها تماماً، ولكنَّ تحسُّبَها كان كافياً ليجنبها أسوأ الاحتمالات.
ولكن وحدهم عرابي الاقتصاد السوداني كانوا يغردون خارج السرب، فقد أنفقوا وقتاً ثميناً ليس للتحسب لتبعات زلزال الأزمة المالية التي بدأت أمريكيةً وما لبثت أن عمت القرى والحضر في أركان المعمورة، ولكن في محاولة عبثية لإثبات أن السودان لم يتأثر بالأزمة، ولن يتأثر بها، بل سمعنا اقتصاديين مرموقين في قمة الإدارة الاقتصادية للبلاد وهم يضعون نظرية جديدة مفادها أن السودان نجا من الأزمة المالية لأن منشأها أمريكي، وبما أن الولايات المتحدة تفرض عقوبات اقتصادية على السودان أدت لانقطاع العلاقات بين البلدين، وبالتالي فإن السودان سيكون خارج نطاق الأزمة، أو بالأحرى تبين لهم أخيراً أن للعقوبات الاقتصادية فوائد لم تكن منظورة.
وأكثر من ذلك لم يكتف عرابو الإدارة الاقتصادية في البلاد بنفي تأثر البلاد سلباً بالأزمة، بل طفقوا يروجون لفكرة حالمة أن السودان المحصن بالاقتصاد الإسلامي بات مستعداً لتصدير تجربته للعالم المتخبط في أتون الأزمة العالمية. وما كان في ذلك بأس ولا مندوحة لو أن الأمور سارت على ما يشتهيه العرابون. ولكن لأن التمنيات لا تصلح في إدارة الاقتصاد ما لبث أن صحت الإدارة الاقتصادية على آثار الأزمة العالمية وهي تطرق بابهم بشدة بفعل انهيار أسعار النفط، ولأن الاعتراف بالتقصير والخطأ فضيلة لا يمارسها أحد من المتنفذين في بلادنا، فقد بدأ المسؤولون عن الإدارة الاقتصادية يتراجعون على استحياء من وهم عدم تأثر السودان بالأزمة العالمية، وبدأوا يتحدثون عن تأثير محدود غير مباشر بسبب الانخفاض الحاد في عائدات النفط، حسناً.. وماذا يملك الاقتصاد السوداني في السنوات العشر الماضية سوى العائدات النفطية التي تشكل ثلاثة أخماس إيرادات موازنة الدولة، وخمسة وتسعين بالمائة من موارد النقد الأجنبي؟. وبدأنا نسمع عن ضرورة تقليل الاعتماد على النفط بعد أن وقع المحظور، وأهمية تحريك قطاعات الإنتاج الأخرى، ولكن بعد أن نضب زيت العائدات النفطية السهلة، وانطفأ بريقها.
لم يكن عيباً أن تقر الإدارة الاقتصادية بان البلاد لا محالة ستتأثر بالأزمة العالمية لأنها ليست جزيرة معزولة فضلاً عن حقيقة اعتمادها شبه الكامل على سلعة وحيدة سوقها عالمي ، ولكن آفة الغرور، وإدارة الاقتصاد بعقلية الفهلوة السياسية أدت لأن يضيع على السودان وقت ثمين لاتخاذ السياسات والإجراءات الصائبة لتجنب الكارثة المحدقة، لقد تسبب تباطوء وتأخر المسؤولين عن إدارة القطاع الاقتصادي في التجاوب مع تلك التطورات المعلومة لأن تتبدد الموارد الاقتصادية التي تحققت على مدى السنوات الماضية إلى الخطر ولأن تتبدد سدى.
لقد بح صوت الخبراء والمختصين وهم ينبهون منذ أن أطل فجر عصر النفط على البلاد من مغبَّة الخضوع لإغرائه، والركون إليه دون اهتمام بقطاعات الإنتاج الحقيقية في بلد يذخر بموارد طبيعية هائلة في الزراعة بشقيها، وكان محتماً أن يصاب الاقتصاد السوداني بالمرض الهولندي المعروف لأن من بيدهم امر إدارة الاقتصاد تجاهلوا تلك النصائح ليس لعدم معرفة بتبعات ذلك، فمن بينهم خبراء اقتصاديون مرموقون، ولكن لأن مشكلة الاقتصاد السوداني في عهد الحكم الحالي لم يكن يدار بأولويات وحسابات اقتصادية، بل غلبت عليها الأجندة السياسية وحسابات الربح السياسي القصير الأمد، واستخدامها في إطالة عمر الحكم، على حساب المعالجات الاقتصادية العلمية طويلة الأثر.
وأما الأمر الثاني المتعلق بهذه الإجراءات الأخيرة، فهو أنها لا تكشف سوى عن تشخيص جزئي وتقدم بالتالي علاجاً جزئياً لأمراض مستفحلة في جسد الاقتصاد الوطني لن تكفي وحدها مهما بلغت نجاعتها في إخراجه من ورطته، وفي الواقع فإن أزمة النقد الأجنبي وانهيار قيمة العملة الوطنية لا تمثل سوى جانب واحد وعرض واحد من أعراض متلازمة الأمراض التي أصابت الاقتصاد السوداني وتوشك أن تقعده، فالأزمة التي تواجه اقتصادنا اليوم أكبر وأعمق من أن تعالج ببضعة إجراءات مجزأة هنا وهناك، ولا شيء أسوأ من التعاطي مع هذه القضية الخطيرة بعقلية الهروب إلى الأمام بمعالجات مبتسرة ومفتقرة إلى الرؤية الشاملة وبعد النظر في حقيقة الأزمة، والتشخيص الشامل لكل علل الاقتصاد السوداني الحالية.
ومظاهر وأعراض هذه الأزمة أكثر من أن تحصر، فالجهود التي بدأت لانهاض الزراعة بشقيها النباتي والحيواني تفادياً للاعتماد على مورد النفط وحده، وتحريك قطاعات الاقتصاد السوداني المختلفة باستغلال موارد البلاد الضخمة، لا تزال متعثرة ولم تقدم أية نتائج مبشرة حتى الآن وتنتظرها سنوات طويلة وعمل خلاق لتثمر، ولست هنا بصدد تقييم هذه الجهود ولكن أشير فقط إلى أن التقرير الصادر بشأن النهضة الزراعية اتسم بقدر كبير من الشفافية والاعتراف بجوانب القصور، ولكن ذلك وحده ليس كافياً لأن الأسباب التي أدت إلى ذلك لا تزال قائمة، والأمر أيضاً لا يتعلق بإجراءات جزئية لمخاطبتها، بل يتعلق بطبيعة نهج وسياسات وإدارة الحكومة للشأن الاقتصادي مما يجعل أية محاولة للقفز عليه غير ممكنة ما لم تتم مراجعة جذرية للنهج والسياسات الحالية.
وخذ عندك قطاع الاستثمار، فقد كشفت اجتماعات المجلس الأعلى للاستثمار الأخيرة عن حجم تخلف السودان في جذب الاستثمارات الخارجية إلا لقطاعات محدودة، بينما لا يزال جذب الاستثمار الأجنبي في قطاعات الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والصناعي بعيد المنال، وقد غشيت حالة الشفافية المفاجئة أيضاً هذه الاجتماعات التي أوسع فيها كبار المسؤولين الحكوميين وعلى رأسهم الرئيس البشير نفسه أوضاع هذا القطاع المتواضعة نقداً لاذعاً، وشهد اعترافات نادرة بالبيئة الطاردة للاستثمار على الرغم من الأطر القانونية النظرية التي تشجع على ذلك، ولعل أكثر الحقائق إيلاماً التي تكشفت هي أن الدول العربية الغنية التي كان من المؤمل أن تكون صاحبة النصيب الأوفر في توفير التمويلات الضخمة التي يحتاجها القطاع الزراعي السوداني قد فضلت بدائل أخرى في أقاصي شرق آسيا، لأن أحجية «السودان سلة غذاء العالم» لم تعد تقنع أحداً في بلد لا تزال حكومتها عاجزة عن توفير بيئة صديقة للاستثمار الأجنبي، وقد قال وزير خارجية إحدى الدول الخليجية ذات يوم عندما شهد في الخرطوم قبل سنوات قلائل مؤتمراً يدعو للاستثمار الزراعي ، إنه منذ كان في المدرسة الابتدائية يسمع عن حكاية « سلة الغذاء» هذه، وقد أصبح وزيراً لا يزال يسمع هذه الأسطوانة المشروخة. والسؤال هو كيف للسودان أن يصبح سلة غذاء لغيره، وهو عاجز عن أن يصبح سلة غذاء لنفسه؟.
ولعل المفارقة الطريفة في إجراءات الحد من الاستيراد أنها استثنت ما سمته بـ «السلع الغذائية والقمح والسكر والسلع الاستهلاكية الضرورية للمواطنين»، وهي تشكل جانباً مقدراً من فاتورة الاستيراد السنوية، وتشير التقارير الرسمية إلى أن فاتورة استيراد السلع الغذائية في النصف الأول فقط لهذا العام بلغت ملياري دولار، إذاً فما الذي يمكن أن تحققه معالجة جزئية للحد من استيراد بعض السلع في ظل وضع مأزوم كهذا؟.
أما ثالثة الأثافي فهي التكلفة الباهظة للانفاق الحكومي بسبب ترهل أجهزة الحكم بلا مبرر موضوعي سوى اعتبارات التوظيف السياسي غير الراشد، وكيف لبلد يفتقر بسبب سوء الإدارة الاقتصادية، يجنح إلى خلق آلاف الوظائف الدستورية في الحكومة الاتحادية، والحكومات الولائية، لترهق كاهل الموارد المالية المحدودة للدولة، لقد كان المنطق في تبني الحكم الاتحادي أن يكون وسيلة فعالة لتحريك الإنتاج واستغلال الموارد الكامنة فإذا به يتحول إلى غول يلتهم الموارد المحدودة لتمويل الامتيازات والانفاق السياسي. ومرة أخرى غشيت كذلك حالة الشفافية النادرة بعض كبار المسؤولين الحكوميين ليقروا في مؤتمر الحكم الاتحادي الذي عقد الشهر الماضي بالنتيجة الكارثية لتسييس الحكم الاتحادي.
لقد كانت أكبر الدلائل على افتقار الحس السياسي والاقتصادي السليم حينما أقدم الحزب الحاكم عقب الانتخابات على تشكيل حكومة اتحادية بحجم غير مسبوق لم يراع بأي معيار وضع البلاد الاقتصادي فضلاً عن الكفاءة والفعالية المطلوبة لحكومة مهمتها مواجهة أخطر أجندة تواجه البلاد اقتصادياً وسياسياً، وللمقارنة فقط ودون أن نذهب بعيداً فإن أكبر وأغنى دولتين في العالم العربي لا يتجاوز عدد وزرائها ثلاثين بالمائة من حجم الحكومة السودانية.
ومن التشوهات العميقة الأثر التي يعاني منها الاقتصاد السوداني مزاحمة الدولة في تفاصيل الأنشطة الاقتصادية صغيرها وكبيرها مما جعل القطاع الخاص الحقيقي مسخاً مشوهاً موجوداً رسماً بلا دور فاعل، فعلى الرغم من أن الحكومة أعلنت رسمياً تبني سياسة التحرير الاقتصادي منذ بواكير التسعينيات، إلا أن ما يحدث فعلاً لا يعدو معنى كون أن الحكومة خرجت من الباب لتدخل من الشباك عبر شركات ومؤسسات يسيطر عليها متنفذون متحررون من القيود الحكومية ويتمتعون بامتيازات لا حصر لها، مما جعل القطاع الخاص مكبلاً في منافسة غير عادلة ولا شريفة، وشهدنا شركات شبه حكومية، بل وزارات سيادية نظامية، تسيطر على مفاصل العمل الاقتصادي، تعطي فتاتاً لمن ترضى بإدخاله في لعبتها، وهكذا أصبح الاقتصاد الفعلي يدار من خارج المؤسسات الرسمية، وحتى من داخلها، دون حسيب أو رقيب، وتحولت وزارة المالية والاقتصاد الوطني المنوط بها الولاية على المال العام، والولاية على إدارة الاقتصاد الوطني إلى متفرج، ومجرد إدارة خزانة لما ينفذ إليها من مال عام، حيث فقدت السيطرة على ولاية المال العام، وعلى إدارة العملية الاقتصادية.
ونتاج كل هذه الاختلالات في إدارة الاقتصاد الوطني من يدفع ثمنها المباشر في الواقع هو المواطن الذي ظل الغلاء المستشري منذ فترة يطحنه طحناً، والإجراءات المتخذة أخيراً سيتحمل فاتورتها المستهلك لتزيد وضعه ضغثاً على إبالة.
ما أكثر ما يمكن أن يقال في شأن الأوضاع الاقتصادية المنذرة بخطر وخيم، وحالة الهرج والمرج السياسي التي تسود البلاد لم تترك فرصة لمعتبر في تدبُّر المآلات الخطيرة للتدهور الاقتصادي، ولئن كان من الممكن أن تفلح الفهلوة وبعض الشطارة في إدارة الصراعات السياسية، فمن المؤكد أن إدارة الاقتصاد أمر مختلف تماماً لا تفلح معه حالة الإنكار ولا التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا أنصاف المواقف، ولا التمنيات، فالاقتصاد علم بدائل يقوم على معطيات موضوعية وحسابات دقيقة، وما يحتاجه السودان أكبر من انتظار تجريب المجرب، المطلوب بصراحة لمواجهة الخطر الآتي، مراجعة شاملة، وتحول جذري في نهج وسياسات وإدارة القطاع الاقتصادي.
وهذا يعني أن قد آن الأوان لأن تلتفت قيادة الدولة بجدية أكثر للشأن الاقتصادي وتوليه الاهتمام والعناية القصوى التي يستحقها لأن ذلك لم يعد ترفاً، بل أمراً بالغ الجدية يتعلق به مصير الحكم نفسه واستقرار البلاد. والمطلوب تغيير حقيقي في نهج، وسياسات، وإدارة القطاعات الاقتصادية للدولة من فريق تتوفر له القدرة والكفاءة وقبل ذلك الرؤية الثاقبة لوضع سياسات خلاقة وجريئة لتحريك وتفجير طاقات الاقتصاد السوداني الضخمة الكامنة، وإجراء جراحة للتشوهات الكثيرة التي تثقل كاهله بداية من الانفاق الحكومي المهول، وتمكين ولايته من المال العام وإدارة الاقتصاد الوطني بكفاءة ونزاهة وشفافية وعدالة.

خالد التيجاني النور
الصحافة

تعليق واحد

  1. all the governmental efforts to restructure the sudanese agricultural sector
    will fail because the goernment. t had erradicated the comptent agriculturistt
    who proved to posess awide sense of responsibility

    this why our agricultural sector is riddled through and through into many dilema.
    the answer does not lie in more investment but transparency. accountability and wide sense of responsibility are required. the current situation of sudanese economy will endanger the country estability and peace domination it b=needes brave actions to rebuilt what have been broken through the last twoenty years.

  2. والله نفس فكرتي هم كذابين وحرامية وما عندهم علاقة لا بالسياسة ولا بالاقتصاد ولا حتي بالشريعة ونحن عارفين وهم كمان عارفين وعارفننا عارفنهم طيب ما يرحمونا من التصريحات دي

  3. من كان يصدق ان التوانسة يمتلكون هذا القدر من العزيمة والشجاعة الثورية فى مقاومة الظلم و الفساد, ومن كان يصدق ان الشعب السودانى صانع الثورات اصبح مسلوب الارادة و مشلول فى احلك الظروف التى يمر بها فى تاريخه, احد الظرفاء بفتكر انو الكيزان كاتبين الشعب السودانى عند فكى مدنكل جدا, ونفس الفكى ماسك ملف اوكامبو.

  4. نعم أخى خالد….فالقادم أسوأ بكل تأكيد.
    ولذلك ندعو الشعب السودانى قاطبة للثورة لإسترداد حقوقة المسلوبة ومن أجل وقف التقسيم القادم ….ومن أجل كسب لقمة عيشٍ كريمة………….ونهديه قصيدة الشاعر عمر الفرا ومطلعها

    ثور ….
    تحزم .. واشعل التنور
    ثور

    ثور
    وصلها لعين الشمس
    ثورة من الجحيم تفور
    ثور
    الشهاده بالوطن تعني ..
    بدايتنا بطريق النور
    ثور
    اجبر عالكسر.. يجبر
    بعون الله .. الكسر مجبور
    فجِّر كل شرايينك
    ولا تمضي العمر ناطور
    تجذر بالأرض شجرة
    ولا تبقى جنح عصفور
    الموت أهون .. ألف نوبه
    من العيشه بوطن مقهور
    خسارة للي ما يدري
    بأي لحظه لزوم يثور
    زلزلها تهز القاع
    ودمر كل حديد السور
    تعلمنا بتواريخ البشر.. كلهم
    العصابة تنتهي بجولة
    وعلى طول الشعب منصور
    ثور..
    ثور
    ثور
    يا مستعمر أرض بلادي
    كل شي تغير
    كل شي تحول
    لاتحلم برجوع الماضي
    غير الطلقه ….لا تتأمل
    أرض بلادي
    ملك أولادي
    ملك الحنطه
    وملك المنجل
    غلط وجودك فوق ترابي
    غلطك تاريخي .. من الاول
    جيتك … ترى جيتك
    أنا جيتك ….
    ما تعرفني شلون
    بأي شكل .. بأي لون
    نوبه تلقاني بسيارة
    ونوبه تلقاني بطيارة
    ونوبه جني بوسط البحر
    تزيا من زي البحارة
    ونوبه تلقاني .. بالسوق
    تعاود تلقاني .. بالحارة
    بصفارة إنذار .. اطلعلك
    بالزمور .. بضو الشارة
    اطلعلك .. من تحت فراشك
    اطلعلك .. من بين اضراسك
    اطلعلك .. من وردة جوري
    من شوكة .. بتين الصبارة
    من المركب ..
    من رمل بلادي
    من حمولة تهرب أمجادي
    من تلة ..
    من سفح الوادي
    من شجرة …. وسط البيارة
    هذي حلولي
    فكر بيها .. خطط وإسرح ..
    روح تأمل
    حللها .. فكر .. على مهلك
    يا تقبلها .. أو ما تقبل
    قصتنا .. لازم ننهيها
    ولو تشلع قلبك
    ما نرحل. :

  5. Is the worst government passed on the history of the Sudan I do not think there is government in the world like where they came from us, so why keep silent, to when to change it when we were so
    Listen

  6. أخي خالد أكاد أراك ترى بعيني

    تقوية العملة الأجنبية لا تتم إلا بعودة المنهوب (9)

    خفض جيوش الدستوريين إلى 1/10

    إيقاف الفساد بداية بالمسئولين و عائلاتهم

    و كل هدا لايتم في ظل هذا النظام

    اللهم لا نسأل رد القضاء و لكن نسألك اللطف فيه

    تخريمة: مرفعين ولا بحرسو غنم

  7. يجب علي الحكومه ان تعرف ان للحليم غضبه طال الامد علي وعودكم يا حكومه دولة الظلم مهما طال الزمن الي زوال ودوام الحال من المحال هنالك ناس يموتون من الجوع يجب الرافه بهم اغلب منسوبي الحكومه في نعيم ولا يهمهم الا بناء العمارات وركوب السيارات ونسوا واجباتهم التي بها كسبوا ما هم فيه من نعيم زيادة الاسعار والظرائب الطاهظه يا ما اسقطت حكومات البشير كلامه كلام ساكت ويا كمون ابشر بالروي او بالوعد يا كمون واللبيب بالاشاره يفهم

  8. fuck omar hassan ahamed albashir and fuck all people work in gevernment of sudan for ever we are coming soon to cjange sitution in sudan by any wat tell to make bomb in avery where in khartoum
    yes we can

  9. الكاتب/ خالد التيجاني النور
    كلام جميل، بس يا كاتبنا الهمام هذا النظام (المؤتمر الوطني) قائم أصلاً على شراء الذمم وتمكين منسوبيه من اللغف والفساد فيه أمر من صميم وأصيل في تكوينه

    كيف لنا أن نسأل شخص ما من أن يعيد تشكيل جيناته الوراثية لكي نتمكن حصرها في أحد أعضائه ثم نطلب منه بعد ذلك بترها؟:rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes:
    (؟) (؟) (؟)

  10. لكل شىءٍ أوان ولكل أمرٍ تحت الارض زمن يا أهل الانقاذ تذكرو بان سيعطى يوم الحساب لم تستطتعون إفلت من الشعب مهما طالة الزمن

  11. إلى حكومة جمهورية السودان الحالية (حكومة البشير وعصابته)

    انا —— ما عافية ليكم الى يوم الدين الضريبة التي تؤخذ مني عنوة في جهاز المغتربين والزكاة التي تؤخذ مني ولا أدري بأي وجه حق وبناء على شنو.، وما هي الخدمات التي اتلقاها او تتلقاها اسرتي في السودان مقابل هذه الضرائب وأقول لكم تدخل عليكم بالساحق والماحق والبلا المتلاحق…..:امين"

  12. واحده بتقول لزوجها يا حبيبي شايف القمر ؟ ……. قالها شايفو
    قالتلو :ريحة سرقاتكم واصلاهو

  13. هذه الحكومة لن ترحم المواطن ابدا ولو بقيت مئة عام
    وهذه الحكومة التى بلغ بها الغرور ان تؤكد بان الشعب لن يخرج فى مظاهرات

    ان غرور الحكومة هو اول مسمار فى نعشها

  14. كلامك جميل ومنطقي وسمح تب وبيدخل في اللحم الحي …. لكن المصيبة الكبرى أن الحكومة اتخذت من سكوت الشارع السوداني ذريعة وفرصة مناسبة لتمرير ماتريد وما تشاء وكل من يعارض فهو بالنسبة لها عميل او مأجور مدعوم من الخارج … غضبة الشارع التونسي جعلت رئيسه يستغنى عن كم هائل من وزرائه ومستشاريه ويخاطب الشعب مباشرة احساسا بحق الشعب في توضيح وتبيان غضبه … ولكننا في السودان للأسف نحس ونجد ان الرئيس – الذي يحكمنا غضبا عنا – كأنه لم يأتي من اجل هذا الشعب وان خطابه الاول والذي جاء به للحكم قد عفى عنه الدهر وشرب وذلك بعد ان ذاق نعمة العيش الرغد والزواج الثاني وهلم جراء وهو واتباعه … كيف يعقل أن يصرح وزير المالية بكل سخف وعبط أن الشعب قد تفهم هذه الزيادات ولذلك لم يثور … كيف لشخص مثل هذا أن يكون وزيرا للمالية وهو بهذا الفهم …. هو وصل بنا النفاق لهذه الدرجة واذا كان رئيس الجمهورية فعلا قد جاء من اجل هذا الشعب فلينزل للشارع ويعيش الواقع المر لكي يرى بأمم اعينه معاناة الناس ومدى غضبهم وسخطهم على هذه الحمومة والدعاء عليه وعلى من معه ومهما طال الزمن فان دعوة المظلوم مستجابة اللهم آمين.

  15. وتيوس تدفع الثمن

    حيث تحولت هذه الأنظمة إلى نسخ كربونية متشابهة والاختلاف أحياناً في الدرجة وليس في النوع. وبغض النظر عما ستطور وتؤول إليه الأحداث فمن الظاهر أن تحولاً بنيوياً عميقاً بدأ يطفو على السطح فيما يسمى بالوطن بعد عقود من الطغيان والفساد والنهب المنظم لموارد الدول وتفشي الاستبداد السياسي،,,,,

    بعد عقود من الاستبداد الشمالي العروبي والاستئثار بكل مقدرات السودان لصالح الطغم والزمر العسكرية المتوالية وإهمال متعمد للجنوب الغني بالنفط والثروات ونقل أحدث التقارير أن البشير قد أود في حساب في بنك لويدز البريطاني ما قيمته تسعة مليارات من عائدات النفط السوداني، وهذه هي أولى حلقات التفسخ في السودان، فالمسبحة، وما دام أنها كرّت فستطال قريباً، وبرعاية دولية، دارفور، وجبال النوبة، وطالما أن هذه الأنظمة القروسطية المستبدة لا تستأمن أي شيء بما فيه أوطانها وأبنائها وغير مؤهلة لإدارة دول بمفهومها الحديث لكنها بارعة في إدارة أنظمة القبائل والعشائر والعائلات والبطون والأفخاذ وغيرها من الأنماط ما قبل سياسية.

    الحاكم المستبد ونهاية الخضوع

    هل يصحو التاريخ العربي من غفوته الطويلة تحت الأقدام الثائرة والبطون الجائعة والعقول الراجحة ليعيد للإنسان كرامته المسلوبة وحقوقه الإنسانية الضائعة ?في الجزائر وتو نس وآن يرث السودانيون التوئم محبة الوطن الأم ويعم السلام ولنسطّر لأولادنا صفحة جديدة من الحضارة الانسانية بعد معاناة طويلة ابتدات بمرض الرسول ورفض عمرإعطائه ورقة وقلم ( ليملي شيئاً) بل ا تهمه بالهلوسة وسكرات الموت ونفذ مطامعه وفرض خلافة ابو بكر واخذها لنفسه فيما بعد وصحا المسلمين على الدماء المراقة في حروب الردة اراقها الحاكم المستبد تحت راية الاسلام وهكذا ابتدأ
    التاريخ العربي باسغلال الدين ….
    وهؤلاء كانوا يبيعون الولاية والشعب معاً باسم الخلافة الاسلامية وكان الحاكم يتفنن في اسلوب القمع والارهاب وسرقة الناس وحتى يومنا هذا التاريخ يعيد نفسه اجتماعيا وسياسيا

    متى سيدرك السفله ان الدين لله و الوطن للجميع.

  16. * يا بلد *

    سريت في الدروب الناجعة الطالعة أعالي

    خشيت دايرة الضغط البشري العالي

    لقيت الغايب عاد زن ولدا راكب المهر الرايح غادي

    بي شوقو البيهو ما مخليهو لي ارض

    القبش المشقوقة ترابا

    شوق لي حواريها وريحة بنوتا واصرابا

    والعسكر عسكر وباسم الوطني أتعسكر في محرابا

    وحرامية اتلموا معاهو

    أول مرة العسكر الوطني يبقي حرامي

    بلداً ممكون بالبيها ، يصبح قانون النهب العلني

    والحاكم فيها حراميها …………

  17. من اجمل المقالات التى قراتها مؤخرا فى الشان الاقتصادى و السياسى خاصة ان الذى كتبها محسوب على الجبهة الاسلامية سابقا اما الان فلا ادرى المهم المقال رائع رائع و جاء واضحا بدون لف او دوران و مزيد من المقالات الهادفة

  18. حكومة ذكية جداً عرفت الوقت المناسب لاعلان الزيادات الا وهو موعد انفصال الجنوب عن الشمال وذلك لان المواطن الشمالي سيحس ان هذه الزيادات ضريبة الانفصال وهو على اتم استعداد للتضحية كثمن التخلص من عبء الجنوبيين وحتى لا يشمت فيه مواطن الدولة الوليده لذلك الكل يريد ان يثبت ان كلو يهون في سبيل الوطن الخالص من الجنوبيين وان انفصال الجنوب لن يؤثر في الشمال.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..